عدد المقالات 164
غالباً ما ينظر الموظفون إلى أعمالهم نظرة تقليدية، فهي تدور حول عدد محدود من المكاتب والمسؤولين والفرص. وأن المهام التي يجب إنجازها محددة ومتكررة، مما يولد لديهم شعوراً أنه ليس هناك وقت للإبداع، فيعملون في جو يخيم عليه الملل والروتين، حالمين بعطلات نهاية الأسبوع سعيدة وممتعة. دعونا نغير هذه النظرة ونغوص عميقاً في عوالم الإبداع. الإبداع في العمل بشكل عام نوع شائق من المغامرة وخوض تجارب غير محددة النتائج، مما قد يجعل بعض الناس يتردد في المضي فيها، خاصة إذا كان ذلك يعني أنهم قد يفشلون في تحقيق المراد، فالخوف من المجهول غريزة فينا جميعاً. إن تطبيق التفكير الإبداعي في حياتنا العملية اليومية سيمكننا من تحقيق نتائج أكثر فائدة. الإبداع في مكان العمل هو للجميع بغض النظر عن موقعهم في المؤسسة. فما هي الفوائد الرئيسية لتعزيز الإبداع في مكان العمل ؟ • الإبداع يبني عملاً جماعياً أفضل: الإبداع يُلهم الموظفين للعمل مع بعضهم بعضاً، حيث تُشجع العملية الإبداعية على التعاون. فقد تحتاج الشركات إلى تشجيع عقلية التعلم المستمر لتشجيع الموظفين على البحث عن معلومات جديدة وتجربة طرق مختلفة للقيام بالأشياء. فالعديد من الأفكار الفريدة قد تأتي من شخص واحد ولكنها تُصقل من قبل فريق عمل لتصبح متكاملة وقابلة للتطبيق. • الإبداع يزيد قدرة المؤسسة على الاحتفاظ بالمواهب: عندما يتم تشجيع الإبداع في مواقع العمل، يكون الموظفون أكثر رضاً عن وظائفهم ويلتزمون بالبقاء مخلصين للشركة والعمل على نجاحها. فهو يشعروهم بالانتماء والثقة في قيادتهم و يدفعهم إلى مزيدٍ من الإبداع و التمكين. • الإبداع يزيد من حل المشكلات: مع القدرة على التفكير بشكل خلاق وخارج الصندوق، من المرجح أن يتوصل الموظفون إلى حلول فريدة ومبتكرة للعقبات التي يواجهونها. يمكن أن يؤدي هذا التوق في حل المشاكل إلى طرق جديدة لإنجاز المهام ويجعل إدارة أعمال أكثر كفاءة. كيف يستطيع القادة تعزيز الإبداع في بيئة العمل ؟ يتساءل الكثير من القادة الشغوفين بالإبداع عن كيفية تعزيزه في بيئة عمل تواجه تحديات مثل: ازدحام المهام والمسؤوليات، ومحدودية الوقت والموارد. يبحثون عن إجابة للسؤال: كيف يمكن للقائد أن يهيئ مناخاً يفضي إلى التفكير الإبداعي وحل المشكلات؟ لأكثر من عقدين، بحثت تيريزا أمابيل ( Teresa M. Amabile) ورفاقها في العلاقة بين بيئة العمل والإبداع وحددت ست ممارسات للقيادة والإدارة تعزز الإبداع في مكان العمل تتوافق مع ملاحظات العديد من الباحثين الآخرين ومستشاري الإبداع. وهذه الممارسات الست تتمثل في: 1. التحدي الفكري: زود الأفراد بالخبرات الصحيحة لحل المشكلات، أي بالتجارب والخبرات التي توسع مداركهم الفكرية فيما يطلق عليه « التحدي الفكري «. 2. حرية اختيار الوسائل والتكتيكات: يميل الموظفون إلى أن يكونوا أكثر إبداعاً عندما يُمنحون حرية اختيار الطريقة الأفضل لتحقيق هدف معين. بمعنى آخر، يمكن للقادة تحديد الأهداف، ولكن يجب أن يعود الأمر لأعضاء الفريق لتحديد كيفية تحقيقها. 3. توفير الموارد المناسبة للإبداع: الوقت والمال هما موارد مهمة لتعزيز بيئة الإبداع. يُعدْ تحديد مقدار الوقت والمال الذي يجب منحه لفريق أو مشروع أمرا صعبا ؛ والحكم بالنجاح أو الفشل بناءً عليه يصبح أكثر صعوبة. فقد تكون الموارد داعمة أو معيقة للإبداع. في بعض الظروف، يؤدي تحديد موعد نهائي إلى إثارة التفكير الإبداعي؛ لأنه يمثل تحديا إيجابيا، ولكن يجب الانتباه إلى المواعيد النهائية الوهمية، سواء كانت قريبة جداً أو غير واقعية أو غير محددة بشكل معقول، يمكن أن تخلق عدم الثقة وتبعث على الإرهاق. 4. اختيار فرق عمل فعّالة: من المرجح أن تكون فرق العمل مبدعة عندما تجد الدعم المناسب، وعندما تملك تنوعاً في الخلفيات والاتجاهات ووجهات النظر. عندما يحدث التلاقح المتبادل للأفكار، تتضافر وجهات النظر المختلفة لتحقق حلولاً مبتكرة للمشاكل. قد يقل الجدال والنقاش في الفرق المتجانسة ولكنها غالبًا ما تكون أقل إبداعًا. تساهم الخبرة والحدس والمهارات اللطيفة في الحصول على فريق عمل متكامل المهارات والقدرات. 5. الإشراف الإيجابي المستمر: الخطوة الأكثر تأثيرا التي يمكن أن يتخذها القائد لإيجاد حل مبتكر للمشكلات هي توفير وتطوير بيئة عمل آمنة تشجع الموظفين على التفكير بحرية. وهذا يشمل اتاحة الفرصة لتحدي الافتراضات والمسلمات والحق في الاختلاف مع القائد. إذا لم يشعر الناس بالأمان؛ فسوف يقومون بتبنٍ غير مدروس أو غير واعي لأفكار قادتهم، بغض النظر عن صحتها من عدمها. أضف إلى ذلك ؛ إن الثناء الحسن وإظهار التقدير العلني على العمل الإبداعي أمران مهمان للاستمرارية والمحافظة على شعلة الابداع. يجب أن يشعر الموظفون بأن عملهم مهم للمنظمة؛ لذا واحدة من أهم أدوار القائد أن يبعث رسائل توكيدية وتشجيعية تدعم التفكير الإبداعي، ناهيك عن ممارسة مسؤولة في تقييم الأفكار الإبداعية بسرعة بدلاً من إخضاعها إلى عملية مراجعة بطيئة للغاية. 6. الدعم المؤسسي: من أجل تعزيز الإبداع على نطاق واسع، يجب أن يُدعم من قبل المؤسسة بأكملها ومن المسؤول المباشر. يجب على القادة تشجيع تبادل المعلومات والتعاون، مما يؤدي إلى تطوير الخبرة اللازمة للإبداع والمزيد من الفرص للدوافع الذاتية. ينبغي على القادة أيضاً مساعدة المبدعين والمبتكرين في تنفيذ أفكارهم و مشاريعهم بدلاً من خوض معارك سياسية وبذل جهودٍ مضنية في دهاليز السياسة المفرطة. أخيراً، تذكر أيها القائد أنه في بيئة تغلب عليها الشخصنة، قد يتردد المبدع من تقديم اقتراحات أو مبادرات خشية من تعارضها مع خط معين في المنظمة. Hussain.alsayed@illaftrain.co.uk
القراء الكرام... تحدثنا في مقالين سابقين عن خطوات لبناء ثقافة الولاء الوظيفي. واليوم نستكمل هذه الخطوات بالحديث عن تأثير هذه الخطوات على الموظفين وتعزيز ولائهم الوظيفي. فمن خلال تطبيق هذه النظرية في المؤسسات، يتضح أن...
تحدثنا في مقالنا السابق حول المرحلة الأولى لبناء ثقافة الولاء الوظيفي، واليوم نستكمل هذه الخطوات بالحديث عن المرحلة الثانية والثالثة المرحلة الثانية: التوجيه والتدريب – تأصيل القيم وتعزيز الانتماءبعد الانتهاء من مقابلات التوظيف واختيار المرشح...
يُعد الولاء الوظيفي إحدى الركائز الأساسية التي تضمن استقرار المؤسسات ونجاحها على المدى الطويل. فهو لا يقتصر على الالتزام بالوظيفة أو البقاء في المنظمة فحسب، بل يشمل التفاني في العمل والإيمان العميق برسالة المؤسسة وأهدافها....
يعرّف الوعي العاطفي على أنه القدرة على التعرف على مشاعرك وفهم تأثيراتها. الأشخاص الذين يمتلكون هذه القدرة يمكنهم تحديد المشاعر التي يشعرون بها في لحظة معينة وفهم أسبابها، بالإضافة إلى فهم الروابط بين عواطفهم وأفكارهم...
تطوير الذكاء العاطفي يُعد مفتاحًا أساسيًا لتحسين الأداء المهني وتعزيز العلاقات القوية داخل بيئة العمل. ووفقًا لغولمان، فإن الأشخاص الذين يمتلكون ذكاءً عاطفيًا مرتفعًا يتمتعون بقدرة أكبر على التفاعل بمرونة مع الآخرين، اتخاذ قرارات أفضل،...
يُعد الذكاء العاطفي (Emotional Intelligence) من العوامل الأساسية التي تساهم في نجاح الأفراد في بيئات العمل المعاصرة. فبفضل هذه المهارة، يمكن للفرد أن يبني علاقات مهنية قوية ويحقق تفاعلًا فعّالًا مع زملائه، مما يعزز الأداء...
في إحدى الدراسات الحديثة، تم اختيار 50 موظفًا خضعوا لتدريب خاص على الوعي العاطفي استنادًا إلى منهج دي بونو لمدة 8 أسابيع. وخلال هذه الفترة، أُجريت اختبارات تقييمية لقياس قدرة الموظفين على حل المشكلات الجماعية،...
يُعد الذكاء العاطفي (Emotional Intelligence) من العوامل الأساسية التي تساهم في نجاح الأفراد في بيئات العمل المعاصرة. فبفضل هذه المهارة، يمكن للفرد أن يبني علاقات مهنية قوية ويحقق تفاعلًا فعّالًا مع زملائه، مما يعزز الأداء...
تطور الأجيال روابط عاطفية قوية بالأحداث والتجارب التكوينية التي تؤثر على كيفية رؤيتهم لأنفسهم وللعالم من حولهم. وكما شهد جيل الألفية Millennials في الشرق الأوسط، السابق للجيل Z، مجموعة من الأحداث المهمة والتجارب الفريدة، فقد...
لقد أَحدَث الجيل z تغييرات جوهرية في عالم التعليم والعمل. نشأ هذا الجيل في عصر رقمي بالكامل، مما أثّر على توقعاتهم وطرائق تعاملهم مع التعليم والعمل بصورة كبيرة. إليك بعض الطرائق التي غَيّر بها الجيل...
يمثل جيل زد ( Gen Z) أو الجيل الذي ولد بين منتصف التسعينيات ومنتصف العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، شريحة اجتماعية مؤثرة في تشكيل المستقبل، فهذا الجيل نشأ في بيئة رقمية متسارعة التغير، حيث...
التحفيز يعد أحد المحركات الأساسية لأداء الموظفين وولائهم في بيئات العمل. على الرغم من أن هناك نوعين رئيسيين من التحفيز: التحفيز الداخلي والخارجي، إلا أن النقاش المستمر بينهما يدور حول أي منهما يعزز الولاء الفعلي...