عدد المقالات 164
في إحدى الدراسات الحديثة، تم اختيار 50 موظفًا خضعوا لتدريب خاص على الوعي العاطفي استنادًا إلى منهج دي بونو لمدة 8 أسابيع. وخلال هذه الفترة، أُجريت اختبارات تقييمية لقياس قدرة الموظفين على حل المشكلات الجماعية، بالإضافة إلى تعزيز مهاراتهم في التعبير عن المشاعر بطريقة منظمة. أظهرت النتائج أن 85% من المشاركين استطاعوا تحسين مهاراتهم في التعبير عن مشاعرهم بشكل منظم، وهو ما ساهم في تسهيل النقاش البناء وتبادل الأفكار بشكل أعمق. هذا التحسن في القدرة على التعبير أدى بدوره إلى تعزيز التواصل الفعّال، حيث لوحظ زيادة بنسبة 72% في فعالية التواصل بين أعضاء الفرق. علاوة على ذلك، لاحظ الباحثون زيادة بنسبة 67% في تحسين فعالية العمل الجماعي، ما يعكس التأثير المباشر للتدريب على الوعي العاطفي في تعزيز التعاون بين أعضاء الفريق. وبالإضافة إلى ذلك، ارتفعت نسبة اتخاذ القرارات الدقيقة بنسبة 40%، مما يدل على التحسن الواضح في قدرة الفرق على اتخاذ قرارات ناجحة ومدروسة. خلاصة القول، إدراك تأثير المشاعر على التفكير واتخاذ القرارات هو جوهر الوعي العاطفي في نظر إدوارد دي بونو. حيث تُعتبر هذه المهارة من الأساسيات التي تساهم في تحسين الأداء الفردي والجماعي، سواء في الحياة الشخصية أو في بيئات العمل. فمن خلال تعلم هذه المهارة، يمكن للأفراد أن يصبحوا أكثر قدرة على التحكم في عواطفهم واتخاذ قرارات عقلانية وفعّالة. التفاعل العاطفي في بيئة العمل: كيف يؤثر على الأداء الجماعي يُعتبر التفاعل العاطفي بين الأفراد عنصرًا حيويًا يساهم بشكل مباشر في تعزيز الأداء الجماعي وتحقيق أهداف المؤسسة. إذ تتجلى أهمية التفاعل العاطفي في قدرة الأفراد على التواصل بفعالية وفهم مشاعر الآخرين والتفاعل مع التحديات بمرونة. ووفقًا للعديد من الدراسات في مجال علم النفس التنظيمي، يُظهر الأفراد الذين يمتلكون قدرة عالية على التفاعل العاطفي بشكل إيجابي نتائج أفضل على مستوى الأداء الجماعي. وفي هذا السياق، يضيف غولمان أن القدرة على التفاعل العاطفي تلعب دورًا محوريًا في تعزيز الرفاه النفسي والمهني للفرد، وهو ما ينعكس إيجابيًا على الأداء الجماعي. ووفقًا له، يتمكن القادة الذين يتقنون فن التفاعل العاطفي من تحفيز فرقهم، مما يؤدي إلى نتائج أكثر إبداعًا وابتكارًا. بالإضافة، يربط هذا الأمر بكفاءات الذكاء العاطفي، مثل مهارات التواصل الفعّال، وإدارة المشاعر الشخصية والاجتماعية، التي تمكّن الأفراد من العمل معًا في انسجام. أظهرت دراسة أُجريت في عام 2014 ونُشرت في Academy of Management Journal بعنوان «دور الذكاء العاطفي في أداء الفرق» أن التفاعل العاطفي بين أعضاء الفريق له تأثير بالغ على الأداء الجماعي. شملت الدراسة 120 موظفًا من مختلف الصناعات، وأظهرت النتائج أن الفرق التي يتمتع أعضاؤها بمستويات عالية من الذكاء العاطفي استطاعت تحسين التعاون، وتعزيز فعالية التواصل، واتخاذ قرارات أكثر دقة في بيئة العمل. وأظهرت الدراسة أيضًا أن الذكاء العاطفي، سواء على المستوى الفردي أو الجماعي، يعزز قدرة الأفراد على التعامل مع الصراعات بمرونة أكبر، ويزيد من قدرتهم على التعاطف مع زملائهم. هذا التفاعل يؤدي إلى بيئة عمل أكثر إنتاجية وتعاونًا. في المقابل، الفرق التي تفتقر إلى الوعي العاطفي أو تعاني من تفاعلات عاطفية سلبية تشهد تراجعًا في أدائها الجماعي، نتيجة لسوء الفهم، وضعف التواصل، وازدياد الصراعات. تعتبر هذه النتائج دليلًا على أن التفاعل العاطفي المحسن يمكن أن يُسهم بشكل كبير في تحسين الأداء الجماعي، ويظهر أهمية تطوير الذكاء العاطفي داخل فرق العمل لتحقيق النجاح المستدام في المؤسسات. في الختام تطوير الذكاء العاطفي يعد خطوة أساسية لتحسين الأداء المهني وبناء علاقات قوية في بيئة العمل. من خلال تبني مهارات الوعي الذاتي، إدارة العواطف، التحفيز الذاتي، والمهارات الاجتماعية، يمكن للأفراد تحسين تفاعلهم مع الآخرين، اتخاذ قرارات أفضل، والتعامل مع الضغوط بشكل أكثر فعالية. توصيات أخيرة: تخصيص وقت للتفكير في مشاعرك لتعزيز الوعي الذاتي، استخدام تقنيات التنفس لإدارة العواطف وضبط ردود الأفعال، تحديد أهداف واضحة للتحفيز الذاتي والاحتفال بالإنجازات الصغيرة، بالإضافة إلى تطوير مهارات الاستماع الفعّال والقدرة على تقديم الدعم للأخرين. هذه الممارسات تسهم في بناء علاقات مهنية قوية، مما يعزز الأداء العام ويخلق بيئة عمل أكثر توازناً ونجاحاً. @hussainhalsayed
القراء الكرام... تحدثنا في مقالين سابقين عن خطوات لبناء ثقافة الولاء الوظيفي. واليوم نستكمل هذه الخطوات بالحديث عن تأثير هذه الخطوات على الموظفين وتعزيز ولائهم الوظيفي. فمن خلال تطبيق هذه النظرية في المؤسسات، يتضح أن...
تحدثنا في مقالنا السابق حول المرحلة الأولى لبناء ثقافة الولاء الوظيفي، واليوم نستكمل هذه الخطوات بالحديث عن المرحلة الثانية والثالثة المرحلة الثانية: التوجيه والتدريب – تأصيل القيم وتعزيز الانتماءبعد الانتهاء من مقابلات التوظيف واختيار المرشح...
يُعد الولاء الوظيفي إحدى الركائز الأساسية التي تضمن استقرار المؤسسات ونجاحها على المدى الطويل. فهو لا يقتصر على الالتزام بالوظيفة أو البقاء في المنظمة فحسب، بل يشمل التفاني في العمل والإيمان العميق برسالة المؤسسة وأهدافها....
يعرّف الوعي العاطفي على أنه القدرة على التعرف على مشاعرك وفهم تأثيراتها. الأشخاص الذين يمتلكون هذه القدرة يمكنهم تحديد المشاعر التي يشعرون بها في لحظة معينة وفهم أسبابها، بالإضافة إلى فهم الروابط بين عواطفهم وأفكارهم...
تطوير الذكاء العاطفي يُعد مفتاحًا أساسيًا لتحسين الأداء المهني وتعزيز العلاقات القوية داخل بيئة العمل. ووفقًا لغولمان، فإن الأشخاص الذين يمتلكون ذكاءً عاطفيًا مرتفعًا يتمتعون بقدرة أكبر على التفاعل بمرونة مع الآخرين، اتخاذ قرارات أفضل،...
يُعد الذكاء العاطفي (Emotional Intelligence) من العوامل الأساسية التي تساهم في نجاح الأفراد في بيئات العمل المعاصرة. فبفضل هذه المهارة، يمكن للفرد أن يبني علاقات مهنية قوية ويحقق تفاعلًا فعّالًا مع زملائه، مما يعزز الأداء...
يُعد الذكاء العاطفي (Emotional Intelligence) من العوامل الأساسية التي تساهم في نجاح الأفراد في بيئات العمل المعاصرة. فبفضل هذه المهارة، يمكن للفرد أن يبني علاقات مهنية قوية ويحقق تفاعلًا فعّالًا مع زملائه، مما يعزز الأداء...
تطور الأجيال روابط عاطفية قوية بالأحداث والتجارب التكوينية التي تؤثر على كيفية رؤيتهم لأنفسهم وللعالم من حولهم. وكما شهد جيل الألفية Millennials في الشرق الأوسط، السابق للجيل Z، مجموعة من الأحداث المهمة والتجارب الفريدة، فقد...
لقد أَحدَث الجيل z تغييرات جوهرية في عالم التعليم والعمل. نشأ هذا الجيل في عصر رقمي بالكامل، مما أثّر على توقعاتهم وطرائق تعاملهم مع التعليم والعمل بصورة كبيرة. إليك بعض الطرائق التي غَيّر بها الجيل...
يمثل جيل زد ( Gen Z) أو الجيل الذي ولد بين منتصف التسعينيات ومنتصف العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، شريحة اجتماعية مؤثرة في تشكيل المستقبل، فهذا الجيل نشأ في بيئة رقمية متسارعة التغير، حيث...
التحفيز يعد أحد المحركات الأساسية لأداء الموظفين وولائهم في بيئات العمل. على الرغم من أن هناك نوعين رئيسيين من التحفيز: التحفيز الداخلي والخارجي، إلا أن النقاش المستمر بينهما يدور حول أي منهما يعزز الولاء الفعلي...
تحدثنا في مقالين سابقين حول النظريات السلوكية في التحفيز، واليوم حديثنا ينصب حول النظريات المعرفية والعملية 2. النظريات المعرفية والنظرية العملية Cognitive and Process Theories (1960s–1980s) • نظرية التوقع (1964) Expectancy Theory تُعتبَر نظرية التوقع...