alsharq

حسين حبيب السيد

عدد المقالات 164

5 خطوات لبناء ثقافة الولاء الوظيفي (3)

06 سبتمبر 2025 , 11:00م

القراء الكرام... تحدثنا في مقالين سابقين عن خطوات لبناء ثقافة الولاء الوظيفي. واليوم نستكمل هذه الخطوات بالحديث عن تأثير هذه الخطوات على الموظفين وتعزيز ولائهم الوظيفي. فمن خلال تطبيق هذه النظرية في المؤسسات، يتضح أن التحفيز المستمر من خلال التقدير والمكافآت يمكن أن يعزز من شعور الموظف بالإنجاز ويدفعه لتقديم أفضل ما لديه. تشير الدراسات إلى أن التقدير والمكافآت يلعبان دورًا حاسمًا في تعزيز الرضا الوظيفي والولاء لدى الموظفين. وفقًا لمقال نشرته صحيفة «فاينانشال تايمز» في ديسمبر 2024، أظهرت التحليلات أن الموظفين في قطاعي المالية والتأمين في المملكة المتحدة، الذين يتمتعون بأعلى مستويات الرضا الوظيفي، يتقاضون أعلى متوسط للرواتب يبلغ 85,538 جنيهًا إسترلينيًا سنويًا. ومع ذلك، فإن الجوانب غير المالية، مثل الثناء والتقدير، تلعب دورًا حاسمًا أيضًا. فقد أظهرت البيانات أن الاعتراف المنتظم بجهود الموظفين يمكن أن يقلل من نوايا البحث عن وظائف جديدة بنسبة 33 %. بالإضافة إلى ذلك، أظهرت شركات مثل «JetBlue» التي تستخدم برامج التقدير زيادة في احتفاظ الموظفين، مما يثبت أن الإيماءات البسيطة للتقدير يمكن أن تعزز معنويات مكان العمل وتقلل من تكاليف دوران الموظفين. بالإضافة إلى ذلك، أظهرت دراسة تطبيقية حول تأثير سياسة الحوافز على الرضا الوظيفي للعاملين في قطاع الطفولة المبكرة أن الحوافز المادية والمعنوية تؤثر بشكل كبير على مستوى الرضا الوظيفي. حيث جاء تأثير الحوافز المادية بدرجة مرتفعة بمتوسط حسابي 3.94، بينما كان تأثير الحوافز المعنوية بمتوسط حسابي 4.10. هذا يشير إلى أن التقدير والاعتراف بالجهود المبذولة، سواء كان ذلك ماديًا أو معنويًا، يعزز من رضا الموظفين ويدفعهم لبذل المزيد من الجهد في العمل. ومن الجدير بالذكر أن الجمع بين الحوافز المادية والمعنوية يخلق بيئة عمل إيجابية تدعم الابتكار والالتزام، مما يؤدي إلى تحسين الأداء العام للمؤسسة. المرحلة الرابعة: التفاعل والمشاركة – خلق بيئة تواصل مفتوحة وداعمة تعتبر مرحلة التفاعل والمشاركة من العناصر الحيوية في تعزيز الولاء الوظيفي، حيث إن وجود قنوات تواصل مفتوحة بين الموظفين والإدارة يسهم بشكل كبير في بناء بيئة عمل قائمة على التعاون والتفاهم، مما ينعكس إيجابيًا على التزام الموظفين وارتباطهم بالمؤسسة. ووفقًا لنظرية القيادة التحويلية (Transformational Leadership) التي طورها باس، يعد التواصل الفعّال من العناصر الجوهرية التي تُعزز من التفاعل بين القائد والموظف، وبالتالي تساعد في تحقيق التزام الموظفين تجاه المؤسسة. القادة الذين يتبنون هذه النظرية لا يقتصر دورهم على إصدار الأوامر أو متابعة تنفيذ المهام، بل يسعون إلى إشراك الموظفين في عملية اتخاذ القرارات، مما يمنحهم شعورًا بالمسؤولية ويعزز مشاركتهم الفعّالة في تحديد مسار المؤسسة. في هذا السياق، يشير الخبراء إلى أن بيئة العمل التي تشجع الموظفين على التعبير عن آرائهم ومقترحاتهم بحرية تعزز بشكل كبير من انتمائهم وولائهم، إذ يشعرون بأنهم جزء أساسي في تحقيق التغيير داخل المؤسسة. أحد المفاهيم المهمة هنا هو «التفاعل الثنائي الاتجاه»، الذي يعنى بتبادل المعلومات والملاحظات بين الموظفين والإدارة بشكل مستمر، مما يسهم في تحسين الأداء العام من خلال التغذية الراجعة الفعّالة. عند تبني بيئة عمل تتصف بالانفتاح والمرونة، يُمكن للمؤسسات تحقيق الشفافية وتعزيز الثقة بين الموظفين والإدارة. إذ لا يُشجع هذا النوع من التفاعل على الابتكار والإبداع فقط، بل يساعد الموظفين أيضًا في التعرف على مدى تطور المؤسسة نحو تحقيق أهدافها، مما يعزز الولاء المؤسسي. على سبيل المثال، يمكن أن نرى هذه الممارسات في شركة «ساوث ويست إيرلاينز» (Southwest Airlines)، التي تعتبر من الشركات الرائدة في تبني أسلوب القيادة التحويلية والتفاعل المستمر مع موظفيها. في ساوث ويست، يتبنى القادة نهجًا يشجع الموظفين على المساهمة في اتخاذ القرارات، ويخلقون بيئة تواصل مفتوحة وشفافة. أحد الأمثلة الواضحة على ذلك هو «اجتماعات الأبطال» (Champion Meetings) التي تُعقد بانتظام بين القادة والموظفين في ساوث ويست، حيث يتم تبادل الأفكار والمقترحات والتحديات بشكل مباشر. تُشجِّع هذه الاجتماعات الموظفين على التعبير عن آرائهم والمشاركة في تطوير إستراتيجيات الشركة. كما يتم استخدام التغذية الراجعة من الموظفين لتحسين العمليات والخدمات، مما يعزز ثقافة الابتكار والتحسين المستمر. تساهم هذه المبادرات في تعزيز شعور الموظفين بأنهم جزء أساسي من نجاح الشركة، ويشعرون بالمسؤولية تجاه أهدافها. هذه البيئة من التفاعل الثنائي الاتجاه تعزز الولاء المؤسسي والابتكار، وتساعد الشركة في الحفاظ على مكانتها الرائدة في صناعة الطيران. @hussainhalsayed

5 خطوات لبناء ثقافة الولاء الوظيفي (2)

تحدثنا في مقالنا السابق حول المرحلة الأولى لبناء ثقافة الولاء الوظيفي، واليوم نستكمل هذه الخطوات بالحديث عن المرحلة الثانية والثالثة المرحلة الثانية: التوجيه والتدريب – تأصيل القيم وتعزيز الانتماءبعد الانتهاء من مقابلات التوظيف واختيار المرشح...

5 خطوات لبناء ثقافة الولاء الوظيفي (1)

يُعد الولاء الوظيفي إحدى الركائز الأساسية التي تضمن استقرار المؤسسات ونجاحها على المدى الطويل. فهو لا يقتصر على الالتزام بالوظيفة أو البقاء في المنظمة فحسب، بل يشمل التفاني في العمل والإيمان العميق برسالة المؤسسة وأهدافها....

الوعي العاطفي: المفتاح لفهم الذات واتخاذ قرارات أكثر فاعلية في العمل

يعرّف الوعي العاطفي على أنه القدرة على التعرف على مشاعرك وفهم تأثيراتها. الأشخاص الذين يمتلكون هذه القدرة يمكنهم تحديد المشاعر التي يشعرون بها في لحظة معينة وفهم أسبابها، بالإضافة إلى فهم الروابط بين عواطفهم وأفكارهم...

أسرار لتطوير الذكاء العاطفي وتحقيق التفوق المهني

تطوير الذكاء العاطفي يُعد مفتاحًا أساسيًا لتحسين الأداء المهني وتعزيز العلاقات القوية داخل بيئة العمل. ووفقًا لغولمان، فإن الأشخاص الذين يمتلكون ذكاءً عاطفيًا مرتفعًا يتمتعون بقدرة أكبر على التفاعل بمرونة مع الآخرين، اتخاذ قرارات أفضل،...

ظاهرة الذكاء العاطفي في بيئة العمل

يُعد الذكاء العاطفي (Emotional Intelligence) من العوامل الأساسية التي تساهم في نجاح الأفراد في بيئات العمل المعاصرة. فبفضل هذه المهارة، يمكن للفرد أن يبني علاقات مهنية قوية ويحقق تفاعلًا فعّالًا مع زملائه، مما يعزز الأداء...

دراسات وأبحاث حول الذكاء العاطفي في بيئات العمل (2)

في إحدى الدراسات الحديثة، تم اختيار 50 موظفًا خضعوا لتدريب خاص على الوعي العاطفي استنادًا إلى منهج دي بونو لمدة 8 أسابيع. وخلال هذه الفترة، أُجريت اختبارات تقييمية لقياس قدرة الموظفين على حل المشكلات الجماعية،...

ظاهرة الذكاء العاطفي في بيئة العمل (1)

يُعد الذكاء العاطفي (Emotional Intelligence) من العوامل الأساسية التي تساهم في نجاح الأفراد في بيئات العمل المعاصرة. فبفضل هذه المهارة، يمكن للفرد أن يبني علاقات مهنية قوية ويحقق تفاعلًا فعّالًا مع زملائه، مما يعزز الأداء...

ما تعرف عن جيل «زد» ؟ (3)

تطور الأجيال روابط عاطفية قوية بالأحداث والتجارب التكوينية التي تؤثر على كيفية رؤيتهم لأنفسهم وللعالم من حولهم. وكما شهد جيل الألفية Millennials في الشرق الأوسط، السابق للجيل Z، مجموعة من الأحداث المهمة والتجارب الفريدة، فقد...

ما تعرف عن جيل « زد « ؟ (2)

لقد أَحدَث الجيل z تغييرات جوهرية في عالم التعليم والعمل. نشأ هذا الجيل في عصر رقمي بالكامل، مما أثّر على توقعاتهم وطرائق تعاملهم مع التعليم والعمل بصورة كبيرة. إليك بعض الطرائق التي غَيّر بها الجيل...

ما تعرف عن جيل «زد» ؟ (1)

يمثل جيل زد ( Gen Z) أو الجيل الذي ولد بين منتصف التسعينيات ومنتصف العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، شريحة اجتماعية مؤثرة في تشكيل المستقبل، فهذا الجيل نشأ في بيئة رقمية متسارعة التغير، حيث...

التحفيز الداخلي أم الخارجي: أيهما مفتاح الولاء الحقيقي؟

التحفيز يعد أحد المحركات الأساسية لأداء الموظفين وولائهم في بيئات العمل. على الرغم من أن هناك نوعين رئيسيين من التحفيز: التحفيز الداخلي والخارجي، إلا أن النقاش المستمر بينهما يدور حول أي منهما يعزز الولاء الفعلي...

كيف أصنع بيئة عمل محفزة؟ (3)

تحدثنا في مقالين سابقين حول النظريات السلوكية في التحفيز، واليوم حديثنا ينصب حول النظريات المعرفية والعملية 2. النظريات المعرفية والنظرية العملية Cognitive and Process Theories (1960s–1980s) • نظرية التوقع (1964) Expectancy Theory تُعتبَر نظرية التوقع...