عدد المقالات 163
يعرّف الوعي العاطفي على أنه القدرة على التعرف على مشاعرك وفهم تأثيراتها. الأشخاص الذين يمتلكون هذه القدرة يمكنهم تحديد المشاعر التي يشعرون بها في لحظة معينة وفهم أسبابها، بالإضافة إلى فهم الروابط بين عواطفهم وأفكارهم وأفعالهم، بما في ذلك ما يقولونه. كما يدركون كيف تؤثر مشاعرهم على أدائهم، ويسمحون لأنفسهم بأن يسترشدون بما يشعرون به من خلال قيمهم الشخصية. إدوارد دي بونو (Edward de Bono) هو أستاذ في علم النفس ومؤلف معروف، يُعتبر من أبرز المفكرين في مجال التفكير الإبداعي. قدّم في إطار نظرياته مفهوم «التفكير الجانبي» (Lateral Thinking)، الذي يُعتبر أحد أبرز أساليبه لتعزيز التفكير الإبداعي وحل المشكلات بطرق غير تقليدية. أما بالنسبة لمفهوم الوعي العاطفي (Emotional Awareness) في فكر دي بونو، فإنه يتعدى مجرد التعرف على المشاعر. بل يشمل القدرة على إدراك كيفية تأثير هذه المشاعر على التفكير والسلوك، ومن ثم التحكم فيها. يُعتبر الوعي العاطفي جزءًا من عملية التفكير المنظم، التي تساعد الأفراد على اتخاذ قرارات عقلانية ومتوازنة بعيدًا عن تأثير العواطف الطارئة. ووفقًا لدي بونو، فإن الأفراد الذين يتمتعون بوعي عاطفي قوي قادرون على الفصل بين العواطف والقرارات العقلانية، مما يعزز قدرتهم على اتخاذ قرارات أكثر توازنًا وفعالية في مختلف المواقف. أما الأسس التي يبني عليها دي بونو مفهوم الوعي العاطفي، فهي تشمل: 1. التفكير الإبداعي: يرى دي بونو أن الوعي العاطفي جزء لا يتجزأ من التفكير الإبداعي. فالأفراد الذين يمتلكون القدرة على التعرف على مشاعرهم وتحليلها أثناء عملية التفكير يمكنهم توظيف تلك المشاعر لصالحهم في اتخاذ القرارات وحل المشكلات. تُشير دراسة نشرت في ResearchGate إلى أن الذكاء العاطفي يُعد مفتاحًا للوصول إلى الإبداع الإداري في المنظمات، حيث يُسهم في تعزيز التفكير الإبداعي واتخاذ قرارات مبتكرة. الأشخاص الذين يمتلكون مستوى عاليا من الوعي العاطفي قادرون على استخدام مشاعرهم بشكل إيجابي لتعزيز الإبداع، مما يُمكنهم من اتخاذ قرارات أكثر تنوعًا وابتكارًا. 2. التفكير من خلال القبعات الست: يُعد نموذج القبعات الست الذي ابتكره دي بونو من أشهر الأدوات التي تساعد على التفكير المنظم. ففي هذا النموذج، يُشجع الأفراد على التفكير من خلال وجهات نظر متعددة لموضوع أو مشكلة معينة. واحدة من القبعات هي «قبعة العاطفة» (Red Hat)، التي تشجع الأفراد على التعبير عن مشاعرهم بشكل واضح وواقعي. إذ تساعد هذه الممارسات في تعزيز الوعي العاطفي من خلال السماح للأفراد بالاعتراف بمشاعرهم ومشاعر الآخرين عند اتخاذ القرارات. والفائدة الكبرى لهذا النموذج تكمن في مساعدة الأفراد على التفاعل مع مواقفهم العاطفية بشكل موضوعي بدلاً من السماح لها بالتأثير سلبًا على قراراتهم. 3. التحكم في العواطف: وفقًا لدي بونو، فإن الوعي العاطفي يُمكن الأفراد من التعرف على عواطفهم في الوقت الفعلي، مما يساعدهم على اتخاذ قرارات مدروسة بشأن كيفية إدارة هذه العواطف في سياقات مختلفة، مثل العمل أو الحياة الاجتماعية. البحث الذي أجرته جامعة كولومبيا البريطانية أظهر أن الأشخاص الذين يمتلكون وعيًا عاطفيًا قويًا قادرون على التحكم في استجاباتهم العاطفية، وبالتالي يتمكنون من تحسين أدائهم في المواقف المتوترة مثل الاجتماعات أو التفاعلات اليومية مع الزملاء. 4. التعامل مع التوتر والضغط: الأفراد الذين يتمتعون بوعي عاطفي جيد يستطيعون التعامل مع التوتر والضغط بشكل أكثر فاعلية. من خلال القدرة على التعرف على مشاعر القلق أو التوتر في الوقت الفعلي، يمكنهم اتخاذ خطوات ملموسة للتعامل معها بدلاً من السماح لها بالتأثير على أدائهم. تشير دراسة نُشرت في مجلة Journal of Occupational Health Psychology إلى أن الأفراد الذين يمارسون الوعي العاطفي يمتلكون مهارات متقدمة في التعامل مع ضغوط العمل. إذ يتيح لهم هذا الوعي الحفاظ على هدوئهم واتخاذ قرارات أكثر حكمة في الظروف العصيبة. يرى إدوارد دي بونو أن الوعي العاطفي يعد أمرًا بالغ الأهمية في بيئات العمل الحديثة. فعندما يتمكن الأفراد من فهم مشاعرهم والتعرف على كيفية تأثير تلك المشاعر على تفكيرهم وأدائهم، يصبحون قادرين على: • التعامل مع الضغوط بشكل أكثر فاعلية. • اتخاذ قرارات مدروسة بناءً على عقلانية، وليس فقط ردود الفعل العاطفية. • تحسين علاقاتهم مع الزملاء، حيث إن الفهم الأفضل للمشاعر يسهم في تواصل أفضل وأقل توترًا. @hussainhalsayed
تحدثنا في مقالنا السابق حول المرحلة الأولى لبناء ثقافة الولاء الوظيفي، واليوم نستكمل هذه الخطوات بالحديث عن المرحلة الثانية والثالثة المرحلة الثانية: التوجيه والتدريب – تأصيل القيم وتعزيز الانتماءبعد الانتهاء من مقابلات التوظيف واختيار المرشح...
يُعد الولاء الوظيفي إحدى الركائز الأساسية التي تضمن استقرار المؤسسات ونجاحها على المدى الطويل. فهو لا يقتصر على الالتزام بالوظيفة أو البقاء في المنظمة فحسب، بل يشمل التفاني في العمل والإيمان العميق برسالة المؤسسة وأهدافها....
تطوير الذكاء العاطفي يُعد مفتاحًا أساسيًا لتحسين الأداء المهني وتعزيز العلاقات القوية داخل بيئة العمل. ووفقًا لغولمان، فإن الأشخاص الذين يمتلكون ذكاءً عاطفيًا مرتفعًا يتمتعون بقدرة أكبر على التفاعل بمرونة مع الآخرين، اتخاذ قرارات أفضل،...
يُعد الذكاء العاطفي (Emotional Intelligence) من العوامل الأساسية التي تساهم في نجاح الأفراد في بيئات العمل المعاصرة. فبفضل هذه المهارة، يمكن للفرد أن يبني علاقات مهنية قوية ويحقق تفاعلًا فعّالًا مع زملائه، مما يعزز الأداء...
في إحدى الدراسات الحديثة، تم اختيار 50 موظفًا خضعوا لتدريب خاص على الوعي العاطفي استنادًا إلى منهج دي بونو لمدة 8 أسابيع. وخلال هذه الفترة، أُجريت اختبارات تقييمية لقياس قدرة الموظفين على حل المشكلات الجماعية،...
يُعد الذكاء العاطفي (Emotional Intelligence) من العوامل الأساسية التي تساهم في نجاح الأفراد في بيئات العمل المعاصرة. فبفضل هذه المهارة، يمكن للفرد أن يبني علاقات مهنية قوية ويحقق تفاعلًا فعّالًا مع زملائه، مما يعزز الأداء...
تطور الأجيال روابط عاطفية قوية بالأحداث والتجارب التكوينية التي تؤثر على كيفية رؤيتهم لأنفسهم وللعالم من حولهم. وكما شهد جيل الألفية Millennials في الشرق الأوسط، السابق للجيل Z، مجموعة من الأحداث المهمة والتجارب الفريدة، فقد...
لقد أَحدَث الجيل z تغييرات جوهرية في عالم التعليم والعمل. نشأ هذا الجيل في عصر رقمي بالكامل، مما أثّر على توقعاتهم وطرائق تعاملهم مع التعليم والعمل بصورة كبيرة. إليك بعض الطرائق التي غَيّر بها الجيل...
يمثل جيل زد ( Gen Z) أو الجيل الذي ولد بين منتصف التسعينيات ومنتصف العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، شريحة اجتماعية مؤثرة في تشكيل المستقبل، فهذا الجيل نشأ في بيئة رقمية متسارعة التغير، حيث...
التحفيز يعد أحد المحركات الأساسية لأداء الموظفين وولائهم في بيئات العمل. على الرغم من أن هناك نوعين رئيسيين من التحفيز: التحفيز الداخلي والخارجي، إلا أن النقاش المستمر بينهما يدور حول أي منهما يعزز الولاء الفعلي...
تحدثنا في مقالين سابقين حول النظريات السلوكية في التحفيز، واليوم حديثنا ينصب حول النظريات المعرفية والعملية 2. النظريات المعرفية والنظرية العملية Cognitive and Process Theories (1960s–1980s) • نظرية التوقع (1964) Expectancy Theory تُعتبَر نظرية التوقع...
تحدثنا في مقالنا السابق عن أساسيات ومفاهيم حول التحفيز، واليوم حديثنا يمتد إلى النظريات السلوكية في التحفيز 2. النظريات السلوكية Behavioral Theories (1920s–1940s) • الإشراط الكلاسيكي (Classical Conditioning) تُعَتَّبَر نظرية الإشراط الكلاسيكي من أهم النظريات...