alsharq

حسين حبيب السيد

عدد المقالات 163

5 خطوات لبناء ثقافة الولاء الوظيفي (1)

23 أغسطس 2025 , 10:44م

يُعد الولاء الوظيفي إحدى الركائز الأساسية التي تضمن استقرار المؤسسات ونجاحها على المدى الطويل. فهو لا يقتصر على الالتزام بالوظيفة أو البقاء في المنظمة فحسب، بل يشمل التفاني في العمل والإيمان العميق برسالة المؤسسة وأهدافها. فالموظف المخلص يُسهم بشكل فعّال في تعزيز الإنتاجية وتحقيق استدامة الأعمال، كما يقلل من معدلات التوظيف المتكرر ويُساعد في بناء سمعة المؤسسة كوجهة مفضلة للعمل. يبدأ بناء الولاء من خلال تأسيس قيم ومبادئ واضحة تُترجم إلى ثقافة مؤسسية قوية. فالقيم التي تؤمن بها المؤسسة يجب أن تكون متوافقة مع تطلعات الموظفين وتُشعرهم بأنهم جزء من شيء أكبر. وعندما يشعر الموظف بأن مؤسسته تلتزم بالشفافية وتقدير الموظفين والعدالة، يصبح الولاء لدى الموظف أمرًا طبيعيًا. كما تتغلغل هذه القيم في كافة جوانب العمل بدءًا من التعيين، مرورًا بالتدريب والتطوير، وصولًا إلى كيفية التعامل مع التحديات اليومية. وفقًا لخبير القيادة جيم كولينز (James C. Collins) في كتابه من جيد إلى عظيم (Good to Great)، يعتبر الولاء والتزام الموظفين جزءًا أساسيًا من النجاح المؤسسي، حيث إن «الناس المناسبين في الأماكن المناسبة» هم من يبنون بيئة عمل مبنية على الثقة والاحترام المتبادل، مما يساهم في تعزيز الولاء المؤسسي. سؤال مهم : متى تبدأ عملية بناء الولاء الوظيفي ؟ الولاء الوظيفي لا يُبنى في مرحلة واحدة أو من خلال إجراءات قصيرة، بل هو عملية مستمرة تتطلب التفاعل المستمر بين الموظف والمؤسسة. يبدأ الولاء منذ اللحظة الأولى لتعيين الموظف، ويستمر من خلال برامج التدريب والتطوير والتحفيز، بالإضافة إلى بيئة العمل الداعمة التي تعزز شعور الموظف بالانتماء. وعندما يرى الموظف التزام المؤسسة بتطويره وبناء علاقات قائمة على الاحترام والشفافية، يصبح أكثر استعدادًا للاستمرار في تقديم أفضل أداء له حتى في الأوقات الصعبة. المرحلة الأولى: التوظيف والتعيين – الأسس الأولية لتعزيز الولاء الوظيفي تعد مرحلة التوظيف والتعيين من أهم المراحل التي تساهم في بناء الولاء الوظيفي على المدى الطويل. فعملية التوظيف لا تقتصر على اختيار موظفين لأداء مهام معينة، بل هي فرصة تساعد المؤسسة على بناء علاقة قوية مبنية على الولاء والالتزام مع موظفيها تجاه أهدافها. في هذه المرحلة، لا يتوقف الأمر على المهارات والكفاءات فقط، بل يشمل أيضًا توافق القيم الشخصية والاحتياجات النفسية للموظف مع ثقافة المؤسسة. تعتبر نظرية التوافق بين الشخص والمحيط (Person-Environment Fit Theory ) التي قدمها بويل لاوتون (Powell Lawton) من الأساسيات لفهم العلاقة بين الموظف وبيئة العمل. وفقًا لهذه النظرية، يشعر الموظف بالانخراط الفعّال والولاء للمؤسسة عندما تتوافق أهدافه الشخصية مع قيم بيئة العمل وأهدافها. فعندما تتماشى قيم الموظف مع قيم المؤسسة مثل النزاهة والابتكار، يشعر الموظف بالانتماء والارتباط العاطفي بالمؤسسة، مما يعزز ثقافة الثقة المتبادلة. كذلك، إذا شعر الموظف بأن أسلوبه في العمل يتوافق مع ثقافة المؤسسة، يزداد تحفيزه للعمل المستمر والإبداعي، مما يقلل من شعوره بالاغتراب ويعزز استمراره في العمل. لتحقيق ذلك، يجب على المؤسسات أن تركز على اختيار مرشحين تتماشى قيمهم الشخصية مع قيم المؤسسة، بالإضافة إلى توفير فرص مستمرة لتطوير مهارات الموظفين بما يتناسب مع أهداف المؤسسة. بمعنى آخر، يجب على المؤسسات أن تركز على إجراء مقابلات توظيف لا تقتصر فقط على تقييم المهارات الفنية، بل أيضًا على قياس مدى توافق القيم الشخصية للمرشحين مع قيم المؤسسة. ومن الضروري أن تتم عملية التعيين بشفافية وعدالة، مع التأكد من أن الموظف سيحظى بفرص تدريب وتطوير مستمرة تتماشى مع طموحاته الشخصية والمهنية. @hussainhalsayed

5 خطوات لبناء ثقافة الولاء الوظيفي (2)

تحدثنا في مقالنا السابق حول المرحلة الأولى لبناء ثقافة الولاء الوظيفي، واليوم نستكمل هذه الخطوات بالحديث عن المرحلة الثانية والثالثة المرحلة الثانية: التوجيه والتدريب – تأصيل القيم وتعزيز الانتماءبعد الانتهاء من مقابلات التوظيف واختيار المرشح...

الوعي العاطفي: المفتاح لفهم الذات واتخاذ قرارات أكثر فاعلية في العمل

يعرّف الوعي العاطفي على أنه القدرة على التعرف على مشاعرك وفهم تأثيراتها. الأشخاص الذين يمتلكون هذه القدرة يمكنهم تحديد المشاعر التي يشعرون بها في لحظة معينة وفهم أسبابها، بالإضافة إلى فهم الروابط بين عواطفهم وأفكارهم...

أسرار لتطوير الذكاء العاطفي وتحقيق التفوق المهني

تطوير الذكاء العاطفي يُعد مفتاحًا أساسيًا لتحسين الأداء المهني وتعزيز العلاقات القوية داخل بيئة العمل. ووفقًا لغولمان، فإن الأشخاص الذين يمتلكون ذكاءً عاطفيًا مرتفعًا يتمتعون بقدرة أكبر على التفاعل بمرونة مع الآخرين، اتخاذ قرارات أفضل،...

ظاهرة الذكاء العاطفي في بيئة العمل

يُعد الذكاء العاطفي (Emotional Intelligence) من العوامل الأساسية التي تساهم في نجاح الأفراد في بيئات العمل المعاصرة. فبفضل هذه المهارة، يمكن للفرد أن يبني علاقات مهنية قوية ويحقق تفاعلًا فعّالًا مع زملائه، مما يعزز الأداء...

دراسات وأبحاث حول الذكاء العاطفي في بيئات العمل (2)

في إحدى الدراسات الحديثة، تم اختيار 50 موظفًا خضعوا لتدريب خاص على الوعي العاطفي استنادًا إلى منهج دي بونو لمدة 8 أسابيع. وخلال هذه الفترة، أُجريت اختبارات تقييمية لقياس قدرة الموظفين على حل المشكلات الجماعية،...

ظاهرة الذكاء العاطفي في بيئة العمل (1)

يُعد الذكاء العاطفي (Emotional Intelligence) من العوامل الأساسية التي تساهم في نجاح الأفراد في بيئات العمل المعاصرة. فبفضل هذه المهارة، يمكن للفرد أن يبني علاقات مهنية قوية ويحقق تفاعلًا فعّالًا مع زملائه، مما يعزز الأداء...

ما تعرف عن جيل «زد» ؟ (3)

تطور الأجيال روابط عاطفية قوية بالأحداث والتجارب التكوينية التي تؤثر على كيفية رؤيتهم لأنفسهم وللعالم من حولهم. وكما شهد جيل الألفية Millennials في الشرق الأوسط، السابق للجيل Z، مجموعة من الأحداث المهمة والتجارب الفريدة، فقد...

ما تعرف عن جيل « زد « ؟ (2)

لقد أَحدَث الجيل z تغييرات جوهرية في عالم التعليم والعمل. نشأ هذا الجيل في عصر رقمي بالكامل، مما أثّر على توقعاتهم وطرائق تعاملهم مع التعليم والعمل بصورة كبيرة. إليك بعض الطرائق التي غَيّر بها الجيل...

ما تعرف عن جيل «زد» ؟ (1)

يمثل جيل زد ( Gen Z) أو الجيل الذي ولد بين منتصف التسعينيات ومنتصف العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، شريحة اجتماعية مؤثرة في تشكيل المستقبل، فهذا الجيل نشأ في بيئة رقمية متسارعة التغير، حيث...

التحفيز الداخلي أم الخارجي: أيهما مفتاح الولاء الحقيقي؟

التحفيز يعد أحد المحركات الأساسية لأداء الموظفين وولائهم في بيئات العمل. على الرغم من أن هناك نوعين رئيسيين من التحفيز: التحفيز الداخلي والخارجي، إلا أن النقاش المستمر بينهما يدور حول أي منهما يعزز الولاء الفعلي...

كيف أصنع بيئة عمل محفزة؟ (3)

تحدثنا في مقالين سابقين حول النظريات السلوكية في التحفيز، واليوم حديثنا ينصب حول النظريات المعرفية والعملية 2. النظريات المعرفية والنظرية العملية Cognitive and Process Theories (1960s–1980s) • نظرية التوقع (1964) Expectancy Theory تُعتبَر نظرية التوقع...

كيف أصنع بيئة عمل محفزة؟ (2)

تحدثنا في مقالنا السابق عن أساسيات ومفاهيم حول التحفيز، واليوم حديثنا يمتد إلى النظريات السلوكية في التحفيز 2. النظريات السلوكية Behavioral Theories (1920s–1940s) • الإشراط الكلاسيكي (Classical Conditioning) تُعَتَّبَر نظرية الإشراط الكلاسيكي من أهم النظريات...