alsharq

حسين حبيب السيد

عدد المقالات 164

التحفيز الداخلي أم الخارجي: أيهما مفتاح الولاء الحقيقي؟

24 مايو 2025 , 10:35م

التحفيز يعد أحد المحركات الأساسية لأداء الموظفين وولائهم في بيئات العمل. على الرغم من أن هناك نوعين رئيسيين من التحفيز: التحفيز الداخلي والخارجي، إلا أن النقاش المستمر بينهما يدور حول أي منهما يعزز الولاء الفعلي والمستدام للمؤسسة. لذلك، سنستعرض في هذا القسم من المقال الفرق بين هذين النوعين من التحفيز ونذكر بعض الآراء العلمية والعملية حول أي منهما هو الأكثر تأثيرًا على الولاء المؤسسي. يشير التحفيز الداخلي إلى الدوافع التي تنشأ من داخل الشخص نفسه، مثل الرغبة في تحقيق الذات، والرضا الشخصي عن العمل، والتحدي الذاتي. يعتقد العديد من الخبراء أن التحفيز الداخلي يعد من أقوى أشكال التحفيز التي تقود إلى ولاء مستدام، حيث ان الأفراد الذين يشعرون بالانخراط العميق في مهامهم ويدركون قيمة أعمالهم يصبحون أكثر ارتباطًا بأهداف المؤسسة. وفي هذا السياق، توضح دراسة دانيال بينك (Daniel Pink) في كتابه «Drive: The Surprising Truth About What Motivates Us» أن التحفيز الداخلي يتضمن ثلاثة عوامل رئيسية: الاستقلالية، والإتقان، والهدف. ويشير بينك إلى أن الموظفين الذين يتمتعون بالاستقلالية في اتخاذ قراراتهم، والفرص لتطوير مهاراتهم، والقدرة على ربط مهامهم بهدف أكبر يتسمون بمستوى أعلى من التحفيز والولاء. من ناحية أخرى، أظهرت أبحاث الخبير تيد روبرتسون (Ted Robertson) أن التحفيز الداخلي يعزز الإبداع ويشجع على التفكير النقدي بين الموظفين، مما يؤدي إلى تحسين الأداء وزيادة الولاء المؤسسي. لذلك، فإن التحفيز الداخلي يعزز الإبداع والابتكار ويخلق شعورًا بالإنجاز والرضا الشخصي، بالإضافة إلى تعزيز العلاقة العاطفية والالتزام تجاه المؤسسة. أما التحفيز الخارجي فيتمثل في الحوافز الملموسة التي تُمنح للموظفين، مثل المكافآت المالية، العلاوات، الترقية، أو حتى الاعتراف العام بإنجازاتهم، ويُعد أداة فعالة لتحقيق نتائج سريعة في تحسين الأداء وزيادة الحوافز قصيرة الأجل. أظهرت الدراسات أن لهذا النوع من التحفيز فوائد واضحة، مثل تعزيز الأداء الفوري وجذب الموظفين الجدد ورفع الروح المعنوية من خلال الحوافز الملموسة. ومع ذلك، تشير الأبحاث إلى محدودية تأثيره على الولاء المؤسسي على المدى الطويل؛ فقد أشارت الدراسة إلى أن الحوافز المادية تُحسن الأداء الفوري لكنها لا تعزز الالتزام طويل الأمد، حيث يمكن أن يؤدي الاعتماد المفرط على الحوافز الخارجية إلى «الملل» أو «التعب النفسي» إذا لم تُصاحبها تحديات جديدة. كما دعمت دراسة عالم النفس جون تيرنر (John Turner) هذا الرأي، حيث أظهرت أن المكافآت الخارجية تساهم في الأداء قصير الأجل لكنها لا تبني نفس درجة الارتباط العاطفي مع المؤسسة مثلما يفعل التحفيز الداخلي. إن الجمع بين التحفيز الداخلي والخارجي بشكل متوازن هو الأنسب. ففي حين أن التحفيز الخارجي يمكن أن يكون أداة فعالة لتحفيز الموظفين وزيادة أدائهم في الأجل القصير، فإن التحفيز الداخلي هو العنصر الذي يبني الولاء الحقيقي والعلاقات المستدامة مع الموظفين. دور القادة في إشعال الحماس: كيف تصبح القائد الذي يتبعه فريقه بشغف؟القائد المؤثر هو الذي يستطيع تحويل المهام اليومية إلى رحلة ملهمة نحو هدف أسمى. هذا النوع من القيادة يشعل الحماس في نفوس الفريق ويعزز شعورهم بالارتباط بمعنى أعمق للعمل. عندما يدرك الموظفون أن عملهم ليس مجرد وظيفة، بل مساهمة ملموسة في تحقيق إنجازات كبرى، يرتفع لديهم الشعور بالشغف والالتزام. ويُعد التقدير الشخصي أحد أقوى الأدوات لتحفيز الفرق. خلاصة القول، لإشعال الحماس في فرق العمل، يحتاج القائد إلى رؤية واضحة ومُلهمة، تقدير صادق يُبرز قيمة الأفراد، تمكين مستمر يعزز الإبداع، وتواصل فعّال يبني الثقة. بهذه الممارسات، يتحول القائد إلى مصدر إلهام حقيقي، ويصبح فريقه أكثر التزامًا بتحقيق الأهداف المشتركة. @hussainhalsayed

5 خطوات لبناء ثقافة الولاء الوظيفي (3)

القراء الكرام... تحدثنا في مقالين سابقين عن خطوات لبناء ثقافة الولاء الوظيفي. واليوم نستكمل هذه الخطوات بالحديث عن تأثير هذه الخطوات على الموظفين وتعزيز ولائهم الوظيفي. فمن خلال تطبيق هذه النظرية في المؤسسات، يتضح أن...

5 خطوات لبناء ثقافة الولاء الوظيفي (2)

تحدثنا في مقالنا السابق حول المرحلة الأولى لبناء ثقافة الولاء الوظيفي، واليوم نستكمل هذه الخطوات بالحديث عن المرحلة الثانية والثالثة المرحلة الثانية: التوجيه والتدريب – تأصيل القيم وتعزيز الانتماءبعد الانتهاء من مقابلات التوظيف واختيار المرشح...

5 خطوات لبناء ثقافة الولاء الوظيفي (1)

يُعد الولاء الوظيفي إحدى الركائز الأساسية التي تضمن استقرار المؤسسات ونجاحها على المدى الطويل. فهو لا يقتصر على الالتزام بالوظيفة أو البقاء في المنظمة فحسب، بل يشمل التفاني في العمل والإيمان العميق برسالة المؤسسة وأهدافها....

الوعي العاطفي: المفتاح لفهم الذات واتخاذ قرارات أكثر فاعلية في العمل

يعرّف الوعي العاطفي على أنه القدرة على التعرف على مشاعرك وفهم تأثيراتها. الأشخاص الذين يمتلكون هذه القدرة يمكنهم تحديد المشاعر التي يشعرون بها في لحظة معينة وفهم أسبابها، بالإضافة إلى فهم الروابط بين عواطفهم وأفكارهم...

أسرار لتطوير الذكاء العاطفي وتحقيق التفوق المهني

تطوير الذكاء العاطفي يُعد مفتاحًا أساسيًا لتحسين الأداء المهني وتعزيز العلاقات القوية داخل بيئة العمل. ووفقًا لغولمان، فإن الأشخاص الذين يمتلكون ذكاءً عاطفيًا مرتفعًا يتمتعون بقدرة أكبر على التفاعل بمرونة مع الآخرين، اتخاذ قرارات أفضل،...

ظاهرة الذكاء العاطفي في بيئة العمل

يُعد الذكاء العاطفي (Emotional Intelligence) من العوامل الأساسية التي تساهم في نجاح الأفراد في بيئات العمل المعاصرة. فبفضل هذه المهارة، يمكن للفرد أن يبني علاقات مهنية قوية ويحقق تفاعلًا فعّالًا مع زملائه، مما يعزز الأداء...

دراسات وأبحاث حول الذكاء العاطفي في بيئات العمل (2)

في إحدى الدراسات الحديثة، تم اختيار 50 موظفًا خضعوا لتدريب خاص على الوعي العاطفي استنادًا إلى منهج دي بونو لمدة 8 أسابيع. وخلال هذه الفترة، أُجريت اختبارات تقييمية لقياس قدرة الموظفين على حل المشكلات الجماعية،...

ظاهرة الذكاء العاطفي في بيئة العمل (1)

يُعد الذكاء العاطفي (Emotional Intelligence) من العوامل الأساسية التي تساهم في نجاح الأفراد في بيئات العمل المعاصرة. فبفضل هذه المهارة، يمكن للفرد أن يبني علاقات مهنية قوية ويحقق تفاعلًا فعّالًا مع زملائه، مما يعزز الأداء...

ما تعرف عن جيل «زد» ؟ (3)

تطور الأجيال روابط عاطفية قوية بالأحداث والتجارب التكوينية التي تؤثر على كيفية رؤيتهم لأنفسهم وللعالم من حولهم. وكما شهد جيل الألفية Millennials في الشرق الأوسط، السابق للجيل Z، مجموعة من الأحداث المهمة والتجارب الفريدة، فقد...

ما تعرف عن جيل « زد « ؟ (2)

لقد أَحدَث الجيل z تغييرات جوهرية في عالم التعليم والعمل. نشأ هذا الجيل في عصر رقمي بالكامل، مما أثّر على توقعاتهم وطرائق تعاملهم مع التعليم والعمل بصورة كبيرة. إليك بعض الطرائق التي غَيّر بها الجيل...

ما تعرف عن جيل «زد» ؟ (1)

يمثل جيل زد ( Gen Z) أو الجيل الذي ولد بين منتصف التسعينيات ومنتصف العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، شريحة اجتماعية مؤثرة في تشكيل المستقبل، فهذا الجيل نشأ في بيئة رقمية متسارعة التغير، حيث...

كيف أصنع بيئة عمل محفزة؟ (3)

تحدثنا في مقالين سابقين حول النظريات السلوكية في التحفيز، واليوم حديثنا ينصب حول النظريات المعرفية والعملية 2. النظريات المعرفية والنظرية العملية Cognitive and Process Theories (1960s–1980s) • نظرية التوقع (1964) Expectancy Theory تُعتبَر نظرية التوقع...