عدد المقالات 385
نبدأ رحلتنا التوثيقية مع نساء قطر اللواتي صنعن أثراً في المجتمع، نبدأ مع المديرة الفاضلة فاطمة سعيد السلولي، ابنة مدينة الريان. حين سألتها عن العمر، أجابتني بابتسامة: «العمر مجرد رقم». درست في مدرسة النهضة التي كانت تُعرف ببساطة بأنها «في الريان»، ثم التحقت بمدرسة الدوحة الإعدادية. ما زالت تتذكر مديراتها حين كانت طالبة، وكنّ من الأخوات العربيات، إذ لم تكن هناك مديرات قطريات في ذلك الوقت. أما والدتها، الأم القطرية المثابرة والداعمة، فكانت الداعمة الأولى لها، تحضر أنشطتها المدرسية وتجلس دائماً في الصفوف الأمامية تشجعها وتفخر بها. في تلك الحقبة، كان معهد المعلمات خيارا متاحا للفتيات بعد المرحلة الإعدادية، فكان البوابة التي أمدت مدارس الدولة بأول كادر قطري نسائي في التعليم. تخرجت الأستاذة فاطمة مع زميلاتها من المعهد عام 1972، ضمن طالبات الدفعة الثالثة، وهي في السابعة عشرة من عمرها، لتبدأ رحلة عطاء طويلة. كانت تتنقل يومياً من الريان إلى الدوحة حيث يقع المعهد، وقد وفّرت وزارة المعارف حافلة لنقلهن، وسط دعم كبير من المجتمع الذي رحّب بتعليم البنات، بل واعتبره مفخرة أن تعمل بناتهم معلمات. بعد تعيينها، لم تتوقف عند شهادة المعهد، بل واصلت دراستها للحصول على الثانوية العامة بنظام ثلاث سنوات، ثم التحقت بجامعة بيروت العربية. كانت تعمل طوال العام وتدرس، ثم تسافر صيفاً إلى لبنان لتقديم الامتحانات. هذا الإصرار كان جزءاً من شخصيتها التي آمنت بأن التعليم ضرورة وأن الشهادة الجامعية ركيزة مهمة. بدأت مسيرتها العملية كإدارية (ضابطة) في الريان الجديد ثم معلمة للتربية الفنية في مدرسة النجاح. ثم بدأت مسارها القيادي وكيلةً ثم مديرةً. تنقلت بين عدة مدارس منها مدرسة أم المؤمنين الابتدائية في البدع، وعادت مديرة في مدرسة النجاح ثم مديرة مدرسة الريان الإعدادية للبنات، وأخيراً مديرة مدرسة الريان القديم الثانوية للبنات. وعلى مدى ما يقارب 35 عاماً، صنعت شبكة من العلاقات المتينة بين الطالبات والمعلمات وأولياء الأمور، كان محورها مصلحة الطالب وتعليمه. كانت الأستاذة فاطمة تتحمل مسؤولية عظيمة، خصوصاً وأن أولياء الأمور كانوا يعرفونها شخصياً ويثقون بها في الحفاظ على بناتهم. لم تكن المهمة سهلة مع أكثر من 500 طالبة في المدرسة – إذ كانت مدرسة الريان الوحيدة آنذاك – لكنها كانت حاضرة منذ الصباح، تتابع بنفسها أسباب التأخير وتقف أمام غرفة الناطور لتتأكد من انضباط الطالبات. ودخول الحصص، كانت صاحبة صوت مسموع وقرار يحظى بالاحترام ويجد التنفيذ. بفضل التزامها وحرصها، اكتسبت سمعة طيبة بين الأهالي الذين اعتبروها سبباً في نجاح بناتهم وفخرهم بهن. واليوم ترى نتاج عطائها في كل مكان، في سيدات تبوأن مواقع مهمة ومناصب مختلفة. تقول دائماً إن ميزة التعليم أن عطاءه مستمر، وإن هذا لم يكن ليتحقق لولا المعلمات المخلصات وتعاون المجتمع. رحلة فاطمة سعيد السلولي سيرة شخصية، وشهادة على مرحلة هامة في مسيرة التعليم في قطر، حين كانت بدايات تمكين المرأة تُخط بخطوات واثقة. أطال الله في عمرها وجزاها خير الجزاء على سنوات العطاء. @maryamhamadi
في مسيرة الأوطان، تبقى الأسماء والأفعال التي صنعت فرقًا شاهدة على أن العطاء بصمة تمتد في الذاكرة الجمعية لتلهم الأجيال. حين نتأمل تاريخ قطر خلال العقود الممتدة من عشرينيات القرن الماضي حتى منتصف التسعينيات (1920–...
مع انتهاء موسم الإجازات والعودة إلى المدارس، تتردد بكثرة عبارات «دوام»، وتتباين ردود الأفعال بين من يستقبلها بابتسامة متفائلة، ومن يتأفف وكأنها عبء ثقيل. كلمة صغيرة تحمل في داخلها مشاعر متباينة، فالإنسان هو الذي يحمّلها...
للألوان رمزية عميقة تتجاوز حدود الشكل لتصبح عناوين لأفكار وأزمنة. فقد ارتبطت كتب معينة بألوانها، وتحولت إلى مشاريع فكرية وسياسية غيّرت وجه التاريخ. فالكتاب الأخضر الذي أصدره معمر القذافي في سبعينيات القرن الماضي، وامتد حضوره...
التجارب الصادقة والشهادات الموثوقة هي مرآة تعكس القيم التي يقوم عليها النجاح المهني. ولذا، قدم العديد من المتخصصين خبراتهم كشهادات عالمية، تنقل المعرفة وتفتح الطريق أمام الآخرين. ومن أبرز هؤلاء جون ماكسويل، الخبير العالمي في...
هل تأملت يومًا في دلالات بعض الأسماء العالمية التي أصبحت تمثل علامات تجارية راسخة؟ في عالم التكنولوجيا، لا تحمل الأسماء مجرد طابع تسويقي، بل تعكس رؤى حضارية وفلسفات ثقافية عميقة. على سبيل المثال، يحمل اسم...
في يومٍ مقدّس من عام 1779، رست سفن الكابتن جيمس كوك على شواطئ جزر هاواي. لم يكن يدري، وهو البحّار القادم من المناطق الباردة، أنه يدخل أرضًا تقرأ الزمن بطريقة مختلفة، وتمنح القادمين من البحر...
من القصص التي وثقتها الكتب، قصة المستكشف الإيطالي كريستوفر كولومبس الذي علق مع طاقمه على سواحل جامايكا، كان ذلك في رحلته الرابعة إلى العالم الجديد، في 29 فبراير من عام 1504، بعد أن تعطلت سفنهم...
في إحدى القاعات الجامعية، عرضت أستاذة جامعية ملفًا أخضر اللون أمام طلبتها، واتفقت مسبقًا مع الجميع – باستثناء طالب واحد – على الادعاء بأن الملف لونه “أحمر”. وما إن دخل الطالب المتأخر، حتى بدأت التجربة....
على الأرجح أنك قد تلقيت من قبل رسالة عبر برنامج «موارد» تقول: «لنبنِ معًا ثقافة تقدير حقيقية في بيئة عملنا. شارك بطاقة (إشادة) شهريًا مع من يستحق، وكن شريكًا في نشر روح الامتنان والتحفيز». هل...
أشرف حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدي على وضع رؤية قطر الوطنية 2030، التي باتت مرجعًا استراتيجيًا للدولة. ولعل أبرز ما يميز تلك المرحلة هو مشروع تعزيز الهوية الوطنية،...
بالتزامن مع العمل على تقييم الموظفين نصف السنوي، هل سمعت من قبل عن “المراجعة الذاتية”؟ قد يتبادر إلى الذهن أن الأمر يرتبط بمحاسبة شخصية أو تأمل داخلي، وهذا جزء من الحقيقة، لكنه في سياق المؤسسات...
هذه المرة لديَّ مواضيع أطرحها من خلال تصوراتي عنها. ربما لديكم تصور آخر، وربما تكون موضوعاً للمناقشة في كثير من مجموعات «الواتساب» التي تحوّلت إلى منصات حوارية هادفة، بالإضافة إلى كونها وسيلة توعوية. وهذا أمر...