alsharq

حسين حبيب السيد

عدد المقالات 164

ما هي مواصفات القائد الإستراتيجي؟ (1-2)

15 فبراير 2025 , 10:16م

«من يُوجّه بوصلته نحو الأفق، يُلهم القافلة للعبور إلى المستقبل بثقة».. هكذا يمكن وصف القائد الاستراتيجي؛ فهو ليس مجرد مدير يدير يوميات المؤسسة، بل هو معمار مهندس الرؤية وصانع المستقبل. تتطلب القيادة الاستراتيجية من القائد تجاوز الأدوار التقليدية، ليتحول إلى منارة تستشرف التحديات والفرص، وتضع الخطط المدروسة لجعل المؤسسة أكثر قدرة على التكيف والتفوق في بيئة الأعمال المتغيرة. فمن خلال التفاعل مع المتغيرات والتنبؤ بالاحتياجات وبناء فرق متماسكة تلتزم بتحقيق الأهداف الكبرى، يعزز القائد الاستراتيجي من قدرة المؤسسة على تحقيق النجاح المستدام والتميّز في ميدان تنافسي لا يرحم. تُشير الدراسات إلى أن المؤسسات التي يقودها قادة يتمتعون برؤية استراتيجية واضحة تحقق نتائج أعلى من حيث النمو والاستدامة مقارنة بغيرها. فعلى سبيل المثال، أظهرت أبحاث مدونة (Harvard Business Review) أن القادة الذين يتبنون استراتيجيات مرنة ويتسمون بالابتكار يساهمون في تحسين أداء مؤسساتهم بشكل كبير. حتى في فترات الأزمات، تعتبر القيادة الاستراتيجية بمثابة فن اختيار المسار وامتلاك البصيرة وحشد الطاقات لرحلة لا تنتهي نحو التميز. لكي يكون هذا القائد ناجحاً، يجب أن يتحلى بسمات تجعل منه ملهماً ومؤثراً في رسم معالم الطريق وتحقيق الأهداف الطموحة. فهو ليس مجرد مدير للموارد وتوزيع المهام، بل رائدٌ يقود فريقه نحو رؤية واضحة، بخطى مدروسة ومرنة تتناسب مع متغيرات المستقبل. الآن، إليك الصفات الرئيسية التي تجعل من القائد الاستراتيجي حجر الأساس لنجاح أي مؤسسة تسعى لتحقيق تأثير بعيد المدى وتطوير قدراتها التنافسية. أولاً، القدرة على اتخاذ القرارات الحاسمة: فن تحقيق التوازن تُعد القدرة على اتخاذ القرارات الحاسمة أحد أبرز سمات القائد الاستراتيجي الناجح، حيث تتجسد هذه القدرة في لحظات مفصلية تتطلب اتخاذ قرارات قد تكون لها تبعات كبيرة على مسار المؤسسة ومستقبلها. تتراوح هذه القرارات بين التحديات اليومية، مثل تحديد أولويات العمل، وصولاً إلى القرارات المصيرية التي قد تتعلق بإعادة هيكلة المؤسسة أو اتخاذ خطوات جذرية لتوجيهها في اتجاه جديد. في مثل هذه اللحظات، يكون التحدي الأكبر هو التوازن بين الحكمة في التفكير والمخاطرة في التنفيذ. لتحقيق هذا التوازن، يحتاج القائد إلى مهارات تحليلية دقيقة لتقييم الخيارات المتاحة، وفهم تأثير كل قرار على المدى القصير والطويل. فالقائد الذي يمتلك القدرة على تحليل البيانات والمعلومات بموضوعية يستطيع أن يتخذ قرارات مدروسة تستند إلى الحقائق بدلاً من الافتراضات أو المشاعر الشخصية. كما أن التقييم العميق للسيناريوهات المحتملة يمكن أن يساعد في تقليل المخاطر المرتبطة بكل قرار. أظهرت دراسة أعدتها مجلة فوربس (Forbes Magazine) أن القادة الذين يتخذون قرارات حاسمة خلال فترات الأزمات، مع مراعاة التوازن بين المخاطر والفرص، يساهمون بشكل فعّال في تعزيز مرونة مؤسساتهم وقدرتها على مواجهة التحديات. على سبيل المثال، خلال الأزمة المالية العالمية في عام 2008، قرر الرئيس التنفيذي لشركة فورد (Ford)، ألان مولالي (Alan Mulally)، عدم قبول بخطة الإنقاذ الحكومية مثل منافسيه، وبدلاً من ذلك ركز على إعادة هيكلة الشركة داخلياً وتطوير منتجات جديدة. وفي نهاية المطاف، ساهم هذا القرار الجريء في استعادة قوة الشركة وحمايتها من الإفلاس، ما جعلها قادرة على العودة بقوة للسوق. بمعنى آخر، القيادة الحاسمة هي فن تحقيق التوازن بين التحليل الدقيق والشجاعة في التنفيذ، وهي مهارة ضرورية لتحقيق النجاح المؤسسي. ثانياً، التفكير التحليلي والإبداعي: مفتاح الابتكار وتجاوز التحديات. برأي المؤلف مايكل إم. جولد (Michael M. Goold)، يُعتبر التفكير التحليلي والإبداعي من السمات الجوهرية التي يمتلكها القائد الاستراتيجي، حيث يتيح له الجمع بين القدرة على تحليل البيانات والمعلومات بدقة وبين القدرة على التفكير خارج الصندوق لإيجاد حلول غير تقليدية. @hussainhalsayed

5 خطوات لبناء ثقافة الولاء الوظيفي (3)

القراء الكرام... تحدثنا في مقالين سابقين عن خطوات لبناء ثقافة الولاء الوظيفي. واليوم نستكمل هذه الخطوات بالحديث عن تأثير هذه الخطوات على الموظفين وتعزيز ولائهم الوظيفي. فمن خلال تطبيق هذه النظرية في المؤسسات، يتضح أن...

5 خطوات لبناء ثقافة الولاء الوظيفي (2)

تحدثنا في مقالنا السابق حول المرحلة الأولى لبناء ثقافة الولاء الوظيفي، واليوم نستكمل هذه الخطوات بالحديث عن المرحلة الثانية والثالثة المرحلة الثانية: التوجيه والتدريب – تأصيل القيم وتعزيز الانتماءبعد الانتهاء من مقابلات التوظيف واختيار المرشح...

5 خطوات لبناء ثقافة الولاء الوظيفي (1)

يُعد الولاء الوظيفي إحدى الركائز الأساسية التي تضمن استقرار المؤسسات ونجاحها على المدى الطويل. فهو لا يقتصر على الالتزام بالوظيفة أو البقاء في المنظمة فحسب، بل يشمل التفاني في العمل والإيمان العميق برسالة المؤسسة وأهدافها....

الوعي العاطفي: المفتاح لفهم الذات واتخاذ قرارات أكثر فاعلية في العمل

يعرّف الوعي العاطفي على أنه القدرة على التعرف على مشاعرك وفهم تأثيراتها. الأشخاص الذين يمتلكون هذه القدرة يمكنهم تحديد المشاعر التي يشعرون بها في لحظة معينة وفهم أسبابها، بالإضافة إلى فهم الروابط بين عواطفهم وأفكارهم...

أسرار لتطوير الذكاء العاطفي وتحقيق التفوق المهني

تطوير الذكاء العاطفي يُعد مفتاحًا أساسيًا لتحسين الأداء المهني وتعزيز العلاقات القوية داخل بيئة العمل. ووفقًا لغولمان، فإن الأشخاص الذين يمتلكون ذكاءً عاطفيًا مرتفعًا يتمتعون بقدرة أكبر على التفاعل بمرونة مع الآخرين، اتخاذ قرارات أفضل،...

ظاهرة الذكاء العاطفي في بيئة العمل

يُعد الذكاء العاطفي (Emotional Intelligence) من العوامل الأساسية التي تساهم في نجاح الأفراد في بيئات العمل المعاصرة. فبفضل هذه المهارة، يمكن للفرد أن يبني علاقات مهنية قوية ويحقق تفاعلًا فعّالًا مع زملائه، مما يعزز الأداء...

دراسات وأبحاث حول الذكاء العاطفي في بيئات العمل (2)

في إحدى الدراسات الحديثة، تم اختيار 50 موظفًا خضعوا لتدريب خاص على الوعي العاطفي استنادًا إلى منهج دي بونو لمدة 8 أسابيع. وخلال هذه الفترة، أُجريت اختبارات تقييمية لقياس قدرة الموظفين على حل المشكلات الجماعية،...

ظاهرة الذكاء العاطفي في بيئة العمل (1)

يُعد الذكاء العاطفي (Emotional Intelligence) من العوامل الأساسية التي تساهم في نجاح الأفراد في بيئات العمل المعاصرة. فبفضل هذه المهارة، يمكن للفرد أن يبني علاقات مهنية قوية ويحقق تفاعلًا فعّالًا مع زملائه، مما يعزز الأداء...

ما تعرف عن جيل «زد» ؟ (3)

تطور الأجيال روابط عاطفية قوية بالأحداث والتجارب التكوينية التي تؤثر على كيفية رؤيتهم لأنفسهم وللعالم من حولهم. وكما شهد جيل الألفية Millennials في الشرق الأوسط، السابق للجيل Z، مجموعة من الأحداث المهمة والتجارب الفريدة، فقد...

ما تعرف عن جيل « زد « ؟ (2)

لقد أَحدَث الجيل z تغييرات جوهرية في عالم التعليم والعمل. نشأ هذا الجيل في عصر رقمي بالكامل، مما أثّر على توقعاتهم وطرائق تعاملهم مع التعليم والعمل بصورة كبيرة. إليك بعض الطرائق التي غَيّر بها الجيل...

ما تعرف عن جيل «زد» ؟ (1)

يمثل جيل زد ( Gen Z) أو الجيل الذي ولد بين منتصف التسعينيات ومنتصف العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، شريحة اجتماعية مؤثرة في تشكيل المستقبل، فهذا الجيل نشأ في بيئة رقمية متسارعة التغير، حيث...

التحفيز الداخلي أم الخارجي: أيهما مفتاح الولاء الحقيقي؟

التحفيز يعد أحد المحركات الأساسية لأداء الموظفين وولائهم في بيئات العمل. على الرغم من أن هناك نوعين رئيسيين من التحفيز: التحفيز الداخلي والخارجي، إلا أن النقاش المستمر بينهما يدور حول أي منهما يعزز الولاء الفعلي...