


عدد المقالات 394
بالتزامن مع احتفالات الدول باليوم العالمي بالتراث، وإقامة فعاليات متنوعة بغرض إشراك الجميع، جاء افتتاح المتحف المصري الذي شكل حدثًا حضاريًا فارقًا، يستحق إلقاء الضوء عليه، حيث يؤكّد أهمية استثمار الدول في تاريخها ليتجاوز البعد الثقافي، ليصبح رافعة تنموية واقتصادية متكاملة. فالمتحف يحتفي بالماضي من ناحية، ويُقدّم مشروعًا نهضويًا يُعيد توظيف الذاكرة في صناعة المستقبل، ويمنح الأجيال معنىً أعمق للانتماء، ويضع الثقافة في صميم الاقتصاد الوطني. وقد مثّل النقاش الواسع على منصّات التواصل الاجتماعي حول الافتتاح حالة ناضجة من الوعي العام، وإيمانًا متزايدًا بقيمة المشاريع الثقافية الكبرى، ودورها في تعزيز المكانة الدولية للدولة. فالسياحة الثقافية، باعتبارها أحد أسرع القطاعات نموًا عالميًا، تُعد اليوم محركًا اقتصاديًا فاعلًا يجمع بين المعرفة والفرص. ومع افتتاح هذا المتحف، لم يعد الأمر مجرد مبنى تُعرض فيه الآثار، بل أصبح منصة معرفية تفاعلية، ومختبرًا مفتوحًا للتاريخ والهوية، ونافذة تجذب الزوار وتُحفّز قطاعات أخرى؛ مثل الفنادق والطيران والضيافة والحرف التقليدية والصناعات الإبداعية. إلى جانب ذلك، يخلق المتحف فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، خصوصًا في مجالات الإرشاد المتحفي، والتقنيات الرقمية، والترميم والتوثيق، وإدارة الفعاليات، والتسويق الثقافي. ولا سيما الفعاليات الكبرى، ومن المتوقع أن يتوسع أثره مع تنظيم فعاليات كبرى مرتبطة به؛ ما سيجذب مزيدًا من الزوار والباحثين والإعلام الدولي، ويُرسّخ حضور الدولة على خريطة الثقافة العالمية. إنّ مثل هذه المشاريع الثقافية الضخمة تعيد تشكيل العلاقة بين الإنسان وتراثه؛ إذ تدفعه لإدراك أن الحضارة ليست قصصًا ساكنة في الكتب، بل طاقة حاضرة تُنتج قيمة ومعرفة وتفتح أبوابًا جديدة للرزق والابتكار. هذا الوعي المتنامي يقود إلى تعزيز الشعور بالمسؤولية تجاه التراث وحمايته، والنظر إليه بوصفه جسرًا للتنمية، ورافدًا مُستدامًا للاقتصاد الوطني. وبهذا المعنى، يتحوّل المتحف من كونه شاهدًا على التاريخ إلى عنصر فاعل في الحاضر، وصوتٍ يذكّرنا بأن امتلاكنا لتراث ثري لا يكتمل إلا بإعادة توظيفه ليصبح مصدرًا للمعرفة والعمل والنهضة. هكذا يُصبح الاحتفاء بالتراث احتفاءً بالإنسان، وبقدرته على صون ماضيه، وصياغة مستقبله من خلال وعيٍ حضاريّ جامع. @maryamhamadi
أطلقت اللجنة المنظمة لاحتفالات اليوم الوطني كما تعودنا، شعارا يحمل توجيها وقيما للهوية الوطنية القطرية، لتقود حملة وطنية تسهم في رسم مستقبل يليق بالهوية الوطنية وتطلعاتها، أطلقت شعار «بكم تعلو ومنكم تنتظر» وهي اقتباس مميز...
قدّم حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حفظه الله، في خطابه خلال افتتاح دور الانعقاد العادي لمجلس الشورى، رؤية شاملة لمستقبل المرحلة القادمة، رؤية تؤكد أن التنمية الحقيقية لا تتحقق بالإنجازات وحدها،...
يشهد العالم اليوم تحوّلات عميقة لم تعد تقتصر على التكنولوجيا أو الاقتصاد، بل امتدّت لتطال المفاهيم ذاتها التي شكّلت إيقاع حياتنا اليومية: ساعات العمل، وساعات التمدرس، ومعايير الإنتاجية والتعلّم والحياة المتوازنة. نحن أمام مرحلة جديدة...
تشهد دولة قطر في هذه المرحلة من مسيرتها التنموية تحولًا نوعيًا في فلسفة الإدارة العامة والموارد البشرية، أعاد تعريف العلاقة بين الإنسان والمؤسسة، وبين العمل والحياة. فالتعديلات الأخيرة التي أُقرّت على قانون الموارد البشرية تُعد...
ونحن نحتفي باليوم العالمي للمعلم، يتبادر إلى أذهاننا عدد كبير من المعلمين والمعلمات الذين قدّموا خلال سنوات طويلة أسمى معاني العطاء. أسماء غابت عن المشهد الحاضر، لكنها باقية في وجدان أبنائهم وبناتهم من طلبتهم، أولئك...
في العاشر من أكتوبر من كل عام، يلتقي العالم بشعار الصحة: لا صحة بلا صحة نفسية. وهو يوم لا يقتصر على رفع الشعارات، بقدر ما يعكس وعياً عميقاً بضرورة صون كرامة الإنسان من الداخل، والعناية...
رحلة جديدة نكتبها مع مربية فاضلة، الأستاذة عائشة عبد الرحمن العبيدان، ابنة التربية والتعليم، وبنت حي مشيرب في قلب الدوحة. وُلدت ونشأت بين أزقته البسيطة، تحمل في ذاكرتها عبق المكان وصدق الناس. درست المرحلة الابتدائية...
في الدوحة، المدينة التي عُرفت بأنها واحة للأمن والسلام وملاذ للباحثين عن الاستقرار، تعقد قمة عربية إسلامية طارئة بعد أن تعرضت قطر لعدوان إسرائيلي غاشم. إنّها دولة لم تبدأ حربًا قط، ولم تُشعل فتيل نزاع...
نبدأ رحلتنا التوثيقية مع نساء قطر اللواتي صنعن أثراً في المجتمع، نبدأ مع المديرة الفاضلة فاطمة سعيد السلولي، ابنة مدينة الريان. حين سألتها عن العمر، أجابتني بابتسامة: «العمر مجرد رقم». درست في مدرسة النهضة التي...
في مسيرة الأوطان، تبقى الأسماء والأفعال التي صنعت فرقًا شاهدة على أن العطاء بصمة تمتد في الذاكرة الجمعية لتلهم الأجيال. حين نتأمل تاريخ قطر خلال العقود الممتدة من عشرينيات القرن الماضي حتى منتصف التسعينيات (1920–...
مع انتهاء موسم الإجازات والعودة إلى المدارس، تتردد بكثرة عبارات «دوام»، وتتباين ردود الأفعال بين من يستقبلها بابتسامة متفائلة، ومن يتأفف وكأنها عبء ثقيل. كلمة صغيرة تحمل في داخلها مشاعر متباينة، فالإنسان هو الذي يحمّلها...
للألوان رمزية عميقة تتجاوز حدود الشكل لتصبح عناوين لأفكار وأزمنة. فقد ارتبطت كتب معينة بألوانها، وتحولت إلى مشاريع فكرية وسياسية غيّرت وجه التاريخ. فالكتاب الأخضر الذي أصدره معمر القذافي في سبعينيات القرن الماضي، وامتد حضوره...