عدد المقالات 168
اليوم حديثنا يرتكز على التعامل مع أعضاء الفريق المثبطين وتحويلهم إلى نقاط إيجابية في بيئة العمل، قد تصادف فرق العمل أفرادًا يتسمون بمواقف مثبطة أو يظهرون مقاومة واضحة للتغيير. قد تثير هذه السلوكيات التوتر وتخلق عوائق في البداية، لكنها تحمل في جوهرها فرصًا ثمينة للنمو. فعندما يتم التعامل مع هذه المواقف بذكاء وحكمة، يمكن تحويل هذه المقاومة إلى دافع قوي يعزز الإنتاجية، ويخلق فرصًا لتطوير مهارات الفريق، وبناء روح جماعية أقوى. إذ يكمن المفتاح في رؤية هذه التحديات ليس كعقبات، بل كمساحات للإبداع والحلول المبتكرة التي تقود إلى بيئة عمل أكثر تماسكًا وانسجامًا. يشير الخبراء مثل جون ماكسويل (John Maxwell) وكارول دويك (Carol Dweck) إلى أن السلوك المثبط غالبًا ما يكون ناتجًا عن مشاعر الإحباط أو الخوف من التغيير. لذا، فإن أول خطوة للتعامل مع هذه المواقف هي الاستماع النشط لتحليل أسباب السلوك السلبي، سواء كان ذلك نتيجة غموض في المهام أو نقص في التقدير. بمجرد فهم الأسباب، يمكن للقادة الاستفادة من انتقادات المثبطين كمصادر لتحسين العمليات واتخاذ القرارات بشكل أكثر شمولية. كما أن تعزيز التواصل الفعّال وتحديد الأدوار بوضوح يُسهم في تخفيف التوتر وخلق بيئة عمل مشجعة. إلى جانب ذلك، فإن تقديم الدعم والتدريب اللازم يُساعد المثبطين على التغلب على مخاوفهم وبناء الثقة بأنفسهم. وعبر تطبيق نهج متوازن يجمع بين الحزم والتعاطف، يمكن للقادة إدارة المواقف الصعبة بحكمة وتحويلها إلى فرص لإعادة بناء الثقة وتعزيز الانسجام داخل الفريق. بهذه الطريقة، يتحول التحدي الذي يفرضه المثبطون إلى نقطة انطلاق نحو بيئة عمل أكثر إيجابية وفعالية. تقييم الأداء والتطوير المستمر: كيف تضمن تقدم الفريق؟ تُعتبر عملية تقييم الأداء والتطوير المستمر من الأدوات الأساسية لضمان تقدم الفريق وتحقيق أهدافه بكفاءة. إذ لا يقتصر التقييم المنتظم فقط على قياس الإنجازات، بل هو فرصة لاكتشاف الفرص لتحسين الأداء وتعزيز القدرات الفردية والجماعية. وفي عصر متسارع من التغييرات والتحديات، يصبح التطوير المستمر أمرًا حيويًا لضمان أن يظل الفريق قادرًا على التكيف مع الظروف الجديدة وتحقيق التفوق. لهذا السبب، يُعد تقييم الأداء أداة حيوية ليست فقط لقياس الإنجاز، بل لتحفيز النمو الشخصي والمهني داخل الفريق. لتنفيذ عملية تقييم أداء فعالة، يجب أولًا تحديد مؤشرات أداء رئيسية واضحة وقابلة للقياس (KPIs) تعكس أهداف الفريق والمؤسسة. تُسهم هذه المؤشرات في إيضاح التوجهات المطلوبة وقياس مدى التقدم نحو تحقيق الأهداف. بالإضافة إلى ذلك، يُعد إجراء التقييمات الدورية خطوة أساسية لضمان التحسين المستمر. بدلاً من الاعتماد على التقييمات السنوية التقليدية، التي قد تكون بعيدة عن الواقع اليومي للفريق، يمكن إجراء تقييمات شهرية أو فصيلة، مما يسمح بالقائد بالتدخل في الوقت المناسب ويُعزز من القدرة على تصحيح المسار بشكل أسرع. إلى جانب ذلك، لا يكتمل تقييم الأداء بدون تقديم تغذية راجعة بنّاءة. ومن خلال التركيز على السلوكيات القابلة للتحسين بدلًا من النقد الشخصي، يمكن للقائد أن يحفز الأفراد على تغيير سلوكياتهم بطريقة إيجابية. أيضًا، تُعتبر عملية التطوير المستمر عنصرًا رئيسيًا في التقييم الفعّال. لا يُمكن فقط الوقوف عند تقييم الأداء الحالي؛ بل يجب استخدام التقييم كأداة لدعم الأفراد من خلال توفير فرص تدريب وتطوير تساعدهم في تعزيز مهاراتهم. وكما يشير العديد من الخبراء، مثل كارول دويك في كتابها «Mindset» إلى أن تعزيز عقلية النمو داخل الفريق يُسهم بشكل كبير في تحفيز الأفراد على قبول التحديات والعمل على تحسين قدراتهم. أخيرًا، يُعد تشجيع التقييم الذاتي خطوة محورية في عملية التقييم. فعندما يُتاح لأعضاء الفريق فرصة تقييم أدائهم بأنفسهم، يمكنهم التعرف بوضوح على نقاط قوتهم وجوانب التحسين التي يحتاجون إلى العمل عليها. هذا النهج يعزز قدرتهم على التفكير النقدي ويدفعهم نحو تطوير مستمر. وبذلك، تصبح عملية التقييم أكثر من مجرد إجراء إداري؛ فهي إستراتيجية فعّالة لبناء فريق متماسك قادر على تحقيق نجاح مستدام. في الختام إن تحقيق الانسجام داخل الفريق يتطلب جهودًا مستمرة ومتكاملة، تبدأ بفهم أسباب التشتت وفقدان التركيز، ثم تمضي عبر مراحل إعادة بناء الثقة. @hussainhalsayed
تحدثنا في مقالنا السابق عن فهم أسباب التشتت والبحث عن أسباب فقد الفريق تركيزه... واليوم نركز على بناء الثقة في الفريق وإعادته إلى مساره الصحيح إعادة بناء الثقة: الخطوة الأولى نحو الانسجام إعادة بناء الثقة...
هل تطمح إلى بناء فريق يعمل بتناغم كامل، حيث يساهم كل فرد بإمكاناته ومهاراته لتحقيق نتائج استثنائية؟ تخيل فريقًا رياضيًا، كفريق كرة القدم، يلعب بروح واحدة. اللاعبون يتعاونون، يمررون الكرة بانسجام، ويتحركون بخطة واضحة لهدف...
قراؤنا الكرام ... تحية من القلب.. حديثنا اليوم يغطي المرحلة الأخيرة من خطوات بناء ثقافة الولاء الوظيفي وخاصة المرحلة الخامسة ثم الخلاصة المهمة. المرحلة الخامسة: الفصل أو الانتقال – التعامل مع نهاية العلاقة بشفافية واحترام...
القراء الكرام... تحدثنا في مقالين سابقين عن خطوات لبناء ثقافة الولاء الوظيفي. واليوم نستكمل هذه الخطوات بالحديث عن تأثير هذه الخطوات على الموظفين وتعزيز ولائهم الوظيفي. فمن خلال تطبيق هذه النظرية في المؤسسات، يتضح أن...
تحدثنا في مقالنا السابق حول المرحلة الأولى لبناء ثقافة الولاء الوظيفي، واليوم نستكمل هذه الخطوات بالحديث عن المرحلة الثانية والثالثة المرحلة الثانية: التوجيه والتدريب – تأصيل القيم وتعزيز الانتماءبعد الانتهاء من مقابلات التوظيف واختيار المرشح...
يُعد الولاء الوظيفي إحدى الركائز الأساسية التي تضمن استقرار المؤسسات ونجاحها على المدى الطويل. فهو لا يقتصر على الالتزام بالوظيفة أو البقاء في المنظمة فحسب، بل يشمل التفاني في العمل والإيمان العميق برسالة المؤسسة وأهدافها....
يعرّف الوعي العاطفي على أنه القدرة على التعرف على مشاعرك وفهم تأثيراتها. الأشخاص الذين يمتلكون هذه القدرة يمكنهم تحديد المشاعر التي يشعرون بها في لحظة معينة وفهم أسبابها، بالإضافة إلى فهم الروابط بين عواطفهم وأفكارهم...
تطوير الذكاء العاطفي يُعد مفتاحًا أساسيًا لتحسين الأداء المهني وتعزيز العلاقات القوية داخل بيئة العمل. ووفقًا لغولمان، فإن الأشخاص الذين يمتلكون ذكاءً عاطفيًا مرتفعًا يتمتعون بقدرة أكبر على التفاعل بمرونة مع الآخرين، اتخاذ قرارات أفضل،...
يُعد الذكاء العاطفي (Emotional Intelligence) من العوامل الأساسية التي تساهم في نجاح الأفراد في بيئات العمل المعاصرة. فبفضل هذه المهارة، يمكن للفرد أن يبني علاقات مهنية قوية ويحقق تفاعلًا فعّالًا مع زملائه، مما يعزز الأداء...
في إحدى الدراسات الحديثة، تم اختيار 50 موظفًا خضعوا لتدريب خاص على الوعي العاطفي استنادًا إلى منهج دي بونو لمدة 8 أسابيع. وخلال هذه الفترة، أُجريت اختبارات تقييمية لقياس قدرة الموظفين على حل المشكلات الجماعية،...
يُعد الذكاء العاطفي (Emotional Intelligence) من العوامل الأساسية التي تساهم في نجاح الأفراد في بيئات العمل المعاصرة. فبفضل هذه المهارة، يمكن للفرد أن يبني علاقات مهنية قوية ويحقق تفاعلًا فعّالًا مع زملائه، مما يعزز الأداء...
تطور الأجيال روابط عاطفية قوية بالأحداث والتجارب التكوينية التي تؤثر على كيفية رؤيتهم لأنفسهم وللعالم من حولهم. وكما شهد جيل الألفية Millennials في الشرق الأوسط، السابق للجيل Z، مجموعة من الأحداث المهمة والتجارب الفريدة، فقد...