عدد المقالات 164
لطالما ارتبطت القيادة الناجحة بصور نمطية تتمحور حول التوجيه الصارم والسيطرة المحُكمة. كان يُنظر للقائد على أنه «البوصلة» التي تُوجه مسار السفينة، تاركاً لأفراد طاقمه تنفيذ الأوامر دون نقاش، وقد يكون ذلك مفهوماً ومقبولاً في ذلك الوقت. لكن مع ازدياد تعقيد العالم وتسارعه، باتت هذه الأساليب قديمة الطراز وغير فعّالة ولا تحقق النتائج المرجوة من المنظمات. ففي خضم وتيرة التغيرات المتعاقبة، لم تعد المؤسسات بحاجة إلى قادة يُصدرون الأوامر فقط، بل إلى مُلهمين يُحفزون طاقات الموظفين ويُطلقون إبداعاتهم بعيدا عن الأسلوب التقليدي. في ظلّ ازدياد تعقيد بيئة الأعمال وسرعة التغيرات، بات من الضروري تبني نهج إداريّ جديد يتخطى حدود القيادة التقليدية القائمة على الأوامر والتحكم. وهنا تبرز فلسفة التمكين الوظيفي كإطار عمل ثوري يعيد تعريف مفهوم الإدارة، مستبدلاً نهج «القيادة الآمرة» بِنهج « القيادة التشاركية « يشارك فيه الموظفون بفعالية كشركاء أساسيين في مسيرة النجاح. في هذا المقال، سنستكشف مبادئ وفوائد فلسفة التمكين الوظيفي، كما سنركز أيضاً على أهمية بناء ثقافة تمكين الموظفين ودور القادة في تعزيز هذه الفلسفة وتحقيق النجاح المستدام للمؤسسات. بداية، ما المقصود بفلسفة التمكين الوظيفي؟ تخيل مؤسسة لا تكبّل الموظفين بقيود روتينية، بل تطلق العنان لإبداعهم وتُشعل شغفهم. تخيل بيئة عمل تساوي بين جميع الأفراد وتقدّر مساهماتهم وتحفزهم على بذل قصارى جهدهم لتحقيق أهداف عظيمة خدمة للمنظمة. هذا هو جوهر فلسفة تمكينِ الموظفين، فهو نهج يثري ثقافةَ العمل ويعزّز الإنتاجية بشكل واضح وجلي. تمكين الموظفين ليس مجرّد استراتيجية عابرة، بل هو ثقافة راسخةٌ تُغرس في قيم المؤسسة ومبادئها. فمن خلال تمكين الموظفين ومنحهم الثقة والمسؤولية لاتخاذ القرارات، تصبح المؤسسة أشبه بجسم بكيان واحد يتحرّك بانسجام نحو تحقيق أهداف مشتركة. وفقاً لمجلة هارفارد للأعمال (Harvard Business Review )، يتضمن تمكين الموظفين تزويدهم برؤية واضحة ومهارات وموارد كافية، بالإضافة إلى منحهم الصلاحية لاتخاذ القرارات ضمن مجالات مسؤولياتهم. أما بالنسبة لموقع اتشيفرز (Achievers )، يمثل تمكين الموظفين فلسفة إدارية تركز على إشراك الموظفين في صنع القرارات ومنحهم السلطة للعمل بشكل مستقل ضمن نطاق مسؤولياتهم. ويتناقض هذا النهج مع السيطرة الإدارية التي تحد من استقلالية الموظفين في اتخاذ القرارات. تُعَدُّ فلسفة التمكين الوظيفي نهجاً استراتيجياً وفلسفة عمل تهدف إلى تعزيز وتمكين الموظفين في بيئة العمل حيث تتمحور هذه الفلسفة حول توفير الدعم اللازم وتوجيه الموارد لتحفيز الموظفين، مما يشجعهم على الابتكار وتطوير مهاراتهم، وبالتالي المساهمة بفاعلية في تحقيق رؤية وأهداف المؤسسة. فبدلاً من تقييد الموظفين بقيود التبعية والتوجيهات الصارمة، دعونا نفكر بتمكينهم كقادة يمسكون بزمام مهامهم. فكل موظف هو كنز مبهم يخفي بداخله موهبة إبداعية يمكن استثمارها لإثراء العمل وتحقيق نتائج استثنائية. وفقاً لمدونة ليف أباوت دوت كوم ((Liveabout dotcom, تعتمد فلسفة التمكين الوظيفي على عدة مبادئ أساسية، منها: 1. الشفافية توفير معلومات واضحة وشفافة حول الأهداف والتوجهات الاستراتيجية للمؤسسة، وكذلك توضيح دور كل موظف في تحقيق هذه الأهداف. 2. التواصل الفعّال وتقديم التغذية الراجعة تشجيع التواصل المفتوح والمستمر بين القادة والموظفين وخلق الفرص للتعبير عن الآراء والمقترحات وتقديم التغذية الراجعة حتى يتمكن الموظفون من معرفة نقاط قوتهم والجوانب التي عليهم أن يعملوا على تطويرها. 3. تطوير المهارات توفير فرص التدريب والتطوير المستمر للموظفين، وتشجيعهم على تطوير مهاراتهم وتعلم مهارات جديدة. 4. توفير المعلومات الكافية لاتخاذ القرار استكمالاً وتعزيزاً لمفهوم الشفافية، ينبغي التأكد من أن كل موظف من موظفيك يمتلك المعلومات الأساسية التي يمكن أن تدخل في عملية اتخاذ القرار وبالتالي هو يملك مقومات اتخاذ قرار مناسب بناء على توفّر المعلومات. 5. تجنب إلقاء اللوم على الموظفين من المبادئ المهمة في فلسفة التمكين الوظيفي هي أنه عند الوقوع مشكلة، يتجه القائد نحو التركيز الاستراتيجية ومراجعة نقاط ضعف المرتبطة بتنفيذ العمل بدلاً من لوم الموظفين وانتقادهم. 6. توطيد ثقافة الثقة والاحترام يعتمد نجاح فلسفة التمكين الوظيفي على توطيد ثقافة الثقة والاحترام بين القادة والموظفين. حيث يجب أن تكون العلاقات ضمن المؤسسة مبنية على الشفافية والتواصل الفعّال والاحترام المتبادل. 7. تحسين الأداء والإنتاجية منح الموظفين السلطة والمسؤولية وتطوير مهاراتهم وتشجيعهم على المشاركة غالباً ما سيؤدي إلى تحسين الأداء العام للمؤسسة وزيادة الإنتاجية. مع هذه الأسس، يمكن لفلسفة التمكين الوظيفي أن تسهم في خلق بيئة عمل إيجابية ومحفزة، تشجع الإبداع والابتكار وتحقق الرضا الوظيفي وتعزز أداء المؤسسة بشكل عام. @hussainhalsayed
القراء الكرام... تحدثنا في مقالين سابقين عن خطوات لبناء ثقافة الولاء الوظيفي. واليوم نستكمل هذه الخطوات بالحديث عن تأثير هذه الخطوات على الموظفين وتعزيز ولائهم الوظيفي. فمن خلال تطبيق هذه النظرية في المؤسسات، يتضح أن...
تحدثنا في مقالنا السابق حول المرحلة الأولى لبناء ثقافة الولاء الوظيفي، واليوم نستكمل هذه الخطوات بالحديث عن المرحلة الثانية والثالثة المرحلة الثانية: التوجيه والتدريب – تأصيل القيم وتعزيز الانتماءبعد الانتهاء من مقابلات التوظيف واختيار المرشح...
يُعد الولاء الوظيفي إحدى الركائز الأساسية التي تضمن استقرار المؤسسات ونجاحها على المدى الطويل. فهو لا يقتصر على الالتزام بالوظيفة أو البقاء في المنظمة فحسب، بل يشمل التفاني في العمل والإيمان العميق برسالة المؤسسة وأهدافها....
يعرّف الوعي العاطفي على أنه القدرة على التعرف على مشاعرك وفهم تأثيراتها. الأشخاص الذين يمتلكون هذه القدرة يمكنهم تحديد المشاعر التي يشعرون بها في لحظة معينة وفهم أسبابها، بالإضافة إلى فهم الروابط بين عواطفهم وأفكارهم...
تطوير الذكاء العاطفي يُعد مفتاحًا أساسيًا لتحسين الأداء المهني وتعزيز العلاقات القوية داخل بيئة العمل. ووفقًا لغولمان، فإن الأشخاص الذين يمتلكون ذكاءً عاطفيًا مرتفعًا يتمتعون بقدرة أكبر على التفاعل بمرونة مع الآخرين، اتخاذ قرارات أفضل،...
يُعد الذكاء العاطفي (Emotional Intelligence) من العوامل الأساسية التي تساهم في نجاح الأفراد في بيئات العمل المعاصرة. فبفضل هذه المهارة، يمكن للفرد أن يبني علاقات مهنية قوية ويحقق تفاعلًا فعّالًا مع زملائه، مما يعزز الأداء...
في إحدى الدراسات الحديثة، تم اختيار 50 موظفًا خضعوا لتدريب خاص على الوعي العاطفي استنادًا إلى منهج دي بونو لمدة 8 أسابيع. وخلال هذه الفترة، أُجريت اختبارات تقييمية لقياس قدرة الموظفين على حل المشكلات الجماعية،...
يُعد الذكاء العاطفي (Emotional Intelligence) من العوامل الأساسية التي تساهم في نجاح الأفراد في بيئات العمل المعاصرة. فبفضل هذه المهارة، يمكن للفرد أن يبني علاقات مهنية قوية ويحقق تفاعلًا فعّالًا مع زملائه، مما يعزز الأداء...
تطور الأجيال روابط عاطفية قوية بالأحداث والتجارب التكوينية التي تؤثر على كيفية رؤيتهم لأنفسهم وللعالم من حولهم. وكما شهد جيل الألفية Millennials في الشرق الأوسط، السابق للجيل Z، مجموعة من الأحداث المهمة والتجارب الفريدة، فقد...
لقد أَحدَث الجيل z تغييرات جوهرية في عالم التعليم والعمل. نشأ هذا الجيل في عصر رقمي بالكامل، مما أثّر على توقعاتهم وطرائق تعاملهم مع التعليم والعمل بصورة كبيرة. إليك بعض الطرائق التي غَيّر بها الجيل...
يمثل جيل زد ( Gen Z) أو الجيل الذي ولد بين منتصف التسعينيات ومنتصف العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، شريحة اجتماعية مؤثرة في تشكيل المستقبل، فهذا الجيل نشأ في بيئة رقمية متسارعة التغير، حيث...
التحفيز يعد أحد المحركات الأساسية لأداء الموظفين وولائهم في بيئات العمل. على الرغم من أن هناك نوعين رئيسيين من التحفيز: التحفيز الداخلي والخارجي، إلا أن النقاش المستمر بينهما يدور حول أي منهما يعزز الولاء الفعلي...