alsharq

حسين حبيب السيد

عدد المقالات 164

الإبداع الصغير أو الكبير... أيهما أهم؟

29 مايو 2022 , 12:05ص

يربط معظم النّاس بين الإبداع والمهارات والقدرات الفنيّة، مثل: كتابة روايةٍ، أو قصّةٍ، أو رسم صورةٍ، أو تأليف مقطعٍ موسيقيّ. في حين أنَّ هذه كلُّها مساعٍ إبداعيّة، فليس كلُّ المفكرين المبدعين فنانين. عموماً، يُطلَق على هذا مسمّى: الإبداع الصغير (Small C) يُثرِي هذا الإبداع الحياة الفنيّة، ويُبرِز أصحابها سريعاً من خلال المنّصات المجتمعيّة سواءً كانت فنوناً بصريّة أم كلاميّة أم فنيّة وهو مرتبط بالأفراد. بينما تتطلّب العديد من الوظائف والمهام الإداريّة والقياديّة قدراً كبيراً من التفكير الإبداعيّ الجماعي، بما في ذلك الوظائف في عالم الأعمال والعلوم والتكنولوجيا؛ والتي قد لا تُلقِ للإبداع الصغير بالاً. احرص أيها القارئ على مشاركة مهاراتك في التفكير الإبداعي مع القادة والمؤثرين. تأكد من تسليط الضوء في بيئة عملك على قدرتك على التفكير بشكل خلاّق وإبداعي فهذا ما يبحث عنه القادة في موظفيهم. للقيام بذلك، تحتاج أولاً إلى التعرف على قدراتك الإبداعية وكشفها. فالسؤال الأول الذي يراود الجميع هو: ما هو التفكير الإبداعي؟ الإبداع يعني ببساطة القدرة على التوصل إلى شيء جديد ومفيد أو النظر إلى الأشياء المألوفة بطريقة غير مألوفة. لذلك، التفكير الإبداعي هو القدرة على التفكير في الحوادث اليومية مثل: اختلاف بين الموظفين، مجموعة من البيانات غير المتوافقة، مشروع مطروح للنقاش وغيرها من الحوادث بطريقة جديدة وغير مألوفة. يريد أرباب العمل - في مختلف الصناعات – من الموظفين بناء قدراتهم بشكل إبداعي، ليتمكنوا من التفكير بشكل خلاق وتقديم وجهات نظر جديدة في مكان العمل والذي يطلق عليه الإبداع الكبير ( Big C ) عندما يتحول إلى منتج أو خدمة متميزة. فالإبداع الكبير مرتبط بالمجموعة أو الفريق. التفكير الإبداعي يعني النظر إلى شيء بطريقة جديدة، وهو تعريف «التفكير خارج الصندوق». في كثير من الأحيان، ينطوي الإبداع بهذا المعنى على ما يسمى التفكير الجانبي، أو القدرة على إدراك أنماط غير واضحة. يستخدم المحقق الخيالي: شيرلوك هولمز ( Sherlock Holmes) التفكير الجانبي في مواقف وقصص كثيرة ومتجددة والتي تنبئ عن تفكير طريقة تفكير غير عادية وتتطلب الكثير من التفكير الجانبي. يتمتع المبدعون بالقدرة على ابتكار طرق جديدة لتنفيذ المهام وحل المشكلات ومواجهة التحديات. إنها تجلب منظورًا جديدًا وغير تقليدي في الكثير من الأحيان لعملهم. يمكن أن تساعد طريقة التفكير هذه الإدارات والمنظمات على التحرك في اتجاهات أكثر إنتاجية. لهذه الأسباب، فهي قيمة عالية للغاية للشركات والمؤسسات. أيها القارئ العزيز، إن كنتَ تعرف شخصاً مبدعاً في مجال عملك، فسيكون من الممتع أن تتواصل معه وتطلب منه السماح لك بإجراء مقابلة اشبه بالمقابلات الصحفية، أو أن تطلب منه مصاحبته ليوم أو عدة أيام. يمكن هذه المعايشة أن تساعدك على مشاهدته عن قرب ومراقبة كيفية عمله بطرق إبداعية. أضحت شركة آبل ( Apple ) مرادفة للإبداع الكبير ( Big C ). إنها علامة تجارية شجعت الآخرين على «التفكير بشكل مختلف» وبدورها حققت ذلك بالفعل. مجرد رؤية شعار آبل ( Apple ) يثير الإبداع لدى الآخرين ؛ وتعكس أفعالهم نظرتهم إلى العلامة التجارية. إن الإبداع هو الذي ساعد آبل ( Apple ) على احتلال قائمة بوسطن الاستشارية لمجموعة «الشركات الأكثر ابتكارًا» لمدة 11 عامًا على التوالي، وتنمية علامة تجارية تُعرف عالمياً بالتصميم المبدع والابتكار المبهر أكثر من تطبيقاتها التقنية المبدعة. يقول د. تاكير ماريون ( Tucker Marion ) - الأستاذ المساعد في كلية ( D›Amore-McKim ) جامعة (Northeastern ) ومدير برنامج ماجستير العلوم في الابتكار: «الإبداع أمر أساسي في عالم الأعمال ؛ فهو ما يجعل المؤسسة مختلفة عن غيرها.» يكمل د. ماريون قائلا: «إذا كنت تقارن المنتج ( iPhone ) مقابل سامسونج ( Samsung )، تبدو المنتجات متشابهة جدًا في البداية. ولكن بمجرد البدء في التقصي والبحث في التفاصيل ؛ ستلاحظ كماً كبيراً من الإبداع في شركة ( iPhone ). على سبيل المثال: خذ خاصية التعرف على الوجه (facial recognition)، ستجدها خاصية سلسلة جداً للمستخدم. إن إطلاق خدمة أو ميزة تنافسية أو منتج إبداعي والتسويق له لا يعني بالضرورة نجاحه ووصمه بالإبداع. فالإبداع يتطلب التصميم الفريد ورضا المستخدم وسهولة الاستفادة من الخدمة أو الميزة أو المنتج». وهو التحدي الحقيقي في عالم الأعمال. لقد أعطى الإبداع لآبل ميزتها التنافسية، وألهم تجربة مستخدم لا مثيل لها ؛ إن متاجر بيع منتجات آبل المنتشرة حول العالم تعكس من حيث التصميم والنظافة والحداثة قيمة وجمال المنتجات التي تبيعها. أصبحت العلامة التجارية واحدة من الوسائل الإبداعية التي تعكس استراتيجية الشركة وتميزها عن الآخرين. أيها القارئ الكريم ؛ لست أدعو في هذا المقال إلى محاولة تكرار نموذج شركة آبل وتقليده ؛ إنما هي دعوة إلى التركيز على كيفية تعزيز الإبداع داخل المؤسسات وتنميتها واستثمارها.

5 خطوات لبناء ثقافة الولاء الوظيفي (3)

القراء الكرام... تحدثنا في مقالين سابقين عن خطوات لبناء ثقافة الولاء الوظيفي. واليوم نستكمل هذه الخطوات بالحديث عن تأثير هذه الخطوات على الموظفين وتعزيز ولائهم الوظيفي. فمن خلال تطبيق هذه النظرية في المؤسسات، يتضح أن...

5 خطوات لبناء ثقافة الولاء الوظيفي (2)

تحدثنا في مقالنا السابق حول المرحلة الأولى لبناء ثقافة الولاء الوظيفي، واليوم نستكمل هذه الخطوات بالحديث عن المرحلة الثانية والثالثة المرحلة الثانية: التوجيه والتدريب – تأصيل القيم وتعزيز الانتماءبعد الانتهاء من مقابلات التوظيف واختيار المرشح...

5 خطوات لبناء ثقافة الولاء الوظيفي (1)

يُعد الولاء الوظيفي إحدى الركائز الأساسية التي تضمن استقرار المؤسسات ونجاحها على المدى الطويل. فهو لا يقتصر على الالتزام بالوظيفة أو البقاء في المنظمة فحسب، بل يشمل التفاني في العمل والإيمان العميق برسالة المؤسسة وأهدافها....

الوعي العاطفي: المفتاح لفهم الذات واتخاذ قرارات أكثر فاعلية في العمل

يعرّف الوعي العاطفي على أنه القدرة على التعرف على مشاعرك وفهم تأثيراتها. الأشخاص الذين يمتلكون هذه القدرة يمكنهم تحديد المشاعر التي يشعرون بها في لحظة معينة وفهم أسبابها، بالإضافة إلى فهم الروابط بين عواطفهم وأفكارهم...

أسرار لتطوير الذكاء العاطفي وتحقيق التفوق المهني

تطوير الذكاء العاطفي يُعد مفتاحًا أساسيًا لتحسين الأداء المهني وتعزيز العلاقات القوية داخل بيئة العمل. ووفقًا لغولمان، فإن الأشخاص الذين يمتلكون ذكاءً عاطفيًا مرتفعًا يتمتعون بقدرة أكبر على التفاعل بمرونة مع الآخرين، اتخاذ قرارات أفضل،...

ظاهرة الذكاء العاطفي في بيئة العمل

يُعد الذكاء العاطفي (Emotional Intelligence) من العوامل الأساسية التي تساهم في نجاح الأفراد في بيئات العمل المعاصرة. فبفضل هذه المهارة، يمكن للفرد أن يبني علاقات مهنية قوية ويحقق تفاعلًا فعّالًا مع زملائه، مما يعزز الأداء...

دراسات وأبحاث حول الذكاء العاطفي في بيئات العمل (2)

في إحدى الدراسات الحديثة، تم اختيار 50 موظفًا خضعوا لتدريب خاص على الوعي العاطفي استنادًا إلى منهج دي بونو لمدة 8 أسابيع. وخلال هذه الفترة، أُجريت اختبارات تقييمية لقياس قدرة الموظفين على حل المشكلات الجماعية،...

ظاهرة الذكاء العاطفي في بيئة العمل (1)

يُعد الذكاء العاطفي (Emotional Intelligence) من العوامل الأساسية التي تساهم في نجاح الأفراد في بيئات العمل المعاصرة. فبفضل هذه المهارة، يمكن للفرد أن يبني علاقات مهنية قوية ويحقق تفاعلًا فعّالًا مع زملائه، مما يعزز الأداء...

ما تعرف عن جيل «زد» ؟ (3)

تطور الأجيال روابط عاطفية قوية بالأحداث والتجارب التكوينية التي تؤثر على كيفية رؤيتهم لأنفسهم وللعالم من حولهم. وكما شهد جيل الألفية Millennials في الشرق الأوسط، السابق للجيل Z، مجموعة من الأحداث المهمة والتجارب الفريدة، فقد...

ما تعرف عن جيل « زد « ؟ (2)

لقد أَحدَث الجيل z تغييرات جوهرية في عالم التعليم والعمل. نشأ هذا الجيل في عصر رقمي بالكامل، مما أثّر على توقعاتهم وطرائق تعاملهم مع التعليم والعمل بصورة كبيرة. إليك بعض الطرائق التي غَيّر بها الجيل...

ما تعرف عن جيل «زد» ؟ (1)

يمثل جيل زد ( Gen Z) أو الجيل الذي ولد بين منتصف التسعينيات ومنتصف العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، شريحة اجتماعية مؤثرة في تشكيل المستقبل، فهذا الجيل نشأ في بيئة رقمية متسارعة التغير، حيث...

التحفيز الداخلي أم الخارجي: أيهما مفتاح الولاء الحقيقي؟

التحفيز يعد أحد المحركات الأساسية لأداء الموظفين وولائهم في بيئات العمل. على الرغم من أن هناك نوعين رئيسيين من التحفيز: التحفيز الداخلي والخارجي، إلا أن النقاش المستمر بينهما يدور حول أي منهما يعزز الولاء الفعلي...