عدد المقالات 164
في أحد الاجتماعات الأسبوعية لشركة تقنية ناشئة تعاني من انخفاض في رضا العملاء، وقف المدير التنفيذي أمام فريقه وطرح سؤالًا بسيطًا، لكنه عميق الأثر: «كيف نجعل عملاءنا يشعرون وكأن هذه الخدمة صُممت خصيصًا لهم؟». ساد صمت قصير في القاعة، تبعته سلسلة من الأفكار والمقترحات، لكن شيئًا ما بدا ناقصًا. فجأة، كسر أحد الموظفين هذا الجمود بفكرة لافتة: «لماذا لا نطبق منهجية التفكير التصميمي؟ لنبدأ بفهم عملائنا بعمق: ماذا يريدون؟ كيف يمكننا أن نقد أفضل الخدمات لهم؟». كانت تلك الكلمات كشرارة أشعلت حماسة الفريق. بدلًا من التركيز على معالجة الأعراض السطحية، بدأ الجميع بالبحث عن الأسباب الجذرية للمشكلة. استلهموا قوتهم من التفاعل المباشر مع العملاء، ليجدوا أن الحل الحقيقي يبدأ من إعادة تصميم التجربة لتلامس احتياجاتهم بشكل شخصي وحقيقي. نتيجة لهذا التحول نحو التفكير التصميمي، نجح الفريق في إعادة تصميم الخدمات لتتماشى مع احتياجات العملاء الحقيقية، مما أدى إلى تحسين تجربة المستخدم بشكل ملحوظ وزيادة ولائهم بطريقة لافتة. استناداً الى ما سبق، يمكننا القول إن التفكير التصميمي لا يقتصر على الإبداع فحسب، بل هو نهج عملي وقوي قادر على تحقيق تحول حقيقي في بيئات العمل من خلال التركيز على الابتكار وحل المشكلات بشكل يعكس احتياجات المستفيدين. لذلك، في هذه المقالة، سنستعرض خطوات عملية لتشجيع التفكير التصميمي في بيئة العمل، مما يسهم في تعزيز ثقافة الابتكار والتعامل بفعالية مع التحديات المتغيرة. بدايةً، لنلقي نظرة شاملة على جوهر التفكير التصميمي يرى تيم براون (Tim Brown)، الرئيس التنفيذي لشركة (IDEO)، التفكير التصميمي على انه نهج إنساني يرتكز على إيجاد حلول مبتكرة للتحديات المعقدة من خلال وضع احتياجات المستخدمين في المقدمة. إذ يتميز هذا النهج بمرونته وقدرته على الاستفادة من التفكير الإبداعي والتحليلي في آن واحد، ويعتمد بشكل أساسي على تعاطف عميق مع المستخدمين والتكرار المستمر والابتكار والتعلم من النتائج. في كتابه (Change by Design)، سلط الكاتب تيم براون الضوء على هذه المبادئ الأساسية بشكل واضح، حيث يؤكد براون على أن التفكير التصميمي هو نهج يتمحور حول الإنسان (Human-Centered Design) ويهدف إلى تحويل الأفكار المبتكرة إلى حلول قابلة للتنفيذ من خلال تكرار النماذج واختبارها والتعلم منها باستمرار. العناصر الأساسية ومراحل التفكير التصميمي وفقاً لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) يتألف التفكير التصميمي من عدة مراحل مترابطة تمكّن الأفراد والمؤسسات من التعامل مع المشاكل بشكل منهجي وإبداعي: التعاطف (Empathy): تتطلب هذه المرحلة فهمًا عميقًا للمستخدمين أو المستفيدين من خلال التفاعل المباشر معهم، مما يساعد على استكشاف احتياجاتهم ومشكلاتهم من منظورهم الخاص. حيث أظهرت دراسة أن 71% من المؤسسات التي تعتمد على التعاطف في تصميم الحلول شهدت زيادة في رضا العملاء، مما يعكس التأثير القوي لهذا النهج على تحسين تجربة المستخدم وتعزيز العلاقة بين العملاء والمؤسسات. تحديد المشكلة (Define): تُركز هذه المرحلة على تحليل البيانات والملاحظات التي تم جمعها في المراحل الأولى، بهدف الغوص عميقًا لفهم التحدي الأساسي الذي يجب معالجته. لا تقتصر هذه المرحلة على مجرد تنظيم المعلومات، بل تشمل البحث عن الأنماط والاتجاهات التي قد تكشف عن الأسباب الجذرية للمشكلة. توليد الأفكار (Ideate): في هذه المرحلة يتم التفكير بشكل إبداعي وطرح مجموعة واسعة من الأفكار بدون أي قيود أو أحكام مسبقة. وفقًا لدراسة نُشرت في Harvard Business Review عام 2018، فإن توفير بيئة تشجع على التفكير الإبداعي يمكن أن يزيد من احتمالية الوصول إلى أفكار مبتكرة ورائدة بنسبة تصل إلى 60%. النمذجة (Prototype): هي المرحلة التي تتحول فيها الأفكار إلى نماذج أولية بسيطة وقابلة للتجربة، تهدف إلى تجسيد الحلول المقترحة بطريقة ملموسة. تتميز هذه النماذج بسرعة التنفيذ وبساطتها، مما يتيح للمستخدمين التفاعل معها مباشرة وفهم الفكرة بشكل أعمق. الاختبار (Test): يتيح الاختبار تقييم الأفكار والنماذج بشكل واقعي من خلال تفاعل المستخدمين مع الحلول، مما يسمح بجمع التغذية الراجعة وتحسين المنتج النهائي. @hussainhalsayed
القراء الكرام... تحدثنا في مقالين سابقين عن خطوات لبناء ثقافة الولاء الوظيفي. واليوم نستكمل هذه الخطوات بالحديث عن تأثير هذه الخطوات على الموظفين وتعزيز ولائهم الوظيفي. فمن خلال تطبيق هذه النظرية في المؤسسات، يتضح أن...
تحدثنا في مقالنا السابق حول المرحلة الأولى لبناء ثقافة الولاء الوظيفي، واليوم نستكمل هذه الخطوات بالحديث عن المرحلة الثانية والثالثة المرحلة الثانية: التوجيه والتدريب – تأصيل القيم وتعزيز الانتماءبعد الانتهاء من مقابلات التوظيف واختيار المرشح...
يُعد الولاء الوظيفي إحدى الركائز الأساسية التي تضمن استقرار المؤسسات ونجاحها على المدى الطويل. فهو لا يقتصر على الالتزام بالوظيفة أو البقاء في المنظمة فحسب، بل يشمل التفاني في العمل والإيمان العميق برسالة المؤسسة وأهدافها....
يعرّف الوعي العاطفي على أنه القدرة على التعرف على مشاعرك وفهم تأثيراتها. الأشخاص الذين يمتلكون هذه القدرة يمكنهم تحديد المشاعر التي يشعرون بها في لحظة معينة وفهم أسبابها، بالإضافة إلى فهم الروابط بين عواطفهم وأفكارهم...
تطوير الذكاء العاطفي يُعد مفتاحًا أساسيًا لتحسين الأداء المهني وتعزيز العلاقات القوية داخل بيئة العمل. ووفقًا لغولمان، فإن الأشخاص الذين يمتلكون ذكاءً عاطفيًا مرتفعًا يتمتعون بقدرة أكبر على التفاعل بمرونة مع الآخرين، اتخاذ قرارات أفضل،...
يُعد الذكاء العاطفي (Emotional Intelligence) من العوامل الأساسية التي تساهم في نجاح الأفراد في بيئات العمل المعاصرة. فبفضل هذه المهارة، يمكن للفرد أن يبني علاقات مهنية قوية ويحقق تفاعلًا فعّالًا مع زملائه، مما يعزز الأداء...
في إحدى الدراسات الحديثة، تم اختيار 50 موظفًا خضعوا لتدريب خاص على الوعي العاطفي استنادًا إلى منهج دي بونو لمدة 8 أسابيع. وخلال هذه الفترة، أُجريت اختبارات تقييمية لقياس قدرة الموظفين على حل المشكلات الجماعية،...
يُعد الذكاء العاطفي (Emotional Intelligence) من العوامل الأساسية التي تساهم في نجاح الأفراد في بيئات العمل المعاصرة. فبفضل هذه المهارة، يمكن للفرد أن يبني علاقات مهنية قوية ويحقق تفاعلًا فعّالًا مع زملائه، مما يعزز الأداء...
تطور الأجيال روابط عاطفية قوية بالأحداث والتجارب التكوينية التي تؤثر على كيفية رؤيتهم لأنفسهم وللعالم من حولهم. وكما شهد جيل الألفية Millennials في الشرق الأوسط، السابق للجيل Z، مجموعة من الأحداث المهمة والتجارب الفريدة، فقد...
لقد أَحدَث الجيل z تغييرات جوهرية في عالم التعليم والعمل. نشأ هذا الجيل في عصر رقمي بالكامل، مما أثّر على توقعاتهم وطرائق تعاملهم مع التعليم والعمل بصورة كبيرة. إليك بعض الطرائق التي غَيّر بها الجيل...
يمثل جيل زد ( Gen Z) أو الجيل الذي ولد بين منتصف التسعينيات ومنتصف العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، شريحة اجتماعية مؤثرة في تشكيل المستقبل، فهذا الجيل نشأ في بيئة رقمية متسارعة التغير، حيث...
التحفيز يعد أحد المحركات الأساسية لأداء الموظفين وولائهم في بيئات العمل. على الرغم من أن هناك نوعين رئيسيين من التحفيز: التحفيز الداخلي والخارجي، إلا أن النقاش المستمر بينهما يدور حول أي منهما يعزز الولاء الفعلي...