عدد المقالات 168
في عالم اليوم؛ لا تقتصر مسؤولياتنا وأدوارنا كقادة على تفويض المهام وإدارة الموظفين وتنفيذ الإستراتيجية المؤسسية، فعندما يتعلق الأمر بالقيادة الفعَّالة، فإن حل المشكلات ليس فقط مهارة مهمة، بل تلعب دوراً حاسماً يجب على القادة القيام به بكل مهنية واحتراف. في مقالنا اليوم، سنتطرق إلى فكر قيادي مختلف مناهض للقيادة النموذجية التقليدية. ففي القيادة التقليدية، يتم التركيز على إدارة الموظفين ومتابعة أدائهم وتطوير مهاراتهم، بينما يقوم أصحاب الفكر القيادي الجديد بتركيز انتباههم على المشكلات الحيوية المطروحة في بيئة العمل ويقودون الموظفين المتحمسين نحو الحلول التي يسعون لتحقيقها. وقد وصفت مؤسسة مركز القيادة بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT Leadership Center) ديبورا أنكونا والمدير التنفيذي هال جريجرسن هذا النمط القيادي بالقيادة التي «تُقاد بالمشكلات (problem-led leadership)»، مؤكدين على تزايد هذا النمط من القيادة. يُعد حل المشكلات مكونًا مهمًا للقادة لإزالة الحواجز والتحديات التي يمكن أن تعيق تقدم الأفراد أو الأعمال، وتعد مهمة حيوية للقادة لا يمكن إغفالها؛ ففي دراسة أجرتها المجلة العالمية المختصة في عالم الإدارة «هارفارد بزنس ريفيو ( Harvard Business Review )» حول المهارات التي تؤثر على نجاح القائد، احتلت مهارة «حل المشكلات» المرتبة الثالثة من أصل 16 مهارة يحتاجها القادة؛ فهي جوهر عمل القادة. بدايةً؛ أطفئ النار قبل انتشارها: يهدف القادة إلى التقليل من حدوث المشكلات في المقام الأول؛ مما يعني أنه يجب على القادة التحلي بالشجاعة الكافية لمعالجة المشكلات ومجابهتها فوراً قبل أن تتفاقم وتصبح عسيرة الحل. فمن واجب القادة التحلي بالمرونة سعياً لخلق واستدامة الزخم والأداء العالي للمؤسسة والأفراد، ومراقبة المتغيرات في بيئة العمل والتي قد تتسبب في حدوث المشكلات؛ فهذه من الحكمة والفطنة المنوطة بالقادة. لماذا لا نستطيع فعل ذلك؟ تحتوي بيئة العمل على متغيرات عديدة، أولا: داخلياً في واقع بيئات العمل يتعامل القادة مع أشخاص يسعون إلى تعقيد الأمور من خلال: وضع سياسات وإجراءات مؤسسية معقدة، والترويج للذات، واستخدام أدوات القوة والنفوذ. هذه الممارسات تُظهر مساوئ النفس الإنسانية: مثل الحسد والحقد والضغينة. إضافة إلى تحديات معتادة في بيئات العمل مثل نقص الميزانيات والموارد، والعديد من الأعمال أو الظروف العشوائية الأخرى التي تجعل من الصعب على الناس أن يكونوا منتجين وفعالين. خارجياً: يخلُق المنافسون أيضاً مشاكل غير متوقعة، عندما يقومون بكسب عميل طويل الأمد وصاحب ولاء لجانبهم، أو إنشاء علاقة شراكة جديدة مع منافسين، أو إطلاق منتج جديد، أو علامة تجارية، أو إستراتيجية طموحة. إضافة إلى أن عمليات الاندماج والاستحواذ تبقينا على أهبة الاستعداد وتشتت انتباهنا أكثر عن حل المشكلات الحالية من خلال إنشاء مشاكل جديدة باستمرار. إذن تجنب المشكلات أو تقليلها والتعامل معها منذ البداية واحدة من أهم أدوار القادة والتي قد لا تتيسر دائماً. فقد عبر عن ذلك كارل بوبر (Karl Popper)، أحد أكثر فلاسفة العلم تأثيرًا في القرن العشرين، ذات مرة ببلاغة: «الحياة كلها حل المشكلات». لقد أكدت في كثير من الأحيان أن أفضل القادة هم أفضل من يحل المشكلات، فلديهم الصبر والتأني اللازمان، ورؤية المشكلة التي بين أيديهم من خلال المراقبة الموسعة؛ رؤية بانورامية شاملة. إنهم يرون حول وتحت وما وراء المشكلات. إنهم يرون ما هو أبعد مما هو واضح ويتعاملون مع المشكلات من منظور أنها فرص رائعة لتحسين العمل وتجويده. بينما القادة الذين يفتقرون إلى هذه الحكمة يتعاملون مع المشكلات برؤية خطية - وبالتالي لا يرون سوى المشكلة التي أمامهم مباشرة دون رؤية الصورة الكبيرة. عندما يبدأ القادة في رؤية المشكلات بنظرة شاملة؛ يدركون أنها قد تكون عاملا مهما جداً للتحسين وتطبيق أفضل الممارسات (Best Practice) وفرصة رائعة لمراجعة إجراءات العمل الحالية مما تفتح آفاقا للنمو والمنافسة في السوق، يدركون أنه في النهاية، كل المشاكل متشابهة - فقط مغلفة بشكل مختلف - نحتاج إلى رؤيتها بحكمة وشمولية. يجب ألا ينظر القائد أبدًا إلى المشكلة على أنها تشتيت للانتباه، بل على أنها عامل تمكين إستراتيجي (Strategic Empowerment) للتحسين المستمر ورؤية الفرص التي لم تكن موجودة من قبل. Hussain.alsayed@illaftrain.co.uk
اليوم حديثنا يرتكز على التعامل مع أعضاء الفريق المثبطين وتحويلهم إلى نقاط إيجابية في بيئة العمل، قد تصادف فرق العمل أفرادًا يتسمون بمواقف مثبطة أو يظهرون مقاومة واضحة للتغيير. قد تثير هذه السلوكيات التوتر وتخلق...
تحدثنا في مقالنا السابق عن فهم أسباب التشتت والبحث عن أسباب فقد الفريق تركيزه... واليوم نركز على بناء الثقة في الفريق وإعادته إلى مساره الصحيح إعادة بناء الثقة: الخطوة الأولى نحو الانسجام إعادة بناء الثقة...
هل تطمح إلى بناء فريق يعمل بتناغم كامل، حيث يساهم كل فرد بإمكاناته ومهاراته لتحقيق نتائج استثنائية؟ تخيل فريقًا رياضيًا، كفريق كرة القدم، يلعب بروح واحدة. اللاعبون يتعاونون، يمررون الكرة بانسجام، ويتحركون بخطة واضحة لهدف...
قراؤنا الكرام ... تحية من القلب.. حديثنا اليوم يغطي المرحلة الأخيرة من خطوات بناء ثقافة الولاء الوظيفي وخاصة المرحلة الخامسة ثم الخلاصة المهمة. المرحلة الخامسة: الفصل أو الانتقال – التعامل مع نهاية العلاقة بشفافية واحترام...
القراء الكرام... تحدثنا في مقالين سابقين عن خطوات لبناء ثقافة الولاء الوظيفي. واليوم نستكمل هذه الخطوات بالحديث عن تأثير هذه الخطوات على الموظفين وتعزيز ولائهم الوظيفي. فمن خلال تطبيق هذه النظرية في المؤسسات، يتضح أن...
تحدثنا في مقالنا السابق حول المرحلة الأولى لبناء ثقافة الولاء الوظيفي، واليوم نستكمل هذه الخطوات بالحديث عن المرحلة الثانية والثالثة المرحلة الثانية: التوجيه والتدريب – تأصيل القيم وتعزيز الانتماءبعد الانتهاء من مقابلات التوظيف واختيار المرشح...
يُعد الولاء الوظيفي إحدى الركائز الأساسية التي تضمن استقرار المؤسسات ونجاحها على المدى الطويل. فهو لا يقتصر على الالتزام بالوظيفة أو البقاء في المنظمة فحسب، بل يشمل التفاني في العمل والإيمان العميق برسالة المؤسسة وأهدافها....
يعرّف الوعي العاطفي على أنه القدرة على التعرف على مشاعرك وفهم تأثيراتها. الأشخاص الذين يمتلكون هذه القدرة يمكنهم تحديد المشاعر التي يشعرون بها في لحظة معينة وفهم أسبابها، بالإضافة إلى فهم الروابط بين عواطفهم وأفكارهم...
تطوير الذكاء العاطفي يُعد مفتاحًا أساسيًا لتحسين الأداء المهني وتعزيز العلاقات القوية داخل بيئة العمل. ووفقًا لغولمان، فإن الأشخاص الذين يمتلكون ذكاءً عاطفيًا مرتفعًا يتمتعون بقدرة أكبر على التفاعل بمرونة مع الآخرين، اتخاذ قرارات أفضل،...
يُعد الذكاء العاطفي (Emotional Intelligence) من العوامل الأساسية التي تساهم في نجاح الأفراد في بيئات العمل المعاصرة. فبفضل هذه المهارة، يمكن للفرد أن يبني علاقات مهنية قوية ويحقق تفاعلًا فعّالًا مع زملائه، مما يعزز الأداء...
في إحدى الدراسات الحديثة، تم اختيار 50 موظفًا خضعوا لتدريب خاص على الوعي العاطفي استنادًا إلى منهج دي بونو لمدة 8 أسابيع. وخلال هذه الفترة، أُجريت اختبارات تقييمية لقياس قدرة الموظفين على حل المشكلات الجماعية،...
يُعد الذكاء العاطفي (Emotional Intelligence) من العوامل الأساسية التي تساهم في نجاح الأفراد في بيئات العمل المعاصرة. فبفضل هذه المهارة، يمكن للفرد أن يبني علاقات مهنية قوية ويحقق تفاعلًا فعّالًا مع زملائه، مما يعزز الأداء...