alsharq

مريم ياسين الحمادي

عدد المقالات 391

مع التغيرات العالمية.. هل نحتاج تعديل المعايير الدولية؟

18 أكتوبر 2025 , 10:30م

يشهد العالم اليوم تحوّلات عميقة لم تعد تقتصر على التكنولوجيا أو الاقتصاد، بل امتدّت لتطال المفاهيم ذاتها التي شكّلت إيقاع حياتنا اليومية: ساعات العمل، وساعات التمدرس، ومعايير الإنتاجية والتعلّم والحياة المتوازنة. نحن أمام مرحلة جديدة تتغيّر فيها «المعايير» لا بوصفها أرقامًا أو جداول زمنية، بل باعتبارها منظومات قيمية واجتماعية تحدد كيف نعيش، ونتعلّم، ونعمل، وننتمي. حين نعود إلى جذور فكرة «ساعات العمل»، نجد أنها وُضعت في بدايات الثورة الصناعية في القرن التاسع عشر، حين كانت المصانع تعتمد على العمل اليدوي، وتُقاس الإنتاجية بعدد الساعات التي يقضيها العامل أمام الآلة. كانت الفكرة آنذاك بسيطة: كلما طال وقت العمل، زاد الإنتاج. فتم تحديد «ثماني ساعات عمل يوميًا» كحلٍّ وسط بين متطلبات الإنتاج وحقّ العامل في الراحة. وقد تبنّت هذه القاعدة العديد من التشريعات العمالية في أوروبا وأمريكا في بدايات القرن العشرين، ثم انتقلت إلى العالم كله، لتصبح معيارًا ثابتًا يربط الجهد بالزمن لا بالأثر. ومع الوقت، أصبحت تلك الساعات رمزًا للنظام والانضباط، لكنها لم تعد تعكس واقع المجتمعات الحديثة ولا طبيعة العمل في عصر المعرفة والذكاء الاصطناعي. أما اليوم مع تكرار احتمالية تحول يوم الأحد لإجازة، هل فعلا الاعتراض على الإجازة، أم أن المحور الرئيسي، إعادة النظر في ساعات العمل، الموجة الجديدة من التغيّرات مدفوعة بعدة عوامل متشابكة: التحوّل الرقمي الشامل الذي أعاد تعريف الوقت والمسافة، بروز جيل جديد يوازن بين الطموح الشخصي والرفاه النفسي، تجارب الجائحة التي أثبتت أن الإنتاج لا يرتبط دائمًا بمكان العمل ولا بساعاته. أمام هذه المعطيات، أصبح الموظف ينتظر إعادة النظر في معايير العمل القديمة. فثماني ساعات العمل لم تعد مقياسًا كافيًا للكفاءة، كما أن الجلوس في قاعة الدراسة لم يعد دليلاً على التحصيل العلمي الحقيقي. لقد انتقل العالم من «الكمّ» إلى «النوع»، ومن «الحضور الفيزيائي» إلى «الأثر الحقيقي». وبالفعل ظهر في التعديلات التي تمت في قانون الموارد البشرية، مزيد من الوقت للأسرة والحياة، والمساهمة لدعم التوازن بين الحياة والعمل، مع التأكيد على استمرار إجازة يوم الجمعة. وهناك من يري الفرصة المناسبة لزيادة الإجازة الأسبوعية لتكون جمعة وسبت وأحد بدون زيادة ساعات العمل، مع الالتزام الحقيقي بالوقت المحدد خلال الأسبوع والعمل بإخلاص لتحقيق المهام المنوطة. ولا سيما انعكاس ذلك على جميع المجالات ولو احتاج المناقشة مع المنظمات التي لازالت تطبق المعايير التي صنعت لظروف زمنها. @maryamhamadi

تعديلات الموارد البشرية... الطريق إلى جودة الحياة

تشهد دولة قطر في هذه المرحلة من مسيرتها التنموية تحولًا نوعيًا في فلسفة الإدارة العامة والموارد البشرية، أعاد تعريف العلاقة بين الإنسان والمؤسسة، وبين العمل والحياة. فالتعديلات الأخيرة التي أُقرّت على قانون الموارد البشرية تُعد...

المعلم صانع الأثر

ونحن نحتفي باليوم العالمي للمعلم، يتبادر إلى أذهاننا عدد كبير من المعلمين والمعلمات الذين قدّموا خلال سنوات طويلة أسمى معاني العطاء. أسماء غابت عن المشهد الحاضر، لكنها باقية في وجدان أبنائهم وبناتهم من طلبتهم، أولئك...

الصحة النفسية والهوية الوطنية

في العاشر من أكتوبر من كل عام، يلتقي العالم بشعار الصحة: لا صحة بلا صحة نفسية. وهو يوم لا يقتصر على رفع الشعارات، بقدر ما يعكس وعياً عميقاً بضرورة صون كرامة الإنسان من الداخل، والعناية...

قطريات صنعن أثراً: عائشة عبد الرحمن العبيدان

رحلة جديدة نكتبها مع مربية فاضلة، الأستاذة عائشة عبد الرحمن العبيدان، ابنة التربية والتعليم، وبنت حي مشيرب في قلب الدوحة. وُلدت ونشأت بين أزقته البسيطة، تحمل في ذاكرتها عبق المكان وصدق الناس. درست المرحلة الابتدائية...

قطر وقمة الأمة

في الدوحة، المدينة التي عُرفت بأنها واحة للأمن والسلام وملاذ للباحثين عن الاستقرار، تعقد قمة عربية إسلامية طارئة بعد أن تعرضت قطر لعدوان إسرائيلي غاشم. إنّها دولة لم تبدأ حربًا قط، ولم تُشعل فتيل نزاع...

قطريات صنعن أثراً.. فاطمة سعيد السلولي

نبدأ رحلتنا التوثيقية مع نساء قطر اللواتي صنعن أثراً في المجتمع، نبدأ مع المديرة الفاضلة فاطمة سعيد السلولي، ابنة مدينة الريان. حين سألتها عن العمر، أجابتني بابتسامة: «العمر مجرد رقم». درست في مدرسة النهضة التي...

قطريات يصنعن أثراً

في مسيرة الأوطان، تبقى الأسماء والأفعال التي صنعت فرقًا شاهدة على أن العطاء بصمة تمتد في الذاكرة الجمعية لتلهم الأجيال. حين نتأمل تاريخ قطر خلال العقود الممتدة من عشرينيات القرن الماضي حتى منتصف التسعينيات (1920–...

دوام

مع انتهاء موسم الإجازات والعودة إلى المدارس، تتردد بكثرة عبارات «دوام»، وتتباين ردود الأفعال بين من يستقبلها بابتسامة متفائلة، ومن يتأفف وكأنها عبء ثقيل. كلمة صغيرة تحمل في داخلها مشاعر متباينة، فالإنسان هو الذي يحمّلها...

الكتب ألوان وأفكار

للألوان رمزية عميقة تتجاوز حدود الشكل لتصبح عناوين لأفكار وأزمنة. فقد ارتبطت كتب معينة بألوانها، وتحولت إلى مشاريع فكرية وسياسية غيّرت وجه التاريخ. فالكتاب الأخضر الذي أصدره معمر القذافي في سبعينيات القرن الماضي، وامتد حضوره...

شهادات عابرة للحدود

التجارب الصادقة والشهادات الموثوقة هي مرآة تعكس القيم التي يقوم عليها النجاح المهني. ولذا، قدم العديد من المتخصصين خبراتهم كشهادات عالمية، تنقل المعرفة وتفتح الطريق أمام الآخرين. ومن أبرز هؤلاء جون ماكسويل، الخبير العالمي في...

الاسم التجاري مرآة الهوية الوطنية

هل تأملت يومًا في دلالات بعض الأسماء العالمية التي أصبحت تمثل علامات تجارية راسخة؟ في عالم التكنولوجيا، لا تحمل الأسماء مجرد طابع تسويقي، بل تعكس رؤى حضارية وفلسفات ثقافية عميقة. على سبيل المثال، يحمل اسم...

البوصلة الثقافية

في يومٍ مقدّس من عام 1779، رست سفن الكابتن جيمس كوك على شواطئ جزر هاواي. لم يكن يدري، وهو البحّار القادم من المناطق الباردة، أنه يدخل أرضًا تقرأ الزمن بطريقة مختلفة، وتمنح القادمين من البحر...