


عدد المقالات 169
قدّر الله لي أن أكون في تنزانيا - دار السلام تحديداً - أرى استضافة قطر لكأس العالم من وجهة نظر عربية وافريقية حيادية، وجهة نظر بعيدة كل البعد عن مشاعر موجهة أو مرتبطة بخلفيات تاريخية سابقة أو حتى بأحكام مسبقة. سبحان الله، في الانطباع الأول وجدت مشاعر جياشة ونظرة تعظيم وإكبار للإنجاز- بل الإنجازات- التي تتحقق كل يوم من خلال كأس العالم، ومن خلال الحوارات والنقاشات مع أطياف مختلفة من المجتمع التنزاني، راودني سؤال مهم جداً: ماذا استفادت قطر من استضافة كأس العالم ؟ في السطور القادمة أحاول أن أسلط الضوء على نقاط مضيئة حول استضافة قطر لكأس العالم وربطها بإفريقيا. كسبنا التحدي الكبير بداية كسبنا التحدي، وهو تحدٍ كبيرٍ جداً ضد المتربصين والمتشككين وحتى المحبين القلقين من فشل قطر. هذه النقطة – بعيون إفريقيا – قمة في الروعة، وتأتي الروعة مما يلي: أن تنافس أعتى الدول في حق الاستضافة، ثم تفوز ثم تجابه بصبر وحكمة كل الانتقادات والتشكيكات ثم تنجح في تحقيق استضافة رائعة وافتتاح مبهر فأنت ربحت المعركة مبكراً. لم تنظم قطر المونديال بمقاييس عادية بل بمقاييس عالمية صدمت بها الجميع، بحيث يصفق لها الكل، القريب والحبيب، والبعيد والغريب، ويشيد بها الجميع، وتصبح حديث الأرض والمحور الرئيسي لأي حديث أو نقاش يدور حول العالم الآن، تخيلت معي حجم الإنجاز ! قدمنا نموذجاً لقيادة طموحة قطر تقدم نموذجاً استثنائياً لقيادة تطمح للمعالي، أمير شاب يقود بلداً مستقراً وناجحاً وسط منطقة ملتهبة ومشتعلة، ترى إفريقيا قطر نموذجاً لدولة، تخطط بذكاء، تخصص الموارد المناسبة لكل إنجاز، تراقب عن كثب، وتنفذ بحكمة، وتنجح - بكل تواضع – في تحقيق أهدافها بأعلى المعايير. بل وتُصر على تقديم نموذج عربي شرقي إسلامي لكافة مظاهر البطولة بدءاً من الشعار والزخرفة الإسلامية ثم تعويذة البطولة ثم الافتتاح الجميل المحتشم المتوافق مع ثقافتنا وقيمنا بعيداً عن الإسفاف والمظاهر التي تصاحب هذه البطولات عادةً. هذا مصدر إلهام كبير لشعوب إفريقيا، ورفع من سقف طموحاتهم بأن القيادات الشابة تستطيع أن تنجز الكثير متى ما توفرت لديها الموارد المناسبة، والنموذج الغربي ليس هو النموذج الأفضل والأوحد. ناهيك عن الاعتزاز بالقيّم والرموز المحلية. كسر الطوق وتمهيد الأرض تثبت قطر - يوماً بعد يوم- للعالم أجمع أن هذه البطولات العالمية ليست حكراً على دول بعينها، فهي كسرت - بكل هدوء وشموخ - طوقاً عمره 90 سنة، وجلبت المونديال لعالمنا العربي. بل ومهدت الأرض لدول عربية وشرق أوسطية أخرى لكي تبادر بكل قوة لطلب استضافات على صدى النجاح الذي يتحقق الآن يومياً في المونديال. لغة التشكيك والتردد التي كانت تتردد في أروقة قاعات اتخاذ القرار بمجرد تقدم دولة عربية لطلب استضافة بطولة عالمية تبددت وأصبحت الدول العربية والشرق أوسطية جديرة بالاستضافة والتنظيم على وقع النجاح المذهل الذي يحدث الآن في مونديال قطر. التخطيط سر النجاح: سُئلت مرات عديدة في أكثر من عاصمة غربية: هل تعتقد أنكم قادرون على النجاح في تنظيم بطولة بحجم كأس العالم؟ الجواب بكل بساطة: نعم ومتأكد من ذلك كما أنني متأكد من أني أراك الآن. وقد كُنت صادقاً في ذلك والسبب بسيط جداً. إنه التخطيط يا سادة، قطر تخطط للمونديال منذ 12 سنة. تخطط لتنظيم حدث استثنائي عالمي من خلال تشكيل لجنة المشاريع والإرث، لجنة تحظى باهتمام ورعاية ودعم من القيادة والحكومة. اللجنة لديها لجان فرعية في كل مجال، تعمل ليل نهار، وتخطط لكل حدث ولكل طارئ ولكل تحدٍ وتضع الحلول المناسبة، والنتائج - كما ترون - مذهلة. هذا درس عملي عظيم - يجب أن يُدرس في الجامعات والكليات - حول التخطيط ونتائجه المبهرة عندما يُنفذ بشكل صحيح، يجب أن يكون التخطيط القطري للمونديال أنموذجاً للتغيير الإيجابي الذي يحدثه التخطيط السليم، ويكسر المفهوم الذي يقع فريسته الكثير «التخطيط مضيعة للوقت « بل يجب أن يستبدل بــ « التخطيط سلاحك للنجاح «. العالم يتعرف علينا عن قرب أتاحت الاستضافة فرصة عظيمة ونادرة - في نفس الوقت - من أجل رؤية العالم لقطر بوضوح وشفافية بدون رتوش أو تجميل. يرون أهل قطر - مواطنين ومقيمين- على طبيعتهم الرائعة، يشعرون بالكرم والضيافة والترحيب الحار لجميع الزوار والمشجعين من مختلف دول العالم، إضافة إلى ذلك، وضع المونديال قطر في بؤرة الأحداث لمدة 29 يوماً على أقل تقدير. الحقيقة أن قطر أصبحت تحت المجهر منذ الإعلان عن الاستضافة سنة 2010. أنا هنا في تنزانيا، أرى شغف الناس لمشاهدة كأس العالم والذي يقودهم إلى التعرف على قيم المجتمع القطري وعاداته وتقاليده والبحث حول أي شيء يعرض على وسائل الإعلام والتحقق منه من خلال وسائل مختلفة. هذا مكسب مهم للغاية، فالناس الذين يزورون قطر ينقلون صورة صافية ونقية من الواقع الذي يعيشونه يومياً ويعكس كرم وشهامة الشعب القطري عن قرب. سمعة عالميةوبناء خبرات محلية وهذا قد يكون الإرث الحقيقي الذي تتناقله الأجيال، الذي يحدث الآن هو: بناء سمعة عالمية لدولة قطر، سمعة في مجال التخطيط، سمعة في مجال التنظيم، سمعة في مجال التنفيذ، سمعة في مجال التعامل مع الأزمات والتحديات، سمعة في طريقة تهيئة عوامل النجاح والتأثير في العالم من خلال وسائل إعلام مؤثرة مثل قناة الجزيرة، بي إن سبورت وقناة الكأس. قطر امتلكت سمعة عالمية في بناء « قوة ناعمة « تُستثمر في مكانها الصحيح وبشكل صحيح، وهذا ما أوجد قيادات من الخبرات المحلية الواعية والقادرة على تنظيم أي حدث عالمي بأقل جهد وبأعلى المعايير. هذا ما تمثله رؤية قطر 2030 في تعزيز التنمية البشرية. أخيراً، حجم الفوائد الجلّية والخفية والبارزة والمتوارية ضخم جداً وهذا ما يُشكل فخراً لأجيال قادمة بإذن الله، تذكر وأنت تقرأ هذا المقال أن قطر تُلهم القارة السوداء. @hussainhalsayed
مع تطور الفكر الإداري، شهدت نظريات القيادة تحولاً كبيراً في فهم القيادة وأهدافها. فمع تزايد التحديات الإدارية وتسارع وتيرة التغيرات، ظهرت الحاجة إلى نماذج قيادية ترتكز على القيم الأخلاقية والسلوك القويم، لتصبح القيادة الأخلاقية مطلباً...
اليوم حديثنا يرتكز على التعامل مع أعضاء الفريق المثبطين وتحويلهم إلى نقاط إيجابية في بيئة العمل، قد تصادف فرق العمل أفرادًا يتسمون بمواقف مثبطة أو يظهرون مقاومة واضحة للتغيير. قد تثير هذه السلوكيات التوتر وتخلق...
تحدثنا في مقالنا السابق عن فهم أسباب التشتت والبحث عن أسباب فقد الفريق تركيزه... واليوم نركز على بناء الثقة في الفريق وإعادته إلى مساره الصحيح إعادة بناء الثقة: الخطوة الأولى نحو الانسجام إعادة بناء الثقة...
هل تطمح إلى بناء فريق يعمل بتناغم كامل، حيث يساهم كل فرد بإمكاناته ومهاراته لتحقيق نتائج استثنائية؟ تخيل فريقًا رياضيًا، كفريق كرة القدم، يلعب بروح واحدة. اللاعبون يتعاونون، يمررون الكرة بانسجام، ويتحركون بخطة واضحة لهدف...
قراؤنا الكرام ... تحية من القلب.. حديثنا اليوم يغطي المرحلة الأخيرة من خطوات بناء ثقافة الولاء الوظيفي وخاصة المرحلة الخامسة ثم الخلاصة المهمة. المرحلة الخامسة: الفصل أو الانتقال – التعامل مع نهاية العلاقة بشفافية واحترام...
القراء الكرام... تحدثنا في مقالين سابقين عن خطوات لبناء ثقافة الولاء الوظيفي. واليوم نستكمل هذه الخطوات بالحديث عن تأثير هذه الخطوات على الموظفين وتعزيز ولائهم الوظيفي. فمن خلال تطبيق هذه النظرية في المؤسسات، يتضح أن...
تحدثنا في مقالنا السابق حول المرحلة الأولى لبناء ثقافة الولاء الوظيفي، واليوم نستكمل هذه الخطوات بالحديث عن المرحلة الثانية والثالثة المرحلة الثانية: التوجيه والتدريب – تأصيل القيم وتعزيز الانتماءبعد الانتهاء من مقابلات التوظيف واختيار المرشح...
يُعد الولاء الوظيفي إحدى الركائز الأساسية التي تضمن استقرار المؤسسات ونجاحها على المدى الطويل. فهو لا يقتصر على الالتزام بالوظيفة أو البقاء في المنظمة فحسب، بل يشمل التفاني في العمل والإيمان العميق برسالة المؤسسة وأهدافها....
يعرّف الوعي العاطفي على أنه القدرة على التعرف على مشاعرك وفهم تأثيراتها. الأشخاص الذين يمتلكون هذه القدرة يمكنهم تحديد المشاعر التي يشعرون بها في لحظة معينة وفهم أسبابها، بالإضافة إلى فهم الروابط بين عواطفهم وأفكارهم...
تطوير الذكاء العاطفي يُعد مفتاحًا أساسيًا لتحسين الأداء المهني وتعزيز العلاقات القوية داخل بيئة العمل. ووفقًا لغولمان، فإن الأشخاص الذين يمتلكون ذكاءً عاطفيًا مرتفعًا يتمتعون بقدرة أكبر على التفاعل بمرونة مع الآخرين، اتخاذ قرارات أفضل،...
يُعد الذكاء العاطفي (Emotional Intelligence) من العوامل الأساسية التي تساهم في نجاح الأفراد في بيئات العمل المعاصرة. فبفضل هذه المهارة، يمكن للفرد أن يبني علاقات مهنية قوية ويحقق تفاعلًا فعّالًا مع زملائه، مما يعزز الأداء...
في إحدى الدراسات الحديثة، تم اختيار 50 موظفًا خضعوا لتدريب خاص على الوعي العاطفي استنادًا إلى منهج دي بونو لمدة 8 أسابيع. وخلال هذه الفترة، أُجريت اختبارات تقييمية لقياس قدرة الموظفين على حل المشكلات الجماعية،...