alsharq

حسين حبيب السيد

عدد المقالات 166

أهم تحديات ومعوقات التمكين الوظيفي (3/3)

24 أغسطس 2024 , 10:56م

في هذا المقال نستكمل باقي التحديات التي تواجه عملية التمكين الوظيفي خامساً: القيود البيروقراطية تعاني المؤسسات ذات الهياكل الهرمية من بطء وتشوهات في التواصل نتيجة تعدد الطبقات الإدارية، مما يعوق الحوار الفعال بين الموظفين وصناع القرار. تشير دراسة نشرت على مدونة ريسيرش غيت (Research Gate ) إلى أن هذه البيروقراطية المعقدة تؤدي إلى سوء الفهم وانخفاض في الكفاءة. وفقاً للبحوث المنشورة في المجلة الدولية لاستعراض الإدارة (InternationalJournal of Management Reviews)، تتطلب الهياكل البيروقراطية من الموظفين الحصول على موافقات من مستويات إدارية متعددة، مما يُؤدي إلى إطالة عملية صنع القرار ويحد من استقلالية الموظفين وتقديرهم للموقف. علاوة على ذلك، يمكن للقيود البيروقراطية أن تؤثر سلبًا على معنويات الموظفين ورضاهم الوظيفي، حيث إن القواعد والإجراءات المفرطة تخلق شعورًا بالعجز والإحباط بين الموظفين. وقد يؤدي هذا إلى انخفاض الاندماج وارتفاع في معدل دوران الموظفين. الحلول المقترحة: 1. تبسيط الإجراءات والحد من الروتين الإداري بدلاً من التركيز على اتباع إجراءات محددة، يُستحسن تحويل التركيز نحو تحقيق النتائج المطلوبة. إذ يتيح هذا النهج الحرية للموظفين لإيجاد حلول مبتكرة ضمن إطار عمل محدد. 2. منح الموظفين صلاحيات اتخاذ القرار السماح للموظفين باتخاذ القرارات ضمن معايير محددة يعزز شعورهم بالملكية والمسؤولية. 3. الاستفادة من التكنولوجيا لأتمتة المهام يوفر توظيف أدوات الأتمتة لإنجاز المهام المتكررة وقتاً أكبر للموظفين للقيام بمهام أكثر أهمية واستراتيجية. على سبيل المثال، يمكن أتمتة المهام الروتينية مثل إدخال البيانات وإرسال التقارير ومعالجة الفواتير. سادساً: التحديات الثقافية والاجتماعية تُعد الثقافة التنظيمية عنصرًا هامًا لنجاح أي مؤسسة، ولها تأثير مباشر على سلوكيات الموظفين ومستويات الإبداع والإنتاجية. إذ تلعب هذه الثقافة دورًا حيويًا في تمكين الموظفين وتشجعهم على الازدهار وتحقيق إنجازات عظيمة. ومع ذلك، قد تواجه جهود تمكين الموظفين مقاومة في بعض المؤسسات، خاصة تلك التي تتمسك بثقافات تقليدية تُقدّر السلطة المركزية وتُقلل من قيمة مشاركة الموظفين. أوضح إطار هوفستده (Hofstede) حول الثقافة الوطنية كيف تميل الثقافات التي تتبنى مفهوم «البعد العالي للقوة» (High Power Distance ) إلى تفضيل الهياكل الهرمية التقليدية وسياسة صنع القرار المركزي. في مثل هذه البيئات، قد يُنظر إلى تمكين الموظفين على أنه تهديد للنظام القائم، مما يؤدي إلى التشكيك في فعاليته أو معارضته. تُعد الثقافة التنظيمية حجر الأساس لنجاح مبادرات تمكين الموظفين. فهي تُشكل بيئة العمل التي تُحفز المشاركة والإبداع وتُعزز فعالية برامج التمكين. أثبتت العديد من الدراسات، مثل أبحاث هوفستده (Hofstede) وأدلر(Adler)، أن الثقافات التي تُقدّر العمل الجماعي وتدعم مشاركة المعلومات وتشجع على اتخاذ قرارات جريئة أكثر ملاءمة لنجاح برامج التمكين. في بيئة العمل التعاونية التي تُقدّر العمل الجماعي ومشاركة المعلومات والمخاطرة، يشعر الموظفون براحة أكبر في تحمل المسؤوليات الإضافية واتخاذ المبادرات، وذلك لأنهم يثقون بقدرتهم على المساهمة بشكل فعال في تحقيق أهداف المؤسسة. في المقابل، قد تواجه مبادرات تمكين الموظفين تحديات في بيئات العمل التي تُركز على السيطرة والتسلسل الهرمي. حيث قد يشعر الموظفون بعدم الثقة بقدرتهم على اتخاذ القرارات ويخشون تحمل المسؤولية ويترددون في مشاركة أفكارهم أو التعبير عن آرائهم. الحلول المقترحة: 1. الأفعال أعلى صوتاً من الأقوال يلعب القادة دورًا جوهريًا في تشكيل ثقافة المؤسسة من خلال تجسيد سلوكيات التمكين الوظيفي. وفقًا لكونجر وكانونجو (Conger and Kanungo)، فإن القادة الذين يفوضون المهام ويمنحون الموظفين الاستقلالية ويستمعون بفعالية إلى أفكار الموظفين يظهرون كقدوة حسنة يحتذى بها. يمكن أن يؤدي هذا السلوك النموذجي إلى تحول تدريجي في ثقافة المؤسسة نحو ثقافة تقدّر عملية التمكين الوظيفي. 2. الاستماع النشط وتضمين الموظفين: للقادة دور هام في تعزيز ثقافة التمكين من خلال الاستماع النشط وإشراك الموظفين في عملية صنع القرار. وهذا لا يقتصر على مجرد الاستماع إلى أفكار الموظفين، بل يشمل أيضًا تنفيذ الاقتراحات القابلة للتطبيق وتقديم الملاحظات البناءة. حيث يُظهر تقرير صادر عن مجلة هارفرد (Harvard Business Review) أن الاستماع النشط وتضمين الموظفين من قبل القادة يمكن أن يعزز بشكل ملحوظ شعور الموظفين بالانتماء والاندماج، وهما من المكونات الأساسية لثقافة التمكين. @hussainhalsayed

كيف تدير فريقًا مشتتًا وتواجه المثبطين؟

هل تطمح إلى بناء فريق يعمل بتناغم كامل، حيث يساهم كل فرد بإمكاناته ومهاراته لتحقيق نتائج استثنائية؟ تخيل فريقًا رياضيًا، كفريق كرة القدم، يلعب بروح واحدة. اللاعبون يتعاونون، يمررون الكرة بانسجام، ويتحركون بخطة واضحة لهدف...

5 خطوات لبناء ثقافة الولاء الوظيفي (4)

قراؤنا الكرام ... تحية من القلب.. حديثنا اليوم يغطي المرحلة الأخيرة من خطوات بناء ثقافة الولاء الوظيفي وخاصة المرحلة الخامسة ثم الخلاصة المهمة. المرحلة الخامسة: الفصل أو الانتقال – التعامل مع نهاية العلاقة بشفافية واحترام...

5 خطوات لبناء ثقافة الولاء الوظيفي (3)

القراء الكرام... تحدثنا في مقالين سابقين عن خطوات لبناء ثقافة الولاء الوظيفي. واليوم نستكمل هذه الخطوات بالحديث عن تأثير هذه الخطوات على الموظفين وتعزيز ولائهم الوظيفي. فمن خلال تطبيق هذه النظرية في المؤسسات، يتضح أن...

5 خطوات لبناء ثقافة الولاء الوظيفي (2)

تحدثنا في مقالنا السابق حول المرحلة الأولى لبناء ثقافة الولاء الوظيفي، واليوم نستكمل هذه الخطوات بالحديث عن المرحلة الثانية والثالثة المرحلة الثانية: التوجيه والتدريب – تأصيل القيم وتعزيز الانتماءبعد الانتهاء من مقابلات التوظيف واختيار المرشح...

5 خطوات لبناء ثقافة الولاء الوظيفي (1)

يُعد الولاء الوظيفي إحدى الركائز الأساسية التي تضمن استقرار المؤسسات ونجاحها على المدى الطويل. فهو لا يقتصر على الالتزام بالوظيفة أو البقاء في المنظمة فحسب، بل يشمل التفاني في العمل والإيمان العميق برسالة المؤسسة وأهدافها....

الوعي العاطفي: المفتاح لفهم الذات واتخاذ قرارات أكثر فاعلية في العمل

يعرّف الوعي العاطفي على أنه القدرة على التعرف على مشاعرك وفهم تأثيراتها. الأشخاص الذين يمتلكون هذه القدرة يمكنهم تحديد المشاعر التي يشعرون بها في لحظة معينة وفهم أسبابها، بالإضافة إلى فهم الروابط بين عواطفهم وأفكارهم...

أسرار لتطوير الذكاء العاطفي وتحقيق التفوق المهني

تطوير الذكاء العاطفي يُعد مفتاحًا أساسيًا لتحسين الأداء المهني وتعزيز العلاقات القوية داخل بيئة العمل. ووفقًا لغولمان، فإن الأشخاص الذين يمتلكون ذكاءً عاطفيًا مرتفعًا يتمتعون بقدرة أكبر على التفاعل بمرونة مع الآخرين، اتخاذ قرارات أفضل،...

ظاهرة الذكاء العاطفي في بيئة العمل

يُعد الذكاء العاطفي (Emotional Intelligence) من العوامل الأساسية التي تساهم في نجاح الأفراد في بيئات العمل المعاصرة. فبفضل هذه المهارة، يمكن للفرد أن يبني علاقات مهنية قوية ويحقق تفاعلًا فعّالًا مع زملائه، مما يعزز الأداء...

دراسات وأبحاث حول الذكاء العاطفي في بيئات العمل (2)

في إحدى الدراسات الحديثة، تم اختيار 50 موظفًا خضعوا لتدريب خاص على الوعي العاطفي استنادًا إلى منهج دي بونو لمدة 8 أسابيع. وخلال هذه الفترة، أُجريت اختبارات تقييمية لقياس قدرة الموظفين على حل المشكلات الجماعية،...

ظاهرة الذكاء العاطفي في بيئة العمل (1)

يُعد الذكاء العاطفي (Emotional Intelligence) من العوامل الأساسية التي تساهم في نجاح الأفراد في بيئات العمل المعاصرة. فبفضل هذه المهارة، يمكن للفرد أن يبني علاقات مهنية قوية ويحقق تفاعلًا فعّالًا مع زملائه، مما يعزز الأداء...

ما تعرف عن جيل «زد» ؟ (3)

تطور الأجيال روابط عاطفية قوية بالأحداث والتجارب التكوينية التي تؤثر على كيفية رؤيتهم لأنفسهم وللعالم من حولهم. وكما شهد جيل الألفية Millennials في الشرق الأوسط، السابق للجيل Z، مجموعة من الأحداث المهمة والتجارب الفريدة، فقد...

ما تعرف عن جيل « زد « ؟ (2)

لقد أَحدَث الجيل z تغييرات جوهرية في عالم التعليم والعمل. نشأ هذا الجيل في عصر رقمي بالكامل، مما أثّر على توقعاتهم وطرائق تعاملهم مع التعليم والعمل بصورة كبيرة. إليك بعض الطرائق التي غَيّر بها الجيل...