عدد المقالات 199
حين تشتعل الحروب وتنتكس معاني الإنسانية، لا يُقاس القادة بما يقولون، بل بما يفعلون. وفي زمن كثرت فيه الخطابات وقلت فيه المبادرات الإقليمية والدولية لإحلال السلام، برزت دولة قطر كوسيط نزيه لها دورها الفاعل، يقودها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، برؤية عصرية وإنسانية واضحة، وهو القائد الذي آمن أن الحوار أقوى من السلاح، وأن الإنسان أولى بالرعاية مهما كان مكانه ولونه ومعتقده. وفي أتون الحرب التي أحرقت الأخضر واليابس في غزة، وصولا إلى قمة شرم الشيخ للسلام التي حضرها زعماء وقادة دول عربية وإسلامية وغربية، والتي أعادت للمنطقة بعضا من أنفاسها، كانت دولة قطر تمارس دورها بذكاء دبلوماسي وشجاعة أخلاقية نادرة. ولم تدخل الدوحة المشهد لتُضاف إلى قائمة الوسطاء، بل لتكتب فصلا جديدا في مركزيتها في الوساطة: وساطة لا تنحاز إلا للحق ورفع الظلم، وبث الحياة في نفوس الناس. وفيما كانت القوى الكبرى تبحث عن مصالحها، كانت الدوحة بقيادة سموه، تبحث عن مصلحة الإنسان. ولهذا فإن وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لسموّ الأمير بأنه «قائد استثنائي وشجاع» هو اعتراف بجهود واقعية صنعت فرقا في واحدة من أكثر الأزمات تعقيدا في الشرق الأوسط. القرار الإنساني قبل السياسي.. أمير البلاد المفدى في اللحظة المناسبة مع اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر 2023م، انكشف عجز العالم أمام مأساة إنسانية متفاقمة، ولكن دولة قطر لم تتردد لحظة في التحرك والتنسيق والتشبيك داخل وخارج فلسطين لوقف تلك الحرب الهمجية والعدوان الغاشم على غزة. ومنذ الساعات الأولى، وجّه سمو الأمير بتفعيل كل القنوات السياسية والإغاثية، في مشهد يعكس عمق الرؤية القَطرية التي تضع الإنسان في صدارة القرار. وبينما انشغلت بعض القوى بتبادل الاتهامات، والاصطفاف مع هذا الطرف أو ذاك، كانت الدوحة تتحرك على الأرض: ترسل الطائرات المحمّلة بالمساعدات، وتفتح الاتصالات مع كل العواصم دون استثناء، في سعي حثيث لوقف نزيف الدم. ولقد جسّد سمو الأمير نهجا واضحا: أن تكون السياسة امتدادا للضمير الإنساني. وحين قدّمت الدوحة مبادرات متتالية لوقف إطلاق النار وإخراج الجرحى وإيصال المساعدات، لم تكن تسعى إلى دور استعراضي، بل إلى مسؤولية أخلاقية تؤمن أن القوة الحقيقية هي في إنقاذ الأرواح، لا في إطفاء الأنوار. ومن هنا تكرّس حضور دولة قطر كفاعل لا يمكن تجاوزه، لأنها تحدثت بلغة عالية لا تُترجمها سوى الضمائر الحيّة، والنفوس العالية، والأرواح المؤمنة بالسلام. القائد الذي جعل الحوار هو الحل والسلاح الأكثر حضوراً في عالمٍ تزداد فيه الجدران ارتفاعا، جاء أمير البلاد المفدى ليعيد تعريف القيادة، لا عبر الصدام، بل عبر الإقناع. فمن خلال شبكة متينة من العلاقات الدولية والثقة المتبادلة، استطاع سموه أن يُبقي قنوات التواصل مفتوحة مع كل الأطراف المتخاصمة، وأن يقدّم نموذجا في «الوساطة النزيهة» التي لا تبحث عن مجد سياسي بل عن مصلحة إنسانية. ولقد أدرك العالم أن وراء هدوء سمو الأمير تصميما لا يلين. فحين تحدث ترامب قائلا: «أشكر دولة قطر وأميرها القائد المذهل، فقد كانوا شجعانا للغاية وساعدونا حقا في اتفاق غزة»، كان يصف تجربة قيادية تجاوزت منطق المصادفة إلى منطق الاستحقاق. وفي الوقت الذي عجزت فيه دول كبرى عن جمع الفرقاء على طاولة واحدة، كانت قطر تفعل ذلك بصمت وثقة. إن سمو الأمير لم يفرض رؤيته بالقوة، بل بالاحترام، ولم يضغط بتهديد، بل بإصرار على إنقاذ الكرامة الإنسانية. وهكذا تحوّل الشيخ تميم إلى «رجل السلام» الذي يوازن بين المبادئ والواقعية، بين الشجاعة والحكمة، وبين الوطن والإنسانية. دولة قطر تصنع السلام وتزرع الأمل من دارفور إلى أفغانستان، ومن لبنان إلى فلسطين وغزة، لم تكن الوساطة القطرية صدفة عابرة، وإنما مثلت رؤية استراتيجية تؤمن أن السلام استثمار في المستقبل، ولا حل للمشاكل إلا بالحوار والعقلانية. ومع كل أزمة، تؤكد الدوحة أنها لا تسعى إلى نفوذ ولا إلى بناء سمعة دولية أو التوسع في مصالحها على حساب الآخرين. وكما ذكرنا، في غزة، لم تقتصر المبادرات القطرية على وقف النار، بل شملت إعادة الإعمار، ودعم التعليم والصحة، وتمويل برامج الإغاثة العاجلة. هذه سياسة «السلام الشامل» التي ترى في حفظ الكرامة الإنسانية والتنمية استمرارا للتهدئة، وكما قال رئيس وزراء باكستان في شرم الشيخ: «أشكر أخي العزيز الشيخ تميم الذي عمل جاهدا لتحقيق السلام في هذه المنطقة»، فقد لخّص بكلماته جوهر الدور القطري: جهد صامت وعميق، ويقاس بحجم التغيير على الأرض. ولذا أصبحت قطر مدرسة في الدبلوماسية الإنسانية، تتقدم بخطى واثقة لتجعل من الحوار قيمة عالمية، ومن السلام مشروعا ممتدا لا ينتهي بتوقيع ولا يتوقف عند أزمة. قمة شرم الشيخ تتويج الرؤية القطرية للسلام العادل كانت قمة شرم الشيخ لحظة التتويج لمسار طويل من العمل القطري الدؤوب. فبعد شهور من الوساطات والاتصالات المعقدة، ووسط توقعات متشائمة من المحللين، خرجت القمة بوثيقة اتفاق تاريخي لإيقاف الحرب في غزة، وُقِّعت بحضور قادة الولايات المتحدة وقطر ومصر وتركيا. وقد قال ترامب في كلمته: «أشكر بشكل خاص أمير دولة قطر، وهو رجل استثنائي يحظى باحترام عظيم». وكانت تلك الشهادة تتوّج سنوات من العمل الهادئ الذي جعل من الدوحة مرجعا في هندسة التوازنات الصعبة. إن الهدف من القمة ليس فقط وقف الحرب، ولكن وضع أساس لبناء مستقبل مختلف لغزة؛ مستقبل يبدأ من الإغاثة والإعمار وتمكين الإنسان الفلسطيني في وطنه. وإن دولة قطر كانت حاضرة في كل تفصيل: في التصور، وفي التمويل، وفي الضمانات. فالقمة تعتبر تجسيدا لرؤية قطرية راسخة: أن السلام يُبنى بالثقة. وهذا ما جعل قطر تنتقل من لعب دورها كوسيط لتهدئة إلى شريك في صناعة السلام، ومن دولة صغيرة في الجغرافيا إلى دولة كبيرة في الوجدان الإنساني في مشارق الأرض ومغاربها. برز حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني كوجه نادر يجمع بين العقل السياسي والرحمة الإنسانية. ومن حرب الطوفان المدمرة إلى قمة شرم الشيخ للسلام، قاد سموه وطننا بثبات وإصرار، مؤمنا أن السلام شجاعة من نوع آخر، وهي شجاعة تقف على الجانب الصحيح من التاريخ. وقد جعل الأمير من الدوحة قبلة للمضيوم، ومركز إشعاعٍ إنساني وحضاري، ومن سياساتها نموذجا لما يمكن أن تكون عليه القيادة حين تُبنى على المبادئ والمثل الحية. وفي هذه المرحلة، تساهم الدوحة في كتابة فصول السلام، لأن فيها قائدا يرى أن الإنسان أثمن من الحسابات. وسيسجل التاريخ سمو الأمير كرجل وقف دوما بجانب المستضعفين والمكلومين والمحاصرين، وأن دولة قطر حكومة وشعبا سيظل نهجها السلام وحل الأزمات بالطرق السلمية لا بالحرب والدمار والحصار لتنعم شعوب العالم بحياة أفضل. وهذا ما أكدته في لقائي عبر شاشة تلفزيون قطر مساء أمس، بأن ثوابت السياسة القطرية، بقيادة سمو الأمير المفدى حفظه الله، قائمة على السلام والحوار كخيار استراتيجي لحل النزاعات، ودورها فاعل في تعزيز الاستقرار الإقليمي والدولي. @FalehalhajeriQa
في مشهد وطني يعكس نضج التجربة القطرية ووضوح رؤيتها، دشنت دولة قطر، تحت رعاية معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، الإستراتيجية الوطنية لتعزيز النزاهة والشفافية والوقاية من...
في صباح السابع من أكتوبر، تتجدّد الذكرى الثانية لــ «طوفان الأقصى»، يوم تقف فيه غزة على فوهة بركان على نحو استثنائي، وتقف الأجساد بين أنقاض المنازل وتجمعات بمئات الآلاف الذين تلاحقهم آلات الموت للاحتلال الإسرائيلي....
حدثان مهمان يحملان الكثير من الدلالات وسيكون لهما العديد من الانعكاسات على أمن المنطقة، الأول توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الأربعاء، أمرا تنفيذيا تعهد فيه بضمان أمن دولة قطر، بما في ذلك استخدام القوة...
في لحظة تاريخية تتجه فيها أنظار العالم نحو نيويورك، ألقى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى (حفظه الله)، خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثمانين. ولم يكن...
انعقدت في الدوحة، يوم أمس الاثنين 15 سبتمبر 2025، القمة العربية الإسلامية في ظروف غير مسبوقة، حيث جاء القادة إلى عاصمتنا «دوحة السلام» التي تعرضت لاعتداء إسرائيلي غادر، استهدف بيتا آمنا تقيم فيه عائلات فلسطينية...
لم يكن مساء التاسع من سبتمبر 2025 يوما عاديا في تاريخ قطر والمنطقة. فالعاصمة الدوحة، التي اعتادت أن تكون جسرا للحوار وميدانا للوساطة، فوجئت بضربة إسرائيلية غادرة استهدفت أرضها في سابقة خطيرة هي الأولى من...
في مشهد ينذر بتحول نوعي في مسار العدوان الإسرائيلي الوحشي بالمنطقة، استهدفت صواريخ إسرائيلية مساء أمس الثلاثاء، «دوحة السلام»، لتُصيب مقرات سكنية يُقيم فيها عدد من أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس، ممن كانوا منخرطين في...
في زمن بات تناول الألم والعذاب الذي يعيشه إخواننا في غزّة بشكل اعتيادي، كان صوت الصحفي الميداني أنس الشريف من قلب المأساة الفلسطينية، بمثابة صرخة ضمير: «لم أتمالك نفسي من هول المجازر، لكنني وجدت صوت...
لم تعد الوساطة في النزاعات الدولية حكرا على القوى الكبرى أو المنظمات الأممية، بل برزت دولة قطر في العقدين الأخيرين كلاعب محوري في هذا المضمار، تجمع بين الحياد السياسي، والقدرة الاقتصادية، وشبكة علاقات إقليمية ودولية...
بين اتساع رقعة الحرائق في الإقليم، واستمرار الاشتباك المباشر بين إيران وإسرائيل، وجدت دولة قطر نفسها – دون رغبة أو انخراط – أمام لحظة فارقة. ولم تكن الدوحة طرفا في المواجهة، لكنها استُهدفت. ولم تكن...
في 14 مايو 2025 حطّت طائرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الدوحة، في زيارة تاريخية تأتي تتويجا لجولة في المنطقة شملت أيضا قمة خليجية-أمريكية في الرياض قبل يوم واحد. وهذه الزيارة الرئاسية إلى قطر –...
في مرحلة تتسم بتشابك الأزمات وتعدد مسارات النزاعات في المنطقة العربية والشرق الأوسط، تبرز دولة قطر كفاعل دبلوماسي نشط يسعى لإعادة صياغة المشهد الإقليمي، انطلاقا من رؤية قائمة على الحوار والشراكة، لا على الصدام والاستقطاب....