


عدد المقالات 171
يُعزز الوعي العام، وخاصة الوعي الذاتي، القائد الخادم. ويساعد الوعي المرء على فهم القضايا المتعلقة بالأخلاق والسلطة والقيم. إنه يُمكّن من رؤية معظم المواقف من منظور أكثر تكاملاً وشمولية. عادةً ما يكون القادة الأكفاء في غاية اليقظة وذوي اضطراب معقول. إنهم لا يبحثون عن العزاء. لديهم هدوءهم الداخلي الخاص» ومن السمات الأخرى للقادة هو اعتمادهم على الإقناع، بدلاً من السلطة الوظيفية، في اتخاذ القرارات داخل المنظمة. يسعى القائد الخادم إلى إقناع الآخرين، بدلاً من إجبارهم على الامتثال. يُقدم هذا العنصر تحديدًا أحد أوضح الفروق بين النموذج التقليدي ونموذج القيادة الخادمة. ويسعى القادة إلى تنمية قدراتهم على تحقيق أحلام عظيمة. إن القدرة على النظر إلى مشكلة أو منظمة من منظور تصوري تعني أنه يجب على المرء التفكير فيما وراء الحقائق اليومية. بالنسبة للعديد من القادة، هذه سمة تتطلب الانضباط والممارسة. ينشغل القائد التقليدي بالحاجة إلى تحقيق أهداف تشغيلية قصيرة المدى. يجب على القائد الذي يرغب في أن يكون قائداً خادمًا أن يُوسّع تفكيره ليشمل تفكيرًا مفاهيميًا أوسع نطاقًا. داخل المؤسسات، يُعدّ وضع المفاهيم، بطبيعته، دورًا رئيسيًا لمجالس الإدارة أو المديرين. للأسف، قد تتدخل المجالس أحيانًا في العمليات اليومية - وهو أمر يجب تجنّبه - وبالتالي تفشل في توفير رؤية وتصور مشترك للمؤسسة. يحتاج القادة التنفيذيون إلى أن يكون توجههم مفاهيميًا – استراتيجياً - في الغالب، ويحتاج الموظفون إلى أن يكون منظورهم عمليًا – تشغيلياً- في الغالب، وربما يحتاج القادة التنفيذيون الأكثر فعالية إلى تطوير كلا المنظورين داخل أنفسهم. يُطلب من القائد الخادم السعي لتحقيق توازن دقيق بين التفكير المفاهيمي والنهج التشغيلي اليومي. ويرتبط استشراف المستقبل ارتباطًا وثيقًا بالتصور، ومن الصعب تعريف القدرة على توقع النتيجة المحتملة للموقف، ولكن من الأسهل تحديدها. يعرف المرء الاستشراف عندما يختبره. الاستشراف سمة تُمكّن القائد الخادم من فهم دروس الماضي، وواقع الحاضر، والعواقب المحتملة للقرار في المستقبل. كما أنه متجذر بعمق في الحدس. وعرّف بيتر بلوك (1993) - مؤلف كتابي «الإدارة» و»المدير المُخوّل» - الإدارة بأنها «الاحتفاظ بشيء ما كأمانة لشخص آخر». كانت رؤية روبرت جرينليف لجميع المؤسسات هي رؤية لعب فيها الرؤساء التنفيذيون والموظفون وأعضاء مجلس الأمناء أدوارًا مهمة في الاحتفاظ بمؤسساتهم كأمانة من أجل الصالح العام للمجتمع. القيادة الخادمة، مثل الإدارة، تفترض في المقام الأول الالتزام بخدمة احتياجات الآخرين. كما أنها تؤكد على استخدام الانفتاح والإقناع، بدلاً من السيطرة. ويؤمن القادة الخادمون بأن الأفراد لديهم قيمة جوهرية تتجاوز مساهماتهم الملموسة كموظفين. وبالتالي، فإن القائد الخادم ملتزم التزامًا عميقًا بنمو كل فرد داخل مؤسسته. يدرك القائد الخادم المسؤولية الجسيمة للقيام بكل شيء في مقدرته على رعاية النمو الشخصي والمهني للموظفين والزملاء. عمليًا، يمكن أن يشمل ذلك (على سبيل المثال لا الحصر) إجراءات ملموسة مثل توفير التمويل للتطوير الشخصي والمهني، والاهتمام الشخصي بأفكار واقتراحات الجميع. ويشعر القائد الخادم بأن الكثير قد فُقد في التاريخ البشري الحديث نتيجة التحول من المجتمعات المحلية إلى المؤسسات الكبيرة باعتبارها المؤثر الرئيسي في تشكيل حياة البشر. يدفع هذا الوعي القائد الخادم إلى البحث عن بعض الوسائل لبناء المجتمع بين العاملين داخل مؤسسة معينة. تشير القيادة الخادمة إلى أنه يمكن بناء مجتمع حقيقي بين العاملين في الشركات والمؤسسات الأخرى. قال جرينليف (1977/2002): كل ما هو مطلوب لإعادة بناء المجتمع كشكل حياة قابل للاستمرار لأعداد كبيرة من الناس هو وجود عدد كافٍ من القادة الخادمين لإرشادهم، ليس من خلال الحركات الجماهيرية، ولكن من خلال إظهار كل قائد خادم مسؤوليته غير المحدودة تجاه مجموعة محددة تمامًا ذات صلة بالمجتمع. الخلاصة هذه الخصائص العشر للقيادة الخادمة ليست شاملة بأي حال من الأحوال. ومع ذلك، فهي تُبرز القوة والآمال التي يُقدمها هذا المفهوم لمن يتقبلون دعوته وتحديه. @hussainhalsayed
تحدثنا في المقال السابق عن مقدمات في مفهوم القيادة الخادمة، وفي هذا المقال حديثنا حول خصائص القيادة الخادمة. فلسفة القيادة الخادمة تبدأ بشعور طبيعي بالرغبة في خدمة الآخرين ثم يدفعه الاختيار الواعي إلى الطموح للقيادة....
مع تطور الفكر الإداري، شهدت نظريات القيادة تحولاً كبيراً في فهم القيادة وأهدافها. فمع تزايد التحديات الإدارية وتسارع وتيرة التغيرات، ظهرت الحاجة إلى نماذج قيادية ترتكز على القيم الأخلاقية والسلوك القويم، لتصبح القيادة الأخلاقية مطلباً...
اليوم حديثنا يرتكز على التعامل مع أعضاء الفريق المثبطين وتحويلهم إلى نقاط إيجابية في بيئة العمل، قد تصادف فرق العمل أفرادًا يتسمون بمواقف مثبطة أو يظهرون مقاومة واضحة للتغيير. قد تثير هذه السلوكيات التوتر وتخلق...
تحدثنا في مقالنا السابق عن فهم أسباب التشتت والبحث عن أسباب فقد الفريق تركيزه... واليوم نركز على بناء الثقة في الفريق وإعادته إلى مساره الصحيح إعادة بناء الثقة: الخطوة الأولى نحو الانسجام إعادة بناء الثقة...
هل تطمح إلى بناء فريق يعمل بتناغم كامل، حيث يساهم كل فرد بإمكاناته ومهاراته لتحقيق نتائج استثنائية؟ تخيل فريقًا رياضيًا، كفريق كرة القدم، يلعب بروح واحدة. اللاعبون يتعاونون، يمررون الكرة بانسجام، ويتحركون بخطة واضحة لهدف...
قراؤنا الكرام ... تحية من القلب.. حديثنا اليوم يغطي المرحلة الأخيرة من خطوات بناء ثقافة الولاء الوظيفي وخاصة المرحلة الخامسة ثم الخلاصة المهمة. المرحلة الخامسة: الفصل أو الانتقال – التعامل مع نهاية العلاقة بشفافية واحترام...
القراء الكرام... تحدثنا في مقالين سابقين عن خطوات لبناء ثقافة الولاء الوظيفي. واليوم نستكمل هذه الخطوات بالحديث عن تأثير هذه الخطوات على الموظفين وتعزيز ولائهم الوظيفي. فمن خلال تطبيق هذه النظرية في المؤسسات، يتضح أن...
تحدثنا في مقالنا السابق حول المرحلة الأولى لبناء ثقافة الولاء الوظيفي، واليوم نستكمل هذه الخطوات بالحديث عن المرحلة الثانية والثالثة المرحلة الثانية: التوجيه والتدريب – تأصيل القيم وتعزيز الانتماءبعد الانتهاء من مقابلات التوظيف واختيار المرشح...
يُعد الولاء الوظيفي إحدى الركائز الأساسية التي تضمن استقرار المؤسسات ونجاحها على المدى الطويل. فهو لا يقتصر على الالتزام بالوظيفة أو البقاء في المنظمة فحسب، بل يشمل التفاني في العمل والإيمان العميق برسالة المؤسسة وأهدافها....
يعرّف الوعي العاطفي على أنه القدرة على التعرف على مشاعرك وفهم تأثيراتها. الأشخاص الذين يمتلكون هذه القدرة يمكنهم تحديد المشاعر التي يشعرون بها في لحظة معينة وفهم أسبابها، بالإضافة إلى فهم الروابط بين عواطفهم وأفكارهم...
تطوير الذكاء العاطفي يُعد مفتاحًا أساسيًا لتحسين الأداء المهني وتعزيز العلاقات القوية داخل بيئة العمل. ووفقًا لغولمان، فإن الأشخاص الذين يمتلكون ذكاءً عاطفيًا مرتفعًا يتمتعون بقدرة أكبر على التفاعل بمرونة مع الآخرين، اتخاذ قرارات أفضل،...
يُعد الذكاء العاطفي (Emotional Intelligence) من العوامل الأساسية التي تساهم في نجاح الأفراد في بيئات العمل المعاصرة. فبفضل هذه المهارة، يمكن للفرد أن يبني علاقات مهنية قوية ويحقق تفاعلًا فعّالًا مع زملائه، مما يعزز الأداء...