عدد المقالات 301
إذا لاحظتَ أي تصعيد عسكري فاعلم تلقائياً أنه مرتبط بمفاوضات من «تحت الطاولة»، وأنه جزء لا يتجزأ من صفقة سياسية بين الكبار، سيدفع ثمنها الصغار، يختلف هنا معنى الصغار، فهناك الصبيان الذين من السهل الاستغناء عنهم، وهناك الأزلام وهؤلاء أعلى درجة، إذ لا يتم التضحية بهم بسهولة، وهناك البيادق وهؤلاء أعلى رتبة، وعلى حسب قيمة الصفقة ووزنها الاستراتيجي يكون الثمن. هذا ما تجلّى في الأحداث السياسية والعسكرية التي تسارعت بالمنطقة، وتحديداً منذ اليوم الأول من انعقاد قمة السبع في منتجع بياريتز الفرنسي بحضور الدول الصناعية الكبرى: كندا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، واليابان، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة. قُبيل انطلاق أعمال هذه القمة، قال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك: إن «قمة السبع ستكون اختباراً صعباً للوحدة والتضامن بين دول العالم الحر وزعمائه، قد تكون تلك اللحظة الأخيرة لترميم مجتمعنا السياسي»، وبالفعل ما هي إلا ساعات حتى ظهرت بوادر هذا الاختبار، وفي أصغر دول العالم وأكثرها تعقيدًا «لبنان». هذا البلد الذي لطالما شكّل ورقة للتفاوض بين الكبار وساحة للمعركة، لأسباب متعددة أهمها الحدود مع فلسطين المحتلة، ووجود المقاومة العسكرية التي تهدّد إسرائيل، ناهيك عن أرضه الخصبة للقتال، مع وجود طبقة سياسية مؤلّفة بأغلبية تعمل لمصلحة الخارج شرط البقاء في السلطة، مع التذرّع بالطائفية التي مللنا منها ومن حُججها. الملف الإيراني كان حاضراً بقوة خلال قمة السبع، وما إن تحضر «إيران» حتى تكون «إسرائيل» جاهزة، ومع تحريك ملف المفاوضات الإيرانية-الأميركية، تتحرك البيادق العربية-الإسرائيلية، وتبدأ اللعبة، تماماً كما ورق اللعب أو «الكوتشينة»، يرمي الطرف الأول ورقة، فيلعب الآخر ورقة بالمقابل. وإحدى أوراق اللعب هذه كانت الغارة الإسرائيلية على «موقع عسكري» في دمشق بحسب الرواية الإسرائيلية، أو «منزل» بحسب الرواية اللبنانية، اغتيل فيها عنصران من حزب الله، في مقابل ورقة سقوط الطائرات الإسرائيلية في سماء الضاحية الجنوبية لبيروت! استمرت اللعبة، إذ غرّد نتنياهو بالعربي موجّهاً رسالة إلى إيران وحزب الله قائلاً: «كونوا حذِرين في كلامكما وأكثر حذراً في أفعالكما»، وكأنه يقول لهما، إن الردّ مسموح ولكن ضمن قواعد اللعبة، فيما غرّد الناطق باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي إلى نصر الله: «أنت بتعرف شو ضربنا بسوريا.. إنّك ممكن تضرّ بسكان لبنان بس عشان المصالح الإيرانية». هذه التغريدات تعكس قواعد اللعبة بين الأطراف بشكل واضح، في رسالة مفادها أن الحرب مرهونة بنتائج المفاوضات، ولهذا سارع لبنان الرسمي إلى الإعلان عن موعد حفر أول بئر نفط خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، وعلى لسان رئاسة الجمهورية، وذلك في مؤشر على أن لبنان مستعد للتفاوض مع الدول المهتمة بنفطه، شرط تأييد موقف لبنان ضد إسرائيل خلال جلسة مجلس الأمن المرتقبة سبتمبر المقبل. ومن الصغار إلى الكبار، لم تمر 24 ساعة على تصريحات ترمب التي قال فيها، إن أميركا لا تريد حرباً مع إيران، وإنه مستعد للقاء روحاني، حتى ضجّت وسائل الإعلام بخبر زيارة أردوغان لروسيا ليوم واحد. المشهد يا جماعة واضح: الكبار يلعبون بحنكة، والصغار ينفّذون بحذر، والشعوب العربية مشغولة بطلاق وائل كفوري، وماذا تعرف عن الحبّ!
من يتحكم بالتكنولوجيا يتحكم بنا، أحببنا هذه الحقيقة أم كرهناها. التكنولوجيا مفروضة علينا من كل حدب وصوب، فأصبحنا أرقامًا ضمن أنظمة رقمية سواء في أماكن عملنا عبر أرقامنا الوظيفية أو بطاقتنا الشخصية والائتمانية، وحتى صورنا...
ماذا سنكتب بعد عن لبنان؟ هل سنكتب عن انتحار الشباب أو هجرتهم؟ أم عن المافيات السياسية التي نهبت أموال المودعين؟ أو ربّما سنكتبُ عن خباثة الأحزاب وانتمائها للخارج على حساب الداخل. هل سنكتبُ عن انهيار...
من المقرر أن يُصدر مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة تقرير المخدرات العالمي لعام 2020، وذلك قبل نحو 24 ساعة من إحياء الأمم المتحدة ما يُعرف بـ «اليوم الدولي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير...
العالم يعيش اليوم في سباق على الابتكار والاختراع، وفيما تسعى الدول الكبرى إلى تكريس مكانتها في مجال التقدّم العلمي والاقتصادي والاجتماعي، تحاول الدول النامية استقطاب الباحثين والعلماء أو ما يعرف بـ «الأدمغة» في شتى المجالات....
218 مليون طفل حول العالم لا يذهبون إلى المدرسة، وليس لديهم وقت للعب، لماذا؟ لأنهم يعملون بدوام كامل. منهم من يعمل بالسّخرة دون أجر، ومنهم المجبر، مجبر على العمل قسراً بأنشطة غير مشروعة كالبغاء والمخدرات،...
بجوار بيتنا مدرسة، جرسها مزعج، يقرع بقوّة إيذاناً ببدء يوم جديد.. النغمة نفسها التي تعيدك أعواماً إلى الوراء؛ لكنه توقّف عن الرنّ. سبب توقّف الجرس هذا العام لم يكن لانتهاء العام الأكاديمي كالعادة، وإنما بسبب...
تحتفي الأمم المتحدة في 29 مايو بـ «اليوم العالمي لحفظة السلام»، هذا اليوم الذي شهد للمرة الأولى بزوغ قوات حفظ السلام، وكان ذلك في الشرق الأوسط، من أجل مراقبة اتفاقية الهدنة بين القوات الإسرائيلية والقوات...
هذا العنوان قد يبدو صديقاً للجميع، وقابلاً للنشر، ربما باستثناء من لديهم حساسية الجلوتين، أو من يدّعون ذلك، لا سيما وأنها أصبحت موضة أكثر منها عارضاً صحياً، ومقاطعي اللحوم، وهم محبّو الخسّ والجرجير إلى الأبد،...
الأسرة تعني الحماية والطمأنينة والعطاء، تعني أن تهبّ إلى نجدة أختك أو أخيك قبل أن يحتاجك، تعني ألّا تقاطع من ظلمك منهم ولو كان الظلم الذي وقع عليك كبيراً، تعني أن تلجأ إليهم عند الضعف...
منذ 75 عاماً قُتل 85 مليون إنسان. كيف؟ في الحرب العالمية الثانية. لماذا نتذكّرهم اليوم؟ لأن الأمم المتحدة تُخصّص لهم يومي 8 و9 مايو من كلّ عام مناسبةً لكي يتمهّل العالم قليلاً إجلالاً لمن ذهبوا...
وضعوا أيديهم على أموال المودعين من أجل «مصلحة البلد»، تم تشريع سمّ الحشيشة لمصلحة البلد، وقّعوا على قرض إضافي من البنك الدولي لتأجيل الانهيار الاقتصادي والإفلاس بسبب الجشع والفساد، حتى يتمكّنوا من شدّ بأسهم تحت...
يسمّونهم قلوب أو «ملائكة الرحمة»، وهم حقاً كذلك، هم الأقرب إلينا عند الشدة والمرض، بعد الله سبحانه وتعالى، الطبيب.. دوره عظيم يشخّص، يقوم بمهامه الآنية سواء من جراحة أم من منظار، ويصف الدواء، لكن مهنة...