alsharq

د. قاسم باجرفيل

عدد المقالات 1

قمة الدوحة.. ولمّ الشمل العربي الإسلامي

16 سبتمبر 2025 , 01:50ص

في التاسع من سبتمبر الحالي.. اكتشف فيه العالم أنه على وشك الدخول في قانون الغابة، حيث إن إسرائيل انتهكت سيادة دولة قطر بمبررات زائفة لا تمتّ إلى القانون الدولي ولا العادات الإنسانية بصلة، وذلك على رؤوس الأشهاد. غير أن الغارات الإسرائيلية القاتلة تلك، قد تتحول تماما إلى عكس ما كانت تهدف إليه قوات الاحتلال، إذ إن دولة قطر تمكنت أولا من استقطاب إدانة دول العالم بأسرها، حتى الدول التي تقف عادة بجوار إسرائيل، ما يظهر قوة قطر ووزنها الدبلوماسي، وثانيا من لمّ شمل الدول الإسلامية والعربية لتتكلم بصوت رجل واحد، ما قد يصل إلى إحياء معنى الأمة الإسلامية مرة أخرى، بعيدا عن الهتافات الرنانة، والمواقف الرمزية التي لا تسمن ولا تغني من جوع أبرياء غزة، المبادين منذ سنتين، تحت نظر مجتمع دولي أضحت ازدواجية المعايير قاعدته المركزية تجاه قضايا الشعوب وحقوق الإنسان. وعسى أن يكون أوضح وأفصح دليل على هذا الاستيقاظ العربي الإسلامي، المنتظر منذ عقود، المتمثل في القمة الطارئة بالدوحة والتي ينتظر منها ليس إدانة انتهاكات إسرئيل المتكررة لسيادة الدول العربية والإسلامية فحسب، وإنما وحدة حقيقية تجسد معاني الأخوة ومبادئ الإيمان. علاوةً على ما سبق كله، هنالك عدة دروس يتحتم على العالمين العربي والإسلامي أخذها، من الضربة الظالمة التي اقترفتها قوات الاحتلال في حق الدوحة. على رأسها، أن تفهم دول العالم الإسلامي أن العالم ينظر إليها ككل، مهما اختلفت رؤاها وعروقها وثقافاتها، فالحضارة والديانة الإسلامية تجمعها، شاءت أم أبت. وهذا يفرض عليها دفع كل النزاعات التي حدثت وقد تحدث، بينها، ما دامت الحياة بها، إذ لا يختلف إلا ما ائتلف، كما يقول المثل الشعبي بجزر القمر. ومنها، أن تتذكر تلك الدول رغم إمكانياتها ومساحاتها المتفاوتة، أن قانون الغاب الذي شرعنا فيه يملي على كل منها ألا تنسى قصة الثيران الثلاثة. التي قال آخرها وقت افتراسها من طرف الأسد: أكلت يوم أكل الثور الأبيض. الوقوف بجوار قطر اليوم يجب أن يعني هاتين الحقيقتين، لتظل الدوحة تغطي، معناها الأولي، مظلة واسعة، تحتضن العالم الإسلامي تحت شعار: إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون. السفير والمندوب الدائم لجمهورية القمر باليونسكو