alsharq

سحر ناصر

عدد المقالات 301

الدولار «شريان الحياة»

18 يونيو 2020 , 01:54ص

العالم يعيش اليوم في سباق على الابتكار والاختراع، وفيما تسعى الدول الكبرى إلى تكريس مكانتها في مجال التقدّم العلمي والاقتصادي والاجتماعي، تحاول الدول النامية استقطاب الباحثين والعلماء أو ما يعرف بـ «الأدمغة» في شتى المجالات. يبقى لبنان بلد الاستثناء، إذ ما زالت الحكومات اللبنانية وما يلحقها من إعلام مرئي ومسموع وعلى مرّ السنين منذ الاستقلال في الأربعينيات، يفتخرون بما نسميه «هجرة الأدمغة»، فقد تعلّمنا في كتب الجغرافيا أن «الأدمغة» هي من الصادرات اللبنانية، وكنّا نفرح بذلك على سذاجتنا، حتى اقتنعنا بفكرة أنه إذا كان دماغك فذاً فعليك أن تهاجر. مع مرور الأعوام، تبين أن ما درسناه صحيح، لأنه إذا كان دماغك أقوى من الغريزة، فلا مكان لك في لبنان، وإذا كان دماغك نظيفاً من شوائب الطائفية والرواسب السياسية المتوارثة، فلا بدّ من استثمار مواهبك الفطرية خارج البلد، لأنك ستتمكّن من دعم الاقتصاد اللبناني، فقد تعلّمنا في طفولتنا أيضاً أن اقتصادنا قائم على تحويلات المغتربين، وكنّا كأطفال نفرح بذلك أيضاً، لأنهم لم يُدرّسونا أهمية هذه التحويلات في بلد تُنهب ثرواته الداخلية. ولأننا شعب يحبّ الحياة، ينتقل بعضنا من التظاهر والقنابل المسيلة للدموع والاعتصام بسبب الجوع، إلى مسابح الـ «5 نجوم» لقضاء بقية اليوم، والتغريد في «تويتر» عن حال البلد، احتفلنا أول أمس باليوم الدولي للتحويلات المالية العائلية، الذي تخصصه الأمم المتحدة، في 16 يونيو من كل عام، لتكرّم العاملين خارج أوطانهم، والذين يعيلون أسرهم. وكيف لا نحتفي كبلد مصدّر للأدمغة بهذه المناسبة، والأرقام تشير إلى أن 200 مليون عامل مهاجر، نصفهم من النساء، يعملون بشكل مباشر حول العالم، لإعالة 800 مليون شخص في 200 دولة، هذه التحويلات المالية وصفها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بأنها «شريان الحياة». شريان الحياة الذي يمدّه اللبنانيون المقيمون خارج لبنان والمغتربون، وغيرهم كثير من الشعوب، يأملون من خلالها بناء أوطانهم ومجتمعاتهم، ولكننا نُصاب بخيبة تُدخلنا إلى المستشفيات شهرياً، عندما نرى تعبنا وعمرنا الذي أفنيناه في المنفى الاختياري والغربة، لم يبنِ لنا وطناً. بل على العكس، تساهم تحويلاتنا في تدمير ما تبقى من الوطن، لأن الطبقة الحاكمة اعتادت ترك مصير الناس للناس، حيث يثق السياسي الماكر أن الابن الذي هاجر لن يترك والدته بلا دواء، والبنت التي هاجرت لن تترك أباها بلا عشاء، وهكذا، اعتمدت الأجيال الجديدة في لبنان على أحد أفراد الأسرة من المهاجرين. بينما تستمر الشعوب في تحويل الأموال، ويزداد خطر توقف «شريان الحياة» بسبب تداعيات «كوفيد - 19»، يستمر نهب التحويلات، سواء عبر الرسوم والضرائب والتكاليف المعيشية، وبلع الودائع المصرفية، وغيرها من الجرائم المنظمة. بينما المهاجر يبكي دماً منتظراً عودته بتابوت إلى لبنان، وجيل جديد من «أصحاب الأدمغة» الذي يحلم بالهجرة، هناك أكثرية من المقربين الذي يتجوّلون بلا «أدمغة» ويحطّمون نافذة الوطن، هؤلاء هم النخبة والأخيار المطلوب بقاؤهم في لبنان في بلادي تعيش الغرائز وتتكاثر الجراثيم الطائفية وتنمو على نفقة «الأدمغة» خارج الوطن، ليهتف المحرومون من نعمة الدماغ بـ «يحيا الزعيم» ولو مات الوطن، ويبقى في نظرهم الدولار.. «شريان الحياة».

خذوا الرقمنة وامنحونا الحياة

من يتحكم بالتكنولوجيا يتحكم بنا، أحببنا هذه الحقيقة أم كرهناها. التكنولوجيا مفروضة علينا من كل حدب وصوب، فأصبحنا أرقامًا ضمن أنظمة رقمية سواء في أماكن عملنا عبر أرقامنا الوظيفية أو بطاقتنا الشخصية والائتمانية، وحتى صورنا...

ماذا سنكتب بَعد عن لبنان؟

ماذا سنكتب بعد عن لبنان؟ هل سنكتب عن انتحار الشباب أو هجرتهم؟ أم عن المافيات السياسية التي نهبت أموال المودعين؟ أو ربّما سنكتبُ عن خباثة الأحزاب وانتمائها للخارج على حساب الداخل. هل سنكتبُ عن انهيار...

«معرفة أفضل» بالمخدرات

من المقرر أن يُصدر مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة تقرير المخدرات العالمي لعام 2020، وذلك قبل نحو 24 ساعة من إحياء الأمم المتحدة ما يُعرف بـ «اليوم الدولي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير...

218 مليون طفل يبحثون عن وظيفة

218 مليون طفل حول العالم لا يذهبون إلى المدرسة، وليس لديهم وقت للعب، لماذا؟ لأنهم يعملون بدوام كامل. منهم من يعمل بالسّخرة دون أجر، ومنهم المجبر، مجبر على العمل قسراً بأنشطة غير مشروعة كالبغاء والمخدرات،...

بجوار بيتنا مدرسة

بجوار بيتنا مدرسة، جرسها مزعج، يقرع بقوّة إيذاناً ببدء يوم جديد.. النغمة نفسها التي تعيدك أعواماً إلى الوراء؛ لكنه توقّف عن الرنّ. سبب توقّف الجرس هذا العام لم يكن لانتهاء العام الأكاديمي كالعادة، وإنما بسبب...

المرأة مفتاح السلام

تحتفي الأمم المتحدة في 29 مايو بـ «اليوم العالمي لحفظة السلام»، هذا اليوم الذي شهد للمرة الأولى بزوغ قوات حفظ السلام، وكان ذلك في الشرق الأوسط، من أجل مراقبة اتفاقية الهدنة بين القوات الإسرائيلية والقوات...

«اللازنيا» بالسياسة

هذا العنوان قد يبدو صديقاً للجميع، وقابلاً للنشر، ربما باستثناء من لديهم حساسية الجلوتين، أو من يدّعون ذلك، لا سيما وأنها أصبحت موضة أكثر منها عارضاً صحياً، ومقاطعي اللحوم، وهم محبّو الخسّ والجرجير إلى الأبد،...

البطة السوداء في الأُسرة

الأسرة تعني الحماية والطمأنينة والعطاء، تعني أن تهبّ إلى نجدة أختك أو أخيك قبل أن يحتاجك، تعني ألّا تقاطع من ظلمك منهم ولو كان الظلم الذي وقع عليك كبيراً، تعني أن تلجأ إليهم عند الضعف...

المستقبل بعد 75 عاماً

منذ 75 عاماً قُتل 85 مليون إنسان. كيف؟ في الحرب العالمية الثانية. لماذا نتذكّرهم اليوم؟ لأن الأمم المتحدة تُخصّص لهم يومي 8 و9 مايو من كلّ عام مناسبةً لكي يتمهّل العالم قليلاً إجلالاً لمن ذهبوا...

مصلحة البلد

وضعوا أيديهم على أموال المودعين من أجل «مصلحة البلد»، تم تشريع سمّ الحشيشة لمصلحة البلد، وقّعوا على قرض إضافي من البنك الدولي لتأجيل الانهيار الاقتصادي والإفلاس بسبب الجشع والفساد، حتى يتمكّنوا من شدّ بأسهم تحت...

من يُنصف «قلوب الرحمة»؟

يسمّونهم قلوب أو «ملائكة الرحمة»، وهم حقاً كذلك، هم الأقرب إلينا عند الشدة والمرض، بعد الله سبحانه وتعالى، الطبيب.. دوره عظيم يشخّص، يقوم بمهامه الآنية سواء من جراحة أم من منظار، ويصف الدواء، لكن مهنة...

متضامنون بأمر القانون

القانون قد يردع المستهترين، وقد ينقذ الأنظمة من فيروس «كورونا»، لكن ليس بإمكانه أن يضع الرحمة في القلوب، ولا أن يجعل المجتمعات الزائفة ناصعة كفاية، إذ تبيّن أن أغلب المجتمعات القائمة على قوة القانون هي...