عدد المقالات 301
منذ 75 عاماً قُتل 85 مليون إنسان. كيف؟ في الحرب العالمية الثانية. لماذا نتذكّرهم اليوم؟ لأن الأمم المتحدة تُخصّص لهم يومي 8 و9 مايو من كلّ عام مناسبةً لكي يتمهّل العالم قليلاً إجلالاً لمن ذهبوا ضحية الحرب الأكثر دموية في التاريخ (حتى الآن). نتائج هذه الحرب -التي استمرت نحو 6 أعوام- أثمرت خريطة العالم كما هي عليه اليوم، وقُسّم النفوذ بين خمس دول «عُظمى» توزّع على العالم الحقوق والواجبات وصكوك السلم والأمن، وتفرزنا بين عالم متقدّم وعالم نامٍ مهما تقدّمنا، فسقفنا واضح. من نتائج تلك الحرب أيضاً أن نشأت منظمة الأمم المتحدة، وتعهّد صنّاع القرار آنذاك بإرساء السلم والأمن فيما بينهم، ومن ثَمّ أضحى السلم والأمن مصطلحات فضفاضة تُشنّ باسمهما الحروب الوقائية وتُعدم باسمها الأمم. التاريخ حقيقة لا يُمكننا إنكارها، الحرب كانت مهولة، وما قام به الإنسان منذ 75 عاماً حتى يومنا هذا من مساعٍ للحوار والتفاهم وبناء للمنظمات الإنسانية والتعايش بين الشعوب عظيم أيضاً، وربّما لو لم نتعظّ كبشر من تلك الحرب لتكررت الويلات كلّ 10 سنوات. السؤال: أين نحن اليوم من المستقبل لا من الماضي؟ على مستوى الأمن العسكري، الأمن بمفهومه التقليدي بعد الحرب العالمية الثانية ارتبط بتوازن القوى بين الدول الكبرى، وهو مستقرّ إلى حدّ ما بين الصين وأميركا وروسيا، وقد تحوّل اليوم من حرب مباشرة بين الدول الكبرى إلى مواجهات عسكرية غير مباشرة عبر الدول الصغرى، فالنزاعات داخل الدول في العالم خير دليل على ذلك. أما الأمن في المستقبل فسيكون حليفاً لمن هو قادر على تحقيق الاكتفاء إلى حدّ ما وتوفير أمنه الغذائي والصحي واكتساب أية ميزة تنافسية تكون محطّ إعجاب الحلفاء. على المستوى الاقتصادي، تمكّنت اليابان وألمانيا كدول مهزومة آنذاك من بناء اقتصادها فيما بعد، ومنافسة اقتصادات الدول المنتصرة، اليوم تبدّلت المنظومة الاقتصادية وأصبحت الشركات العابرة للقارات هي المتحكمة بقرارات الدول الاقتصادية، إلى جانب جماعات الضغط والهيئات المالية الدولية؛ غداً المستقبل للشركات الناشئة القادرة على ابتكار الحلول للتحديات المستقبلية. على المستويات الاجتماعية، إذا كانت الحرب العالمية الثانية قد أسقطت جدار برلين وجمعت الشرق بالغرب، ما زلنا اليوم نميّز بين «خواجة» وعربي وأعجميّ، بين الأعراق . أما المستقبل فسيتم تعزيز القومية والوطنية لترتدي العنصرية بوجه حضاري. مع جائحة «كوفيد - 19» برزت العيوب الخفية للمنظومة الدولية التي نعيش فيها، والتي عرّتها قبلها قضايا عدّة، لكنها لم تكن تؤثّر مباشرة على كلّ فرد مناً. هذه المنظومة تعمل من أجل مصلحة الحاكمين لا المحكومين، وتسير كوحش هائج ضخم يسحق كلّ من يقف في طريقه دون هوادة. الخلاصة واضحة، الحرب العالمية الثانية أرست نظاماً بين قتلة ارتدوا زيّ السلام بعد أن دفنوا 85 مليون إنسان.. 75 عاماً وعملية اغتيال الشعوب مستمرة باسم مصلحة الأجيال المقبلة. وما السباق التجاري اليوم على إنتاج لقاح لـ «كوفيد - 19» ونسف بحث لبحث آخر بدلاً من التعاون، والمساعي الأممية لتوجيه دفّة المرض والعلاج لدول دون أخرى، إلّا سمة من سمات ما ستكون عليه أي حرب مستقبلية تلوح في الأفق، أبطالها أصحاب المال وموظفوهم من «المهووسين» بالسيطرة على العالم!
من يتحكم بالتكنولوجيا يتحكم بنا، أحببنا هذه الحقيقة أم كرهناها. التكنولوجيا مفروضة علينا من كل حدب وصوب، فأصبحنا أرقامًا ضمن أنظمة رقمية سواء في أماكن عملنا عبر أرقامنا الوظيفية أو بطاقتنا الشخصية والائتمانية، وحتى صورنا...
ماذا سنكتب بعد عن لبنان؟ هل سنكتب عن انتحار الشباب أو هجرتهم؟ أم عن المافيات السياسية التي نهبت أموال المودعين؟ أو ربّما سنكتبُ عن خباثة الأحزاب وانتمائها للخارج على حساب الداخل. هل سنكتبُ عن انهيار...
من المقرر أن يُصدر مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة تقرير المخدرات العالمي لعام 2020، وذلك قبل نحو 24 ساعة من إحياء الأمم المتحدة ما يُعرف بـ «اليوم الدولي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير...
العالم يعيش اليوم في سباق على الابتكار والاختراع، وفيما تسعى الدول الكبرى إلى تكريس مكانتها في مجال التقدّم العلمي والاقتصادي والاجتماعي، تحاول الدول النامية استقطاب الباحثين والعلماء أو ما يعرف بـ «الأدمغة» في شتى المجالات....
218 مليون طفل حول العالم لا يذهبون إلى المدرسة، وليس لديهم وقت للعب، لماذا؟ لأنهم يعملون بدوام كامل. منهم من يعمل بالسّخرة دون أجر، ومنهم المجبر، مجبر على العمل قسراً بأنشطة غير مشروعة كالبغاء والمخدرات،...
بجوار بيتنا مدرسة، جرسها مزعج، يقرع بقوّة إيذاناً ببدء يوم جديد.. النغمة نفسها التي تعيدك أعواماً إلى الوراء؛ لكنه توقّف عن الرنّ. سبب توقّف الجرس هذا العام لم يكن لانتهاء العام الأكاديمي كالعادة، وإنما بسبب...
تحتفي الأمم المتحدة في 29 مايو بـ «اليوم العالمي لحفظة السلام»، هذا اليوم الذي شهد للمرة الأولى بزوغ قوات حفظ السلام، وكان ذلك في الشرق الأوسط، من أجل مراقبة اتفاقية الهدنة بين القوات الإسرائيلية والقوات...
هذا العنوان قد يبدو صديقاً للجميع، وقابلاً للنشر، ربما باستثناء من لديهم حساسية الجلوتين، أو من يدّعون ذلك، لا سيما وأنها أصبحت موضة أكثر منها عارضاً صحياً، ومقاطعي اللحوم، وهم محبّو الخسّ والجرجير إلى الأبد،...
الأسرة تعني الحماية والطمأنينة والعطاء، تعني أن تهبّ إلى نجدة أختك أو أخيك قبل أن يحتاجك، تعني ألّا تقاطع من ظلمك منهم ولو كان الظلم الذي وقع عليك كبيراً، تعني أن تلجأ إليهم عند الضعف...
وضعوا أيديهم على أموال المودعين من أجل «مصلحة البلد»، تم تشريع سمّ الحشيشة لمصلحة البلد، وقّعوا على قرض إضافي من البنك الدولي لتأجيل الانهيار الاقتصادي والإفلاس بسبب الجشع والفساد، حتى يتمكّنوا من شدّ بأسهم تحت...
يسمّونهم قلوب أو «ملائكة الرحمة»، وهم حقاً كذلك، هم الأقرب إلينا عند الشدة والمرض، بعد الله سبحانه وتعالى، الطبيب.. دوره عظيم يشخّص، يقوم بمهامه الآنية سواء من جراحة أم من منظار، ويصف الدواء، لكن مهنة...
القانون قد يردع المستهترين، وقد ينقذ الأنظمة من فيروس «كورونا»، لكن ليس بإمكانه أن يضع الرحمة في القلوب، ولا أن يجعل المجتمعات الزائفة ناصعة كفاية، إذ تبيّن أن أغلب المجتمعات القائمة على قوة القانون هي...