alsharq

سحر ناصر

عدد المقالات 301

خذوا الرقمنة وامنحونا الحياة

18 يوليو 2020 , 11:53ص

من يتحكم بالتكنولوجيا يتحكم بنا، أحببنا هذه الحقيقة أم كرهناها. التكنولوجيا مفروضة علينا من كل حدب وصوب، فأصبحنا أرقامًا ضمن أنظمة رقمية سواء في أماكن عملنا عبر أرقامنا الوظيفية أو بطاقتنا الشخصية والائتمانية، وحتى صورنا وذكرياتنا أصبحت رقمية نخزنها في جهاز ذكي، يتحكم بحياتنا من خلال خدمات افتراضية، هدفها أن نثبت لأصحاب الشركات العابرة للقارات أننا ارقامًا ما زلنا على قيد الحياة. الفيلسوف الفرنسي رينيه ديكارت- الذي لم يكن يمتلك جهازاً ذكيًا-وهو فيزيائي وعالم رياضيات - أنه:" يجب النظر إلى كل ما يمكن أن يوضع موضع الشك على أنه زائف"، وفي نظرية هذا الرجل الذي لقبّ بـ"أبو الفلسفة الحديثة" أنه كلما شكّ المرء فيما حوله ازداد تفكيره، وكلّما ازداد تفكيره أيقن أنه موجود، وتوصل ديكارت الذي يعدّ إلى يومنا هذا نواة الثورات العلمية إلى خلاصة مفادها:" أنا أفكّر إذن أنا موجود". إلى رينيه ديكارت نقول إن معادلة هذا العصر هي: "أنا أحمّل، وأنزّل، وأسجّل الدخول والخروج، وأبدّل كملة المرور الالكترونية، وأحدّث بياناتي إذن أنا موجود". دون ذلك أنا في العدم. هذه الخلاصة نتيجة ارتباطنا بالرقمنة العاجلة التي فرضتها تداعيات جائحة كوفيد-19، حيث اضطرت الأنظمة التي تريد البقاء على قيد الحياة، لشراء مئات الخدمات الالكترونية التي توفرها الشركات التكنولوجية العابرة للقارات، سواء في مجال الصحة أو التعليم والخدمات المصرفية والغذائية أيضًا. وإذا لم تكن قادراً على مواكبة المتطلبات التكنولوجية في مختلف مجالات الحياة فلا وجود لك. لأنك لن تحصل على وظيفة، ولا على عمل خاص بك، دون تكنولوجيا لن تستطيع تسويق عملك أو ابتكارك ولا حتى أفكارك لأنهم لم يستمعوا لك، بكلّ بساطة. صحيح أن لهذه الثورة التقنية المرتقبة بعد جائحة كوفيد -19 تأثيرات إيجابية في حياتنا اليومية، فما أجمل الحياة بالنسبة للكثيرين وأنت على الكنبة في منزلك، حيث رفاهية إنجاز معاملاتك، والحصول على طعامك المفضل بكبسة زرّ! كلا، هذه الحياة ليست جميلة لا نكهة فيها ولا سعادة، والدليل أن الناس في مختلف أنحاء العالم خرجوا من بيوتهم كالأشباح مع رفع إجراءات الإغلاق، يبحثون عمّا يؤكد لهم أنهم على قيد الحياة، يترقبون وجه جارة أو صديقة أو قطة تصادفهم تؤكد لهم أنهم ليسوا أمواتًا. أسبوعيًا عشرات الرسائل الالكترونية تجبرنا على تحديث بياناتنا، وتبديل كلمات المرور، وتحميل برامج جديدة، من أجل فقط أن نثبت للرقمنة أننا على قيد الحياة. هل فعلًا سنكون قادرين على مجاراة التحديثات التقنية التي لا حدود لها، ألم تصبح الصحة النفسية همّنا الأول بسبب الإحساس بالعجز عن مجاراة نمط هذه الحياة؟ إلى أي مدى نمتلك حرية الاختيار بين أن نكون ارقامًا أم بشرًا؟ هل ناصيتنا ستكون في المستقبل عبارة عن مربّع أسود صغير يُسمى "بار كود". خذوا الرقمنة وامنحونا الحياة.

ماذا سنكتب بَعد عن لبنان؟

ماذا سنكتب بعد عن لبنان؟ هل سنكتب عن انتحار الشباب أو هجرتهم؟ أم عن المافيات السياسية التي نهبت أموال المودعين؟ أو ربّما سنكتبُ عن خباثة الأحزاب وانتمائها للخارج على حساب الداخل. هل سنكتبُ عن انهيار...

«معرفة أفضل» بالمخدرات

من المقرر أن يُصدر مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة تقرير المخدرات العالمي لعام 2020، وذلك قبل نحو 24 ساعة من إحياء الأمم المتحدة ما يُعرف بـ «اليوم الدولي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير...

الدولار «شريان الحياة»

العالم يعيش اليوم في سباق على الابتكار والاختراع، وفيما تسعى الدول الكبرى إلى تكريس مكانتها في مجال التقدّم العلمي والاقتصادي والاجتماعي، تحاول الدول النامية استقطاب الباحثين والعلماء أو ما يعرف بـ «الأدمغة» في شتى المجالات....

218 مليون طفل يبحثون عن وظيفة

218 مليون طفل حول العالم لا يذهبون إلى المدرسة، وليس لديهم وقت للعب، لماذا؟ لأنهم يعملون بدوام كامل. منهم من يعمل بالسّخرة دون أجر، ومنهم المجبر، مجبر على العمل قسراً بأنشطة غير مشروعة كالبغاء والمخدرات،...

بجوار بيتنا مدرسة

بجوار بيتنا مدرسة، جرسها مزعج، يقرع بقوّة إيذاناً ببدء يوم جديد.. النغمة نفسها التي تعيدك أعواماً إلى الوراء؛ لكنه توقّف عن الرنّ. سبب توقّف الجرس هذا العام لم يكن لانتهاء العام الأكاديمي كالعادة، وإنما بسبب...

المرأة مفتاح السلام

تحتفي الأمم المتحدة في 29 مايو بـ «اليوم العالمي لحفظة السلام»، هذا اليوم الذي شهد للمرة الأولى بزوغ قوات حفظ السلام، وكان ذلك في الشرق الأوسط، من أجل مراقبة اتفاقية الهدنة بين القوات الإسرائيلية والقوات...

«اللازنيا» بالسياسة

هذا العنوان قد يبدو صديقاً للجميع، وقابلاً للنشر، ربما باستثناء من لديهم حساسية الجلوتين، أو من يدّعون ذلك، لا سيما وأنها أصبحت موضة أكثر منها عارضاً صحياً، ومقاطعي اللحوم، وهم محبّو الخسّ والجرجير إلى الأبد،...

البطة السوداء في الأُسرة

الأسرة تعني الحماية والطمأنينة والعطاء، تعني أن تهبّ إلى نجدة أختك أو أخيك قبل أن يحتاجك، تعني ألّا تقاطع من ظلمك منهم ولو كان الظلم الذي وقع عليك كبيراً، تعني أن تلجأ إليهم عند الضعف...

المستقبل بعد 75 عاماً

منذ 75 عاماً قُتل 85 مليون إنسان. كيف؟ في الحرب العالمية الثانية. لماذا نتذكّرهم اليوم؟ لأن الأمم المتحدة تُخصّص لهم يومي 8 و9 مايو من كلّ عام مناسبةً لكي يتمهّل العالم قليلاً إجلالاً لمن ذهبوا...

مصلحة البلد

وضعوا أيديهم على أموال المودعين من أجل «مصلحة البلد»، تم تشريع سمّ الحشيشة لمصلحة البلد، وقّعوا على قرض إضافي من البنك الدولي لتأجيل الانهيار الاقتصادي والإفلاس بسبب الجشع والفساد، حتى يتمكّنوا من شدّ بأسهم تحت...

من يُنصف «قلوب الرحمة»؟

يسمّونهم قلوب أو «ملائكة الرحمة»، وهم حقاً كذلك، هم الأقرب إلينا عند الشدة والمرض، بعد الله سبحانه وتعالى، الطبيب.. دوره عظيم يشخّص، يقوم بمهامه الآنية سواء من جراحة أم من منظار، ويصف الدواء، لكن مهنة...

متضامنون بأمر القانون

القانون قد يردع المستهترين، وقد ينقذ الأنظمة من فيروس «كورونا»، لكن ليس بإمكانه أن يضع الرحمة في القلوب، ولا أن يجعل المجتمعات الزائفة ناصعة كفاية، إذ تبيّن أن أغلب المجتمعات القائمة على قوة القانون هي...