


عدد المقالات 331
كلٌّ منا يمضي نحو قدره، وكل منا يختار طريقه التي ارتضتها نفسه له، فإن خيرًا فخير، وإن شرًا فشر، والبشر في إطار القدر قسمان، قسم هو الأعلى بقربه من الله وإطاعته، وقسم هو الأسفل ببعده عنه وعصيانه، وخلال اختبار الدنيا نحن مضطرون إلى مواجهة كثير من التجارب والأحداث والأفكار وغير ذلك، وفي كل ذلك نحن مخيرون؛ إما أن نختار الحق، وإما أن نختار الباطل، والحياد في عرف الشرع باطل، لذلك كله علينا أن ندقق كثيرًا في خياراتنا، وليكن منظورنا أُخرويًا لا دنيويًا؛ لأن الدنيا دار فناء، والآخرة دار بقاء، وهي كما قال ربنا: «خيرٌ وأَبْقَى»، فهنيئًا لمن اختار أن يكون في صف الحق وأهله. إن دولة قطر العتيدة، المنيعة، الحرة، كانت وما زالت وستبقى حصنًا للحقوق، وللإنسانية، وللعدل، والتسامح، والرأفة ببني الإنسان، من دون تمييز بين لون أو جنس أو دين، وصورتها الإنسانية تجوب أصقاع الأرض، وتفيض عدلًا وحقًا. ولذلك تجد كل حر أبيّ يميل إلى رسالتها ويقف في صفها، ويدافع عنها، وترى، في مقابل ذلك، نفورًا من أعداء الإنسانية وشياطينها الذين لا يروقهم انتصار الحق، وسيادة الإنسانية والأمن والسلام، لذلك يعيثون في الأرض فسادًا، وينشرون الكره والحقد، وتفوح من أقوالهم وأفعالهم رائحة الموت، وضجيج الخوف والرعب. لكن ذلك لا يخيف أهل الحق، وأصحاب الإيمان الراسخ، واليقين الإلهي المطلق. إن الاعتداء السافر على دولة قطر، وانتهاك سيادتها يمثّل اعتداءً على الضمير الحي في روح الإنسانية في زماننا، وهو محاولة بائسة لتركيع الحرية والسلام، وترويض العدالة وتطويعها؛ لتوافق أهواء أهل الشر والمكر، لكن نقول في ذلك ما قاله الله تعالى: «وَيَمْكُرُوْنَ وَيَمْكُرَ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ المَاكِرِيْنَ» وقوله جلّ وعلا: «وَلَا يَحِيْقُ المَكْرُ السَيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ». هذا يقينٌ راسخٌ لدى قطر وشعبها ومن يؤمنون برسالتها، وهيهات للقطري الحر أن يخضع أو يركع لأهل الشر، وهيهات لرسالة الإنسانية القطرية أن تنهار أمام أعداء السلام وناشري الدمار والخراب في أركان الأرض. إنّ اليد التي تمتد لتقتل الأبرياء وتعتدي على سيادة الدول حتمًا ستقطع بسيف العدالة، وإن رؤوس الشر والفساد ستجز بمقصلة العدل الإلهي الذي لا يقبل أن يعلو باطل على حق، أو يسود ظالم على مستضعف، فالإيمان أقوى من الكفر، والخير أقوى من الشر، وما دمنا نؤمن بقيم الله السمحة فإننا سنبقى الأعلى، فقد قال الله تعالى مثبتًا نبيه وعباده المؤمنين: «وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مَؤْمِنِيْنَ». إن رسالتي إلى القطريين جميعًا؛ أنِ اتحدوا ورصّوا صفوفكم ووحدوا كلمتكم خلف قيادتكم الحكيمة الرشيدة بإذن الله، واعلموا أنكم على ثغر من ثغور العدل والإنسانية، وأنكم أحرار في زمن قلّ فيه الأحرار، وأسياد في زمن كثر فيه العبيد، وأصحاب ضمير حيّ في زمن ماتت فيه الضمائر، ولذلك، كونوا على يقين أن النصر على المتربصين بكم شرًا آتٍ، وأن للباطل صولة وللحق صولات، وأن أصحاب تلك الصولات بإذن الله. رحم الله شهداء الاعتداء الغاشم وسدد رأي قادتنا وأمتنا لما فيه صلاح حالنا وأمننا وسلامنا. وأختم بقوله تعالى: «وَسَيَعْلَمُ الذِيْنَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبونَ». @zainabalmahmoud @zalmahmoud@outlook.com
ربما يتساءل كثير من الناس عن جمال الله تعالى، ونوره، فيرسمون في مخيلاتهم المتواضعة نماذج متواضعة عن حقيقة جماله سبحانه وتعالى، إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال في ذلك الجمال: «حجابُه النور،...
ما أعدل الله في توزيعه نعمه! وما أعظم جبره خواطر عباده! ومن معالم ذلك وأمثلته؛ أنه جلّ وعلا نوّرنا بأمثلة من عالم الإنس، يرون بطريقة فريدة غير معهودة، وهم العميان الذين ولدوا بعيون مسلوبة الأنوار،...
قد يتساءل البعض عن العلاقة التي تجمع مفردة الربّ بما يضاف إليها، وهل يبقى معناها وفق ما هو في سياقها الديني واللغوي؟ حقيقة، لكلمة الربّ خارج معناها الإلهي معانٍ مختلفة، يحدّدها السياق وما يرتبط به...
في هذه الأيام، يتوسل المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها باسم الله الغالب؛ ليرد عنهم كيد الكائدين، وغيظ المعتدين، وكل حقد ظاهر ودفين. فالأمة منذ حين تمر بمخاض القيام والانتفاض، ولهذا القيام تكاليفه الوافية من الخوف...
كلّنا ندعو الله عزّ وجلّ باسميه «السميع والبصير»، ومؤكَّدٌ أنَّنا كلَّما ذكرناه بهما سبحانه، قَفَزَ إلى ذاكرتنا وألسنتنا قوله تعالى: «لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيْرُ» (الشورى: 11)، ولكن هناك فرق بين من يقولها مستشعرًا...
لم يُنصر نبي أو عبد من عباد الله إلا بيقينه بالله وحده، وبإدراكه المطلق أن الأمر كلّه بيد الله، وأنّ الله تبارك وتعالى هو الغَالب القَاهر أبدًا، لا يَمْلك أحدٌ أنْ يردَّ ما قَضَى، أو...
كلّنا نسمع باسم الله «الستير»، وكلّنا نردده في كثير من الحالات، لكن هل علمنا حقيقته وغاية تسمية الله به؟ وما علاقته بالمجتمعات وسلمها وأمانها؟ وماذا لو استحضرنا هذا الاسم في جوانب حياتنا المختلفة؟ إنّ مدارسة...
إنّ كمال غِنى الله سبحانه وتعالى عظيم؛ لا يحدّ ملكه حدّ، ولا يحصيه أحد، إنساً كان أو جنًا أو ملكاً، أو ما دون ذلك. ولو أن الخلق جميعًا، أولهم وآخرهم، وإنسهم وجنهم، سألوه، فأعطى كل...
لو تتبعنا اسم «الحق» في كتاب الله عزّ وجلَّ، لوجدناه في عدة مواضع؛ فيقول الحقّ جلَّ وعلا: }ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ{ [الحج: 6]، }يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ{...
مَنْ مِنّا لا يحمد الله إن أَصابته سراء؟ ومن منّا لا يشكره سبحانه إنّ أظلته أفياء نعمة؟ هذا حال من يردّ الفضل إلى صاحبه، ويهب الثناء لمن هو أهل له. وهل تفكّرتم يومًا في اسم...
هل شعرت يومًا بعظيم أفياء الله عليك فبادرت بحمده؟ وهل وقعتَ في ابتلاء ونجوتَ منه، فحدثتك نفسك بضرورة حمد الله؟ وهل أبصرت حينًا مصائب غيرك، فنبض قلبك بحمد الله الذي عافاك مما ابتلى به سواك؟...
معلوم أنّ العبد هو الذي يتوب من ذنبه ومما اقترفته نفسه ويداه وجوارحه، لكن هل هذه التوبة تؤتى لأيّ إنسان؟ أم أنّها منحة إلهية يختصّ بها من يستحق من عباده؟ حقيقة إنّ توبة الله على...