


عدد المقالات 301
هذا العنوان قد يبدو صديقاً للجميع، وقابلاً للنشر، ربما باستثناء من لديهم حساسية الجلوتين، أو من يدّعون ذلك، لا سيما وأنها أصبحت موضة أكثر منها عارضاً صحياً، ومقاطعي اللحوم، وهم محبّو الخسّ والجرجير إلى الأبد، المهم، لماذا اللازنيا صديقة الجميع؟ لأنها بعيدة عن السياسة وعن الشؤون العامة، وعن الآراء والقضايا وعن التفكير، وأيضاً عن التعبير. هذا ما نُصحتُ به أكثر من مرة عند إبداء رأيي في مسألة ما، أو في قضية ما، وحتى على مستوى أُسري، قبل التطرق إلى المستوى المحلي أو الدولي، فإذا أردت أن أعبّر عن فكرة ما أو رأي ما داخل الأسرة، غالباً ما يكون الجواب الأفضل عدم القيام بذلك، مخافة أن يستاء أحد أفراد الأسرة، فكسب القلوب أولى من الحقيقة، على المستوى المهني، بات من المسلّم به أن كسب ودّ المديرين في العالم أولى من التعبير عن أفكارك، لأن وظيفتك أن تكتب وتؤكد على أهمية التعبير، وحثّ الشباب على التفكير خارج المألوف، لكن في الوقت نفسه ألا تقوم أنت بذلك، وما تحقيق فيلم «الطفل المدير» لأرباح فاقت 580 مليون دولار أميركي إلا دليلاً على ذلك، حيث من هوايات هذه الشخصية إنهاء الخدمات، والتسلّق إلى مكتب في أعلى البرج، له حمامه الخاص، وإطلالته المميزة، والطموح ليس خطأ. على مستوى الشؤون المحلية في مختلف الدول العربية، رأيك الحر غير ضروري، وأصلاً غير مهمّ على الإطلاق، إذا لم تكن ضمن القافلة التي تسير بأولئك المقرّبين، الذين باتوا نسخة واحدة طبق الأصل، في أقوالهم وأفعالهم ومجالات عملهم، وحتى في طعامهم ونمط حياتهم، ربما لأن أجرهم واحد، فينعكس ذلك على طريقة حياتهم بشكل لا إرادي، حيث نوع السيارات متقارب، والمشاركة في البرامج الإعلامية نفسها، والإعلانات ذاتها، أما بخصوص إعادة نشر وتغريد الرسائل الحكومية، فهذا كما يُقال «ستاندرد»، حيث يتم النشر في اللحظة نفسها، والثانية ذاتها، حتى تكاد تظنّ أنك في غرفة كبيرة مليئة بالمرايا، وهناك عشرات النسخ منك. قد نختلف في طريقة إعداد اللازنيا، فمنهم من يحبّ السبانخ في مكوناتها، ومنهم من يفضّلها بالفطر فقط، ومنهم من يحبّ الجبن الفرنسي بدلاً من الجبن الإيطالي، ناهيك عن الاختلاف في كمية «كريمة الطبخ» السائلة، لكن هناك إجماع أن اللازنيا لا تؤدي بنا إلى السجن، ولا الغرامات، أو استدعاءات إلى التحقيق، وهي أيضاً بعيدة عن أعين المتربصين بك للافتراء عليك، اللهم إذا أرادوا تفسير مكوناتها على أنها شفرات خطرة، قد تسبب خطراً محدقاً بالأمة العربية والإسلامية، وقد تؤدي إلى حرب عالمية وزعزعة في الأمن والسلام الدوليين، وبكل بساطة يمكنهم ذلك. لماذا أكتب عن اللازنيا اليوم؟ لأنني جائعة، لا، لكنّني أتوق إلى الغذاء الفكري والروحي، حالتي كحال ملايين الشباب العرب حول العالم الطامحين إلى التعبير عن رأيهم وأفكارهم اليوم، لكنهم خائفون من التكفير والتخوين والرصد والمتابعة والتهديد، والطرد من الأسرة، أو من العمل، أو من المجتمع، بحجج قانونية مفبركة. اسمحوا لنا بصنع اللازنيا الخاصة بنا، كي لا يقدّمها غيركم لنا، ويدسّ فيها لنا جميعاً سمّ الأفكار بالكريمة البيضاء!
من يتحكم بالتكنولوجيا يتحكم بنا، أحببنا هذه الحقيقة أم كرهناها. التكنولوجيا مفروضة علينا من كل حدب وصوب، فأصبحنا أرقامًا ضمن أنظمة رقمية سواء في أماكن عملنا عبر أرقامنا الوظيفية أو بطاقتنا الشخصية والائتمانية، وحتى صورنا...
ماذا سنكتب بعد عن لبنان؟ هل سنكتب عن انتحار الشباب أو هجرتهم؟ أم عن المافيات السياسية التي نهبت أموال المودعين؟ أو ربّما سنكتبُ عن خباثة الأحزاب وانتمائها للخارج على حساب الداخل. هل سنكتبُ عن انهيار...
من المقرر أن يُصدر مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة تقرير المخدرات العالمي لعام 2020، وذلك قبل نحو 24 ساعة من إحياء الأمم المتحدة ما يُعرف بـ «اليوم الدولي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير...
العالم يعيش اليوم في سباق على الابتكار والاختراع، وفيما تسعى الدول الكبرى إلى تكريس مكانتها في مجال التقدّم العلمي والاقتصادي والاجتماعي، تحاول الدول النامية استقطاب الباحثين والعلماء أو ما يعرف بـ «الأدمغة» في شتى المجالات....
218 مليون طفل حول العالم لا يذهبون إلى المدرسة، وليس لديهم وقت للعب، لماذا؟ لأنهم يعملون بدوام كامل. منهم من يعمل بالسّخرة دون أجر، ومنهم المجبر، مجبر على العمل قسراً بأنشطة غير مشروعة كالبغاء والمخدرات،...
بجوار بيتنا مدرسة، جرسها مزعج، يقرع بقوّة إيذاناً ببدء يوم جديد.. النغمة نفسها التي تعيدك أعواماً إلى الوراء؛ لكنه توقّف عن الرنّ. سبب توقّف الجرس هذا العام لم يكن لانتهاء العام الأكاديمي كالعادة، وإنما بسبب...
تحتفي الأمم المتحدة في 29 مايو بـ «اليوم العالمي لحفظة السلام»، هذا اليوم الذي شهد للمرة الأولى بزوغ قوات حفظ السلام، وكان ذلك في الشرق الأوسط، من أجل مراقبة اتفاقية الهدنة بين القوات الإسرائيلية والقوات...
الأسرة تعني الحماية والطمأنينة والعطاء، تعني أن تهبّ إلى نجدة أختك أو أخيك قبل أن يحتاجك، تعني ألّا تقاطع من ظلمك منهم ولو كان الظلم الذي وقع عليك كبيراً، تعني أن تلجأ إليهم عند الضعف...
منذ 75 عاماً قُتل 85 مليون إنسان. كيف؟ في الحرب العالمية الثانية. لماذا نتذكّرهم اليوم؟ لأن الأمم المتحدة تُخصّص لهم يومي 8 و9 مايو من كلّ عام مناسبةً لكي يتمهّل العالم قليلاً إجلالاً لمن ذهبوا...
وضعوا أيديهم على أموال المودعين من أجل «مصلحة البلد»، تم تشريع سمّ الحشيشة لمصلحة البلد، وقّعوا على قرض إضافي من البنك الدولي لتأجيل الانهيار الاقتصادي والإفلاس بسبب الجشع والفساد، حتى يتمكّنوا من شدّ بأسهم تحت...
يسمّونهم قلوب أو «ملائكة الرحمة»، وهم حقاً كذلك، هم الأقرب إلينا عند الشدة والمرض، بعد الله سبحانه وتعالى، الطبيب.. دوره عظيم يشخّص، يقوم بمهامه الآنية سواء من جراحة أم من منظار، ويصف الدواء، لكن مهنة...
القانون قد يردع المستهترين، وقد ينقذ الأنظمة من فيروس «كورونا»، لكن ليس بإمكانه أن يضع الرحمة في القلوب، ولا أن يجعل المجتمعات الزائفة ناصعة كفاية، إذ تبيّن أن أغلب المجتمعات القائمة على قوة القانون هي...