alsharq

سحر ناصر

عدد المقالات 301

د. قاسم باجرفيل 16 سبتمبر 2025
قمة الدوحة.. ولمّ الشمل العربي الإسلامي
علي حسين عبدالله 16 سبتمبر 2025
قمة تأكيد السيادة
هند المهندي 14 سبتمبر 2025
القمة الطارئة
د. زينب المحمود 15 سبتمبر 2025
رغم المكر.. قطر ستبقى حرة

بجوار بيتنا مدرسة

05 يونيو 2020 , 02:36ص

بجوار بيتنا مدرسة، جرسها مزعج، يقرع بقوّة إيذاناً ببدء يوم جديد.. النغمة نفسها التي تعيدك أعواماً إلى الوراء؛ لكنه توقّف عن الرنّ. سبب توقّف الجرس هذا العام لم يكن لانتهاء العام الأكاديمي كالعادة، وإنما بسبب «كوفيد - 19» الذي فرض إغلاق الفصول الدراسية حفاظاً على السلامة العامة. وبعد أن كانت هذه المدرسة تضجّ بالحركة والحياة، أصبحت هادئة، إلى حدّ التأمل بما وصلنا إليه، ما كنّا فيه، وما نحن مقبلون عليه. ببساطة، لم أكن أحبّ فكرة المدرسة، وبالتالي كنتُ لا أستسيغ مشهد الأطفال وهم يحملون على ظهورهم حقائب ثقيلة كالسنوات التي تنتظرهم في مراحل تعليمية متتالية، تنهش عمر الإنسان وسنواته، ليصل إلى نقطة يبدأ فيها مشوار البحث عن وظيفة مملّة، وفي أفضل الأحوال مملّة مع راتب جيّد. وكنتُ أثناء استعدادي للذهاب إلى العمل، أطلّ على تلك المدرسة من نافذتي صباحاً، وأسأل نفسي: لماذا نجبر هؤلاء الأطفال على الاستيقاظ في الصباح الباكر، ومن ثَمّ نضعهم في بوتقة واحدة، نكرّر على مسامعهم يومياً -ولمدة ثماني ساعات- المواد نفسها؛ من رياضيات وعلوم وتربية ولغات، لن يذكروا منها إلا القليل فيما بعد؟! وكنتُ أيضاً أشكّك في مستقبل هؤلاء الأطفال، متسائلة: ما الذي سيكون بمقدور هؤلاء الطلاب أن يفعلوا حيال حياتهم؟ ما الذي سيتغيّر في هذا العالم بين مرحلة كنّا فيها بمكانهم، وهم سيصبحون في مكاننا، وهكذا دواليك؟ ما الذي سيضيفه هؤلاء إلى العالم؟ في أحسن حال سيكون هناك منهم المهندس والطبيب والباحث والممرض والصحافي والمحامي.. وماذا بعد؟ لم أجد إجابة حينها تُقنعني، وربّما ما كان يُلهيني عن تلك التساؤلات هو رائحة العطر الصباحي الفرنسي المفضّل لديّ من «كارتييه - قُبلة مسروقة»، وفنجان ساخن جداً من القهوة، وتمرة، وأغنية لفيروز، يتبعها استخدام طريق بديل خلف المدرسة، كي لا أقع فريسة لزحمة السير، أو أكون مصدر قلق لأهل يهرولون في سباق مع الجرس والزمن. حالياً، يغيب مشهد زحمة السير والآباء والأمهات والأطفال الطلاب والمعلّمة عن ناظري منذ نحو 80 يوماً، لم أعد ألمح ذلك الطفل الذي يُسارع الخطوة للقاء معلّمته ذات الفستان الأصفر، ولا تلك الطفلة الشقراء التي تتغنّى بضفائرها، ورجل الأمن التابع للمدرسة -الذي كنتُ أحاول تخطيه- كي لا «يأمرنا» بالانتظار لمرور الطلاب وأهلهم وأسرتهم وحقائبهم... وإلخ. اليوم.. أدركتُ أننا كنّا نأخذ الكثير من النِّعم وكأنها حقٌّ لنا، لم أكن أتساءل كم من هؤلاء الأطفال سيتمكّن من إنقاذ الناس، وكم منهم سيكبر ليكون سنداً لأم وأب، أو ربما أخاً حنوناً، أو زوجة قوية وشريكة في مشقّات الحياة.. كنتُ أرى هؤلاء الأطفال كموظفين، ولم أكن أنظر إليهم بعين الإنسان. ربّما لأنني كنتُ أرى نفسي حينها كموظفة فقط، مبرمجة، أنهض لأذهب إلى الدوام، وأنام لأصحو على الروتين. 80 يوماً وأصبحت نافذتي ترسم لي مشهداً جديداً، مشهد لا أرى فيه مبنى تقليدياً، بل موطناً لصنع الذكريات في حلوها ومُرّها، وباحةً لكسب الأصدقاء، ووجهةً للمعرفة لا لحفظ الدروس على مبدأ الثواب والعقاب. التأمل في الحياة نعمة، ومن يسأل نفسه عن قيمة الإنسان سيجدها حتماً بجوار بيته.. هنا تحديداً في مدرسة الحياة.

خذوا الرقمنة وامنحونا الحياة

من يتحكم بالتكنولوجيا يتحكم بنا، أحببنا هذه الحقيقة أم كرهناها. التكنولوجيا مفروضة علينا من كل حدب وصوب، فأصبحنا أرقامًا ضمن أنظمة رقمية سواء في أماكن عملنا عبر أرقامنا الوظيفية أو بطاقتنا الشخصية والائتمانية، وحتى صورنا...

ماذا سنكتب بَعد عن لبنان؟

ماذا سنكتب بعد عن لبنان؟ هل سنكتب عن انتحار الشباب أو هجرتهم؟ أم عن المافيات السياسية التي نهبت أموال المودعين؟ أو ربّما سنكتبُ عن خباثة الأحزاب وانتمائها للخارج على حساب الداخل. هل سنكتبُ عن انهيار...

«معرفة أفضل» بالمخدرات

من المقرر أن يُصدر مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة تقرير المخدرات العالمي لعام 2020، وذلك قبل نحو 24 ساعة من إحياء الأمم المتحدة ما يُعرف بـ «اليوم الدولي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير...

الدولار «شريان الحياة»

العالم يعيش اليوم في سباق على الابتكار والاختراع، وفيما تسعى الدول الكبرى إلى تكريس مكانتها في مجال التقدّم العلمي والاقتصادي والاجتماعي، تحاول الدول النامية استقطاب الباحثين والعلماء أو ما يعرف بـ «الأدمغة» في شتى المجالات....

218 مليون طفل يبحثون عن وظيفة

218 مليون طفل حول العالم لا يذهبون إلى المدرسة، وليس لديهم وقت للعب، لماذا؟ لأنهم يعملون بدوام كامل. منهم من يعمل بالسّخرة دون أجر، ومنهم المجبر، مجبر على العمل قسراً بأنشطة غير مشروعة كالبغاء والمخدرات،...

المرأة مفتاح السلام

تحتفي الأمم المتحدة في 29 مايو بـ «اليوم العالمي لحفظة السلام»، هذا اليوم الذي شهد للمرة الأولى بزوغ قوات حفظ السلام، وكان ذلك في الشرق الأوسط، من أجل مراقبة اتفاقية الهدنة بين القوات الإسرائيلية والقوات...

«اللازنيا» بالسياسة

هذا العنوان قد يبدو صديقاً للجميع، وقابلاً للنشر، ربما باستثناء من لديهم حساسية الجلوتين، أو من يدّعون ذلك، لا سيما وأنها أصبحت موضة أكثر منها عارضاً صحياً، ومقاطعي اللحوم، وهم محبّو الخسّ والجرجير إلى الأبد،...

البطة السوداء في الأُسرة

الأسرة تعني الحماية والطمأنينة والعطاء، تعني أن تهبّ إلى نجدة أختك أو أخيك قبل أن يحتاجك، تعني ألّا تقاطع من ظلمك منهم ولو كان الظلم الذي وقع عليك كبيراً، تعني أن تلجأ إليهم عند الضعف...

المستقبل بعد 75 عاماً

منذ 75 عاماً قُتل 85 مليون إنسان. كيف؟ في الحرب العالمية الثانية. لماذا نتذكّرهم اليوم؟ لأن الأمم المتحدة تُخصّص لهم يومي 8 و9 مايو من كلّ عام مناسبةً لكي يتمهّل العالم قليلاً إجلالاً لمن ذهبوا...

مصلحة البلد

وضعوا أيديهم على أموال المودعين من أجل «مصلحة البلد»، تم تشريع سمّ الحشيشة لمصلحة البلد، وقّعوا على قرض إضافي من البنك الدولي لتأجيل الانهيار الاقتصادي والإفلاس بسبب الجشع والفساد، حتى يتمكّنوا من شدّ بأسهم تحت...

من يُنصف «قلوب الرحمة»؟

يسمّونهم قلوب أو «ملائكة الرحمة»، وهم حقاً كذلك، هم الأقرب إلينا عند الشدة والمرض، بعد الله سبحانه وتعالى، الطبيب.. دوره عظيم يشخّص، يقوم بمهامه الآنية سواء من جراحة أم من منظار، ويصف الدواء، لكن مهنة...

متضامنون بأمر القانون

القانون قد يردع المستهترين، وقد ينقذ الأنظمة من فيروس «كورونا»، لكن ليس بإمكانه أن يضع الرحمة في القلوب، ولا أن يجعل المجتمعات الزائفة ناصعة كفاية، إذ تبيّن أن أغلب المجتمعات القائمة على قوة القانون هي...