alsharq

سحر ناصر

عدد المقالات 301

مصلحة البلد

23 أبريل 2020 , 01:57ص

وضعوا أيديهم على أموال المودعين من أجل «مصلحة البلد»، تم تشريع سمّ الحشيشة لمصلحة البلد، وقّعوا على قرض إضافي من البنك الدولي لتأجيل الانهيار الاقتصادي والإفلاس بسبب الجشع والفساد، حتى يتمكّنوا من شدّ بأسهم تحت مسمى مصلحة البلد، يخطبون فينا ويغرّدون ويتقاتلون في البرامج الحوارية، ويهددون بعضهم البعض بالمستندات على المحطات الفضائية، ويستقبلون ممثلي ومندوبي جماعات الضغط الإقليمية والدولية، ويقدّمون لهم الولاء والطاعة علناً أمام عدسة الكاميرا من أجل «مصلحة البلد»، عيّنوا أبناءهم دون كفاءة في مناصب دبلوماسية من خارج الملاك، وأنزلوا أصهارهم نواباً في المجالس التشريعية من أجل «مصلحة البلد»، ألقوا القبض على شباب الجامعات وطلاب المدارس الذين خرجوا للتظاهر مطالبين ببناء دولة تمتلك رؤية واضحة لمستقبل أفضل، وأودعوهم السجن باسم «مصلحة البلد». خذلوا جالياتهم حول العالم -الذين لم يحالفهم الحظّ بالمحسوبية- وتركوهم لمصيرهم في مواجهة الوباء بالدول الموبوءة تحت عنوان «مصلحة البلد»، ارتفع سعر الرغيف وخفّ وزنه، وأرسلوا ممثليهم لاستقبال المساعدات الغذائية والدوائية كي يظهروا كلّهم في الصورة، ضاحكي الثغر، مقتسمي الغنائم، وكلّ ذلك تحت ستار «مصلحة البلد»، صادروا أموال المغتربين وتسللوا إلى أموال الأيتام والمقهورين من المهاجرين، الذين قرروا استضافتهم استرضاء للمعونات الدولية لمصلحة البلد. من هو البلد؟ هل البلد يعني ذاك المكان الذي يحيط بهم فقط؟ هل هو مجتمعهم دون سواه؟ ألا يعني البلد كلّ الناس؟! والشجر والبشر والحجر، ينفذون مصالحهم الشخصية، ويتجاوزون القوانين التي وضعوها بأنفسهم، ويُصرّحون بأنهم اضطروا للقيام بذلك من أجل مصلحة البلد. هل علينا إعادة تعريف معنى البلد؟ ربّما عندما انتقلوا من حرب الشوارع إلى حرب المجالس لم يُفسّر لهم المشرعون ماذا يعني أن تكون مسؤولاً في بلد، أليست تلك البقعة الجغرافية التي أغرقوها بالدم، وأشعلوا فيها الحرائق، ولم يوقعوا على وثيقة الهدنة إلا بعدما أُمروا بذلك قبضوا الثمن، أليس هو البلد نفسه الذي أنجبنا وأنجبهم؟ أم أنهم وُلدوا وفي الملحفة صكّ بملكية هذا البلد؟ مصلحة البلد تعني مصلحتهم الخاصة، ومن ينادي بالتغيير في هذا البلد، يعني أنه اجتاز الخطّ الأحمر الذي يعتبرونه تهديداً لمصالحهم، كل منهم يزايد علينا في حبّ البلد، ويفتي في حبّ البلد، يضعون العلم اللبناني خلف كراسيهم، كي لا يخجلوا منه إذا ما وُضع أمامهم، لأن مصلحة البلد دائماً خلفهم، ومصلحتهم الخاصة فقط نصب أعينهم. نتمنى من المطبّلين محاولة ابتكار مفردات جديدة غير «مصلحة البلد»، فصورة البلد باتت مرتبطة بهم، ولهذا هي قبيحة جداً في العالم، البلد لا يعني هم ولا يعني نحن أيضاً، البلد يعني الجميع، أليس النشيد الوطني يبدأ بـ «كلنا للوطن»؟! من لديه اعتراض على هذا الكلام، فليأتي لنا بصكّ ملكية البلد موقعاً ومختوماً من كل مواطن طفلاً، شاباً، وكهلاً، وليبدأوا بجمع التواقيع من الذين لم تنطلِ عليهم كذبة «مصلحة البلد».

خذوا الرقمنة وامنحونا الحياة

من يتحكم بالتكنولوجيا يتحكم بنا، أحببنا هذه الحقيقة أم كرهناها. التكنولوجيا مفروضة علينا من كل حدب وصوب، فأصبحنا أرقامًا ضمن أنظمة رقمية سواء في أماكن عملنا عبر أرقامنا الوظيفية أو بطاقتنا الشخصية والائتمانية، وحتى صورنا...

ماذا سنكتب بَعد عن لبنان؟

ماذا سنكتب بعد عن لبنان؟ هل سنكتب عن انتحار الشباب أو هجرتهم؟ أم عن المافيات السياسية التي نهبت أموال المودعين؟ أو ربّما سنكتبُ عن خباثة الأحزاب وانتمائها للخارج على حساب الداخل. هل سنكتبُ عن انهيار...

«معرفة أفضل» بالمخدرات

من المقرر أن يُصدر مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة تقرير المخدرات العالمي لعام 2020، وذلك قبل نحو 24 ساعة من إحياء الأمم المتحدة ما يُعرف بـ «اليوم الدولي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير...

الدولار «شريان الحياة»

العالم يعيش اليوم في سباق على الابتكار والاختراع، وفيما تسعى الدول الكبرى إلى تكريس مكانتها في مجال التقدّم العلمي والاقتصادي والاجتماعي، تحاول الدول النامية استقطاب الباحثين والعلماء أو ما يعرف بـ «الأدمغة» في شتى المجالات....

218 مليون طفل يبحثون عن وظيفة

218 مليون طفل حول العالم لا يذهبون إلى المدرسة، وليس لديهم وقت للعب، لماذا؟ لأنهم يعملون بدوام كامل. منهم من يعمل بالسّخرة دون أجر، ومنهم المجبر، مجبر على العمل قسراً بأنشطة غير مشروعة كالبغاء والمخدرات،...

بجوار بيتنا مدرسة

بجوار بيتنا مدرسة، جرسها مزعج، يقرع بقوّة إيذاناً ببدء يوم جديد.. النغمة نفسها التي تعيدك أعواماً إلى الوراء؛ لكنه توقّف عن الرنّ. سبب توقّف الجرس هذا العام لم يكن لانتهاء العام الأكاديمي كالعادة، وإنما بسبب...

المرأة مفتاح السلام

تحتفي الأمم المتحدة في 29 مايو بـ «اليوم العالمي لحفظة السلام»، هذا اليوم الذي شهد للمرة الأولى بزوغ قوات حفظ السلام، وكان ذلك في الشرق الأوسط، من أجل مراقبة اتفاقية الهدنة بين القوات الإسرائيلية والقوات...

«اللازنيا» بالسياسة

هذا العنوان قد يبدو صديقاً للجميع، وقابلاً للنشر، ربما باستثناء من لديهم حساسية الجلوتين، أو من يدّعون ذلك، لا سيما وأنها أصبحت موضة أكثر منها عارضاً صحياً، ومقاطعي اللحوم، وهم محبّو الخسّ والجرجير إلى الأبد،...

البطة السوداء في الأُسرة

الأسرة تعني الحماية والطمأنينة والعطاء، تعني أن تهبّ إلى نجدة أختك أو أخيك قبل أن يحتاجك، تعني ألّا تقاطع من ظلمك منهم ولو كان الظلم الذي وقع عليك كبيراً، تعني أن تلجأ إليهم عند الضعف...

المستقبل بعد 75 عاماً

منذ 75 عاماً قُتل 85 مليون إنسان. كيف؟ في الحرب العالمية الثانية. لماذا نتذكّرهم اليوم؟ لأن الأمم المتحدة تُخصّص لهم يومي 8 و9 مايو من كلّ عام مناسبةً لكي يتمهّل العالم قليلاً إجلالاً لمن ذهبوا...

من يُنصف «قلوب الرحمة»؟

يسمّونهم قلوب أو «ملائكة الرحمة»، وهم حقاً كذلك، هم الأقرب إلينا عند الشدة والمرض، بعد الله سبحانه وتعالى، الطبيب.. دوره عظيم يشخّص، يقوم بمهامه الآنية سواء من جراحة أم من منظار، ويصف الدواء، لكن مهنة...

متضامنون بأمر القانون

القانون قد يردع المستهترين، وقد ينقذ الأنظمة من فيروس «كورونا»، لكن ليس بإمكانه أن يضع الرحمة في القلوب، ولا أن يجعل المجتمعات الزائفة ناصعة كفاية، إذ تبيّن أن أغلب المجتمعات القائمة على قوة القانون هي...