عدد المقالات 1
يشهد الواقع الثقافي السوري في المرحلة الراهنة حراكاً غير مسبوق، قاده وزير الثقافة السوري محمد ياسين الصالح منذ 29 آذار/ مارس 2025، عبر ابتكار نموذج متكامل يعيد للثقافة دورها بوصفها رافعة وطنية. فقد كسر الوزير القاعدة التقليدية بالاكتفاء بالتكريم المعنوي، فابتدع نموذج التكريم المادي كرسالة تقدير حقيقية للمبدعين، وجعل من “أربعاء حمص” حالة ثقافية أصيلة تحولت إلى عدوى إيجابية تغزو المحافظات واحدة تلو الأخرى. تجلّت رؤية الوزارة في إطلاق الحافلة الثقافية، الفكرة التي أنزلت الثقافة من أبراجها إلى كل قرية وحي، وفي حملات نظافة أُنجزت بروح جماعية، وفي افتتاح المكتبة الوطنية التي باتت عنواناً لاستعادة الذاكرة المعرفية. وقد حصد جناح الوزارة في معرض دمشق الدولي لقب الأجمل، ليعكس هوية سوريا الثقافية أمام العالم. ولا تهدأ الزيارات الميدانية للوزير إلى دير الزور ودرعا وحماة وحمص وحلب وإدلب ودمشق وريفها، حيث رعى تظاهرة أفلام الثورة، ودعم المسرح، وأقام أكبر أمسية شعرية في تاريخ سوريا، وعمل على تمكين الشباب وجعلهم شركاء في القرار الثقافي. كما أشرف على أجمل افتتاح لمعرض دمشق الدولي، وأعاد الروح لقصر العظم، ودعم الزي السوري والقهوة السورية والمطبخ السوري واللهجة السورية والأغنية السورية، ونظّم معارض للفنون البصرية، وحقق مشاركة غير مسبوقة لسوريا في بينالي البندقية. مقالات الوزير الصالح وخطاباته تدل على شخصية مثقفة وطنية واعية ترى الثقافة جزءاً من الأمن القومي، وهو ما ظهر جلياً في زيارته لعفرين حيث أكد للأشقاء الأكراد أنهم في عيون الدولة. كما دعم الحرف التقليدية، وزار عوائل الشهداء في المعضمية والميدان وغيرها وقدم دعماً واسعاً لمدراء الثقافة، وأعاد المفصولين لأسباب ثورية إلى عملهم. إنها رؤية ثقافية شاملة تعيد الاعتبار للمثقف والمبدع والمكان السوري، وتؤسس لثقافة حية فاعلة تتنفس في كل بيت وزقاق، وتؤكد أن الثقافة ليست ترفاً بل ركيزة أمن قومي وحصانة للمستقبل. الوزير الصالح لا يتحدث عن العطاءات المالية التي يبذلها وفي كثير من الاحيان يمنع تصويرها كما رأيت بنفسي في حالة المرأة المسنة في دير الزور وأطفال تدمر.. ولا يكف عن استقطاب الكفاءات الثورية امثال الشاعر الكبير أنس الدغيم وغيره من شباب وبنات التنسيقيات والثورة الذين صاروا من أركان الثقافة في المديريات.. كلمة الوزير المشهورة التي يكررها في كل مقابلة (ما فاتنا إدراكه اليوم، لا يفوتنا استدراكه غدا) وهو يعمل ليل نهار لسد الثغرات الثقافية ودعم السلم الأهلي ويدرك تماما الخيط الذي يربط السياسة بالثقافة. كاتب سوري