alsharq

مريم الدوسري

عدد المقالات 52

أنت + 20؟

28 ديسمبر 2014 , 07:05ص

يقال إن أحسن لحظة للتخطيط للحياة كانت منذ 20 سنة، والآن! ونحن على أعتاب العام الجديد 2015 هل تتخيل نفسك بعد 20 عاماً من الآن؟!.. أي في عام 2035م! قد يكون للوهلة الأولى هذا السؤال مدعاة للضحك والاستنكار على أساس أن الإجابة عليه من الغيبيات التي لا نعلمها، ولا يجوز لنا التكلم فيها أو التحدث عنها، في حين أن الإجابة بقدر ما هي صعبة فهي مهمة، ويجب أن نرسمها في مخيلتنا ونجعلها نصب أعيننا ونراها تتحقق رأي العين! إن تحديد الأهداف والتخطيط للحياة والرغبة في أن نكون في وضعٍ أفضل ليس منكراً بل مطلوباً جداً، بل هذا ديدن الناجحين الذي يرمقون المستقبل بعين التفاؤل والطموح والرغبة العارمة والشغف بالحياة دون هوادة. لقد خلق الله الإنسان لإعمار الأرض وعبادته، وجعل العلم والعمل عبادة يؤجر عليها الإنسان، وأودع الإنسان من القدرات والملكات بدرجات متفاوتة ما يعينه على الحياة، كما أودع الله الإنسان الإرادة والاختيار للمضي قدماً في اختيار الحياة التي يريدها بتحديد أهدافه الخاصة والعامة، وتنفيذ قراراته وصنع علامات فارقة فيها، لا أن تصنعه الظروف فتتلاطمه كما يتلاطم موج البحر الغريق الذي لا وجهة له، فيكون مسلوب الإرادة، مستسلماً لصروف الحياة دون أدنى مقاومة أو مصارعة منه. ولعل لنا في قصة الحاجب المنصور حاكم الأندلس عظة وعبرة، فقد كان حمّاراً أي يحمل الناس والبضائع في السوق، وكان له رفيقان يعيشان ويعملان معه بنفس المهنة. وفي يوم من الأيام جلس يتسامر مع صديقيه وقال لهما: إذا أصبحت حاكم الأندلس ما هي أمنية كل منكما التي يرغب أن أحققها له؟ ضحكا وقال الأول: أريدك أن تعطيني قصراً منيفاً وجواري حساناً وكذا من المال، أما الآخر فقال: إذا أصبحت حاكماً على الأندلس أتمنى أن تأمر بي فأُحْمَل على حمار ووجهي إلى قفا الحمار، وأن يدار بي في أنحاء المدينة، وأن يقال نصاب كذاب لا يباع ولا يشترى منه. فضحكوا..! مرت الأيام، ففكر وعرف أنه لو استمر على مهنته هذه لن يصل إلى هدفه، فتركها وانضم جندياً في الجيش الإسلامي، ومرت الأيام وبفضل جده وإخلاصه وذكائه بدأ نجمه يبرز إلى أن أصبح رئيس الشرطة، وتدور الأقدار والحوادث السياسية آن ذاك حتى أصبح حاكماً للأندلس. بعد ما استقرّ له الحكم أرسل في طلب صديقيه، فوجدهما ما زالا حمّارين، ويسكنان في نفس المسكن، فلما حضرا وكان لديه وجهاء الدولة، قال لهما: أتذكراني؟ قالا: نعم، ولكن خشينا أن تكون قد نسيتنا، فقال: أتذكران ما حدثتكما به؟ قالا: نعم، فقال للأول: ماذا تمنيت علي وقتها، فقال طلبت قصراً منيفاً وجواري حساناً، فقال: أعطوه القصر الفلاني وأعطوه الجواري وقضى له طلبه وزاده. فقال للآخر: وأنت ماذا تمنيت، قال: أيام وانقضت، فأصر عليه، فقال طلبت أن أُحمَل على حمار ووجهي إلى قفا الحمار، ويقال كذاب محتال لا يباع ولا يشترى منه، فقال للجند افعلوا به كذلك! فلما ولّوا جاء الوزير إلى المنصور، وقال له: كأنك قسوت على هذا بقدر ما أكرمت صاحبه؟! فقال: نعم ليعلم أن الله على كل شيء قدير، ولكي يعمل لما خُلِق له!

العصاميون

دأبت الأستاذة تينا سليغ في محاضراتها بجامعة ستانفورد الأميركية على تخصيص أسبوع لتعليم الطلبة معنى العصامية تطبيقياً، منها هذه المهمة التي تسألهم فيها: كم ستربح من المال لو أعطوك 5 دولارات وساعتين من نهار؟ حيث...

تلحلحوا

أيام قليلة وينادينا اليوم الرياضي لِنتلحلح! نعم نتلحلح* ونتزحزح عن أماكننا ونمارس الرياضة في كل مكان: البيت، النادي، الحدائق العامة. سوف تُقرع طبول الاحتفال باليوم الرياضي، وكأنما هذه الطبول تقرع بتدفق دماء الصحة والعافية في...

جاذبية عائلة سبوق

هل تذكرون عائلة سبوق؟ لقد كانت عائلة رياضية تتكون من سبوق وزكريتي وتمبكي وفريحة وترينة، استوحاهم الفنان القطري أحمد المعاضيد من البيئة القطرية لتكون شعاراً لبطولة كأس آسيا التي أقيمت في الدوحة عام 2011م. لقد...

ألا يستحقون؟!

في أحد أركان مقهى أحد المجمعات التجارية هناك رجل مسن يقعد ساكناً على كرسيه لا ينطق ببنت شفه حتى مع سائقه الذي يصحبه، يزور هذا الركن يومياً يحتسي قهوته، ويتفرج على المارة، علّ تلك الفرجة...

أتقني

في مقابلة تلفزيونية سُئِل عالم الفضاء العربي فاروق الباز عن رسالة يوجهها للمرأة العربية فنصحها بأن لا تلتفت للمشككين والمحبطين والمنتقدين لقدراتها مهما كانوا، وبأن تتقن عملها سواء كان في إعداد الطعام أو أعمالها الأخرى،...

خبز.. وورد!

لطالما جذبتني أكشاك الورد المتناثرة في كل الطرقات أثناء السياحة في الخارج، وكم تمنيت أن يكون لدينا أكشاك للزهور في الطرقات العامة والفرعية لجمالها، وليسهل اقتناؤها ونحن ذاهبون أو آيبون، حيث إن مجرد الوقوف عندها...

شعارات اليوم الوطني ..

عشنا في الأسبوع الماضي أجواء احتفالية رائعة، بلغت فيها الروح الوطنية ذروتها، التف فيها الشعب حول القائد، فأصبحوا لحمة واحدة، لا نسطيع التفريق بينهما من هو الشعب ومن هو القائد! فالحمد لله على ما وهبنا....

وعاملت أنا بالصدق والنصح والنقا

بدأت احتفالات البلاد بالذكرى 136 لمؤسس الدولة الشيخ جاسم بن محمد -رحمه الله وطيب ثراه- الذي تولى مقاليد الحكم في البلاد، وقادها نحو الوحدة، وذاد عنها وعن استقلالها التام، وأثبت وجودها على الخريطة السياسية للعالم....

واجب مستحب

أثارت صورة وزير التجارة والصناعة السعودي التي انتشرت الأسبوع الماضي أثناء جلوسه في أحد صالونات الحلاقة وهو يعبث بجواله غير آبه بمن حوله إعجاب مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، وانهالت التعليقات الشاكرة المباركة للوزير هذا الصنيع،...

رب مُبلغٍ أوعى من سامع!

بطبعي لست غيورة ولكن تعتريني غيرة لا تضاهى وفضول لا يقارن من مشاهدة كل شخص يقرأ في مكان عام، حديقة، كورنيش، أو سيارة وحتى في بعض المحلات! وأراها غيرة إيجابية تحفزني للقراءة والاقتداء بهؤلاء، حيث...

الانتظار..

يطرح الانتظار في حياة الناس قسراً، كيف لا وهو المستقبل بعيداً كان أم قريباً، وتتبدل أوضاعه بين متأهب ومتمهل أو متربص ومترقب. يأتي الانتظار للطفل الجائع على شكل بكاء وعويل وألم لا يحتمل التأجيل، بينما...

سنة أولى.. جاذبية!

تكمل زاويتي «جاذبية» يوم غدٍ عامها الأول، ولا أريد أن تنطفئ شمعة السنة الأولى دون الوقوف على أثرها وتحسس ظلالها، فلطالما كانت الكتابة الصحافية حلماً يراودني أودعته خزانة الأماني، ولم أسع إلى تحقيقه سوى بالرغبة...