


عدد المقالات 329
هل شعرت يومًا بمرارة في قلبك بسبب إخلاف أحدهم وعده إياك؟ وهي فكّرت حينها ما أهمية صدق الوعد في حياتنا؟ وهل قفز إلى فكرك وقلبك وروحك حينها قوله تعالى: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا﴾؟ إن صدق الوعد خلةٌ نافعةٌ محمودةٌ، لا تافهة مهملة، ذكرها الله في مناقب النبوة، فذكرها صراحة وعلنًا حينما وصف سيدنا إسماعيل عليه السلام بصدق الوعد، ومما ورد في ذلك أنّ إسماعيل عليه السلام كان لا يُصدرُ وعدًا إلّا وفى به، ولو كان صعبًا، وقال المفسرون في صدق وعد إسماعيل: «لم يَعِدُ موعدًا إلّا وفى به»، وهذا دليل على احترامه الآخرين ووقتهم، ودقته في إدارة شؤون حياته، والتزامه بمسؤولياته، وهذا كلّه من العقل وحسن التدبير والتقدير. «فلا يَعِدُ بما قد يعجزُ عن الوفاء به، فيُحْوِجُه ذلك إلى الاعتذار». ومن يتأمل قصة إسماعيل عليه السلام، سيجد من صدق وعده عجبًا عُجابًا، ولهذا لما قال لأبيه: «سَتَجِدُني إِن شاءَ اللهُ من الصابرين»، صبَرَ ومكَّنَ أباهُ من الذبح. ويقول الإمام القرطبي في صدق الوعد: «صدقُ الوعد محمود، وهو من خلقِ النبيين والمرسلين، وضده الإخلاف المذموم، وذلك من أخلاق الفاسقين والمنافقين». وقد ذكر النقّاش والترمذي في صدق وعد نبينا محمد عليه السلام قبل بَعثه؛ عن عبد الله بن أبي الحَسماءِ قال: «بايعت النبي صلى الله عليه وسلم ببيعٍ قبل أن يُبعث، وبقيَتْ له بَقِيَّةٌ، فوعدتُه أن آتيه بها في مكانه، فنسيتُ، ثم تذكّرتُ بعد ثلاثة أيام، فجئتُ، فإذا هو في مكانه؛ فقال: ’يا فتى، لقد شققْتَ عليَّ؛ أنا ها هنا منذ ثلاثٍ أنتظرك‘«. وقد بقي العرب يتمدّحون بصدق الوعد اقتداءً بجدّهم إسماعيل السلام، فمن أمثالهم في ذلك: «آفة المروءة إخلافُ الموعد»، وقولهم: «أنجزَ حرٌ ما وعَدَ»، وقالوا: «وعدُ الكريم نقدٌ، ووعد اللئيم تسويف»، ومن أشعارهم في ذلك: فلا تَعِد عِدَةً إلا وفيت بها ولا تكن مخلفًا يومًا تَعِد ويقول المثقِّبُ العبدي: لا تقولنّ إذا ما لم تـُـرِدْ أَن يَتمّ الوعدُ في شئٍ نعم وإذا قلت نعم فاصبر لها بنجاحِ الوعد إنّ الخُلْفَ ذمّ ولو لم يكن في خلف المواعيد إلاّ شمول الخالف قول الحق سبحانه: (يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون) لكفى. ويُروى أنّ المثنى بن حارثة الشيباني كان يقول: «لأَن أموتَ عطشًا، أحبُ إليَّ من أن أخلفَ موعدًا». وما أجمل قول الشاعر: لله درّك من فتى لو كنت تفعل ما تقول! لا خير في كذب الجواد وحبذا صدقُ البخيـل! لذلك كلّه، إن صدق الوعد من أهم الأخلاق التي يجب أن يتصف بها الإنسان، لما لها من أهمية في بناء المجتمع ونشر الفضيلة، والقيام بالمسؤوليات في وقتها، واستشعار أهمية وقت الآخرين واحترام أعمالهم، ومصالحهم، فلذلك، علينا جميعًا الوفاء بالوعد، وعدم إعطاء وعودٍ لا نستطيع الإيفاء بها، وما أجمل ثقافة الاعتذار إن وقعت في ظرف طارئ، فمن خلالها تتدارك تنغيص قلب الموعود، وتعطيل مصالحه، ووقايته همّ الانتظار ومشقته. @zainabalmahmoud @zalmahmoud@outlook.com
قد يتساءل البعض عن العلاقة التي تجمع مفردة الربّ بما يضاف إليها، وهل يبقى معناها وفق ما هو في سياقها الديني واللغوي؟ حقيقة، لكلمة الربّ خارج معناها الإلهي معانٍ مختلفة، يحدّدها السياق وما يرتبط به...
في هذه الأيام، يتوسل المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها باسم الله الغالب؛ ليرد عنهم كيد الكائدين، وغيظ المعتدين، وكل حقد ظاهر ودفين. فالأمة منذ حين تمر بمخاض القيام والانتفاض، ولهذا القيام تكاليفه الوافية من الخوف...
كلّنا ندعو الله عزّ وجلّ باسميه «السميع والبصير»، ومؤكَّدٌ أنَّنا كلَّما ذكرناه بهما سبحانه، قَفَزَ إلى ذاكرتنا وألسنتنا قوله تعالى: «لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيْرُ» (الشورى: 11)، ولكن هناك فرق بين من يقولها مستشعرًا...
لم يُنصر نبي أو عبد من عباد الله إلا بيقينه بالله وحده، وبإدراكه المطلق أن الأمر كلّه بيد الله، وأنّ الله تبارك وتعالى هو الغَالب القَاهر أبدًا، لا يَمْلك أحدٌ أنْ يردَّ ما قَضَى، أو...
كلّنا نسمع باسم الله «الستير»، وكلّنا نردده في كثير من الحالات، لكن هل علمنا حقيقته وغاية تسمية الله به؟ وما علاقته بالمجتمعات وسلمها وأمانها؟ وماذا لو استحضرنا هذا الاسم في جوانب حياتنا المختلفة؟ إنّ مدارسة...
كلٌّ منا يمضي نحو قدره، وكل منا يختار طريقه التي ارتضتها نفسه له، فإن خيرًا فخير، وإن شرًا فشر، والبشر في إطار القدر قسمان، قسم هو الأعلى بقربه من الله وإطاعته، وقسم هو الأسفل ببعده...
إنّ كمال غِنى الله سبحانه وتعالى عظيم؛ لا يحدّ ملكه حدّ، ولا يحصيه أحد، إنساً كان أو جنًا أو ملكاً، أو ما دون ذلك. ولو أن الخلق جميعًا، أولهم وآخرهم، وإنسهم وجنهم، سألوه، فأعطى كل...
لو تتبعنا اسم «الحق» في كتاب الله عزّ وجلَّ، لوجدناه في عدة مواضع؛ فيقول الحقّ جلَّ وعلا: }ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ{ [الحج: 6]، }يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ{...
مَنْ مِنّا لا يحمد الله إن أَصابته سراء؟ ومن منّا لا يشكره سبحانه إنّ أظلته أفياء نعمة؟ هذا حال من يردّ الفضل إلى صاحبه، ويهب الثناء لمن هو أهل له. وهل تفكّرتم يومًا في اسم...
هل شعرت يومًا بعظيم أفياء الله عليك فبادرت بحمده؟ وهل وقعتَ في ابتلاء ونجوتَ منه، فحدثتك نفسك بضرورة حمد الله؟ وهل أبصرت حينًا مصائب غيرك، فنبض قلبك بحمد الله الذي عافاك مما ابتلى به سواك؟...
معلوم أنّ العبد هو الذي يتوب من ذنبه ومما اقترفته نفسه ويداه وجوارحه، لكن هل هذه التوبة تؤتى لأيّ إنسان؟ أم أنّها منحة إلهية يختصّ بها من يستحق من عباده؟ حقيقة إنّ توبة الله على...
لا شكَّ في أنّ مَن يقرأ كلمة «خليفة» أو يسمعها، يتذكر قول الله تعالى: ﴿وَإِذ قَالَ رَبُّكَ لِلمَلَاـئِكَةِ إِنِّی جَاعِل فِی الأرض خَلِیفَة ﴾ [البقرة: 30]، وكذلك يتذكر منصب الخلافة في الإسلام. لكن هل حاول...