alsharq

د. زينب المحمود

عدد المقالات 327

فالح بن حسين الهاجري - رئيس التحرير 07 أكتوبر 2025
قطر وصناعة التوازن في الشرق الأوسط: من طوفان الأقصى.. إلى مبادرة ترامب
رأي العرب 08 أكتوبر 2025
تنمية العنصر البشري أولوية
د. أحمد بن حسن السليطي 07 أكتوبر 2025
يوم المعلم والابتكار

أَبصر به وأَسمع

05 أكتوبر 2025 , 11:21م

كلّنا ندعو الله عزّ وجلّ باسميه «السميع والبصير»، ومؤكَّدٌ أنَّنا كلَّما ذكرناه بهما سبحانه، قَفَزَ إلى ذاكرتنا وألسنتنا قوله تعالى: «لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيْرُ» (الشورى: 11)، ولكن هناك فرق بين من يقولها مستشعرًا عظمتها، موقنًا بها، ومن يقولها من دون أن يكون لها أي وقع على نفسه. فسياق الآية الكريمة فيه تقديس وتنزيه لله عن المثيل والشبيه، ثم فيه إثبات صفتي السمع والبصر له سبحانه، بعد نفي التماثل مع أي شيء، فيعلم قارئ السياق الشريف أنّ السمع والبصر صفتان خاصتان بالرحمن، لا يفقه طبيعتهما الإنسان، فيجب أن يعلم أن الله يسمع ويرى بطريقة لائقة بجلاله وكماله، ويكفّ عن علم الكلام والتجديف والتخييل والتكييف، إذ لا سبيل إلى معرفة الكيفية والماهية، ولكنّ المهمّ هو معرفة الخبر المستفاد من دون خوض خارج البغية والمراد، فالله جل وعلا أخبرنا عشرات المرات في كتابه العزيز عن سمعه وبصره بصيغ المبالغة، وتارة بصيغ الإعجاب الدال على عِظم الثناء؛ فقال سبحانه: «أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ»، أي؛ ما أعظمه من بصير وسميع. والمغزى من ذلك، أن ننمّي فينا مراقبة الله، فنعبده كأننا نراه، فإن لم نكن نراه، فهو يرانا ويسمع سرنا ونجوانا، وليس المغزى من هذا الإخبار أن نخوض في الماهية وندخل في جدلية أولها جهل وعماية، وآخرها قد يكون فقدان الهداية، لأن مَن يقفو ما ليس له به علم، مآله إلى الإثم والظلم. وقد ورد اسم الله السميع في السنة النبوية، في حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، فقال: «كنا مع رسول الله - صَلى الله عليه وسلم - فكنّا إذا أشرفنا على واد هللنا وكبرنا، وارتفعت أصواتنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا أيها الناس، ’اربعوا على أنفسكم [ارفقوا بها بخفض أصواتكم]، فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبًا، إنه معكم، إنّه سميعٌ قريبٌ، تبارك اسمه وتعالى جده‘«. والمعنى؛ أنّهم كانوا يرفعون أصواتهم بالدعاء، والحمد والثناء، ربّما لمظنّة أن يسمعهم الله، فنبههم النبي صلى الله عليه وسلم، أنْ خففوا عنكم فإن ربكم سميع قريب، يستوي معه الجهر والخفوت، والنطق والسكوت، فلا تتوهموا أن المسافات وترددات الأصوات تعني شيئًا في حسابات السميع القريب، والسميع العليم، والسميع البصير، الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماوات، ووسع سمعه الأصوات، الخفيّة والجلية، على اختلاف اللغات وتفنن الحاجات، فالقريب منه والبعيد، والسر والعلانية سواء، قال الله تعالى: «سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ» (الرعد: 10). ورحم الله ابن القيّم إذ يقول في قصيدته «النونية»: وهو السميع يرى ويسمع كل ما في الكون مِنْ سرٍّ ومِنْ إعلانِ ولكل صوت منه سمعٌ حاضـرٌ فالسِرُّ والإعلان مستويانِ والسمع منه واسعُ الأصواتِ لا يخفى عليه بعيدها والداني خلاصة القول، ما أحوجنا في زمننا الراهن الذي أخذتنا الحياة فيه كلّ مأخذ، أن نبقى على تواصل مع اسم الله السميع البصير، مستشعرين رقابته ومعيّته، مؤمنين بأنه يسمعنا ويبصرنا وأنه رفيق بنا، وما علينا إلا الإخلاص في التوّجه إليه سبحانه، ودعاؤه موقنين بإجابته، وهذا إن تحقق، دليل إيمان وصدق، يورثنا طمأنينة، ويمنحنا قوة وثباتًا في مواجهة كل ما يعصف بنا من أزمات وابتلاءات. @zainabalmahmoud @zalmahmoud@outlook.com

مفتاح النصر

لم يُنصر نبي أو عبد من عباد الله إلا بيقينه بالله وحده، وبإدراكه المطلق أن الأمر كلّه بيد الله، وأنّ الله تبارك وتعالى هو الغَالب القَاهر أبدًا، لا يَمْلك أحدٌ أنْ يردَّ ما قَضَى، أو...

كمال الستر

كلّنا نسمع باسم الله «الستير»، وكلّنا نردده في كثير من الحالات، لكن هل علمنا حقيقته وغاية تسمية الله به؟ وما علاقته بالمجتمعات وسلمها وأمانها؟ وماذا لو استحضرنا هذا الاسم في جوانب حياتنا المختلفة؟ إنّ مدارسة...

رغم المكر.. قطر ستبقى حرة

كلٌّ منا يمضي نحو قدره، وكل منا يختار طريقه التي ارتضتها نفسه له، فإن خيرًا فخير، وإن شرًا فشر، والبشر في إطار القدر قسمان، قسم هو الأعلى بقربه من الله وإطاعته، وقسم هو الأسفل ببعده...

كمال غناه

إنّ كمال غِنى الله سبحانه وتعالى عظيم؛ لا يحدّ ملكه حدّ، ولا يحصيه أحد، إنساً كان أو جنًا أو ملكاً، أو ما دون ذلك. ولو أن الخلق جميعًا، أولهم وآخرهم، وإنسهم وجنهم، سألوه، فأعطى كل...

الحقُّ أحقُّ أن يُتّبع

لو تتبعنا اسم «الحق» في كتاب الله عزّ وجلَّ، لوجدناه في عدة مواضع؛ فيقول الحقّ جلَّ وعلا: }ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ{ [الحج: 6]، }يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ{...

إِلهٌ حميد

مَنْ مِنّا لا يحمد الله إن أَصابته سراء؟ ومن منّا لا يشكره سبحانه إنّ أظلته أفياء نعمة؟ هذا حال من يردّ الفضل إلى صاحبه، ويهب الثناء لمن هو أهل له. وهل تفكّرتم يومًا في اسم...

لربنا حامدون

هل شعرت يومًا بعظيم أفياء الله عليك فبادرت بحمده؟ وهل وقعتَ في ابتلاء ونجوتَ منه، فحدثتك نفسك بضرورة حمد الله؟ وهل أبصرت حينًا مصائب غيرك، فنبض قلبك بحمد الله الذي عافاك مما ابتلى به سواك؟...

لا تقنطوا...

معلوم أنّ العبد هو الذي يتوب من ذنبه ومما اقترفته نفسه ويداه وجوارحه، لكن هل هذه التوبة تؤتى لأيّ إنسان؟ أم أنّها منحة إلهية يختصّ بها من يستحق من عباده؟ حقيقة إنّ توبة الله على...

خليفة

لا شكَّ في أنّ مَن يقرأ كلمة «خليفة» أو يسمعها، يتذكر قول الله تعالى: ﴿وَإِذ قَالَ رَبُّكَ لِلمَلَاـئِكَةِ إِنِّی جَاعِل فِی الأرض خَلِیفَة ﴾ [البقرة: 30]، وكذلك يتذكر منصب الخلافة في الإسلام. لكن هل حاول...

ومضةٌ لغويةٌ: الحقّ

كان إمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي - رحمه الله - أكثر الناس تداولًا وتناولًا لاسم الله الحق، وكان إذا أراد استحضار آية كريمة وإدراجها في سياق تفسيره العرفاني النوراني المعروف بالخواطر، قال: «يقول الحق...

قابضٌ باسط

إنّ أسماء الله تعالى ماثلة في أفعاله، وظاهرة في مشيئته، ولكن لا يمكن أن يدرك ذلك إلا مؤمن بالله، وجودًا، وتحكُّمًا، وتسييرًا لكون لا يعلم كنهه إلا خالقه جلّ في علاه، ومن بديع أفعاله الماثلة...

من فِقه النّصر

إنَّ خيرَ بداية نتفقّه فيها بالنصر، أن نتذكّر أن الناصر اسم من أسماء الله، وهو اسم كريم متاخم وملازم لاسم الغالب، والنصرة من الله هي تعدية الغَلبة لفريق، فيقهر فريقًا آخر ويغلبه، وهي العون والمدد،...