alsharq

سعد عبد الله الخرجي - المدير التنفيذي لمركز قطر للتطوير المهني

عدد المقالات 1

رأي العرب 03 نوفمبر 2025
دعم السودان واجب إنساني
مريم ياسين الحمادي 01 نوفمبر 2025
الاحتفاء بالتراث وافتتاح المتحف المصري
رأي العرب 04 نوفمبر 2025
عقد اجتماعي دولي جديد
فالح بن حسين الهاجري - رئيس التحرير 03 نوفمبر 2025
المعلومة تحت النار .. إسكات الصحفي لن يوقف القصة

خطاب يرسم خريطة طريق

27 أكتوبر 2025 , 09:36م

نستهلّ مقالنا بالتعبير عن اعتزازنا البالغ بما تضمنه خطاب حضرة صاحب السموّ الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدّى حفظه الله، في افتتاح الدورة الرابعة والخمسين لمجلس الشورى، ولا سيّما تأكيد سموّه أن «رأس المال البشري هو الثروة الحقيقية لأي دولة»، وتأكيده على مضي وطننا قطر في»تطوير منظومة التعليم والتدريب وتأهيل الكوادر الوطنية». هذه الكلمات ترسم خريطة طريق واضحة: إنجازات دولتنا في مجالات التعليم كافةً تستحق منا العمل على ترجمتها إلى تدريب ممنهج، وبناء كفاءات، ووضع معايير أداء، وغرس ثقافة مهنية قائمة على الاستحقاق والإنجاز. وننطلق في مركز قطر للتطوير المهني، من إنشاء مؤسسة قطر، من هذا التوجيه السامي لنجدّد التزامنا الراسخ دائمًا بأن يكون عملنا جزءًا أصيلًا من المنظومة الوطنية التي تجعل من الإنسان محورًا للتنمية. إن رؤية قطر الوطنية 2030 وضعت الإنسان في صلب مشروعها، وخطاب سمو الأمير جاء ليؤكد أن مرحلة «التعليم من أجل المعرفة» تتكامل اليوم مع مرحلة التدريب من أجل الكفاءة، حيث يُقاس الأثر بقدرة شبابنا على الاندماج الفاعل في سوق العمل، والتقدم في مسارات مهنية واعدة، والمنافسة بجدارة في قطاعات الاقتصاد بتنوعها. لقد عمل مركز قطر للتطوير المهني، عبر برامجه ومبادراته، على تحويل الإرشاد المهني من نشاط تعريفي إلى منظومة دعم متكاملة تبني قابلية التوظيف والجاهزية المهنية. ونخصّ بالذكر مبادرات الإرشاد الفردي والجماعي، والفعاليات التدريبية التي تبني قدرات المرشدين والممارسين، والبرامج التطبيقية التي تتيح للطلبة اختبار المهن عن قرب، وقواعد البيانات والأدوات الرقمية التي تساعد على اتخاذ القرار المهني المستنير وبالاستناد إلى إرشاد دقيق ومعلومات موثوقة مستقاة من مصادرها الصحيحة. كما نولي اهتمامًا متزايدًا بالفئات التي تحتاج حلولًا متخصصة لضمان الشمولية وتكافؤ الفرص، وبالمهارات العابرة للقطاعات مثل مهارات المستقبل والمهارات الرقمية وريادة الأعمال ومهارات الاقتصاد الأخضر. إن التأكيد الأميري على «تأهيل الكوادر الوطنية» يضع على عاتقنا مسؤولية مضاعفة: مواءمة الإرشاد والتدريب مع احتياجات سوق العمل الفعلية، وربط التعليم المدرسي والجامعي بمسارات مهارية معترف بها، وتيسير الانتقال السلس بين الدراسة والعمل عبر جسور فاعلة من التدريب العملي والملاحظة المهنية والتوجيه الفردي. ومن هذا المنطلق، يواصل المركز تطوير شراكات بنّاءة مع المدارس والجامعات وجهات التوظيف والمؤسسات الشريكة المعنية في القطاعين العام والخاص، وإطلاق مبادرات مُوجّهة لمساعدة الطلبة والخريجين على بناء مسيرات تتدرج من الاستكشاف وحتى تحقيق طموحاتهم المهنية، ورفع الوعي المهني لدى الأسرة بوصفها شريكًا أساسيًا في التربية والقيم وتشكيل الطموح. ونحن إذ نثمّن الثقة الكبيرة التي يوليها سموّ الأمير للكوادر الوطنية، نؤكد أن ثقافة الاستحقاق والإنجاز التي دعا إليها خطاب سموّه هي معيارنا في التخطيط والتنفيذ والتقييم. لذلك نعتمد في أعمالنا نهجًا قائمًا على الأدلة والنتائج: نُصمّم البرامج وفق احتياجات فعلية موثقة، ونقيس الأثر بمؤشرات تعلم وتغيير سلوكي وفرص توظيف، ونُحسّن بصورة مستمرة بناءً على التغذية الراجعة من المستفيدين والشركاء. كما أود انتهاز هذه المناسبة لأتوجه بخالص الشكر والتقدير إلى جميع شركائنا الداعمين لمسيرة المركز ضمن الإطار الوطني، وفي مقدمتهم مؤسسة قطر التي تحتضن رسالتنا وتتيح لنا بيئة ابتكار وتعليم من طراز رفيع، ووزارة التربية والتعليم والتعليم العالي التي نعمل معها يدًا بيد لترسيخ الإرشاد المهني في النظام التعليمي وتعزيز قدرات الممارسين، ووزارة العمل التي تُمكّن مواءمة المهارات مع احتياجات سوق العمل وتُعزّز الشراكات مع القطاع الخاص. ونثمّن دعم شركائنا من المؤسسات الحكومية وشبه الحكومية، والجامعات الوطنية والدولية، والقطاع الخاص، والمجتمع المدني، الذين يشاركوننا القناعة ذاتها بأن الاستثمار في الإنسان هو الطريق الأسرع والأضمن لتحقيق اقتصاد متنوع وتنافسية مستدامة. ونؤكد في مركز قطر للتطوير المهني أننا سنكون جزءًا فاعلًا في تنفيذ التوجيهات السامية، إذ سنواصل توسيع نطاق البرامج التي تبني الكفاءة لا المعرفة وحدها، ونُطوّر أدواتنا الرقمية وخدماتنا الاستشارية، وسنمضي في توثيق شراكاتنا مع الجهات الوطنية والدولية لاستقطاب أفضل الخبرات، ونقل المعرفة، وتوطينها بما يخدم أولويات الدولة واحتياجات السوق القطري. ختامًا، ننطلق بثقة من كلمات سموّ الأمير لنقول لشباب قطر وأُسرهم ومعلّميهم: أنتم رأس المال الأثمن. ومعًا، قيادةً ومؤسساتٍ ومجتمعًا، سنحوّل التعليم إلى كفاءة، والطموح إلى إنجاز، والرؤية إلى واقع ملموس يليق بقطر وتطلعاتها. حفظ الله قطر ووفّق أبناءها لما فيه خير الوطن.