عدد المقالات 50
الحمد لله الذي جعل لعباده بيتاً يعمرونه ويحجون إليه، والصلاة والسلام على نبينا محمد خير من حج البيت واعتمر، وعلى آله وصحبه والتابعين ما لبى الملبي وربَّه ذكر. وبعد: فيقول تبارك وتعالى: ﴿وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ﴾، إن العمرة من العبادات الواجبة على الصحيح والمسنون فعلها في رمضان، وقد قال بوجوبها على من يستطيع ابن عمر وابن عباس وغيرهما من الصحابة رضي الله عنهم، وهو المشهور في مذهب الشافعي وأحمد وغيرهما رحمهم الله، وذهب أبو حنيفة ومالك إلى كونها سنة مستحبة، وبه قال شيخ الإسلام، والقول بوجوبها أظهر وأرجح عند جمع من العلماء. وللعمرة فضائل دلت عليها الأحاديث الصحيحة منها: (العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة) متفق عليه، ومنها: (تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة، وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة) رواه الترمذي والنسائي. ومنها: (عمرة في رمضان تعدل حجة، أو تعدل حجة معي) متفق عليه، والأجر في العمرة على قدر النصب والنفقة، ومن فضلها الطواف بالبيت، والصلاة في الحرم التي تفوق أجر الصلاة فيما سواه بمائة ألف. فإذا استطاع المسلم فليبادر إلى أدائها؛ إذ لا يضمن لنفسه طول العمر، واستمرار نعمة المال والصحة والعافية، وليحذر الذي يسافر للسياحة بما أنعم الله عليه ولم يحج أو يعتمر أبداً، فذلك خذلان ولعله استدراج إلى الهلاك، فليتدارك من هذا حاله، وإذا قصد المسلم البيت للعمرة أو الحج فليخلص النية لله، وليحذر الرياء. وصفة العمرة: أنه يسن له الاغتسال والتنظف، وتطييب رأسه ولحيته، ثم يلبس لباس الإحرام، وهو للرجال رداء وإزار أبيضان، وتلبس المرأة في الإحرام أي لباس ساتر شرعي، ولا تنتقب ولا تلبس القفاز، ولكن تسدل على وجهها عن الرجال، فإذا وصل الميقات أو حاذاه وجب عليه الإحرام، وهو نية الشروع في العمرة ومحله القلب ويقول: (لبيك اللهم عمرة)، ويُحرم بعد صلاة فرض أو نفل ولو ركعتي الوضوء، ويلبي بالتلبية المعروفة اتباعاً للنبي عليه الصلاة والسلام يرفع بها صوته. ويَحْرُم عليه بالإحرام إزالة شيء من شعره أو أظافره، والطيب، والجماع، ولباس المخيط والمحيط، والصيد، ويحرم عليه تغطية رأسه بملاصق، وأما المظلة ونحوها مما يكون مرتفعاً عن الرأس فجائز، ويلبي كلما تغيرت حالته حتى يرى البيت، ويسن له إذا قارب مكة أن يغتسل لدخولها إن تيسر، ويشترط أن يكون على وضوء ليطوف بالبيت، فإذا وصل المسجد الحرام فليدخل برجله اليمنى، ثم يقصد الحجر الأسود فيقبله أو يستلمه بيده إن تيسر له دون إذاية المسلمين، وإلا فيكفيه استقبال الحجر والإشارة باليد مع التكبير، ويشرع في الطواف والكعبة عن يساره، ويظهر الرجل كتفه الأيمن وهذا هو الاضطباع، ويسرع بخطوات متقاربة في الأشواط الثلاثة الأولى وهو الرمَل، وإن لم يقدر للزحام والمرض وغيرهما فلا حرج، وليملأ طوافه بذكر الله وتلاوة القرآن والدعاء وغير ذلك من قول الخير، وليخفض صوته مراعاة للطائفين دون تشويش عليهم واحتياطاً من الرياء، فإذا انتقض وضوؤه أثناء الطواف فليتوضأ وليستأنف مجدداً. فإذا أتم طوافه غطى كتفه وصلى خلف المقام ركعتين إن تيسر وإلا ففي أي موضع من المسجد، ثم يقصد المسعى بادئا بالصفا منتهياً بالمروة، وعند بلوغ العلم الأخضر أثناء السعي يركض بشدة، ولا يشترط في السعي الوضوء، فإذا أتم سعيه فليحلق أو يقصر من شعره كله، والمرأة لا تحلق بل تقصر من شعرها قدر أنملة، وبهذا تتم العمرة. ومن طرأ له في عمرته شيء فليسأل أهل العلم ليعلم الواجب عليه. وليحفظ المسلم لسانه وجوارحه أثناء عمرته، ولتجتنب المرأة مزاحمة الرجال، ويغتنم المسلم وقته في الحرم ويجتهد في العبادة، ويجب عليه تعظيم البيت وشعائر الله وحرماته، فإن مجرد الإرادة السيئة يحاسب عليها في ذاك المقام. {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} {ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ} نسأل الله التوفيق والقبول والإخلاص.
الحمد لله الذي أسعد قلوب أوليائه، وأثلج بالعبادة صدور أصفيائه، والصلاة والسلام على خاتم رسله وأنبيائه، نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لسنته المخلصين في ولائه. وبعد: فيقول ربنا الكريم: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ...
الحمد لله الذي أنزل القرآن عربياً قولاً ثقيلاً، وجعله هادياً إليه وحبلاً متيناً وأقوم قيلاً، والصلاة والسلام على من رتل الوحي ترتيلاً، وتهجد به تعبداً وتبتيلاً، وعلى صحبه الذين تدبروه وعملوا به فكانوا أهدى سبيلاً،...
الحمد لله المتصف بالبقاء، المتفضل بجزيل العطاء، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه، وعلى التابعين ما دامت الأرض والسماء. وبعد: فيقول الله تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات: 56]، ويقول سبحانه: ﴿فَمَنْ...
الحمد لله فرض طاعة رسوله على عباده، وزكاه في عقله ومنطقه وفؤاده، والصلاة والسلام على الرؤوف الرحيم، نبينا محمد الرسول الكريم، وعلى آله وصحبه والتابعين لهم المتمسكين بالدين القويم. وبعد: فيقول الله تعالى: ﴿مَنْ يُطِعِ...
الحمد لله حمداً يليق بوحدانيته، سبحانه تفرد فليس كمثله شيء في فردانيته، والصلاة والسلام على من آخى بين المهاجرين والأنصار، نبينا محمد وآله وصحبه والتابعين لهم في كل الأزمان والأمصار. وبعد: فإن الله تعالى يقول:...
الحمد لله الذي خصنا بفضائل عظيمة، وأعطانا ليلة القدر الكريمة، والصلاة والسلام على نبينا محمد خير من لله تعبد، وأحيا ليله بالصلاة وتهجد، وعلى آله وصحابته والتابعين لهم ما تتابع الزمان وتجدد. وبعد: فيقول الله...
الحمد لله الذي تفرغ لعبادته المعتكفون، وقصد بابه الطامعون الخائفون، والصلاة والسلام على أفضل من صام لله وتعبد، وقام بين يديه وتهجد، وعلى آله وصحبه ما قصر النهار وتمدد. وبعد: فيقول الله تعالى: ﴿وَعَهِدْنَا إِلَى...
الحمد لله الرحمن الغفار، تفضل على عباده بطول الأعمار، وبلغهم مواسم الخيرات للاجتهاد والادخار، والصلاة والسلام على نبينا محمد ما مسح الليل ضوء النهار، وعلى آله وصحبه والتابعين لما لهم من الآثار. وبعد: فقد صح...
الحمد لله الذي يقبل التائبين، ويجيب دعوة المضطرين، ولا يخيب سعي الراجين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين إلى يوم الدين. وبعد: فقد روى الترمذي رحمه الله عن أنس...
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على خاتم المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد: فقد خاطب ربنا تعالى نبيه فقال: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ﴾ [الزمر: 30]، وقال سبحانه: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ...
الحمد لله المنعم على عباده، المكرم لهم بإحسانه وإمداده، جعل الدنيا متاعاً قليلاً، والآخرة نعيماً خالداً لمن اتخذ إلى ربه سبيلاً، والصلاة والسلام على من بعثه الله للخلق نبياً ورسولاً، وعلى آله وصحبه والتابعين ما...
الحمد لله الذي جعل للإنسان لباساً، وجعل له في الشرع ضابطاً ومقياساً، والصلاة والسلام على من جعله للخلق نبراساً، نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين ومن جعلهم لهذا الدين حراساً. وبعد: فيقول الله تبارك وتعالى:...