alsharq

فضيلة الشيخ د. عبدالعزيز بن عبدالله آل ثاني

عدد المقالات 50

رأي العرب 03 سبتمبر 2025
وايل كورنيل والكفاءات الطبية
رأي العرب 04 سبتمبر 2025
تعزيز القيم مسؤولية مشتركة
سويد الهاجري 03 سبتمبر 2025
كيف تصنع بيئة عمل ملهمة؟
حسين حبيب السيد 06 سبتمبر 2025
5 خطوات لبناء ثقافة الولاء الوظيفي (3)

عرفت فالزم

26 مارس 2025 , 10:13م

الحمد لله المتصف بالبقاء، المتفضل بجزيل العطاء، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه، وعلى التابعين ما دامت الأرض والسماء. وبعد: فيقول الله تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات: 56]، ويقول سبحانه: ﴿فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾ [الكهف: 110]. مما لا يشك فيه مسلم أن الغاية التي من أجلها خلق الله الثقلين هي العبادة لله وحده، كما أخبر ربنا عز وجل في آية الذاريات المذكورة، قال ابن عباس رضي الله عنهما في تفسيرها: “ما خلقت الجن والإنس إلا لعبادتنا والتذلل لأمرنا”، وقد أمر الله بهذه الغاية في أول نداء في المصحف فقال: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة: 21]، وهنا بيّن الدرجة التي ينبغي تحقيقها بالعبادة، وهي درجة التقوى، لكن ربنا لم يضع لزمن عبادته حداً، بل بيّن شرائع الإسلام الكثيرة وطرق الخير ليتنقل العباد بين العبادات. وقد أوشك رمضان على الانسلاخ كاشفاً عن قدراتنا وإمكانياتنا في جانب تحقيق العبودية لربنا، حيث استطاع المسلم في رمضان كبح لجام النفس عن شهواتها، وقدر أن يروّضها على لزوم العبادات المتنوعة، ينتقل بها من صيام إلى قيام إلى دعاء وذكر وزكاة وفعل أنواع من الخير والبر، حيث لبى النداء الرمضاني أول الشهر؛ ((‌يَا ‌بَاغِيَ ‌الخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ))، فأقبل على الخير كله، وحرص على اجتناب الشر كله، والمفترض أن المسلم الذي قام بترويض نفسه في العشرين الأولى لا تكاد نفسه تحدثه بسوء في العشر الأواخر، فقد ألفت لزوم العبادة، فبلغت التقوى المطلوبة من الصيام، وتعلمت الصبر من القيام، وهذا رمضان أوشك على التمام، فخذ منه ذكرى لباقي الأيام. إن النفس لا تعيش بدون ماض يذكرها بالجميل لتنتعش، وقد عشنا شهراً كثرت بركاته ونفحاته، وجد البعض راحة في الصيام، وآخر اكتشف أن نفسه تطيعه في القيام، وذاك إلى قراءة القرآن وختمه، ﴿وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ﴾ [البقرة: 148]، والعاقل الذكي لا يهدم ما بناه، فقد تم قطع مراحل في ضبط النفس وتربيتها طيلة رمضان، فلو حافظ المسلم على عمل من أعماله في رمضان يداوم عليه بعد تمامه يبقى معه من آثار رمضان ينفعه، لاسيما ونحن نعيش في عصر يضج بالملهيات المغريات التي لا يكاد ينجو منها أحد. فصيام التطوع أجره عظيم، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «‌مَنْ ‌صَامَ ‌يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللهِ، بَاعَدَ اللهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا». رواه الشيخان، والاشتغال بالقرآن له أثر حميد عجيب في حياة صاحبه، والإلحاح بالدعاء يجعل الصلة بالله وثيقة لا تنقطع، وإطعام الجوعى والإنفاق في سبيل الله سبب في دخول زمرة الأبرار، وقيام الليل يجعل صاحبه في مقام محمود عند ربه، ويكسوه نوراً ونضارة وجه. والمراد أن يحافظ المسلم ولو على القليل مما تنشط فيه نفسه يكون عملاً يومياً لا يقطعه، أو أسبوعياً كصيام الاثنين أو الخميس أو هما معاً، فالعبرة بالاستمرار ولو مع القلة، ففي الحديث تقول أمنا عائشة رضي الله عنها: «كَانَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَصِيرٌ، وَكَانَ يُحَجِّرُهُ مِنَ اللَّيْلِ فَيُصَلِّي فِيهِ، فَجَعَلَ النَّاسُ يُصَلُّونَ بِصَلَاتِهِ وَيَبْسُطُهُ بِالنَّهَارِ. فَثَابُوا ذَاتَ لَيْلَةٍ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، عَلَيْكُمْ مِنَ الْأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ. فَإِنَّ اللهَ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا، وَإِنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللهِ مَا دُووِمَ عَلَيْهِ ‌وَإِنْ ‌قَلَّ. وَكَانَ آلُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم إِذَا عَمِلُوا عَمَلًا أَثْبَتُوهُ» رواه الشيخان. فأَحب الأعمال إلى الله ما داوم عليه صاحبه. وفي آخر آية سورة الكهف المذكورة إشارة إلى أن من يرجو لقاء الله يعمل حتى يلقاه، وهذا المعنى ختمت به سورة الحجر أيضاً: ﴿وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ﴾، وقد عرفت أيها المسلم قدراتك، وغاياتك، وطريقك فالزم تفز.

سنن العيد

الحمد لله الذي أسعد قلوب أوليائه، وأثلج بالعبادة صدور أصفيائه، والصلاة والسلام على خاتم رسله وأنبيائه، نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لسنته المخلصين في ولائه. وبعد: فيقول ربنا الكريم: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ...

العربية طريق تدبر القرآن

الحمد لله الذي أنزل القرآن عربياً قولاً ثقيلاً، وجعله هادياً إليه وحبلاً متيناً وأقوم قيلاً، والصلاة والسلام على من رتل الوحي ترتيلاً، وتهجد به تعبداً وتبتيلاً، وعلى صحبه الذين تدبروه وعملوا به فكانوا أهدى سبيلاً،...

زكاة الفطر شعيرة العيد

الحمد لله فرض طاعة رسوله على عباده، وزكاه في عقله ومنطقه وفؤاده، والصلاة والسلام على الرؤوف الرحيم، نبينا محمد الرسول الكريم، وعلى آله وصحبه والتابعين لهم المتمسكين بالدين القويم. وبعد: فيقول الله تعالى: ﴿مَنْ يُطِعِ...

رمضان والشعور بالانتماء

الحمد لله حمداً يليق بوحدانيته، سبحانه تفرد فليس كمثله شيء في فردانيته، والصلاة والسلام على من آخى بين المهاجرين والأنصار، نبينا محمد وآله وصحبه والتابعين لهم في كل الأزمان والأمصار. وبعد: فإن الله تعالى يقول:...

الفرصة العظيمة في العشر الأواخر

الحمد لله الذي خصنا بفضائل عظيمة، وأعطانا ليلة القدر الكريمة، والصلاة والسلام على نبينا محمد خير من لله تعبد، وأحيا ليله بالصلاة وتهجد، وعلى آله وصحابته والتابعين لهم ما تتابع الزمان وتجدد. وبعد: فيقول الله...

انووا الاعتكاف.. تربحوه

الحمد لله الذي تفرغ لعبادته المعتكفون، وقصد بابه الطامعون الخائفون، والصلاة والسلام على أفضل من صام لله وتعبد، وقام بين يديه وتهجد، وعلى آله وصحبه ما قصر النهار وتمدد. وبعد: فيقول الله تعالى: ﴿وَعَهِدْنَا إِلَى...

بقي الثلث.. والثلث كثير

الحمد لله الرحمن الغفار، تفضل على عباده بطول الأعمار، وبلغهم مواسم الخيرات للاجتهاد والادخار، والصلاة والسلام على نبينا محمد ما مسح الليل ضوء النهار، وعلى آله وصحبه والتابعين لما لهم من الآثار. وبعد: فقد صح...

من أسباب المغفرة

الحمد لله الذي يقبل التائبين، ويجيب دعوة المضطرين، ولا يخيب سعي الراجين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين إلى يوم الدين. وبعد: فقد روى الترمذي رحمه الله عن أنس...

الرزية في فقد العالم

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على خاتم المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد: فقد خاطب ربنا تعالى نبيه فقال: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ﴾ [الزمر: 30]، وقال سبحانه: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ...

وسوف تُسألون

الحمد لله المنعم على عباده، المكرم لهم بإحسانه وإمداده، جعل الدنيا متاعاً قليلاً، والآخرة نعيماً خالداً لمن اتخذ إلى ربه سبيلاً، والصلاة والسلام على من بعثه الله للخلق نبياً ورسولاً، وعلى آله وصحبه والتابعين ما...

الإسلام مظهر ومخبر

الحمد لله الذي جعل للإنسان لباساً، وجعل له في الشرع ضابطاً ومقياساً، والصلاة والسلام على من جعله للخلق نبراساً، نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين ومن جعلهم لهذا الدين حراساً. وبعد: فيقول الله تبارك وتعالى:...

الغنائم المدنية

الحمد لله الذي يخلق ما يشاء ويختار، والصلاة والسلام على نبينا محمد المجتبى المختار، وعلى آله وصحبه والتابعين ما تعاقب الليل والنهار.. وبعد: فقد جعل الله لبعض الأماكن حرمة وقدسية، وجعل تعظيمها ديناً وتقوى، وأشد...