عدد المقالات 50
الحمد لله الذي خصنا بفضائل عظيمة، وأعطانا ليلة القدر الكريمة، والصلاة والسلام على نبينا محمد خير من لله تعبد، وأحيا ليله بالصلاة وتهجد، وعلى آله وصحابته والتابعين لهم ما تتابع الزمان وتجدد. وبعد: فيقول الله تبارك وتعالى: ﴿لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ﴾ [القدر: 3]، خص الله سبحانه هذه الأمة بليلة القدر العظيمة، التي تميزت بعدة فضائل لم تجتمع لغيرها من الليالي؛ فهي الليلة التي أنزل فيها القرآن: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴾ [القدر: 1]، وهي التي يكثر فيها نزول الملائكة مع جبريل: ﴿تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ﴾ [القدر: 4]، وهي الليلة المباركة التي تقدر فيها مقادير السنة، ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4)﴾ [الدخان: 3-4]. وهي ليلة سلام وخير من الغروب إلى طلوع الفجر: ﴿سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ﴾ [القدر: 5]. ولما كانت الأمة المحمدية أقل أعماراً ممن سبقها، وكانت المنازل في الجنة على حسب العمل خص الله هذه الأمة بهذه الليلة المباركة، وجعلها أفضل من ألف شهر ليس فيه ليلة القدر: ﴿لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ﴾ [القدر: 3]، ولا يعلم حقيقة هذا التفاضل إلا الله. ولمزاياها أمرنا النبي عليه الصلاة والسلام بقوله: ((التمسوها في العشر الأواخر من رمضان))، رواه البخاري. أي في كل ليالي العشر، دون تخصيص كما سيتبين. فقد وردت أحاديث كثيرة في تحديد ليلة القدر وهي متعارضة، وللجمع بين تلك الأحاديث ذهب كثير من العلماء إلى القول بكونها تنتقل في العشر الأواخر من رمضان في الليالي الوترية، وأنها غير ثابتة، وقد ورد حديثان في تقريب وقتها: • الأول: قوله عليه الصلاة والسلام: ((تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان))، رواه البخاري. • الثاني: قوله عليه الصلاة والسلام: ((التمسوها في العشر الأواخر من رمضان، ليلة القدر، في تاسعة تبقى، في سابعة تبقى، في خامسة تبقى))، رواه البخاري. فالوتر في الحديث الأول واضح، فكل يوم وتري من العشر قد تكون ليلته هي ليلة القدر، لكن في الحديث الثاني قد تختلف فلا تكون في الليالي الوترية، فإذا كان الشهر ثلاثين يوماً فإن الليلة الخامسة من البواقي ليلة السادس والعشرين، وهي غير وترية وهكذا. وقد سئل أبو سعيد الخدري رضي الله عنه ما التاسعة والسابعة والخامسة؟ قال: «إذا مضت واحدة وعشرون فالتي تليها ثنتان وعشرون، وهي التاسعة، فإذا مضت ثلاث وعشرون فالتي تليها السابعة، فإذا مضى خمس وعشرون فالتي تليها الخامسة». رواه مسلم، ولذلك ينبغي لمن يريد الظفر بغنائمها العظيمة أن يلتمسها في الليالي العشر كلها. هذا وإن أفضل ما يشتغل به من يطلبها إحياؤها بالقيام، والدعاء، يقول عليه الصلاة والسلام: ((من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه))، رواه الشيخان. فليلة القدر تجمع بين مضاعفة الأجر وبين غفران الذنوب، وهذا من أعظم ما يأمله المسلم من عمله. وأما الدعاء ففيه عن عائشة رضي الله عنها، قالت: قلت: يا رسول الله أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: ((قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني)). رواه الترمذي وغيره. وهذا إرشاد إلى كون الدعاء من أفضل ما يمكن الاشتغال به في ليلة القدر، فإن أمنا عائشة كانت مشتغلة بالدعاء، إلا أنها أرادت أن تشتغل بشيء تنطق به شفتا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي هذا الحديث رحمة وهدية خاصة للمسلمات، فإذا كانت المرأة في تلك الليلة لا تستطيع القيام بالصلاة ونحوها مما يحرم عليها في عذرها الشرعي، فإن الاشتغال بالدعاء مشروع لها فيها، فالدعاء لا تشترط له الطهارة، حتى يتسنى لهن تحصيل بركات هذه الليلة العظيمة. نسأل الله أن يوفقنا إليها، آمين.
الحمد لله الذي أسعد قلوب أوليائه، وأثلج بالعبادة صدور أصفيائه، والصلاة والسلام على خاتم رسله وأنبيائه، نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لسنته المخلصين في ولائه. وبعد: فيقول ربنا الكريم: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ...
الحمد لله الذي أنزل القرآن عربياً قولاً ثقيلاً، وجعله هادياً إليه وحبلاً متيناً وأقوم قيلاً، والصلاة والسلام على من رتل الوحي ترتيلاً، وتهجد به تعبداً وتبتيلاً، وعلى صحبه الذين تدبروه وعملوا به فكانوا أهدى سبيلاً،...
الحمد لله المتصف بالبقاء، المتفضل بجزيل العطاء، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه، وعلى التابعين ما دامت الأرض والسماء. وبعد: فيقول الله تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات: 56]، ويقول سبحانه: ﴿فَمَنْ...
الحمد لله فرض طاعة رسوله على عباده، وزكاه في عقله ومنطقه وفؤاده، والصلاة والسلام على الرؤوف الرحيم، نبينا محمد الرسول الكريم، وعلى آله وصحبه والتابعين لهم المتمسكين بالدين القويم. وبعد: فيقول الله تعالى: ﴿مَنْ يُطِعِ...
الحمد لله حمداً يليق بوحدانيته، سبحانه تفرد فليس كمثله شيء في فردانيته، والصلاة والسلام على من آخى بين المهاجرين والأنصار، نبينا محمد وآله وصحبه والتابعين لهم في كل الأزمان والأمصار. وبعد: فإن الله تعالى يقول:...
الحمد لله الذي تفرغ لعبادته المعتكفون، وقصد بابه الطامعون الخائفون، والصلاة والسلام على أفضل من صام لله وتعبد، وقام بين يديه وتهجد، وعلى آله وصحبه ما قصر النهار وتمدد. وبعد: فيقول الله تعالى: ﴿وَعَهِدْنَا إِلَى...
الحمد لله الرحمن الغفار، تفضل على عباده بطول الأعمار، وبلغهم مواسم الخيرات للاجتهاد والادخار، والصلاة والسلام على نبينا محمد ما مسح الليل ضوء النهار، وعلى آله وصحبه والتابعين لما لهم من الآثار. وبعد: فقد صح...
الحمد لله الذي يقبل التائبين، ويجيب دعوة المضطرين، ولا يخيب سعي الراجين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين إلى يوم الدين. وبعد: فقد روى الترمذي رحمه الله عن أنس...
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على خاتم المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد: فقد خاطب ربنا تعالى نبيه فقال: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ﴾ [الزمر: 30]، وقال سبحانه: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ...
الحمد لله المنعم على عباده، المكرم لهم بإحسانه وإمداده، جعل الدنيا متاعاً قليلاً، والآخرة نعيماً خالداً لمن اتخذ إلى ربه سبيلاً، والصلاة والسلام على من بعثه الله للخلق نبياً ورسولاً، وعلى آله وصحبه والتابعين ما...
الحمد لله الذي جعل للإنسان لباساً، وجعل له في الشرع ضابطاً ومقياساً، والصلاة والسلام على من جعله للخلق نبراساً، نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين ومن جعلهم لهذا الدين حراساً. وبعد: فيقول الله تبارك وتعالى:...
الحمد لله الذي يخلق ما يشاء ويختار، والصلاة والسلام على نبينا محمد المجتبى المختار، وعلى آله وصحبه والتابعين ما تعاقب الليل والنهار.. وبعد: فقد جعل الله لبعض الأماكن حرمة وقدسية، وجعل تعظيمها ديناً وتقوى، وأشد...