عدد المقالات 50
الحمد لله الذي أسعد قلوب أوليائه، وأثلج بالعبادة صدور أصفيائه، والصلاة والسلام على خاتم رسله وأنبيائه، نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لسنته المخلصين في ولائه. وبعد: فيقول ربنا الكريم: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾ [يونس: 58]. قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: “العيد هو موسم الفرح والسرور، وأفراح المؤمنين وسرورهم في الدنيا إنما هو بمولاهم، إذا فازوا بإكمال طاعته، وحازوا ثواب أعمالهم بوثوقهم بوعده لهم عليها بفضله ومغفرته كما قال تعالى: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ…﴾” الآية. وفي كلامه رحمه الله ما تضمنته الآية الكريمة: ﴿وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [البقرة: 185]. وقال الحافظ ابن حجر والخطابي رحمهما الله: “إظهار السرور في الأعياد من شعار الدين”. ولما كان العيد والفرح به من شعائر الدين كانت لها في الشريعة منزلة عظيمة، وسنن كريمة، يفعلها المسلم فيه لتكتمل بهجته، وتظهر للخلق فرحته، لاسيما بعد أن انتهى من التنسك زمناً ليس بيسير، سواء كان التعبد بالصيام في شهر رمضان، أو بالحج في زمنه، وهذا من فضل الله علينا أن جعل العيدين بعد عبادتين سنويتين وركنين عظيمين من أركان الإسلام. ومن سنن العيد أن يغتسل المسلم ويتنظف قبل الذهاب إلى المصلى، فقد صح هذا عن ابن عمر رضي الله عنهما كان يفعل، ثم إذا كانت الجمعة عيداً أسبوعياً يغتسل فيها المسلم ويتجمل قبل الصلاة فإن العيد سنوياً وأحرى بذلك. والتجمل باللباس ونحوه من سنن العيد، فقد كان السلف الصالحون يلبسون في أيامهم العادية المتوسط من الثياب، وكانوا يتخيرون أجودها للجمعة والعيد ولقاء الإخوان، وقد جاء عمر رضي الله عنه بجبة من استبرق إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: “ابتع هذه تجمل بها للعيد والوفود” فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنما هذه لباس من لا خلاق له))، رواه البخاري، ففيه إقرار لعمر على الغاية وهي التجمل للعيد والوفود، وتنبيه على نوع اللباس، إذ يتجمل المسلم بما يبيح الشرع لباسه، وليس من لباس أهل الكفر والبدع التي صارت شعاراً لهم، ولا تظهر المرأة زينتها ومفاتنها للرجال، وتلبس الجيد من ثيابها. ومن سنن العيد: كثرة التكبير لقوله تعالى: ﴿وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [البقرة: 185]. وقد كان ابن عمر يجهر به فيكبر الناس بتكبيره. ووقت هذه السنة يختلف بين العيدين؛ ففي عيد الفطر يسن عند غروب شمس آخر يوم من رمضان إلى أن يدخل الإمام لصلاة العيد، ولا يلزم التقيد بصيغة معينة، فلو أكثر المسلم من قوله: “الله أكبر” فقد قام بالسنة، ووردت بعض صيغ التكبير عن بعض الصحابة رضوان الله عليهم، أشهرها: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، والاقتداء محمود في مثل هذا. ومن سنن عيد الفطر: الأكل قبل الذهاب إلى الصلاة، وهو مستحب حتى لا يذهب المسلم إلى المصلى ولم يذق شيئاً كأنه ما زال صائماً، لما رواه البخاري رحمه الله عن أنس رضي الله عنه قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات ويأكلهن وتراً”، ومن لم يجد تمراً أو كان ممنوعاً من تناوله فليأكل مما لديه إذ الغرض الفطر لا التمر. ومن سنن العيد بعد الصلاة أن يرجع المصلي إلى بيته من غير الطريق الذي ذهب منه إلى الصلاة، اقتداء بالمصطفى صلى الله عليه وسلم فعن جابر رضي الله عنه قال: “كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا كَانَ يَوْمُ عِيدٍ خَالَفَ الطَّرِيقَ”. رواه البخاري، وتعددت الأقوال في الحكمة من فعله صلى الله عليه وسلم هذا، وأياً تكن الحكمة فالاقتداء والاتباع يؤجر عليه المسلم في كل أحواله، سواء أدرك الحكمة أم لا. وليتبادل المسلمون التهاني بالعيد، وليعم الفرح والسرور، والتسامح وصفاء الصدور. جعله الله علينا وعليكم وعلى الأمة الإسلامية عيدا سعيدا.
الحمد لله الذي أنزل القرآن عربياً قولاً ثقيلاً، وجعله هادياً إليه وحبلاً متيناً وأقوم قيلاً، والصلاة والسلام على من رتل الوحي ترتيلاً، وتهجد به تعبداً وتبتيلاً، وعلى صحبه الذين تدبروه وعملوا به فكانوا أهدى سبيلاً،...
الحمد لله المتصف بالبقاء، المتفضل بجزيل العطاء، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه، وعلى التابعين ما دامت الأرض والسماء. وبعد: فيقول الله تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات: 56]، ويقول سبحانه: ﴿فَمَنْ...
الحمد لله فرض طاعة رسوله على عباده، وزكاه في عقله ومنطقه وفؤاده، والصلاة والسلام على الرؤوف الرحيم، نبينا محمد الرسول الكريم، وعلى آله وصحبه والتابعين لهم المتمسكين بالدين القويم. وبعد: فيقول الله تعالى: ﴿مَنْ يُطِعِ...
الحمد لله حمداً يليق بوحدانيته، سبحانه تفرد فليس كمثله شيء في فردانيته، والصلاة والسلام على من آخى بين المهاجرين والأنصار، نبينا محمد وآله وصحبه والتابعين لهم في كل الأزمان والأمصار. وبعد: فإن الله تعالى يقول:...
الحمد لله الذي خصنا بفضائل عظيمة، وأعطانا ليلة القدر الكريمة، والصلاة والسلام على نبينا محمد خير من لله تعبد، وأحيا ليله بالصلاة وتهجد، وعلى آله وصحابته والتابعين لهم ما تتابع الزمان وتجدد. وبعد: فيقول الله...
الحمد لله الذي تفرغ لعبادته المعتكفون، وقصد بابه الطامعون الخائفون، والصلاة والسلام على أفضل من صام لله وتعبد، وقام بين يديه وتهجد، وعلى آله وصحبه ما قصر النهار وتمدد. وبعد: فيقول الله تعالى: ﴿وَعَهِدْنَا إِلَى...
الحمد لله الرحمن الغفار، تفضل على عباده بطول الأعمار، وبلغهم مواسم الخيرات للاجتهاد والادخار، والصلاة والسلام على نبينا محمد ما مسح الليل ضوء النهار، وعلى آله وصحبه والتابعين لما لهم من الآثار. وبعد: فقد صح...
الحمد لله الذي يقبل التائبين، ويجيب دعوة المضطرين، ولا يخيب سعي الراجين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين إلى يوم الدين. وبعد: فقد روى الترمذي رحمه الله عن أنس...
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على خاتم المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد: فقد خاطب ربنا تعالى نبيه فقال: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ﴾ [الزمر: 30]، وقال سبحانه: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ...
الحمد لله المنعم على عباده، المكرم لهم بإحسانه وإمداده، جعل الدنيا متاعاً قليلاً، والآخرة نعيماً خالداً لمن اتخذ إلى ربه سبيلاً، والصلاة والسلام على من بعثه الله للخلق نبياً ورسولاً، وعلى آله وصحبه والتابعين ما...
الحمد لله الذي جعل للإنسان لباساً، وجعل له في الشرع ضابطاً ومقياساً، والصلاة والسلام على من جعله للخلق نبراساً، نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين ومن جعلهم لهذا الدين حراساً. وبعد: فيقول الله تبارك وتعالى:...
الحمد لله الذي يخلق ما يشاء ويختار، والصلاة والسلام على نبينا محمد المجتبى المختار، وعلى آله وصحبه والتابعين ما تعاقب الليل والنهار.. وبعد: فقد جعل الله لبعض الأماكن حرمة وقدسية، وجعل تعظيمها ديناً وتقوى، وأشد...