عدد المقالات 50
الحمد لله حمداً يليق بوحدانيته، سبحانه تفرد فليس كمثله شيء في فردانيته، والصلاة والسلام على من آخى بين المهاجرين والأنصار، نبينا محمد وآله وصحبه والتابعين لهم في كل الأزمان والأمصار. وبعد: فإن الله تعالى يقول: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ﴾ [آل عمران: 103] ويقول: ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾ [الأنبياء: 92]. ما من مسلم اليوم إلا ويلحظ تفرق الأمة وتشتتها رغم عوامل الوحدة التي تحظى بها؛ فهي الأمة التي معبودها واحد، ونبيها واحد، ولها دستور واحد هو القرآن، وقِبلَتها واحدة، ودينها واحد، ومع هذا يراها المسلم أمة اليوم فاشلة جبانة مختلفة متفرقة، يتجلى فيها قوله تعالى: ﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ [الأنفال: 46]، مع أن عوامل الوحدة والألفة المذكورة تقتضي الألفة والاتحاد. إن من أعظم أسباب فرقة الأمة تنازع أفرادها واختلافهم، وتهافتهم على الدنيا وزخرفها متنافسين في الاستكثار منها، وعدم المبالاة بما هو أسمى وأعظم، وهذا السبب ناتج عن الأنانية التي يتعامل بها كل فرد مسلم داخل الأمة إلا من رحمهم الله وعافاهم، وقليل ما هم، فالفرد المسلم اليوم لا يخطر بباله أنه عضو مؤثر في أمته، قائم على ثغرة يجب عليه حراستها، كما يجب عليه أن يشتغل لأمته كما يشتغل لنفسه، مستحضراً قول رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى» رواه مسلم، وقوله عليه الصلاة والسلام: «الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا» متفق عليه. فالمسلمون حين غابت عن واقعهم هذه القضية والشعور بها تفرق جمعهم وتناثرت صفوفهم، وبعد زمن نسي المسلم أنه ينتمي إلى هذه الأمة فيما هو أكثر من الصلاة جماعة والصيام والحج مع المسلمين وغير ذلك، نعم إن أداء شعائر الله داخل الأمة مع جماعة المؤمنين أمر مطلوب وفضله عظيم، لكن ينبغي أن يبقى ذلك الشعور بالانتماء والعضوية الذي ينطلق منه سلوك المسلم داخل المسجد فيسوي الصفوف مع إخوانه، وفي رمضان فيصوم معهم، وفي الحج وغيرها من العبادات ينبغي أن يستمر معه في كل جوانب الحياة، فلا يفعل ما يعود على أمته بالضرر حتى وإن كان في منفعة له، والعكس بتمامه، هذا الإحساس يجعل السلوك الشاذ يقل في المجتمع وينعدم في بعض صوره. لكن انعدام الاستحضار للعضوية عند غالبية المسلمين أنتج لنا أفكاراً عوجاء ضالة مضلة، وأسفر عن تصرفات في المجتمع تتنافى مع المطلوب منا نحن المسلمين؛ من الاعتصام والوحدة والألفة، حتى انتزع الله بسبب هذا المهابة لهذه الأمة من قلوب أعداء الإسلام وأهله، فتطاولوا على حرماتها، وقتّلوا وشرّدوا وغدروا ونبذوا العهود، كما لا يخفى على كل مسلم عاقل بصير، مما يقع في مختلف البلدان. فرمضان الذي يحرص فيه كل مسلم أن يفطر في الوقت الذي تفطر فيه الأمة مع غروب الشمس، ويصوم كما تصوم عند طلوع الفجر، ويصلي التراويح بين صفوفها، و...، ويشتغل بالخير أكثر من سائر الأيام متبعاً سبيل المؤمنين، إذا لم يكن رمضان -والحالة هذه- يُنمّي ويحيي في قلب المسلم الحس الجماعي، والشعور بكونه فرداً عليه واجبات تجاه إخوانه المسلمين، كما له حقوق عليهم، فسيكون رمضان كله مجرد مظاهر وأشكالاً لم تباشر الجوهر الداخلي للفرد المسلم، ولم تتحقق به الغايات المطلوبة. إن الأوامر في القرآن الكريم والنواهي جُلُّها الغالب جاء بصيغة الجماعة لا الفرد، ليبقى التذكير بها قائماً ما بقي القرآن يتلى، ثم إن من الأمور ما جعل الشارع فعله فرض كفاية للحفاظ على الجماعة واستمرار الحس الجماعي لدى أفرادها، وفرض الكفاية يجب على مجموع الأمة لا على كل فرد منها، بحيث لو تركوه مع علمهم أثموا جميعاً، ولقوة تأثير فردها فيها لو قام بفعله وحده وحصلت الكفاية لم تأثم الأمة. نسأل الله أن يجمع شمل الأمة.
الحمد لله الذي أسعد قلوب أوليائه، وأثلج بالعبادة صدور أصفيائه، والصلاة والسلام على خاتم رسله وأنبيائه، نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لسنته المخلصين في ولائه. وبعد: فيقول ربنا الكريم: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ...
الحمد لله الذي أنزل القرآن عربياً قولاً ثقيلاً، وجعله هادياً إليه وحبلاً متيناً وأقوم قيلاً، والصلاة والسلام على من رتل الوحي ترتيلاً، وتهجد به تعبداً وتبتيلاً، وعلى صحبه الذين تدبروه وعملوا به فكانوا أهدى سبيلاً،...
الحمد لله المتصف بالبقاء، المتفضل بجزيل العطاء، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه، وعلى التابعين ما دامت الأرض والسماء. وبعد: فيقول الله تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات: 56]، ويقول سبحانه: ﴿فَمَنْ...
الحمد لله فرض طاعة رسوله على عباده، وزكاه في عقله ومنطقه وفؤاده، والصلاة والسلام على الرؤوف الرحيم، نبينا محمد الرسول الكريم، وعلى آله وصحبه والتابعين لهم المتمسكين بالدين القويم. وبعد: فيقول الله تعالى: ﴿مَنْ يُطِعِ...
الحمد لله الذي خصنا بفضائل عظيمة، وأعطانا ليلة القدر الكريمة، والصلاة والسلام على نبينا محمد خير من لله تعبد، وأحيا ليله بالصلاة وتهجد، وعلى آله وصحابته والتابعين لهم ما تتابع الزمان وتجدد. وبعد: فيقول الله...
الحمد لله الذي تفرغ لعبادته المعتكفون، وقصد بابه الطامعون الخائفون، والصلاة والسلام على أفضل من صام لله وتعبد، وقام بين يديه وتهجد، وعلى آله وصحبه ما قصر النهار وتمدد. وبعد: فيقول الله تعالى: ﴿وَعَهِدْنَا إِلَى...
الحمد لله الرحمن الغفار، تفضل على عباده بطول الأعمار، وبلغهم مواسم الخيرات للاجتهاد والادخار، والصلاة والسلام على نبينا محمد ما مسح الليل ضوء النهار، وعلى آله وصحبه والتابعين لما لهم من الآثار. وبعد: فقد صح...
الحمد لله الذي يقبل التائبين، ويجيب دعوة المضطرين، ولا يخيب سعي الراجين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين إلى يوم الدين. وبعد: فقد روى الترمذي رحمه الله عن أنس...
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على خاتم المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد: فقد خاطب ربنا تعالى نبيه فقال: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ﴾ [الزمر: 30]، وقال سبحانه: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ...
الحمد لله المنعم على عباده، المكرم لهم بإحسانه وإمداده، جعل الدنيا متاعاً قليلاً، والآخرة نعيماً خالداً لمن اتخذ إلى ربه سبيلاً، والصلاة والسلام على من بعثه الله للخلق نبياً ورسولاً، وعلى آله وصحبه والتابعين ما...
الحمد لله الذي جعل للإنسان لباساً، وجعل له في الشرع ضابطاً ومقياساً، والصلاة والسلام على من جعله للخلق نبراساً، نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين ومن جعلهم لهذا الدين حراساً. وبعد: فيقول الله تبارك وتعالى:...
الحمد لله الذي يخلق ما يشاء ويختار، والصلاة والسلام على نبينا محمد المجتبى المختار، وعلى آله وصحبه والتابعين ما تعاقب الليل والنهار.. وبعد: فقد جعل الله لبعض الأماكن حرمة وقدسية، وجعل تعظيمها ديناً وتقوى، وأشد...