


عدد المقالات 50
الحمد لله الذي جعل للإنسان لباساً، وجعل له في الشرع ضابطاً ومقياساً، والصلاة والسلام على من جعله للخلق نبراساً، نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين ومن جعلهم لهذا الدين حراساً. وبعد: فيقول الله تبارك وتعالى: ﴿يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ﴾ [الأعراف: 26]. تؤصل هذه الآية لقضية الاهتمام بالمظهر والمخبر معاً، حيث ذكر الله اللباس الذي يستر العورة، ﴿يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ﴾، قال القرطبي: «هذه الآية دليل على وجوب ستر العورة»، وهذا لابد منه لكل إنسان، سواء كان مسلماً أم كافراً، ويشترط فيه أن يكون ساتراً لما يُعتبر عورة من جسم الرجل والمرأة، لا يظهر منها شيء، غير شفاف بحيث يشف عما تحته، وغير ضيق يصف الجسم وتفاصيله، وهذا يستوي فيه الرجل والمرأة، فكما يحرم على المرأة إظهار ما يعتبر عورة كذلك الرجل، وكما يحرم عليها اللباس الضيق المحدد لعورتها، فكذلك الرجل. ثم أشار الله تعالى بقوله: ﴿وَرِيشًا﴾، إلى لباس يزيد عن هذا ويكون من باب إظهار نعمة الله على عبده، وقرأ بعض القراء: ﴿وَرِياشًا﴾، وهو جمع ريش، وقد فسره العلماء بعدة تفاسير، ومن أجمل ما قيل فيه ما ذكره ابن كمال باشا في تفسيره رحمه الله: «والرِّيش: لباسُ الزينة والجمال، استُعير من ريش الطير لأنَّه لباسه وزينتُه؛ أي: أنزلنا عليكم لباسين؛ لباساً يواري سوآتكم، ولباساً يجمِّلكم ويزينكم، والزينة غرض صحيح في الشرع؛ كما قال: ﴿لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً﴾ [النحل: 8] ﴿وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ﴾ [النحل: 6]”. ثم ذكر الله نوعاً ثالثاً من اللباس فقال: ﴿وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ﴾، فسر الخليفة عثمان بن عفان وابن عباس رضي الله عنهما لباس التقوى بالسمت الحسن، وقال الحسن البصري رحمه الله: “هو الورع والسمت والحسن في الدنيا”، وقيل غير هذا. والسمت الحسن أمر مطلوب ينبغي أن يكون عليه كل مسلم، ويتأكد أكثر في حق من تصدر لتعليم الشرع للناس ووعظهم ونصحهم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خَصْلَتانِ لا تَجْتمِعانِ في مُنافِقٍ: حُسْنُ سَمْتٍ، ولا فِقْهٌ في الدَّينِ))، رواه الترمذي. قال ابن الأثير رحمه الله: “السمت: الطريقة والسجية التي تكون للإنسان من خير أو شر، وهي الهدي والدل بمعنى”، وقال: “الدلال والهدي والسمت عبارة عن الحالة التي يكون عليها الإنسان من السكينة والوقار، وحسن السيرة والطريقة، واستقامة المنظر والهيئة”. وفي الحديث المذكور حث المؤمن على هاتين الصفتين: السمت الحسن، والتفقه في الدين، إذ المنافق محجوب عنهما، لأن السمت دال على السريرة، ومن كانت سريرته ملوثة بنفاق فإنه لا يجتمع له حسن السمت، ونور الفقه في الدين، قال الطيبي رحمه الله: “ليس المراد أنَّ واحدة منهما قد تحصل في المنافق دون الأخرى بل هو تحريض للمؤمن على اتصافه بهما معًا، والاجتناب عن ضدهما فإنَّ المنافق يكون عاريًا منهما وهو من باب التغليظ”. وفي الحديث: ((السَّمْتُ الحَسنُ والتُّؤَدَةُ والاقْتِصادُ جُزْءٌ من أرْبَعةٍ وَعِشْرِينَ جُزْءًا من النُّبُوَّةِ)) رواه أحمد والترمذي. فانظر يا رعاك الله كيف اهتم الإسلام بمظهر المسلم من لباس وسمت، فكما أن المسلم يختار لباساً يستره ويُجمله، فعليه أن يسلك طريق الصالحين ونهجهم، ويتزيى بزيهم وسمتهم مع إصلاح القلب والعمل، وقد قيل: «ومن الفتوة إصلاح السر قبل التزيي بزي الصالحين». والسمت الحسن يتأكد في حق علماء الشريعة وحراسها، والدعاة إليها، قال كعب الأحبار: «طلب العلم مع السمت الحسن والعمل الصالح جزء من النبوة»، فعلى طالب العلم والداعية والخطيب وحامل القرآن أن يتميز بسمته وطريقته، فالناس تقتدي به شاء أو أبى، لذلك يجب أن يدعو الناس بحاله قبل مقاله، تعظيماً لما أكرمه الله به من العلم والقرآن العظيم.
الحمد لله الذي أسعد قلوب أوليائه، وأثلج بالعبادة صدور أصفيائه، والصلاة والسلام على خاتم رسله وأنبيائه، نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لسنته المخلصين في ولائه. وبعد: فيقول ربنا الكريم: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ...
الحمد لله الذي أنزل القرآن عربياً قولاً ثقيلاً، وجعله هادياً إليه وحبلاً متيناً وأقوم قيلاً، والصلاة والسلام على من رتل الوحي ترتيلاً، وتهجد به تعبداً وتبتيلاً، وعلى صحبه الذين تدبروه وعملوا به فكانوا أهدى سبيلاً،...
الحمد لله المتصف بالبقاء، المتفضل بجزيل العطاء، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه، وعلى التابعين ما دامت الأرض والسماء. وبعد: فيقول الله تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات: 56]، ويقول سبحانه: ﴿فَمَنْ...
الحمد لله فرض طاعة رسوله على عباده، وزكاه في عقله ومنطقه وفؤاده، والصلاة والسلام على الرؤوف الرحيم، نبينا محمد الرسول الكريم، وعلى آله وصحبه والتابعين لهم المتمسكين بالدين القويم. وبعد: فيقول الله تعالى: ﴿مَنْ يُطِعِ...
الحمد لله حمداً يليق بوحدانيته، سبحانه تفرد فليس كمثله شيء في فردانيته، والصلاة والسلام على من آخى بين المهاجرين والأنصار، نبينا محمد وآله وصحبه والتابعين لهم في كل الأزمان والأمصار. وبعد: فإن الله تعالى يقول:...
الحمد لله الذي خصنا بفضائل عظيمة، وأعطانا ليلة القدر الكريمة، والصلاة والسلام على نبينا محمد خير من لله تعبد، وأحيا ليله بالصلاة وتهجد، وعلى آله وصحابته والتابعين لهم ما تتابع الزمان وتجدد. وبعد: فيقول الله...
الحمد لله الذي تفرغ لعبادته المعتكفون، وقصد بابه الطامعون الخائفون، والصلاة والسلام على أفضل من صام لله وتعبد، وقام بين يديه وتهجد، وعلى آله وصحبه ما قصر النهار وتمدد. وبعد: فيقول الله تعالى: ﴿وَعَهِدْنَا إِلَى...
الحمد لله الرحمن الغفار، تفضل على عباده بطول الأعمار، وبلغهم مواسم الخيرات للاجتهاد والادخار، والصلاة والسلام على نبينا محمد ما مسح الليل ضوء النهار، وعلى آله وصحبه والتابعين لما لهم من الآثار. وبعد: فقد صح...
الحمد لله الذي يقبل التائبين، ويجيب دعوة المضطرين، ولا يخيب سعي الراجين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين إلى يوم الدين. وبعد: فقد روى الترمذي رحمه الله عن أنس...
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على خاتم المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد: فقد خاطب ربنا تعالى نبيه فقال: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ﴾ [الزمر: 30]، وقال سبحانه: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ...
الحمد لله المنعم على عباده، المكرم لهم بإحسانه وإمداده، جعل الدنيا متاعاً قليلاً، والآخرة نعيماً خالداً لمن اتخذ إلى ربه سبيلاً، والصلاة والسلام على من بعثه الله للخلق نبياً ورسولاً، وعلى آله وصحبه والتابعين ما...
الحمد لله الذي يخلق ما يشاء ويختار، والصلاة والسلام على نبينا محمد المجتبى المختار، وعلى آله وصحبه والتابعين ما تعاقب الليل والنهار.. وبعد: فقد جعل الله لبعض الأماكن حرمة وقدسية، وجعل تعظيمها ديناً وتقوى، وأشد...