عدد المقالات 50
الحمد لله الذي تفرغ لعبادته المعتكفون، وقصد بابه الطامعون الخائفون، والصلاة والسلام على أفضل من صام لله وتعبد، وقام بين يديه وتهجد، وعلى آله وصحبه ما قصر النهار وتمدد. وبعد: فيقول الله تعالى: ﴿وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ﴾. إن الاعتكاف من سنة النبي صلى الله عليه وسلم في العشر الأواخر من رمضان، والاعتكاف هو حبس النفس في المسجد لعبادة الله تعالى زمناً ما، قد شرعه الله تعالى وسنه نبيه عليه الصلاة والسلام، قال تعالى: ﴿وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ﴾، وهو سنة في غير النذر؛ إذ الوفاء بالنذر واجب ما لم يكن في معصية. وليس له وقت معين، بل يجوز في أي وقت من السَّنَة؛ لاعتكافه صلى الله عليه وسلم في شوال، لكن العشر الأواخر تعتبر أفضل وقت للاعتكاف؛ لملازمته عليه الصلاة والسلام الاعتكاف فيها إلا ما ذكر من شوال، تقول عنه أمنا عائشة رضي الله عنها: «كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله عز وجل، ثم اعتكف أزواجه من بعده» رواه الشيخان. وأما مدته فلم أقف على نص يحددها، ولذلك اختلف في أقل مدة الاعتكاف، والذي تقتضيه اللغة أن الاعتكاف مطلق الإقامة، فالذي يقيم في المسجد ولو ساعة بنية الاعتكاف والتعبد والتقرب إلى الله يسمى معتكفاً، وهذا مذهب أبي حنيفة والشافعي وأحمد وابن حزم رحمهم الله، واستدل ابن حزم رحمه الله بما رواه ابن أبي شيبة عن يعلى بن أمية رضي الله عنه قال: “إني لأمكث في المسجد الساعة وما أمكث إلا لأعتكف”. فجمهور العلماء قالوا إن الاعتكاف يصح ولو للحظة، ومن نوى اعتكاف مدة معينة لزمه إكمالها، وعليه فلا ينتهي من أراد اعتكاف العشر الأواخر كلها من اعتكافه إلا ليلة العيد، ويستحب له البقاء معتكفاً إلى صلاة العيد. ومن أراد اعتكاف العشر الأواخر كلها فعليه الشروع في الاعتكاف قبل غروب شمس العشرين من رمضان، ليدرك ليلة الحادي والعشرين منه في معتكفه، وهذا مذهب أكثر العلماء، وهو أحوط، وقيل يشرع فيه بعد فجر الحادي والعشرين، ولكل قول دليله. ولا يصح الاعتكاف إلا في المساجد التي تقام فيها الجماعة كلها، لعموم قوله تعالى: ﴿وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ﴾، والأولى أن يكون المسجد تقام فيه الجمعة حتى لا يضطر إلى الخروج للجمعة، وأفضلها المسجد الحرام، والمسجد النبوي، والأقصى فك الله أسره. ولا يجوز بعد الشروع في الاعتكاف الخروج من المسجد إلا لحاجة كطعام أو خلاء أو علاج، ولا يخرج لجنازة ونحوها من أعمال البر، وليكن خروجه بقدر الحاجة، وإلا بطل اعتكافه، ووجب قضاؤه من أوله إن كان اعتكاف نذر فقط؛ لأنه واجب. ولا يشترط الصيام لصحة الاعتكاف، فقد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتكف في شوال يقضي ما فاته من الاعتكاف في رمضان، ولم يُذكر أنه كان صائماً عليه الصلاة والسلام. ويحرم على المعتكف الجماع، والخروج من معتكفه لغير ضرورة أو حاجة لا بد منها. والسنة أن يشغل المعتكف وقته بالطاعات؛ من صوم، وذكر، وصلاة، وقراءة القرآن، وتعليم الخير، والنصح، وغير ذلك من أعمال البر التي يمكن أن يفعلها دون مفارقة معتكفه. وأما ما يفعله بعض الناس اليوم في معتكفهم من الاجتماع بالأصحاب والكلام في الأمور الدنيوية واللهو والضحك، وربما تتفق مجموعة من الأصدقاء على الاعتكاف في وقت معين ومسجد معين فيقضون وقت الاعتكاف كما لو أنهم في مجلس من المجالس أو استراحة، دون الاشتغال بكثرة الطاعات، فليس هذا هو المقصود من الاعتكاف، بل المطلوب التفرغ للعبادة وحبس النفس عن شهواتها، حتى ذهبت طائفة من العلماء إلى اشتراط الصوم في الاعتكاف، وأما الاعتكاف بمجرد المكث في المسجد مع الغفلة واللهو فليس من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في شيء.
الحمد لله الذي أسعد قلوب أوليائه، وأثلج بالعبادة صدور أصفيائه، والصلاة والسلام على خاتم رسله وأنبيائه، نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لسنته المخلصين في ولائه. وبعد: فيقول ربنا الكريم: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ...
الحمد لله الذي أنزل القرآن عربياً قولاً ثقيلاً، وجعله هادياً إليه وحبلاً متيناً وأقوم قيلاً، والصلاة والسلام على من رتل الوحي ترتيلاً، وتهجد به تعبداً وتبتيلاً، وعلى صحبه الذين تدبروه وعملوا به فكانوا أهدى سبيلاً،...
الحمد لله المتصف بالبقاء، المتفضل بجزيل العطاء، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه، وعلى التابعين ما دامت الأرض والسماء. وبعد: فيقول الله تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات: 56]، ويقول سبحانه: ﴿فَمَنْ...
الحمد لله فرض طاعة رسوله على عباده، وزكاه في عقله ومنطقه وفؤاده، والصلاة والسلام على الرؤوف الرحيم، نبينا محمد الرسول الكريم، وعلى آله وصحبه والتابعين لهم المتمسكين بالدين القويم. وبعد: فيقول الله تعالى: ﴿مَنْ يُطِعِ...
الحمد لله حمداً يليق بوحدانيته، سبحانه تفرد فليس كمثله شيء في فردانيته، والصلاة والسلام على من آخى بين المهاجرين والأنصار، نبينا محمد وآله وصحبه والتابعين لهم في كل الأزمان والأمصار. وبعد: فإن الله تعالى يقول:...
الحمد لله الذي خصنا بفضائل عظيمة، وأعطانا ليلة القدر الكريمة، والصلاة والسلام على نبينا محمد خير من لله تعبد، وأحيا ليله بالصلاة وتهجد، وعلى آله وصحابته والتابعين لهم ما تتابع الزمان وتجدد. وبعد: فيقول الله...
الحمد لله الرحمن الغفار، تفضل على عباده بطول الأعمار، وبلغهم مواسم الخيرات للاجتهاد والادخار، والصلاة والسلام على نبينا محمد ما مسح الليل ضوء النهار، وعلى آله وصحبه والتابعين لما لهم من الآثار. وبعد: فقد صح...
الحمد لله الذي يقبل التائبين، ويجيب دعوة المضطرين، ولا يخيب سعي الراجين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين إلى يوم الدين. وبعد: فقد روى الترمذي رحمه الله عن أنس...
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على خاتم المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد: فقد خاطب ربنا تعالى نبيه فقال: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ﴾ [الزمر: 30]، وقال سبحانه: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ...
الحمد لله المنعم على عباده، المكرم لهم بإحسانه وإمداده، جعل الدنيا متاعاً قليلاً، والآخرة نعيماً خالداً لمن اتخذ إلى ربه سبيلاً، والصلاة والسلام على من بعثه الله للخلق نبياً ورسولاً، وعلى آله وصحبه والتابعين ما...
الحمد لله الذي جعل للإنسان لباساً، وجعل له في الشرع ضابطاً ومقياساً، والصلاة والسلام على من جعله للخلق نبراساً، نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين ومن جعلهم لهذا الدين حراساً. وبعد: فيقول الله تبارك وتعالى:...
الحمد لله الذي يخلق ما يشاء ويختار، والصلاة والسلام على نبينا محمد المجتبى المختار، وعلى آله وصحبه والتابعين ما تعاقب الليل والنهار.. وبعد: فقد جعل الله لبعض الأماكن حرمة وقدسية، وجعل تعظيمها ديناً وتقوى، وأشد...