عدد المقالات 50
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على خاتم المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد: فقد خاطب ربنا تعالى نبيه فقال: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ﴾ [الزمر: 30]، وقال سبحانه: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ﴾ [العنكبوت: 57]. وقال عز وجل: ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا﴾ [الرعد: 41]. روي عن ابن عباس رضي الله عنهما في معنى ننقصها من أطرافها قال: «خرابها بموت علمائها وفقهائها وأهل الخير منها» وقال مجاهد: «هو موت العلماء». إن موت العالم مصيبة تصيب الأمة بأسرها، فالعلماء حراس ثغور، ونبراس الأمة وعقلها، وهم أعمدتها الذين تستمر بهم بعد نبيها، فهم ورثة اصطفاهم الله من بين خلقه، وأفاض عليهم من نوره ففقهوا وتعلموا، وخص منهم طائفة تقوم على ثغر الحديث وسنة المصطفى صلوات الله وسلامه عليه، فكساهم نضارة الوجوه، وسلامة الصدور، وسداد الرأي، وصواب القول، وسقاهم من معين الوحيين ما تفتقت به أبصارهم، ونضجت به عقولهم، ثم ألهمهم الصبر عند المحن تمحيصاً، وألهج ألسنتهم بالحمد فاطمأنت قلوبهم وأمنوا، وسخر من يستغفر لهم من عالَمَي السماوات والأرضين، جعلهم ملاجئ للمؤمنين عند الفتن يستهدون بهم في الحيرة، ومنارات يسترشدون بها وأمواج الفتن متلاطمة هائجة. وما شيخنا العلامة المحدث الشيخ أبو إسحاق الحويني رحمه الله إلا واحد من هذه الثلة، نحسبه والله حسيبه ولا نزكي على الله أحداً، لقد مُنح فشكر، وامتحن فصبر، جاءته الابتلاءات العظيمة المتوالية فكان سداً منيعاً، وعصفت به رياح الفتن المضلة فلم يكن لها مطيعاً، خدم الحديث بأقلامه، وعاش حياته في كنف رجاله وأعلامه، تصدى لشبهات المضلين، وفنّد بنور الحديث تأويلات المبطلين والغالين والمنتحلين، شهد له بذلك علماء الحديث والسنة، فلله الحمد والمنة. هذا وإن النبي عليه الصلاة والسلام يقول: ((إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ الْعِبَادِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا، اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤوسًا جُهَّالًا، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا)) رواه الشيخان. فموت عالم نقصان وخراب، قال الحسن رحمه الله: «موت العالم ثلمة في الإسلام لا يسدها شيء ما اختلف الليل والنهار»، وسئل سعيد بن جبير: «ما علامة هلاك الناس؟ قال: إذا هلك علماؤهم»، ويكون هلاكهم عندما يموت العالم قبل أن يتعلم منه أحد، وصدق القائل: لعمرك ما الرزية فقد مال ولا شاة تموت ولا بعير ولكن الرزية فقد حر يموت بموته خلق كثير إن موت العالم مصيبة لا يَجْبُرها إلا خلفُ غيره له، وهيهات هيهات والفتن قائمة مانعة لا يكاد أحد ينجو منها، ولتعسر هذا عبر علماء السلف ببعض العبارات التي لا ينطق بها إلا عارف بحقيقة هذه المصيبة مصيبة فقد العالم، يقول أيوب السختياني رحمه الله: «إني أخبر بموت الرجل من أهل السنة فكأني أفقد بعض أعضائي»، وقال يحيى بن جعفر رحمه الله: «لو قدرت أن أزيد في عمر محمد بن إسماعيل البخاري من عمري لفعلت، فإن موتي يكون موت رجل واحد، وموته ذهاب العلم»، ويقول ابن عثيمين رحمه الله: «فقد العالم ليس فقدا لشخصيته فحسب ولكنه فقد لجزء من تراث النبوة، جزء كبير بحسب ما قام به هذا العالم المفقود من التحقيق فوالله إن فقد العالم لا يعوض عنه مال ولا عقار ولا متاع ولا دينار بل فقده مصيبة على الإسلام والمسلمين لا يعوض عنه إلا أن ييسر الله من يخلفه بين العالمين فيقوم بمثل ما قام به من الجهاد ونصرة الحق، وإن فقد العلماء في مثل هذا الزمان لتتضاعف به المصيبة لأن العلماء العاملين أصبحوا ندرة قليلة بين الناس وكثر الجهل والتشكيك والإلباس». وقال شيخنا أبو إسحاق الحويني رحمه الله: «إذا مات عالم من علماء الحديث لا يكاد يخلفه أحد إلا بعد سنوات طويلة». اللهم اجعله في جوار نبيك، واشمله بواسع رحمتك، اللهم آمين.
الحمد لله الذي أسعد قلوب أوليائه، وأثلج بالعبادة صدور أصفيائه، والصلاة والسلام على خاتم رسله وأنبيائه، نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لسنته المخلصين في ولائه. وبعد: فيقول ربنا الكريم: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ...
الحمد لله الذي أنزل القرآن عربياً قولاً ثقيلاً، وجعله هادياً إليه وحبلاً متيناً وأقوم قيلاً، والصلاة والسلام على من رتل الوحي ترتيلاً، وتهجد به تعبداً وتبتيلاً، وعلى صحبه الذين تدبروه وعملوا به فكانوا أهدى سبيلاً،...
الحمد لله المتصف بالبقاء، المتفضل بجزيل العطاء، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه، وعلى التابعين ما دامت الأرض والسماء. وبعد: فيقول الله تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات: 56]، ويقول سبحانه: ﴿فَمَنْ...
الحمد لله فرض طاعة رسوله على عباده، وزكاه في عقله ومنطقه وفؤاده، والصلاة والسلام على الرؤوف الرحيم، نبينا محمد الرسول الكريم، وعلى آله وصحبه والتابعين لهم المتمسكين بالدين القويم. وبعد: فيقول الله تعالى: ﴿مَنْ يُطِعِ...
الحمد لله حمداً يليق بوحدانيته، سبحانه تفرد فليس كمثله شيء في فردانيته، والصلاة والسلام على من آخى بين المهاجرين والأنصار، نبينا محمد وآله وصحبه والتابعين لهم في كل الأزمان والأمصار. وبعد: فإن الله تعالى يقول:...
الحمد لله الذي خصنا بفضائل عظيمة، وأعطانا ليلة القدر الكريمة، والصلاة والسلام على نبينا محمد خير من لله تعبد، وأحيا ليله بالصلاة وتهجد، وعلى آله وصحابته والتابعين لهم ما تتابع الزمان وتجدد. وبعد: فيقول الله...
الحمد لله الذي تفرغ لعبادته المعتكفون، وقصد بابه الطامعون الخائفون، والصلاة والسلام على أفضل من صام لله وتعبد، وقام بين يديه وتهجد، وعلى آله وصحبه ما قصر النهار وتمدد. وبعد: فيقول الله تعالى: ﴿وَعَهِدْنَا إِلَى...
الحمد لله الرحمن الغفار، تفضل على عباده بطول الأعمار، وبلغهم مواسم الخيرات للاجتهاد والادخار، والصلاة والسلام على نبينا محمد ما مسح الليل ضوء النهار، وعلى آله وصحبه والتابعين لما لهم من الآثار. وبعد: فقد صح...
الحمد لله الذي يقبل التائبين، ويجيب دعوة المضطرين، ولا يخيب سعي الراجين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين إلى يوم الدين. وبعد: فقد روى الترمذي رحمه الله عن أنس...
الحمد لله المنعم على عباده، المكرم لهم بإحسانه وإمداده، جعل الدنيا متاعاً قليلاً، والآخرة نعيماً خالداً لمن اتخذ إلى ربه سبيلاً، والصلاة والسلام على من بعثه الله للخلق نبياً ورسولاً، وعلى آله وصحبه والتابعين ما...
الحمد لله الذي جعل للإنسان لباساً، وجعل له في الشرع ضابطاً ومقياساً، والصلاة والسلام على من جعله للخلق نبراساً، نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين ومن جعلهم لهذا الدين حراساً. وبعد: فيقول الله تبارك وتعالى:...
الحمد لله الذي يخلق ما يشاء ويختار، والصلاة والسلام على نبينا محمد المجتبى المختار، وعلى آله وصحبه والتابعين ما تعاقب الليل والنهار.. وبعد: فقد جعل الله لبعض الأماكن حرمة وقدسية، وجعل تعظيمها ديناً وتقوى، وأشد...