عدد المقالات 50
الحمد لله فرض طاعة رسوله على عباده، وزكاه في عقله ومنطقه وفؤاده، والصلاة والسلام على الرؤوف الرحيم، نبينا محمد الرسول الكريم، وعلى آله وصحبه والتابعين لهم المتمسكين بالدين القويم. وبعد: فيقول الله تعالى: ﴿مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ﴾ [النساء: 80]، ويقول عز وجل: ﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ [الأنفال: 1]. إن الله فرض علينا طاعة نبيه محمداً عليه الصلاة والسلام، وزكاه فيما يأمر به وينهى عنه، فقال: ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) ﴾ [النجم: 3-4]، وإن النبي صلى الله عليه وسلم فرض زكاة الفطر، فقد روى الإمام البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: (فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر، صاعا من تمر أو صاعا من شعير، على العبد والحر، والذكر والأنثى، والصغير والكبير، من المسلمين، وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة). فزكاة الفطر فريضة فرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم. وتُخرج من الطعام، وقد ذكر منه في هذا الحديث صنفان؛ التمر والشعير، وفي صحيح البخاري أيضاً، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: “كنا نخرج في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفطر صاعاً من طعام. وقال أبو سعيد: وكان طعامنا الشعير والزبيب، والأقط والتمر”، وفي الصحيحين إن عبد الله بن عمر قال: «إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بزكاة الفطر صاع من تمر، أو صاع من شعير قال: ابن عمر: فجعل الناس عدله مدين من حنطة». فالذي تُخرج منه زكاة الفطر هو الطعام الذي يعتبر غالب قوت أهل البلد، فيدخل فيه الأرز ونحوه حسب طعام أهل كل بلد، ولو جازت القيمة النقدية لما عدل الصحابة الشعير والتمر بالحنطة كما في حديث ابن عمر الأخير، كما لا يجوز إخراجها بطعام غير الآدميين؛ لأن ذلك خلاف ما فرضه رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأما مقدارها فصاع بصاع النبي صلى الله عليه وسلم، والصاع أربع حفنات باليدين المعتدلتين الممتلئتين، وهو في الأرز قرابة 3 كغ بالوزن المعاصر، والزيادة على المقدار المذكور لا تضر. ويجب أن يخرجها كل مسلم عن نفسه، وإلا أخرجها عنه من تجب عليه نفقته، الذكر والأنثى والكبير والصغير في ذلك سواء، ولا يجب إخراجها عن الحمل، وإنما يستحب فقط. وأما وقت وجوب إخراجها فيبدأ من غروب شمس آخر يوم من رمضان وينتهي بصلاة العيد، ويستحب إخراجها صباحاً قبل صلاة العيد، كما يجوز أيضاً إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين، وهذا أقصى ما ورد في تقديمها عند الصحابة رضوان الله عليهم، والخير في الاقتداء بهم، ولا يجوز إخراجها بعد صلاة العيد، فمن أخرها فإنها تعتبر صدقة لا زكاة فطر، فعن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: «فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين، من أداها قبل الصلاة، فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة، فهي صدقة من الصدقات» رواه ابن ماجه وأبو داود. وتعطى للفقراء والمساكين فقط على الراجح؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «…وطعمة للمساكين…»، ثم إن زكاة الفطر تتعلق بالأبدان فوجب إخراجها طعاماً كالكفارة، فتعطى لمن يستحق الكفارة فقط وهم المساكين، بخلاف الزكاة الأخرى فهي متعلقة بالأموال لا الأبدان، وقصرها على الفقراء والمساكين رواية عن الإمام أحمد، واختارها شيخ الإسلام، وهو مذهب المالكية أيضاً. وقد أشار حبر الأمة عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما إلى الحكمة التي فرضت من أجلها زكاة الفطر؛ حيث قال: «فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين…». فهي ختام جبر وإصلاح للصوم من الخدش والنقص الذي لحقه ولا يبطله، وطعام للمساكين في يوم العيد ليعم الفرح كل بيوت المسلمين.
الحمد لله الذي أسعد قلوب أوليائه، وأثلج بالعبادة صدور أصفيائه، والصلاة والسلام على خاتم رسله وأنبيائه، نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لسنته المخلصين في ولائه. وبعد: فيقول ربنا الكريم: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ...
الحمد لله الذي أنزل القرآن عربياً قولاً ثقيلاً، وجعله هادياً إليه وحبلاً متيناً وأقوم قيلاً، والصلاة والسلام على من رتل الوحي ترتيلاً، وتهجد به تعبداً وتبتيلاً، وعلى صحبه الذين تدبروه وعملوا به فكانوا أهدى سبيلاً،...
الحمد لله المتصف بالبقاء، المتفضل بجزيل العطاء، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه، وعلى التابعين ما دامت الأرض والسماء. وبعد: فيقول الله تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات: 56]، ويقول سبحانه: ﴿فَمَنْ...
الحمد لله حمداً يليق بوحدانيته، سبحانه تفرد فليس كمثله شيء في فردانيته، والصلاة والسلام على من آخى بين المهاجرين والأنصار، نبينا محمد وآله وصحبه والتابعين لهم في كل الأزمان والأمصار. وبعد: فإن الله تعالى يقول:...
الحمد لله الذي خصنا بفضائل عظيمة، وأعطانا ليلة القدر الكريمة، والصلاة والسلام على نبينا محمد خير من لله تعبد، وأحيا ليله بالصلاة وتهجد، وعلى آله وصحابته والتابعين لهم ما تتابع الزمان وتجدد. وبعد: فيقول الله...
الحمد لله الذي تفرغ لعبادته المعتكفون، وقصد بابه الطامعون الخائفون، والصلاة والسلام على أفضل من صام لله وتعبد، وقام بين يديه وتهجد، وعلى آله وصحبه ما قصر النهار وتمدد. وبعد: فيقول الله تعالى: ﴿وَعَهِدْنَا إِلَى...
الحمد لله الرحمن الغفار، تفضل على عباده بطول الأعمار، وبلغهم مواسم الخيرات للاجتهاد والادخار، والصلاة والسلام على نبينا محمد ما مسح الليل ضوء النهار، وعلى آله وصحبه والتابعين لما لهم من الآثار. وبعد: فقد صح...
الحمد لله الذي يقبل التائبين، ويجيب دعوة المضطرين، ولا يخيب سعي الراجين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين إلى يوم الدين. وبعد: فقد روى الترمذي رحمه الله عن أنس...
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على خاتم المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد: فقد خاطب ربنا تعالى نبيه فقال: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ﴾ [الزمر: 30]، وقال سبحانه: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ...
الحمد لله المنعم على عباده، المكرم لهم بإحسانه وإمداده، جعل الدنيا متاعاً قليلاً، والآخرة نعيماً خالداً لمن اتخذ إلى ربه سبيلاً، والصلاة والسلام على من بعثه الله للخلق نبياً ورسولاً، وعلى آله وصحبه والتابعين ما...
الحمد لله الذي جعل للإنسان لباساً، وجعل له في الشرع ضابطاً ومقياساً، والصلاة والسلام على من جعله للخلق نبراساً، نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين ومن جعلهم لهذا الدين حراساً. وبعد: فيقول الله تبارك وتعالى:...
الحمد لله الذي يخلق ما يشاء ويختار، والصلاة والسلام على نبينا محمد المجتبى المختار، وعلى آله وصحبه والتابعين ما تعاقب الليل والنهار.. وبعد: فقد جعل الله لبعض الأماكن حرمة وقدسية، وجعل تعظيمها ديناً وتقوى، وأشد...