عدد المقالات 1
في وطن مشتّت يعيش الحرب والجوع والألم، تربّعت الرياضة وكرة القدم لتكون العنوان الأبرز للسعادة، ولترسم البسمة على وجوه أبناء اليمن المتعبين المنهكين من كل الظروف. منتخبنا تحت سنّ U23 يستهل تصفيات آسيا بفوزه على منتخب سنغافورة، بعد فترة إعداد صعبة رافقت الأحمر طوال معسكراته الإعدادية داخل الوطن. أما منتخب الشباب فقد تأهّل إلى نصف نهائي البطولة الخليجية ليلتقي منتخب عُنان بعد فوزه على الشقيقين الكويت وقطر، ونعلم جميعًا حجم المعاناة التي رافقت إعداد منتخب الشباب في صنعاء مقارنةً بالمنتخبات الخليجية الأخرى. ومع ذلك حضرت روح الشباب داخل أرض الملعب، مداعبةً مشاعر ملايين اليمنيين، يشعرون بهم ويقاتلون من أجلهم، وكأن الأرواح متصلة في كل لحظة. في ذات الوقت، يستعد صغارنا في منتخب الناشئين لبطولة الخليج الأول للناشئين في دولة قطر من خلال معسكر إعدادي في مدينتي لودر ومودية بمحافظة أبين جنوب البلاد، بما يعني أن ثلاثة منتخبات، وفي آنٍ واحد، تفرح الوطن وتقدّم ما لم يقدّمه آلاف السياسيين الذين أغرقوا البلاد في الفوضى والفساد وإدمان تجارة الحروب.!! أما جماهيرنا اليمنية الحاضرة في المدرجات فكانت النكهة الأجمل التي أضفت على بطولة الخليج للشباب في أبها البهية، بهاءً خاصًا، وبشهادة محللي القنوات الفضائية، فقد رسمت لوحة من الوفاء والإخلاص قلّ نظيرها. فجمهور مثل هذا يستحق الفرح، لأنه السند الحقيقي خلف نجاح منتخباتنا الوطنية، ومن يملك جماهير كهذه تشجع بكل حب وإخلاص فهنيئًا له ولنا. من الإنصاف أيضا الإشارة إلى جهود الاتحاد اليمني لكرة القدم بقيادة الشيخ أحمد صالح العيسي، فمهما كان الاختلاف معه من البعض أو الإخفاق والفشل في بعض الأمور، لكن ما لا يدع مجالًا للشك أن العمل بات واضحًا، وبدأت تبرز ملامح قيادة الإدارة الجديدة لاتحاد الكرة.