alsharq

د. زينب المحمود

عدد المقالات 329

قد آذَنَ ليلُكِ بالبَلَجِ

25 ديسمبر 2016 , 12:42ص

تتسارع الكلمات عجلى، ولا أقول راجلة؛ لأن البوح ينحو منحى العويل؛ على أوضاع أمتنا الراهنة، التي تجعلنا دون حيلولة في قهر وحسرة لاذعة، وألم يعتصر القلب، ودموع تتمنع وتأبى الانحدار لتزاحمها في المآقي، لقلة النصير ولمشقة المسير، ولخطوب مدلهمات تلقي دمارها على سوريا. نستنكر جميعاً المجازر البشعة التي يرتكبها نظام بشار الأسد والمليشيات الإيرانية بحق المدنيين في حلب، بعد تقدم قوات النظام وسيطرتها على معظم أنحاء المدينة فرأينا عشرات القتلى والجرحى تحت أنقاض القصف الغاشم وحمم القذائف ورصاص البنادق، ودخان الحرائق، والخراب والدمار.. إنها صور الوحشية التي تبدو كحكاية خرافية لا تصدّق حتى في الخيال، ولا نملك حيالها سوى التلهج بـ: (حسبنا الله ونعم الوكيل). إن الساحة الحساسة للمعركة الضارية، بالدرجة الأولى، هي فلسطين؛ لأنّها قضية في عمق حقيقتها، أكبر من أرضها وزمانها وسكانها، وما يحصل الآن في سوريا من دمار وذل واستبداد، وما يحصل في باقي الدول من قهر وظلم، هي قضايا إنسانية في مداها الواسع، إسلامية في قدسيتها ومسؤوليّتها، عربية في جغرافيّتها واستراتيجيتها، وأخيراً وطنيّة بمواطنيها ومشرديها، ويجب أن تبقى في سائر انتماءاتها وساحاتها ومواجهاتها إيمانية حضارية، وأمام ذلك كلّه لا بد لها من جهاد عنيد وصبر مديد. إن البشرية اليوم، تكابد حرب المصير، لتحويل الخط الحضاري للإنسانية جمعاء، من السامرية اليهودية، التي تحرك الحضارة المادية الصناعية، ومن الحزبية والداعشية والنعرات الطائفية، إلى الربانية الإسلامية التي تستوعب (الكل) الإنساني وتلبي تطلعاته السوية. لا بد لكل عاقل غيور على إنسانيّته أن يكون مستيقظ الوعي، مدركاً لحقيقة المرحلة، التي أوصلتنا إلى هذا الدرك الأسفل من التشتت والضياع بأوضاعها المختلفة وشخوصها، وأن يعرف الزمرة التي سددت لفلسطين وحلب أفتك الطعنات ورمت أمتنا بالنكبات والعقبات. إن كل ما يحصل لا يُسلِم المؤمنين لليأس، ولكن يبصرهم بقساوة الواقع ومرارة المكابدة، ويدعوهم للعمل الجاد ولاستمرار الجهاد، منطلقين من حوافز إيمانهم واثقين بالله، فلن يستمر الألم، وسوف يتمزق ظلام الليل، ويتألق النصر، ولسنا نبالي ما دام القرآن في دمنا جذى من العزم، فبه سيشرق طالعنا، وتزيد قوتنا، ويجلو غرة الفلق. لن نتركك يا فلسطين، ولن ندعك يا سوريا، سندعو ونبكي ونتصدق ونتابع بطولاتك وتفاصيل أحداثك، فليس لدينا سوى تذكّرك في كل لحظة، وتذكير بعضنا البعض وحث الأبناء والأهل على استمرارية الدعاء والتضرع إلى الله، وسنردد جميعاً معاً: (اشتدِّي أزمةً تنفرجي ** قد آذن ليلُكِ بالبَلَجِ).

ربُّ القوافي

قد يتساءل البعض عن العلاقة التي تجمع مفردة الربّ بما يضاف إليها، وهل يبقى معناها وفق ما هو في سياقها الديني واللغوي؟ حقيقة، لكلمة الربّ خارج معناها الإلهي معانٍ مختلفة، يحدّدها السياق وما يرتبط به...

غالبٌ على أَمْرِهِ

في هذه الأيام، يتوسل المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها باسم الله الغالب؛ ليرد عنهم كيد الكائدين، وغيظ المعتدين، وكل حقد ظاهر ودفين. فالأمة منذ حين تمر بمخاض القيام والانتفاض، ولهذا القيام تكاليفه الوافية من الخوف...

أَبصر به وأَسمع

كلّنا ندعو الله عزّ وجلّ باسميه «السميع والبصير»، ومؤكَّدٌ أنَّنا كلَّما ذكرناه بهما سبحانه، قَفَزَ إلى ذاكرتنا وألسنتنا قوله تعالى: «لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيْرُ» (الشورى: 11)، ولكن هناك فرق بين من يقولها مستشعرًا...

مفتاح النصر

لم يُنصر نبي أو عبد من عباد الله إلا بيقينه بالله وحده، وبإدراكه المطلق أن الأمر كلّه بيد الله، وأنّ الله تبارك وتعالى هو الغَالب القَاهر أبدًا، لا يَمْلك أحدٌ أنْ يردَّ ما قَضَى، أو...

كمال الستر

كلّنا نسمع باسم الله «الستير»، وكلّنا نردده في كثير من الحالات، لكن هل علمنا حقيقته وغاية تسمية الله به؟ وما علاقته بالمجتمعات وسلمها وأمانها؟ وماذا لو استحضرنا هذا الاسم في جوانب حياتنا المختلفة؟ إنّ مدارسة...

رغم المكر.. قطر ستبقى حرة

كلٌّ منا يمضي نحو قدره، وكل منا يختار طريقه التي ارتضتها نفسه له، فإن خيرًا فخير، وإن شرًا فشر، والبشر في إطار القدر قسمان، قسم هو الأعلى بقربه من الله وإطاعته، وقسم هو الأسفل ببعده...

كمال غناه

إنّ كمال غِنى الله سبحانه وتعالى عظيم؛ لا يحدّ ملكه حدّ، ولا يحصيه أحد، إنساً كان أو جنًا أو ملكاً، أو ما دون ذلك. ولو أن الخلق جميعًا، أولهم وآخرهم، وإنسهم وجنهم، سألوه، فأعطى كل...

الحقُّ أحقُّ أن يُتّبع

لو تتبعنا اسم «الحق» في كتاب الله عزّ وجلَّ، لوجدناه في عدة مواضع؛ فيقول الحقّ جلَّ وعلا: }ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ{ [الحج: 6]، }يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ{...

إِلهٌ حميد

مَنْ مِنّا لا يحمد الله إن أَصابته سراء؟ ومن منّا لا يشكره سبحانه إنّ أظلته أفياء نعمة؟ هذا حال من يردّ الفضل إلى صاحبه، ويهب الثناء لمن هو أهل له. وهل تفكّرتم يومًا في اسم...

لربنا حامدون

هل شعرت يومًا بعظيم أفياء الله عليك فبادرت بحمده؟ وهل وقعتَ في ابتلاء ونجوتَ منه، فحدثتك نفسك بضرورة حمد الله؟ وهل أبصرت حينًا مصائب غيرك، فنبض قلبك بحمد الله الذي عافاك مما ابتلى به سواك؟...

لا تقنطوا...

معلوم أنّ العبد هو الذي يتوب من ذنبه ومما اقترفته نفسه ويداه وجوارحه، لكن هل هذه التوبة تؤتى لأيّ إنسان؟ أم أنّها منحة إلهية يختصّ بها من يستحق من عباده؟ حقيقة إنّ توبة الله على...

خليفة

لا شكَّ في أنّ مَن يقرأ كلمة «خليفة» أو يسمعها، يتذكر قول الله تعالى: ﴿وَإِذ قَالَ رَبُّكَ لِلمَلَاـئِكَةِ إِنِّی جَاعِل فِی الأرض خَلِیفَة ﴾ [البقرة: 30]، وكذلك يتذكر منصب الخلافة في الإسلام. لكن هل حاول...