عدد المقالات 196
باتت دولة قطر في ظل قيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى (حفظه الله) ركيزة أساسية من ركائز المنظومة الأممية في تعزيز السلام، وإدارة النزاعات حول العالم في سياق جهود مؤسسات الأمم المتحدة وعلى رأسها الجمعية العامة لتحقيق السلم الدولي والتنمية المستدامة. وقد أولى سموه اهتماما بالغا لتعزيز دور دولة قطر في المنظمات الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة، حيث بادرت دولة قطر في مقدمة الدول التي استجابت للدعوات الأممية لدعم الحلول السلمية للنزاعات، وبذلت دعما سياسيا وإنسانيا وماليا لحل تلك النزاعات العالمية. دور تاريخي إنساني ودبلوماسي على سبيل المثال، خصصت دولة قطر حوالي 500 مليون دولار أمريكي للمساعدات الإنسانية عبر برنامج الأمم المتحدة بين عامي 2014م و2023م، مما جعلها من بين الدول الرائدة في المساهمات الإنسانية والخيرية. كما تسهم الدولة في تمويل مبادرات التنمية والتعليم، إذ تبرعت بمبلغ 20 مليون دولار لدعم صندوق التعليم فوق الجميع، التابع لليونسكو، والذي يستهدف توفير فرص تعليمية للملايين من الأطفال في مناطق الحروب والصراعات. إلى جانب الدعم المالي والإنساني القطري، ساهمت الدوحة في حل النزاعات الإقليمية والدولية، كما في بروز دورها في السلام بالسودان ولبنان وأفغانستان والصومال وتشاد، وأفغانستان، مما أكسبها وزنا واحتراما على المستوى العالمي، علاوة على ذلك، استضافت الدوحة عددا من المؤتمرات والفعاليات والمفاوضات الدولية بالتعاون مع الأمم المتحدة، منها مؤتمر مكافحة الفساد ومؤتمر اللاجئين، مما يعكس التزامها بالمساهمة في تحقيق أهداف المجتمع الدولي. الجهود القطرية في الجمعية العامة نجحت دولة قطر عبر جهودها التاريخية، في تعزيز سمعتها الدولية كداعم للاستقرار والأمن والسلام العالمي، مؤكدة التزامها بالعمل على تحقيق الرؤية الأممية لعالم أكثر أمانا وازدهارا، ومن هنا فإن حرص حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، على المشاركة السنوية في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، هو دليل قوي على التزام دولة قطر بدور دبلوماسي فاعل، وتؤكد على موقعها كلاعب رئيسي في الميدان الدولي من جديد، وهذه المشاركة الأميرية «الدورية» لم تكن رمزية واعتبارية فقط، وإنما حملت في كل سنة رسائل واضحة عن اهتمامات دولة قطر، ورؤى سياسية ودبلوماسية لخفض التصعيد على مستوى مناطق الصراع في العالم، ففي كل كلمة يولي سموه أهمية كبيرة لمثل هذه اللقاءات السنوية على مستوى الأمم المتحدة، ويحفز في كلمته على تعزيز دورها الريادي وخصوصا الجمعية العامة؛ لأنها تمثل مظلة أشمل للقادة والممثلين الحكوميين والشعوب في العالم. قراءة في مضامين خطاب صاحب السمو تأتي مشاركة حضرة صاحب السمو لهذا العام في ظل ظروف عصيبة تعيشها المنطقة العربية، وخصوصا الأحداث المأساوية في غزّة ولبنان، وكعادته كان سموه من أكثر القادة في التركيز على معالجة القضايا والأزمات العربية والإسلامية والإنسانية، وخصوصا القضية الفلسطينية، والتي اعتبرها في كل خطاباته، وفي هذا الخطاب قضية إستراتيجية في تحقيق العدالة والسلم الدولي، إذ دعا لحل عادل وشامل لها، ووقف الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، وتأكيد سموه أن القضية الفلسطينية «عصية على التهميش». وقد عبر سموه عن الفضيحة الكبرى التي يعيشها المجتمع الدولي بسبب عجزه عن إنقاذ الأبرياء، ودعا لوقف العدوان على غزة، واعتبر أن ممارسة الشعب الفلسطيني لحقه في تقرير المصير ليست منّة أو مكرمة من أحد، واعتبر أن ما يحدث للشعب الفلسطيني في غزة إهانة للشرعية الدولية ومصداقية المنظومة الدولية، بقوله: «لقد أطلقت الحرب الوحشية على غزة رصاصة الرحمة على الشرعية الدولية، وألحقت أضرارا فادحة بمصداقية المفاهيم التي قام على أساسها المجتمع الدولي»، وذكر أنه «لن تزول قضية فلسطين إلا في حالتين زوال الاحتلال أو زوال الشعب الفلسطيني، ويبدو أن في إسرائيل من يمني النفس بالقضاء على هذا الشعب»، ودعا سموه لمنح فلسطين عضوية أممية كاملة مدعومة من الأمم المتحدة قاطبة، وذلك تحقيقا لسيادتها، وعرج على اغتيال إسماعيل هنية بأنه أول رئيس وزراء فلسطيني منتخب، وقتله جريمة نكراء. ودافع سموه عن المظلومين، ودعا لوقف الحرب الهمجية على أبناء الشعب الفلسطيني، وألا يبرر العالم تلك الجريمة، وخاصة وأن الضحايا هم مدنيون، ويتعرضون لحرب جيوش بأحدث الأسلحة المتطورة. كما دافع الأمير المفدى عن حقوق الشعوب العربية والإسلامية الأخرى، ودعا لوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان وشعبها بقوله: «أوقفوا الحرب على غزة وأوقفوا الحرب على لبنان»، ودعا لحل مشاكل الشعوب في سورية واليمن وليبيا والصومال، من خلال التأكيد على احترام حقوق الإنسان والدعوة لحل النزاعات بالطرق السلمية والعادلة لتلك الشعوب التي عانت طويلا. وكذلك دعا سموه لحل عادل وشامل في السودان عبر الحوار، وبأن الدوحة على استعداد لتوسيع الوساطة بدعم أممي، بقوله: «ندعو جميع الأطراف السودانية إلى وقف القتال، ونؤكد على دعمنا لكافة الجهود الإقليمية والدولية لإنهاء هذه الأزمة بما يضمن وحدة مؤسسات الدولة». كما عكست كلمة حضرة صاحب السمو الاهتمام القطري بمعالجة التحديات الأمنية العالمية، ورؤية قطر لتلك التحديات، ولعل من أبرزها الأزمة في أوكرانيا، بقوله: «تسببت الحرب بين روسيا وأوكرانيا بمأساة إنسانية كبيرة وآثارها على أوروبا والعالم وندعو جميع الأطراف لتطبيق أحكام ميثاق الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي». وركز سموه على التحديات الجسيمة والعراقيل، وما تتعرض له الدوحة من افتراءات، ولكن أكد على مواصلة الجهود لتحقيق العدالة والسلام العالميين بقوله: «على الرغم من التحديات الجسيمة ومحاولات العرقلة، وما نتعرض له من افتراءات، نواصل جهدنا في التوسط لحل النزاعات بالطرق السلمية». وأكد حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى أن دولة قطر لن تغير من طبيعة تدخلاتها الإيجابية في نزع فتيل الأزمات بالعمل الإنساني والدبلوماسي بقوله: «الوساطة والعمل الإنساني هما خيارنا السياسي والاستراتيجي على المستوى الإقليمي والدولي وواجبنا الإنساني قبل السياسي ولا نمنن به أحداً». تعزيز الشراكة والتعاون الدولي إن خطاب حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى في افتتاحية جلسات الجمعية العام لدورة 79، يبين للعالم بأن الدوحة راعية خير وسلام، وبأن لها دورا محوريا في تعزيز الشراكة والتعاون الدولي في إطار المنظومة الأممية، وتسهم دولة قطر بشكل فعال في دعم مشاريع التنمية المستدامة التي تقودها الأمم المتحدة، وتمول كثيرا منها في الدول النامية والفقيرة، وتكثيف الجهود الدولية لضمان استجابة سريعة، وفعالة للأزمات الإنسانية والأمنية. ولعبت دولة قطر دورا مرموقا في الوساطات الأممية، وهذا ما نلمسه في كلمة سمو الأمير في التعامل مع قضايا الشرق الأوسط بشكل فعال وسريع وموثوق. @falehalhajeri
حدثان مهمان يحملان الكثير من الدلالات وسيكون لهما العديد من الانعكاسات على أمن المنطقة، الأول توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الأربعاء، أمرا تنفيذيا تعهد فيه بضمان أمن دولة قطر، بما في ذلك استخدام القوة...
في لحظة تاريخية تتجه فيها أنظار العالم نحو نيويورك، ألقى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى (حفظه الله)، خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثمانين. ولم يكن...
انعقدت في الدوحة، يوم أمس الاثنين 15 سبتمبر 2025، القمة العربية الإسلامية في ظروف غير مسبوقة، حيث جاء القادة إلى عاصمتنا «دوحة السلام» التي تعرضت لاعتداء إسرائيلي غادر، استهدف بيتا آمنا تقيم فيه عائلات فلسطينية...
لم يكن مساء التاسع من سبتمبر 2025 يوما عاديا في تاريخ قطر والمنطقة. فالعاصمة الدوحة، التي اعتادت أن تكون جسرا للحوار وميدانا للوساطة، فوجئت بضربة إسرائيلية غادرة استهدفت أرضها في سابقة خطيرة هي الأولى من...
في مشهد ينذر بتحول نوعي في مسار العدوان الإسرائيلي الوحشي بالمنطقة، استهدفت صواريخ إسرائيلية مساء أمس الثلاثاء، «دوحة السلام»، لتُصيب مقرات سكنية يُقيم فيها عدد من أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس، ممن كانوا منخرطين في...
في زمن بات تناول الألم والعذاب الذي يعيشه إخواننا في غزّة بشكل اعتيادي، كان صوت الصحفي الميداني أنس الشريف من قلب المأساة الفلسطينية، بمثابة صرخة ضمير: «لم أتمالك نفسي من هول المجازر، لكنني وجدت صوت...
لم تعد الوساطة في النزاعات الدولية حكرا على القوى الكبرى أو المنظمات الأممية، بل برزت دولة قطر في العقدين الأخيرين كلاعب محوري في هذا المضمار، تجمع بين الحياد السياسي، والقدرة الاقتصادية، وشبكة علاقات إقليمية ودولية...
بين اتساع رقعة الحرائق في الإقليم، واستمرار الاشتباك المباشر بين إيران وإسرائيل، وجدت دولة قطر نفسها – دون رغبة أو انخراط – أمام لحظة فارقة. ولم تكن الدوحة طرفا في المواجهة، لكنها استُهدفت. ولم تكن...
في 14 مايو 2025 حطّت طائرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الدوحة، في زيارة تاريخية تأتي تتويجا لجولة في المنطقة شملت أيضا قمة خليجية-أمريكية في الرياض قبل يوم واحد. وهذه الزيارة الرئاسية إلى قطر –...
في مرحلة تتسم بتشابك الأزمات وتعدد مسارات النزاعات في المنطقة العربية والشرق الأوسط، تبرز دولة قطر كفاعل دبلوماسي نشط يسعى لإعادة صياغة المشهد الإقليمي، انطلاقا من رؤية قائمة على الحوار والشراكة، لا على الصدام والاستقطاب....
«قطر أظهرت قولاً وعملاً على مر السنين تضامنها الكامل ودعمها المطلق للبنان»، ربما تكون هذه العبارة الأكثر توضيحاً للموقف القطري من لبنان على مر السنين. وتزداد أهميتها أنها على لسان رأس الدولة اللبنانية فخامة الرئيس...
بداية الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة والشعب الفلسطيني، كانت دولة قطر حاضرة في الخطوط الأمامية للجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى وقف إطلاق النار، وتخفيف المعاناة الإنسانية عن الشعب الفلسطيني. وهذا الدور لم يكن وليد...