alsharq

فالح بن حسين الهاجري - رئيس التحرير

عدد المقالات 200

رأي العرب 20 أكتوبر 2025
البحث العلمي.. أولوية وطنية
فالح بن حسين الهاجري - رئيس التحرير 22 أكتوبر 2025
خطاب صاحب السمو في مجلس الشورى.. خطة عمل وطنية متكاملة
رأي العرب 22 أكتوبر 2025
وثيقة وطنية

قطر والوساطة الكبرى.. دور هادئ يصنع السلام في إفريقيا

30 يونيو 2025 , 01:00ص

لم تعد الوساطة في النزاعات الدولية حكرا على القوى الكبرى أو المنظمات الأممية، بل برزت دولة قطر في العقدين الأخيرين كلاعب محوري في هذا المضمار، تجمع بين الحياد السياسي، والقدرة الاقتصادية، وشبكة علاقات إقليمية ودولية متوازنة، وبينما كانت أنظار العالم تتابع توتر الأوضاع الأمنية في الشرق الأوسط نتيجة الاشتباك الإسرائيلي الإيراني، ويتابع الأفارقة والأمم المتحدة مخاطر النزاع في منطقة البحيرات العظمى، برزت الوساطة القطرية كجسر حيوي لإنهاء واحدة من النزاعات المعقدة في القارة الإفريقية، وهو النزاع الممتد بين رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية. وفي مشهد غير مسبوق، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شكره الصريح لدولة قطر على جهودها «التي لم تتوقف»، و»العمل الوثيق» مع الجانب الأمريكي من أجل التوصل إلى اتفاق سلام بين كيغالي وكنشاسا. هذا التصريح يعكس تحول قطر إلى «عاصمة الوساطة الدولية» في قضايا متشابكة تتطلب ثقة متبادلة، ودبلوماسية مهنية عميقة. من الدوحة إلى كيغالي وكنشاسا: كيف نسجت قطر خيوط الوساطة الهادئة؟ جاءت الوساطة القطرية بين رواندا والكونغو بعد سنوات من الاحتقان المتصاعد على خلفية اتهامات متبادلة بالتدخل والدعم العسكري للجماعات المسلحة، أبرزها حركة «M23»، وهو ما تسبّب في تهجير مئات الآلاف ومقتل الآلاف من المدنيين. وأمام هذا المشهد الدموي المتكرر، دخلت قطر على خط الأزمة بطريقة فريدة، بعيدة عن التدخل العسكري أو الضغط الاقتصادي، مستخدمة دبلوماسية الحوار كوسيلة استراتيجية. فمن خلال استضافة لقاءات مغلقة في الدوحة مطلع عام 2025، جمعت قطر وفودا رفيعة من الطرفين على طاولة واحدة لأول مرة منذ سنوات، وسط أجواء وصفتها مصادر دبلوماسية بأنها «هادئة وفعالة». وإن هذا الحضور القطري جاء نتيجة تراكم من الثقة في حيادية الدوحة، التي سبق أن لعبت أدوارا مماثلة في أفغانستان، ولبنان، والسودان. الوساطة لم تقتصر على تسهيل اللقاءات، بل امتدت إلى صياغة مسودة أولية لاتفاق وقف إطلاق نار، وإشراف تقني على بنوده الأمنية، بدعم أمريكي وفرنسي. ومن هنا يظهر الدور القطري كمحفّز وليس فقط وسيطا، عبر تقديم خريطة طريق عملية تتضمن التزامات متبادلة وتسهيلات دولية مستقبلية. إشادات من واشنطن وباريس والأشقاء: العالم يعترف بفعالية الوساطة القطرية ما ميّز وساطة دولة قطر في هذا الملف ليس فقط النجاح في عقد لقاءات رفيعة المستوى، وإنما أيضا الإجماع الدولي غير المسبوق على دعم جهودها. ففي مؤتمر الإعلان عن مسودة الاتفاق في واشنطن في يونيو 2025، حضر وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، والمبعوث الفرنسي الخاص للقرن الإفريقي، ومسؤولون أمميون، إلى جانب سعادة الدكتور محمد بن عبدالعزيز بن صالح الخليفي وزير الدولة بوزارة الخارجية، الذي وُصف بأنه «مهندس الوساطة القطرية الإفريقية». وكما ذكرت عبّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تقديره للدور الدبلوماسي القطري بقوله: «أشكر دولة قطر التي عملت بلا كلل وبشكل وثيق معنا من أجل التوصل إلى هذا الاتفاق التاريخي بين رواندا والكونغو.» ومن جهتها، أشادت الخارجية الفرنسية بالاتفاق، ووصفته بأنه «فرصة نادرة لإعادة الاستقرار في قلب إفريقيا»، في حين قالت الأمم المتحدة إن «هذه الوساطة تمثل نموذجا يجب أن يُحتذى به في مناطق النزاع الأخرى»، وفقا لما نقله تقرير مشترك لوكالة رويترز ووكالة أسوشيتد برس. كما أشادت دول عربية وإفريقية وعالمية بهذا الجهد القطري لحل النزاعات بالطرق السلمية، ومكانة قطر في قلب الخريطة السياسية العالمية والسلام الأممي. السلام على الورق.. الاختبار الحقيقي في الميدان: تحديات ما بعد الاتفاق أسفرت الوساطة القطرية عن توقيع الطرفين على مسودة اتفاق سلام يتضمن وقفا فوريا وغير مشروط لإطلاق النار، والتزاما بإعادة فتح القنوات الدبلوماسية، وخطة لإعادة النازحين، وتعزيز الأمن على الحدود المشتركة. كما تضمن الاتفاق بندا خاصا بالتعاون الاقتصادي والاستثماري بين الجانبين، في خطوة تهدف إلى تحويل النزاع إلى شراكة إقليمية. وعلى الرغم من التفاؤل الدولي، أشار مراقبون إلى بعض التحديات التي تواجه تنفيذ الاتفاق، أبرزها غياب مشاركة الحركات المسلحة بشكل مباشر، مثل حركة M23، والتي تشكل طرفا رئيسيا في النزاع الميداني. كما لم يتطرق الاتفاق بوضوح إلى مستقبل القوات الرواندية في أراضي الكونغو، وهي نقطة خلاف جوهرية بين الجانبين. ورغم هذه التحديات، يرى محللون أن الوساطة القطرية نجحت في تحقيق اختراق دبلوماسي حقيقي، عبر توفير أرضية مشتركة للانطلاق نحو تسوية شاملة. كما أن إدراج آليات رقابة مشتركة بإشراف أممي - قطري - أمريكي، يعزز فرص الالتزام ببنود الاتفاق، ويحد من فرص الانهيار المبكر. قطر وسياسة «اليد الممدودة»: دبلوماسية ناعمة تصنع تحولات كبرى الوساطة القطرية في ملف رواندا - الكونغو حلقة جديدة في سلسلة من المبادرات والوساطات التي تبني لقطر سمعة دولية متزايدة كدولة مؤثرة في مسارات السلام والاستقرار العالمي. وما يميز هذه الوساطة هو منهجها المتدرج والمهني، واِستنادها إلى الثقة المتبادلة والقبول الإقليمي والدولي. إن ما تقوم به قطر اليوم يتجاوز حدود الجغرافيا، ويدخل في صميم «الدبلوماسية الوقائية» التي يحتاجها العالم بشدة في مواجهة الأزمات السياسية والأمنية والإنسانية المعقّدة. وإذا كان السلام في قلب إفريقيا قد وجد فرصة جديدة، فإن جزءا كبيرا من الفضل من بعد فضل الله تبارك وتعالى، يعود إلى ذلك الجهد الهادئ والمثابر الذي حملته الدوحة على عاتقها. ففي زمن تتناقص فيه ثقة الشعوب والمجتمعات بالحلول الأممية والدولية، تبرز الوساطة القطرية كمثال حي على أن الحكمة والتدبير والاحتراف السياسي يمكن أن يبنيا جسورا من الأمل حيث فشلت العقوبات والجيوش والحروب.

خطاب صاحب السمو في مجلس الشورى.. خطة عمل وطنية متكاملة

افتتح حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، صباح يوم أمس الثلاثاء 21 أكتوبر 2025، دور الانعقاد العادي الرابع والخمسين لمجلس الشورى، في لحظة سياسية تؤكد استمرار الدولة على نهجها...

صاحب السمو رجل السلام.. قطر تصنع الأمل.. من أول «الطوفان» إلى قمة شرم الشيخ

حين تشتعل الحروب وتنتكس معاني الإنسانية، لا يُقاس القادة بما يقولون، بل بما يفعلون. وفي زمن كثرت فيه الخطابات وقلت فيه المبادرات الإقليمية والدولية لإحلال السلام، برزت دولة قطر كوسيط نزيه لها دورها الفاعل، يقودها...

الإستراتيجية الوطنية لتعزيز النزاهة والشفافية والوقاية من الفساد (2025 – 2030): بناء منظومة حوكمة رشيدة تعزز الثقة بين المواطن والدولة

في مشهد وطني يعكس نضج التجربة القطرية ووضوح رؤيتها، دشنت دولة قطر، تحت رعاية معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، الإستراتيجية الوطنية لتعزيز النزاهة والشفافية والوقاية من...

قطر وصناعة التوازن في الشرق الأوسط: من طوفان الأقصى.. إلى مبادرة ترامب

في صباح السابع من أكتوبر، تتجدّد الذكرى الثانية لــ «طوفان الأقصى»، يوم تقف فيه غزة على فوهة بركان على نحو استثنائي، وتقف الأجساد بين أنقاض المنازل وتجمعات بمئات الآلاف الذين تلاحقهم آلات الموت للاحتلال الإسرائيلي....

الدوحة وسيط دبلوماسي لا غنى عنه.. الاعتذار الإسرائيلي فرصة جديدة لإنهاء حرب غزة

حدثان مهمان يحملان الكثير من الدلالات وسيكون لهما العديد من الانعكاسات على أمن المنطقة، الأول توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الأربعاء، أمرا تنفيذيا تعهد فيه بضمان أمن دولة قطر، بما في ذلك استخدام القوة...

خطاب صاحب السمو في الأمم المتحدة: دفاع عن المظلومين وتثبيت لنهج الوساطة والسلام

في لحظة تاريخية تتجه فيها أنظار العالم نحو نيويورك، ألقى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى (حفظه الله)، خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثمانين. ولم يكن...

قمة الدوحة.. من اعتداء غادر إلى لحظة تضامن عربي إسلامي لرسم معادلة الردع

انعقدت في الدوحة، يوم أمس الاثنين 15 سبتمبر 2025، القمة العربية الإسلامية في ظروف غير مسبوقة، حيث جاء القادة إلى عاصمتنا «دوحة السلام» التي تعرضت لاعتداء إسرائيلي غادر، استهدف بيتا آمنا تقيم فيه عائلات فلسطينية...

من مجلس الأمن إلى القمة الطارئة... التصعيد الدبلوماسي القطري على عدوان إسرائيل

لم يكن مساء التاسع من سبتمبر 2025 يوما عاديا في تاريخ قطر والمنطقة. فالعاصمة الدوحة، التي اعتادت أن تكون جسرا للحوار وميدانا للوساطة، فوجئت بضربة إسرائيلية غادرة استهدفت أرضها في سابقة خطيرة هي الأولى من...

العدوان الإسرائيلي على دوحة السلام: استهداف خطير للسيادة يضع المنطقة على حافة انفجار جديد

في مشهد ينذر بتحول نوعي في مسار العدوان الإسرائيلي الوحشي بالمنطقة، استهدفت صواريخ إسرائيلية مساء أمس الثلاثاء، «دوحة السلام»، لتُصيب مقرات سكنية يُقيم فيها عدد من أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس، ممن كانوا منخرطين في...

غـــــــزة الجــــريحة.. حين يصرخ الجائعون فتتحرك الدبلوماسية الصادقة

في زمن بات تناول الألم والعذاب الذي يعيشه إخواننا في غزّة بشكل اعتيادي، كان صوت الصحفي الميداني أنس الشريف من قلب المأساة الفلسطينية، بمثابة صرخة ضمير: «لم أتمالك نفسي من هول المجازر، لكنني وجدت صوت...

الهجوم على قاعدة العديد.. قطر تتصدّى بصمت وتتحرّك بالدبلوماسية لوقف التصعيد

بين اتساع رقعة الحرائق في الإقليم، واستمرار الاشتباك المباشر بين إيران وإسرائيل، وجدت دولة قطر نفسها – دون رغبة أو انخراط – أمام لحظة فارقة. ولم تكن الدوحة طرفا في المواجهة، لكنها استُهدفت. ولم تكن...

ترامب في الدوحة.. إدراك أمريكي لأهمية دور الدوحة الإقليمي والدولي

في 14 مايو 2025 حطّت طائرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الدوحة، في زيارة تاريخية تأتي تتويجا لجولة في المنطقة شملت أيضا قمة خليجية-أمريكية في الرياض قبل يوم واحد. وهذه الزيارة الرئاسية إلى قطر –...