alsharq

فالح بن حسين الهاجري - رئيس التحرير

عدد المقالات 200

هند المهندي 19 أكتوبر 2025
إنجاز يعكس رؤية
رأي العرب 20 أكتوبر 2025
البحث العلمي.. أولوية وطنية
فالح بن حسين الهاجري - رئيس التحرير 22 أكتوبر 2025
خطاب صاحب السمو في مجلس الشورى.. خطة عمل وطنية متكاملة

ترامب في الدوحة.. إدراك أمريكي لأهمية دور الدوحة الإقليمي والدولي

15 مايو 2025 , 01:00ص

في 14 مايو 2025 حطّت طائرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الدوحة، في زيارة تاريخية تأتي تتويجا لجولة في المنطقة شملت أيضا قمة خليجية-أمريكية في الرياض قبل يوم واحد. وهذه الزيارة الرئاسية إلى قطر – وهي الأولى من نوعها منذ 23 عاماً – تُبرز مكانة العلاقات القطرية-الأمريكية وأهميتها الإستراتيجية المتصاعدة، إذ باتت الدوحة محطة أساسية في أجندة واشنطن الإقليمية، الأمر الذي يؤكد حجم الثقة المتبادلة بين الجانبين بعد عقد من تعزيز الشراكة في مختلف المجالات. ولا شك أن اختيار قطر ضمن جولة ترامب الخليجية يعكس إدراك الإدارة الأمريكية لأهمية دور الدوحة الإقليمي والدولي، فضلا عن ثقلها السياسي والاقتصادي المتنامي في العقد الأخير. تأتي هذه الزيارة في ظل أوضاع إقليمية معقدة وتحديات مشتركة تواجه الخليج والولايات المتحدة. فمن الملفات الأمنية إلى أسواق الطاقة مرورا بقضايا التنمية والحوار الإقليمي، يجد الطرفان نفسيهما أمام تطلعات متلاقية تستدعي تنسيقا وثيقا. ومن هذا المنطلق، تحمل زيارة ترامب طابعا عمليا يتجاوز البروتوكول؛ إذ تستهدف ترسيخ التفاهمات التي تمخضت عنها قمة الرياض الخليجية-الأمريكية وتعزيز التعاون الثنائي تجاه القضايا الملحّة. وقد رأى المراقبون في هذه الزيارة علامة فارقة تؤكد انتقال العلاقات القطرية-الأمريكية إلى مستوى التحالف الإستراتيجي الشامل، بعد سنوات من العمل الدؤوب لبناء أسس راسخة من الثقة والمصالح المشتركة. عقد من التطور في العلاقات الثنائية على مدار العقد الماضي، شهدت العلاقات القطرية الأمريكية تطورا نوعيا في مختلف المجالات، ما جعلها نموذجا لتحالف متعدد الأبعاد. فعلى الصعيد السياسي، حافظ البلدان على حوار مستمر حتى في أحلك الظروف، حيث أثبتت قطر مكانتها كوسيط موثوق في النزاعات الإقليمية، بدءا من مفاوضات طالبان وصولا إلى تسهيل تبادل الأسرى بين واشنطن وطهران. وقد تُوج هذا الدور الحيوي بإعلان الولايات المتحدة تصنيف قطر «حليفا رئيسيا من خارج الناتو» عام 2022. واقتصاديا، تطورت الشراكة الثنائية بوتيرة متسارعة، إذ بلغ حجم التبادل التجاري السنوي قرابة 5.5 مليار دولار، مدفوعا بمشاريع الطاقة والتكنولوجيا. كما ساهمت الاستثمارات القطرية في الاقتصاد الأمريكي بمليارات الدولارات، في حين تحتضن السوق القطرية مئات الشركات الأمريكية. ويبرز التعاون في مجال الغاز الطبيعي المسال كأحد أعمدة الشراكة، حيث تلعب شركات أمريكية كبرى دورا محوريا في تطوير مشاريع الطاقة القطرية، والتنسيق لضمان استقرار الأسواق العالمية. أما في المجال الأمني والعسكري، فتعد قاعدة العديد الجوية ركيزة أساسية للتحالف، وقد وقّع البلدان اتفاقيات دفاعية عدة لتعزيز قدرات القوات القطرية وتبادل الخبرات. وتشارك قطر بفعالية في مكافحة الإرهاب والجهود الدولية لحفظ الأمن الإقليمي. وفي حين يُترجم التعاون الثقافي والتعليمي عبر استضافة فروع جامعات أمريكية مرموقة في الدوحة، وتبادل البرامج الأكاديمية والثقافية التي تعزز التفاهم بين الشعبين، ما يمنح العلاقات بُعدا إنسانيا وحضاريا يتجاوز الاعتبارات السياسية والاقتصادية. وانطلاقا من نهج دولة قطر الدبلوماسي القائم على الحوار والمسؤولية الدولية، تبنت قطر خلال السنوات الماضية سياسة خارجية نشطة تعطي الأولوية لحل الأزمات عبر الانخراط الإيجابي وتقديم الدعم الإنساني. وقد عززت الشراكة مع الولايات المتحدة هذا التوجه، حيث تعمل واشنطن والدوحة جنبا إلى جنب في تخفيف معاناة الشعوب التي تعيش أزمات مستفحلة في الشرق الأوسط. وتُمثل سوريا وغزة واليمن والسودان ساحات بارزة يتجلى فيها الدور الإنساني القطري المدعوم أمريكيا أو بالتنسيق مع الجهود الدولية. القمة الخليجية الأمريكية في الرياض ومحاورها سبقت زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الدوحة انعقاد القمة الخليجية-الأمريكية في الرياض يوم 13 مايو 2025، التي كرّست الشراكة الإستراتيجية بين واشنطن ودول الخليج. وبحثت القمة ملفات الأمن الإقليمي، وطمأنت الولايات المتحدة حلفاءها بالتزامها تجاه أمن الخليج، في ظل مخاطر التنظيمات الإرهابية. وشدد البيان الختامي عقب القمة الثنائية في الديوان الأميري على أهمية تعزيز التعاون الإستراتيجي المشترك، وتوسيع تبادل المعلومات الأمنية، ومكافحة تمويل الإرهاب واقتصاديا، أجمعت القمة على دعم استقرار أسواق الطاقة وضمان تدفق الإمدادات، مع الإشادة بدور قطر في تهدئة اضطرابات الطاقة العالمية. كما طرحت القمة خططا لتعزيز الاستثمار الخليجي- الأمريكي، وخلق منصات تمويل إقليمي تدعم رؤى التنمية بدول الخليج. وانطلاقا من التزامها بدعم الشعب السوري في مرحلة ما بعد سقوط النظام السابق، وبدء مرحلة جديدة في سوريا، رحّبت دولة قطر بمبادرة الرئيس الأمريكي برفع العقوبات عن سوريا، معتبرة ذلك خطوة إيجابية نحو إنعاش الاقتصاد السوري، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية. وقد عبّر المسؤولون القَطريون عن أملهم في الانتعاش الاقتصادي وعودة اللاجئين والاستقرار في سوريا. وأكد رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، أن دولة قطر كانت منذ البداية تنادي بإعادة إدماج سوريا ضمن محيطها العربي والدولي على أساس دولة المواطنة والكفاءة لا الطائفية. ومن جانبها، تواصل دولة قطر بالتنسيق مع واشنطن الدفع نحو مسار سياسي حقيقي في سوريا، يضمن عودة اللاجئين والمحاسبة وتحقيق الاستقرار. قمة الدوحة: الانفتاح على الملفات الحساسة في اليوم التالي لقمة الرياض، حطّت طائرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الدوحة، في زيارة رسمية أكدت مكانة قطر كشريك إقليمي أساسي في أجندة واشنطن. وقد استقبل حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، ضيفه الأمريكي في مراسم رسمية بمطار حمد الدولي، لتبدأ بعدها جلسة مباحثات موسعة تناولت ملفات الاقتصاد والطاقة والأمن والتعليم ومكافحة الإرهاب، وسط تأكيد الجانبين على تعزيز الشراكة الاستراتيجية متعددة الأوجه. زيارة ترامب، التي وُصفت بأنها «رمز للوفاء السياسي»، شهدت توقيع اتفاقيات اقتصادية ودفاعية، كما تم بحث مجالات الطاقة المتجددة والتكنولوجيا، في ظل تطلعات مشتركة نحو التنويع الاقتصادي وتعزيز الابتكار. وتم توقيع أكبر صفقة لشراء طائرات بوينغ من دولة قطر (160 طائرة) بقيمة 200 مليار دولار أمريكي. وتوجه الرئيس الأمريكي لسمو الأمير المفدى بالقول: «صداقتنا وفية وجميلة جدا، سنعمل معا في أعلى المستويات لإحلال السلام، والعمل الذي قمت به في بلادك رائع جدا وانظر إلى كل تلك المباني أنا كمطور عقاري سأعطيك الدرجة كاملة، مثالي، وأقدر استقبالي بالجمال وهذه أول مرة أشاهد جِمالا منذ فترة طويلة، شكرا لك». وأكد على ثقته بالدور القطري في حل النزاعات بالطرق الدبلوماسية وعن دور قطر الريادي في استقرار الشرق الأوسط، والتدخل الإيجابي بمناطق النزاع المختلفة. شراكة تتجه نحو آفاق جديدة في المحصلة، تعكس زيارة الرئيس دونالد ترامب إلى الدوحة واقع العلاقات القطرية-الأمريكية الراهن: شراكة وثيقة الأركان، متعددة الأبعاد، بُنيت لبناتها خلال عقد من التنسيق والتعاون المستمرين. فمن السياسة إلى الاقتصاد مرورا بـالأمن والثقافة، نجحت قطر والولايات المتحدة في ترسيخ نموذج فريد للتحالف يقوم على الثقة المتبادلة وتوازن المصالح. لقد جاءت هذه الزيارة لتؤكد أن واشنطن تنظر إلى الدوحة كحليف موثوق وقوة إقليمية صاعدة لا غنى عنها في معالجة قضايا الشرق الأوسط المعقدة. وفي الوقت نفسه، أظهرت قطر أنها شريك يحمل رؤية واضحة تقوم على الحوار والتنمية والسلام، وقادر على المبادرة لسد الثغرات وتسهيل الحلول حيث يتعثر الآخرون. وعليه، يمكن القول إن زيارة ترامب الراهنة ليست سوى محطة جديدة على طريق شراكة آخذة بالنمو، ومحفزا لمواصلة الجهد الثنائي نحو آفاق أرحب من التعاون الذي يعود نفعه على البلدين والمنطقة بأسرها. وفي خضم واقع دولي متقلب، ترسم قطر والولايات المتحدة معا قصة نجاح دبلوماسي واستراتيجي، قوامها الإيمان بالحوار والشراكة، وغايتها تحقيق الأمن والاستقرار والرخاء للجميع. @FalehalhajeriQa

خطاب صاحب السمو في مجلس الشورى.. خطة عمل وطنية متكاملة

افتتح حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، صباح يوم أمس الثلاثاء 21 أكتوبر 2025، دور الانعقاد العادي الرابع والخمسين لمجلس الشورى، في لحظة سياسية تؤكد استمرار الدولة على نهجها...

صاحب السمو رجل السلام.. قطر تصنع الأمل.. من أول «الطوفان» إلى قمة شرم الشيخ

حين تشتعل الحروب وتنتكس معاني الإنسانية، لا يُقاس القادة بما يقولون، بل بما يفعلون. وفي زمن كثرت فيه الخطابات وقلت فيه المبادرات الإقليمية والدولية لإحلال السلام، برزت دولة قطر كوسيط نزيه لها دورها الفاعل، يقودها...

الإستراتيجية الوطنية لتعزيز النزاهة والشفافية والوقاية من الفساد (2025 – 2030): بناء منظومة حوكمة رشيدة تعزز الثقة بين المواطن والدولة

في مشهد وطني يعكس نضج التجربة القطرية ووضوح رؤيتها، دشنت دولة قطر، تحت رعاية معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، الإستراتيجية الوطنية لتعزيز النزاهة والشفافية والوقاية من...

قطر وصناعة التوازن في الشرق الأوسط: من طوفان الأقصى.. إلى مبادرة ترامب

في صباح السابع من أكتوبر، تتجدّد الذكرى الثانية لــ «طوفان الأقصى»، يوم تقف فيه غزة على فوهة بركان على نحو استثنائي، وتقف الأجساد بين أنقاض المنازل وتجمعات بمئات الآلاف الذين تلاحقهم آلات الموت للاحتلال الإسرائيلي....

الدوحة وسيط دبلوماسي لا غنى عنه.. الاعتذار الإسرائيلي فرصة جديدة لإنهاء حرب غزة

حدثان مهمان يحملان الكثير من الدلالات وسيكون لهما العديد من الانعكاسات على أمن المنطقة، الأول توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الأربعاء، أمرا تنفيذيا تعهد فيه بضمان أمن دولة قطر، بما في ذلك استخدام القوة...

خطاب صاحب السمو في الأمم المتحدة: دفاع عن المظلومين وتثبيت لنهج الوساطة والسلام

في لحظة تاريخية تتجه فيها أنظار العالم نحو نيويورك، ألقى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى (حفظه الله)، خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثمانين. ولم يكن...

قمة الدوحة.. من اعتداء غادر إلى لحظة تضامن عربي إسلامي لرسم معادلة الردع

انعقدت في الدوحة، يوم أمس الاثنين 15 سبتمبر 2025، القمة العربية الإسلامية في ظروف غير مسبوقة، حيث جاء القادة إلى عاصمتنا «دوحة السلام» التي تعرضت لاعتداء إسرائيلي غادر، استهدف بيتا آمنا تقيم فيه عائلات فلسطينية...

من مجلس الأمن إلى القمة الطارئة... التصعيد الدبلوماسي القطري على عدوان إسرائيل

لم يكن مساء التاسع من سبتمبر 2025 يوما عاديا في تاريخ قطر والمنطقة. فالعاصمة الدوحة، التي اعتادت أن تكون جسرا للحوار وميدانا للوساطة، فوجئت بضربة إسرائيلية غادرة استهدفت أرضها في سابقة خطيرة هي الأولى من...

العدوان الإسرائيلي على دوحة السلام: استهداف خطير للسيادة يضع المنطقة على حافة انفجار جديد

في مشهد ينذر بتحول نوعي في مسار العدوان الإسرائيلي الوحشي بالمنطقة، استهدفت صواريخ إسرائيلية مساء أمس الثلاثاء، «دوحة السلام»، لتُصيب مقرات سكنية يُقيم فيها عدد من أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس، ممن كانوا منخرطين في...

غـــــــزة الجــــريحة.. حين يصرخ الجائعون فتتحرك الدبلوماسية الصادقة

في زمن بات تناول الألم والعذاب الذي يعيشه إخواننا في غزّة بشكل اعتيادي، كان صوت الصحفي الميداني أنس الشريف من قلب المأساة الفلسطينية، بمثابة صرخة ضمير: «لم أتمالك نفسي من هول المجازر، لكنني وجدت صوت...

قطر والوساطة الكبرى.. دور هادئ يصنع السلام في إفريقيا

لم تعد الوساطة في النزاعات الدولية حكرا على القوى الكبرى أو المنظمات الأممية، بل برزت دولة قطر في العقدين الأخيرين كلاعب محوري في هذا المضمار، تجمع بين الحياد السياسي، والقدرة الاقتصادية، وشبكة علاقات إقليمية ودولية...

الهجوم على قاعدة العديد.. قطر تتصدّى بصمت وتتحرّك بالدبلوماسية لوقف التصعيد

بين اتساع رقعة الحرائق في الإقليم، واستمرار الاشتباك المباشر بين إيران وإسرائيل، وجدت دولة قطر نفسها – دون رغبة أو انخراط – أمام لحظة فارقة. ولم تكن الدوحة طرفا في المواجهة، لكنها استُهدفت. ولم تكن...