


عدد المقالات 200
بداية الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة والشعب الفلسطيني، كانت دولة قطر حاضرة في الخطوط الأمامية للجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى وقف إطلاق النار، وتخفيف المعاناة الإنسانية عن الشعب الفلسطيني. وهذا الدور لم يكن وليد اللحظة، بل هو امتداد طبيعي لمواقف دولة قطر الثابتة تجاه القضية الفلسطينية، وحرصها الدائم على تجنيب المدنيين ويلات الحروب الطاحنة، وتعزيز فرص الاستقرار والسلام العادل والشامل في المنطقة. الوساطة القطرية: موقف ثابت ومرتكزات إنسانية الوساطة القطرية ليست مغامرة دبلوماسية، بل هي سياسة مدروسة تستند إلى مبادئ واضحة: الوقوف مع الشعوب في محنها، والاحترام الكامل للجهود المشتركة من قبل الدول الصديقة، وفي مقدمتها جمهورية مصر العربية الشقيقة والولايات المتحدة الأمريكية الصديقة، الشريكان الرئيسيان في العملية السياسية الرامية إلى إنهاء التصعيد وتثبيت التهدئة. وإن الدبلوماسية القطرية تقوم بهذه الوساطة بناء على التزام أخلاقي وإنساني تجاه الشعوب التي تعاني من النزاعات، وعلى قناعة راسخة بأن الحوار والتفاهم هما السبيل الأمثل لحل الأزمات، لا العنف ولا فرض الأمر الواقع بالقوة. وفي المسألة الفلسطينية على وجه التحديد، تنطلق قطر من قناعة عميقة بأن الشعب الفلسطيني يستحق حياة كريمة، وأن استمرار الاحتلال والعدوان والحصار هو أصل الأزمة، ولا يمكن أن يكون هناك استقرار في المنطقة دون معالجة هذه الجذور. ومن هذا المنطلق، جاءت جهود الوساطة القطرية لتكون صوت العقل في وجه التصعيد، وأداة فاعلة للتهدئة وفتح قنوات التواصل بين الأطراف، بما يسهم في تقليل الخسائر الإنسانية وتهيئة الظروف للحلول السياسية. ولا تنطلق قطر في هذه الجهود منفردة أو بمعزل عن محيطها، بل إن احترامها الكامل للجهود المشتركة للدول الصديقة يمثل ركيزة أساسية في تحركاتها. وتأتي في مقدمة هذه الدول الشقيقة جمهورية مصر العربية، التي تربطها بقطر علاقات تاريخية ومصالح مشتركة وقيم أخوية، فضلا عن دورها الإقليمي المحوري. كما أن التنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية، بما لها من تأثير مباشر على مجريات الأحداث، يمثل عنصرا بالغ الأهمية في إنجاح أي جهود وساطة. لقد أثبتت التجربة أن العمل الجماعي، القائم على الاحترام المتبادل والثقة المتبادلة، هو السبيل الأمثل لتحقيق نتائج ملموسة. ومن هنا، تسعى قطر دائما إلى بناء شراكات استراتيجية لا تنافس فيها ولا مزايدة، بل تكامل في الأدوار، وتوزيع للجهود بما يخدم القضية الفلسطينية أولا، ويجنب المنطقة مزيدا من الانفجار والعنف. الهجوم الإعلامي الممنهج: تشويه متعمد واستهداف للتضامن العربي في هذا السياق الحساس، فوجئت دولة قطر بحملة إعلامية مغرضة تزعم، زورا وبهتانا، أن الدوحة تسعى إلى تقويض الدور المصري في الوساطة، من خلال استخدام المال السياسي، وهو ادعاء تفتقر إليه أدنى درجات المصداقية والمهنية. وقد عبر مكتب الإعلام الدولي، في بيان رسمي، عن استنكاره الشديد لمثل هذه التصريحات التي لا تهدف إلا إلى التشويش على الجهود الصادقة، وزرع الفتنة بين أطراف تسعى جدا لإنهاء الكارثة الإنسانية في غزة. إن من يقف وراء هذه المزاعم لا يجهل فقط طبيعة العلاقات القطرية المصرية، وإنما يسعى عمدا إلى عرقلة أي تقدم في مسار الوساطة، عبر بث الشكوك والترويج لنظريات مؤامرة لا أساس لها من الواقع. كما أن هذه المحاولات تتقاطع مع أجندات لا علاقة لها بالقضية الفلسطينية، بل تصب في مصلحة أولئك الذين يريدون استمرار الحرب والانقسام بين الأشقاء العرب. شراكة إستراتيجية مع مصر واحترام للدور الأمريكي لم تكن دولة قطر يوما في خصومة مع أي طرف يسعى بصدق لإنهاء الحرب، وعلى العكس من ذلك، فإن التنسيق القائم بين الدوحة والقاهرة هو أحد أعمدة الوساطة الحالية. الجهات المختصة في كلا البلدين تعمل بشكل يومي، وبتواصل مستمر، من أجل تقريب وجهات النظر بين الأطراف المعنية، وتوفير أرضية سياسية وإنسانية تسمح بتحقيق وقف دائم لإطلاق النار. كما أن الدور الأمريكي لا يقل أهمية في هذه المعادلة. فالولايات المتحدة الأمريكية، بصفتها طرفا فاعلا ومؤثرا في النزاع، تلعب دورا محوريا في الضغط على الأطراف ودعم الجهود الإقليمية. وقطر تعترف بهذا الدور وتتعامل معه بكل احترام، بما يعزز فرص نجاح الحلول التفاوضية القائمة. ولعل ما يجمع هذه الأطراف الثلاثة - قطر، مصر، والولايات المتحدة – هو الإدراك المشترك بأن استمرار الحرب لا يخدم إلا المتطرفين، وأن الحل الدائم لن يتحقق إلا من خلال التعاون والتنسيق، لا عبر التنافس أو الاستقطاب. الوساطة ليست ساحة للمزايدات: الأولوية للمدنيين والحل العادل إن ما يحدث في غزة اليوم يتطلب من الجميع، دولا وشعوبا، أن يسمو الجميع فوق الحسابات الضيقة والخلافات الثانوية، وأن يضعوا نصب أعينهم هدفا واحدا: حماية أرواح المدنيين. وهذه كانت دوما بوصلة السياسة القطرية، التي لم تنحرف يوما عن دعم الشعب الفلسطيني، سواء عبر الجهود الدبلوماسية أو من خلال المساعدات الإنسانية المتواصلة. دولة قطر، كما جاء في بيان مكتب الإعلام الدولي، تحذر من محاولات تسييس الوساطة وتحويلها إلى مادة للاستهلاك الإعلامي أو لتسجيل النقاط السياسية. فالوساطة مسؤولية أخلاقية قبل أن تكون وظيفة دبلوماسية، وهي تتطلب بيئة من الثقة المتبادلة بين الأطراف، لا مناخا ملوثا بالشكوك والافتراءات. وعليه، فإن دولة قطر تجدد التزامها الكامل بالمضي قدما في جهود التهدئة، بالتنسيق التام مع الشركاء الإقليميين والدوليين، وفي مقدمتهم الشقيقة مصر، من أجل تحقيق حل عادل ومستدام، يفضي إلى إنهاء الاحتلال، وقيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، وفق قرارات الشرعية الدولية. دولة قطر لن تحيد عن طريقها إن ما يميز النهج القطري الرسمي هو قدرته على الجمع بين العمل السياسي الهادئ والدعم الإنساني المستمر، وهو ما يجعل من وساطتها إطارا شاملا لا يقتصر على وقف إطلاق النار، بل يمتد إلى معالجة الأوضاع المعيشية الكارثية في غزة ومناطق أخرى حول العالم، وتوفير الحد الأدنى من الكرامة لأبناء الإنسانية، في ظل الحصار والدمار. ولهذا، تجد الوساطة القطرية قبولا واحتراما من غالبية الأطراف، لأنها أثبتت مصداقيتها في أصعب اللحظات، وعملت على بناء الجسور حين انهارت معظم الجدران. رغم محاولات التشويه، ورغم الضغوط الإعلامية المسيّسة، تواصل قطر أداء دورها الإنساني والدبلوماسي بكل هدوء وثقة. وهي تعلم، كما يعلم كل منصف، أن التاريخ سيذكر من وقف مع الشعب الفلسطيني في أحلك اللحظات، لا من سعى إلى زرع الفرقة بين حلفاء الهدف الواحد. ونحن في صحيفة «العرب» نؤكد أن صوت الحقيقة سيظل أعلى من الضجيج، وأن الكلمة المسؤولة أقوى من كل حملات التضليل. فالسلام العادل، لا الافتراء، هو ما نحتاجه الآن، والوساطة النزيهة، لا المزايدات، هي السبيل الوحيد للخروج من هذه الأزمة. @FalehalhajeriQa
افتتح حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، صباح يوم أمس الثلاثاء 21 أكتوبر 2025، دور الانعقاد العادي الرابع والخمسين لمجلس الشورى، في لحظة سياسية تؤكد استمرار الدولة على نهجها...
حين تشتعل الحروب وتنتكس معاني الإنسانية، لا يُقاس القادة بما يقولون، بل بما يفعلون. وفي زمن كثرت فيه الخطابات وقلت فيه المبادرات الإقليمية والدولية لإحلال السلام، برزت دولة قطر كوسيط نزيه لها دورها الفاعل، يقودها...
في مشهد وطني يعكس نضج التجربة القطرية ووضوح رؤيتها، دشنت دولة قطر، تحت رعاية معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، الإستراتيجية الوطنية لتعزيز النزاهة والشفافية والوقاية من...
في صباح السابع من أكتوبر، تتجدّد الذكرى الثانية لــ «طوفان الأقصى»، يوم تقف فيه غزة على فوهة بركان على نحو استثنائي، وتقف الأجساد بين أنقاض المنازل وتجمعات بمئات الآلاف الذين تلاحقهم آلات الموت للاحتلال الإسرائيلي....
حدثان مهمان يحملان الكثير من الدلالات وسيكون لهما العديد من الانعكاسات على أمن المنطقة، الأول توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الأربعاء، أمرا تنفيذيا تعهد فيه بضمان أمن دولة قطر، بما في ذلك استخدام القوة...
في لحظة تاريخية تتجه فيها أنظار العالم نحو نيويورك، ألقى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى (حفظه الله)، خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثمانين. ولم يكن...
انعقدت في الدوحة، يوم أمس الاثنين 15 سبتمبر 2025، القمة العربية الإسلامية في ظروف غير مسبوقة، حيث جاء القادة إلى عاصمتنا «دوحة السلام» التي تعرضت لاعتداء إسرائيلي غادر، استهدف بيتا آمنا تقيم فيه عائلات فلسطينية...
لم يكن مساء التاسع من سبتمبر 2025 يوما عاديا في تاريخ قطر والمنطقة. فالعاصمة الدوحة، التي اعتادت أن تكون جسرا للحوار وميدانا للوساطة، فوجئت بضربة إسرائيلية غادرة استهدفت أرضها في سابقة خطيرة هي الأولى من...
في مشهد ينذر بتحول نوعي في مسار العدوان الإسرائيلي الوحشي بالمنطقة، استهدفت صواريخ إسرائيلية مساء أمس الثلاثاء، «دوحة السلام»، لتُصيب مقرات سكنية يُقيم فيها عدد من أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس، ممن كانوا منخرطين في...
في زمن بات تناول الألم والعذاب الذي يعيشه إخواننا في غزّة بشكل اعتيادي، كان صوت الصحفي الميداني أنس الشريف من قلب المأساة الفلسطينية، بمثابة صرخة ضمير: «لم أتمالك نفسي من هول المجازر، لكنني وجدت صوت...
لم تعد الوساطة في النزاعات الدولية حكرا على القوى الكبرى أو المنظمات الأممية، بل برزت دولة قطر في العقدين الأخيرين كلاعب محوري في هذا المضمار، تجمع بين الحياد السياسي، والقدرة الاقتصادية، وشبكة علاقات إقليمية ودولية...
بين اتساع رقعة الحرائق في الإقليم، واستمرار الاشتباك المباشر بين إيران وإسرائيل، وجدت دولة قطر نفسها – دون رغبة أو انخراط – أمام لحظة فارقة. ولم تكن الدوحة طرفا في المواجهة، لكنها استُهدفت. ولم تكن...