alsharq

د. هدى النعيمي

عدد المقالات 11

خالد مفتاح 04 أكتوبر 2025
سفر عظيم
مريم ياسين الحمادي 04 أكتوبر 2025
المعلم صانع الأثر
رأي العرب 03 أكتوبر 2025
الوعي البيئي.. مسؤولية مشتركة

ذاكرة مدينة في رواية.. نجوى بركات في غيبة مي

02 أكتوبر 2025 , 10:22م

لا أحب القطط، هذا اعتراف مني بذلك، صورة قطٍ على غلاف أي رواية لا تجعلني أمد يدي لتناولها لاقتنائها ناهيك عن تصفحها، لكنه اسم الروائية اللبنانية، والاعلامية نجوى بركات، في آخر ابداعها الروائي «غيبة مي» هو الأمر الذي اقتضى إعادة التفكير. الرواية صادرة هذا العام عن دار الآداب اللبنانية، ولا يوحي العنوان بأكثر من فعل الغياب، والذي ربما يكون بالموت، او بالسفر الطويل أو بالانعزال لسبب ما، لكن نجوى بركات تحدثنا بصوت الروائي المحترف حول حضور طاغ لمي البيروتية، السيدة الثمانينة التي لا تتخلى عن العناد حتى في هذه المرحلة من العمر، و هذا ما ابدعت فيه الكاتبة. ان وصف سيدة ثمانينة تسكن وحيدة في شقتها المطلة على بيروت مهمة شاقة، فقد كنا نتصور في البداية ان مي من شقتها سوف تتداعى لها صور بيروت خلال ثمانين عاماً مضت، لكنك مع التقدم في الرواية تجد مي ذاتها حاضرة اليوم، و حاضرة بالأمس من خلال صفحات تتداخل في غزل روائي بديع. والأكثر إثارة للدهشة انك تدخل شقة مي، فلا تريد أن تخرج، لا من يومياتها، ولا من ذكرياتها التي تحمل ما تحمله بيروت المدينة، وبيروت المرأة التي لا تشيخ، أحيانا تدخل شقة مي في الطابق التاسع، لتشرب معها القهوة، وهي في حالة الرواق المؤقت وقد تثور عليك فجأه لتطردك من مملكتها، وتحرمك من مداعبة القطة التي تسكن الشرفة بقرار صارم. محرم عليها الدخول الى الشقة، فالسيدة مي – كما هو انا - لا تحب القطط، ولا تحب الاقتراب منها، لكن حارس العمارة، يوسف الشاب السوري الذي جاء الى لبنان هرباً من حرب ضروس في بلاده، هو – سامحه الله – من جاء بالقطة الى شقة مي، جعلها تموء عند بابها لأيام، حتى توافق مي على استضافة القطة في الشرفة، فقط في الشرفة، ويأتي لها يوسف بالأكل كل يوم، ويهتم بنظافتها. أما نظافة مي نفسها فهي عمل شاميلي، المساعدة الآسيوية التي تزور السيدة مي كل سبت، تساعدها في حمام دافئ، تمشط لها شعرها، وتقص أظافرها، وحتى انها تطبخ لها طعاماً كافياً لاسبوع، شاميلي هي الوحيدة التي رضيت مي العنيدة عنها، و صارت تنتظر زيارتها السبتية هذه، كما هو الحال مع يوسف الذي رضيت عنه الى حد ما، لكن نوبات غضبها ونوبات النسيان التي تزورها احيانا، قد تجعله عرضة للاتهام بكل ما هو غير لائق، من السرقة الى التلصص على حياتها الخاصة. تبدأ فصول الرواية مع مي التي زاد عمرها على الثمانين، ومع تقليب الصفحات تشعر انك سوف تصل الى نهاية مي التي تكبر من صفحة الى صفحة، ومن فصل الى فصل، لا تشعر بالملل بصحبة سيدة عجوز بل انك كقارئ ستصاب بالخوف من رحيلها في نهاية الصفحة، او نهاية الفصل، لكن مي تبقى، تتذكر، ترضي فضول القارئ بالحكي حول حياتها السابقة، و حكاية حب مجنونة خلفت لها المزيد من العناد، وحب البقاء كما هي بيروت. مي تبقى جميلة دوماً كما هي بيروت، حتى يوم تشوه وجهها بانفجار المرفأ، وحاصر الغبار، والدخان الوجه الجميل لم تفقد جمالها، ولا بيروت ماتت، فالمدينة لا تختنق، ولا تموت لكن تموت القطة المريضة بين الصفحات لتحزن مي، حزنا آخر لا يشبه يوم انفجار المرفأ، مي العجوز التي تزداد عجزاً، وتزداد حضوراً، ترحل، ولا ترحل، تخرج من شقتها، ولا تخرج من صفحات الرواية، ولا تخرج من مخيلة القارئ، فقد منحتها نجوى بركات هذا العناد على البقاء قيد الذاكرة، ذاكرة بيروت الحزينة التي تمنح الفرح، وذاكرة القارئ الذي يتشبث بالصفحات الى نهايتها أملاً في عودة مي.

مهنة سرية لمحمد بركة.. شخصية روائية خارج المألوف

لا تخطئ فهم غلاف الرواية، ولا تظن أن الروائي المصري محمد بركة يتحدث عن المؤسسات السرية التي تمسك خيوط العالم، فالعين داخل المثلث على الغلاف لا ترتبط بتلك الصورة الشهيرة لنفس العين داخل المثلث على...

حنـين الصـايغ تكشــــف الغــــموض في «ميثــــــاق النـــــساء»

في بداية حياتي العملية، سمعت زميلا لي من الجنسية اللبنانية يحكي بأنه لا يصوم رمضان بناء على ديانته، وأكمل جملته بأنه درزي، فتحت عيني على وسعها، وأنا أسمع لأول مرة عن الدرزية، وانتشارها في مناطق...

«كشتبان» لأميمة صبحي.. علامة هندية في أدب الرحلات

لم أقرأ حول أدب الرحلات منذ زمن، ربما لأن الرحلات صارت متاحة، وميسرة جدا، وربما لاعتقادي أن الكتاب لن يقدم اكثر مما تقدمه الشاشات الكبيرة، والصغيرة اليوم على وسائل التواصل مثل اليوتيوب والتيك توك، وغيرهما،...

رواية «المسحورة» لرشا سمير تقدم صورة مبهرة لمجتمع واحة سيوة المصرية

«أو هكذا تقول الأسطورة» ليست الأسطورة التي تقول، ولكنها الروائية المصرية الدكتورة رشا سمير، طبيبة الأسنان التي أصدرت أربع روايات قبل هذه الرواية التي بين أيدينا اليوم، رواية المسحورة التي صدرت منها ثلاث طبعات خلال...

ما سر رسالة نابليون إلى شاه إيران في رواية جان دوست «الأسير الفرنسي»؟

يكتب الروائي السوري الكردي جان دوست رواية شيقة حول رجل فرنسي يحمل رسالة من الإمبراطور نابليون بونابرت إلى شاه إيران القاجاري عام 1805، يحملها مع الهدايا والتحف الثمينة، ويمر عبر المساحات الشاسعة، وفي ما هو...

أغنيات للعتمة لإيمان حميدان.. بيروت التي لا تغادر ذاكرة محبيها

«تركت بيروت ورائي، مدمرة راكعة حزينة فاقدة روحها وناسها و شبابها»هذا ما كتبته ايمان حميدان، الروائية اللبنانية على لسان احدى شخصياتها في روايتها الأخيرة (أغنيات للعتمة) شخصية اسمهان التي غادرت بيروت الى نيويورك عام ١٩٨٢...

إيناس حليم.. تعيد البحث عن سيدة سقطت في حفرة قبل 50 عاماً

حكاية السيدة التي سقطت في الحفرة، رواية بطعم التحقيق الصحفي الاستقصائي للكاتبة المصرية المبدعة إيناس حليم تتعرض بشجاعة لحكاية غامضة من حكايات مدينة الإسكندرية التي تفرد شعرها على الشط، بحسب كلمات عبدالرحمن الأبنودي وغناء عبد...

د. هدى النعيمي تكتب عن «أزمنة العنف» للروائية رزان المغربي: الرسام الإنجليزي.. بين سنوات الحرب والثورة الليبية

عندما تصادف رواية بعنوان (الرسام الانجليزي) يتبادر إلى الذهن فورا، وقبل الدخول في التفاصيل، الفيلم السينمائي الرائع (المريض الانجليزي) الذي تدور أحداثه مع الجنود وشخصيات عامة، إبان الحرب العالمية الثانية، تلك الأحداث التي كتبها الروائي...

د. هدى النعيمي تكتب من عاصمة الضباب: هل تساءلتم وأنتم في لندن أين هو مسرح شكسبير..؟

يحلو لي كلما زرت مدينة الضباب لندن ممارسة رياضة المشي لساعات على ضفاف نهر التايمز، الذي يشق المدينة إلى ضفتين جنوبية وشمالية، بخلاف القنوات المائية الصغيرة المتفرعة من هذا النهر الأساس، وليس من السهل أن...

أدب الطفل بين الرسمي والشخصي وتبدلات المناخ الثقافي والاجتماعي

كلما أثيرت قضية أدب الطفل في أي منتدى يبرز الى سطحها سؤالان أساسيان: ما هو دور المبدع؟ وإلى أي حد تقوم الجهات الرسمية برعاية ذلك النوع الصعب من الأدب؟ والحقيقة أن صعوبة الكتابة للأطفال، وقلة...