عدد المقالات 200
«قطر أظهرت قولاً وعملاً على مر السنين تضامنها الكامل ودعمها المطلق للبنان»، ربما تكون هذه العبارة الأكثر توضيحاً للموقف القطري من لبنان على مر السنين. وتزداد أهميتها أنها على لسان رأس الدولة اللبنانية فخامة الرئيس العماد جوزاف عون الذي وصل إلى الدوحة أمس في زيارة رسمية، تحمل الكثير من الأهمية في هذا التوقيت الحساس الذي تمر به المنطقة بشكل عام، ولبنان بشكل خاص. ولطالما كانت قطر في مقدمة الدول التي سعت مراراً إلى استقرار الدولة اللبنانية والذي يعود بدوره بالحياة المستقرة للشعب الشقيق، ولعلنا نتذكر في هذا المقام أن الدوحة دعت خلال فترة «الشغور الرئاسي» ببيروت السنوات الماضية، إلى ضرورة وسرعة انتخاب رئيس جديد للبنان، وقدمت الكثير من الدعم إلى المؤسسات اللبنانية وفي مقدمتها الجيش الوطني. وقبل هذا وبعده فإنه خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على جنوبي لبنان، سعت قطر إلى وقف هذا العدوان الإجرامي، وإعادة الهدوء إلى كامل الأراضي اللبنانية، تمهيدا إلى عودة الحياة إلى طبيعتها في البلد الشقيق، الذي يعاني من أزمات اقتصادية تتطلب خطوات ملموسة لإنعاش الاقتصاد، وعودة موارده الرئيسية ويتقدمها القطاع السياحي، والذي بدأ بالفعل السير في طريق إستعادة بريقه، وهذا ما أكده فخامة الرئيس عون، أمس، خلال لقائه رؤساء تحرير الصحف القطرية، أمس. رحابة صدر لقد كان اللقاء مثمرا، واستقبلنا الرئيس برحابة صدر، وأجاب عن الكثير من التساؤلات بشأن ما يمر به لبنان وما تشهده المنطقة من أحداث جسام. وكان تقدير فخامته للدور القطري الداعم لبلاده حاضرا طوال اللقاء، وظهر مدى تقدير فخامته للدور القطري الداعم لبلاده، حيث تحدث عن المساعدات القطرية المختلفة التي تلقتها بيروت، وسبل تعزيز التعاون المشترك بين البلدين في مختلف المجالات. وثمَّن فخامته الدور الإيجابي والمتواصل لدولة قطر في دعم بلاده في مختلف القضايا والظروف، منوهاً بأن دولة قطر أظهرت قولاً وعملاً على مر السنين تضامنها الكامل ودعمها المطلق للبنان لتجاوز أزماته على كافة الصعد، معربًا عن ثقته بأن هذه الزيارة ستساهم في تطوير العلاقات الثنائية بما يعكس روح الأخوة العربية الصادقة والرغبة المشتركة في النهوض بالمصالح المشتركة للبلدين، ودعم الاستقرار في المنطقة. وعاد الرئيس عون للحديث بشكل تفصيلي عن وقوف دولة قطر الدائم إلى جانب لبنان خلال الأزمات، خاصة عبر تسيير جسر جوي يحمل دعماً طبياً وغذائياً ومواد إيواء خلال العدوان الإسرائيلي الأخير، إلى جانب وقوف قطر خلال الأزمة الاقتصادية في لبنان من خلال تقديم الوقود لدعم المستشفيات الحكومية والمرافق الصحية، ونوه خصوصا بدعم قطر لإعادة تأهيل مستشفى «الكرنتينا» بعد الضرر الذي أصابه عقب انفجار مرفأ بيروت في عام 2020. الأوضاع الداخلية اللبنانية اللقاء تطرق إلى العديد من القضايا المتعلقة بأمن واستقرار لبنان وعلاقاته مع غيرها من الدول. وبشأن الأوضاع الداخلية في بلاده، شدد الرئيس اللبناني على أن هدفه الآن هو ضمان فرض سيادة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية، وحصر السلاح بيد الجيش والقوى الأمنية الرسمية. وأكد أن جميع اللبنانيين يتمتعون بنفس الحقوق والواجبات في بلدهم، ولكن «استخدام السلاح بعيداً عن الجهات الرسمية أمر غير مسموح به». واستغل الرئيس عون الفرصة للتأكيد على أن بلاده أصبحت الآن أكثر أماناً ومستعدة لاستقبال السياح من مختلف بلدان العالم، خاصة من الدول العربية، فكل من يزور البلاد سوف يشعر بهذا القدر من الأمان وسيشعر أيضاً وكأنه في بلده الثاني. وكانت العلاقات اللبنانية السورية حاضرة خلال لقاء فخامته معنا، فهو يرى أنها علاقات راسخة وقوية، معرباً عن توقعاته بأن تشهد خلال الفترة المقبلة المزيد من التنسيق والتعاون في مختلف القضايا العالقة بين البلدين. عمق تاريخي عند النقطة السابقة انتهى اللقاء مع الرئيس جوزاف عون، وقد خرجنا جميعا بانطباع ومؤشر على أن لبنان الأرض والشعب تتجه نحو مرحلة جديدة من استعادة «الروح» التي طالما غلفت هذا البلد الأبي، وشعبه الشقيق الذي خاض على مدار تاريخه تحديات جمة، استطاع رغم صعوبتها ومآسيها الخروج منها منتصرا وموحدا، متخذا من «الفسيفساء» اللبنانية مصدر قوة لا تشرذم، إذ أن «اللبناني» معروف بحبه للحياة ووطنه ولا يرضى عنه بديلا، حتى لو اضطرته الظروف إلى السعي في الأرض من أفريقيا إلى الأمريكتين مرورا باستراليا وأوروبا. إن العلاقات بين قطر ولبنان بعمق تاريخي وتأثير إيجابي، ترتكز على روابط أخوية وتعاون مشترك في إطار المنظمات الإقليمية والدولية، مثل جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي. وتعود هذه العلاقات إلى أكثر من خمسة عقود، شهدت خلالها تعاوناً مثمراً في الاقتصاد والأعمال الإنسانية، لا سيما في الفترات الصعبة. وبرزت قطر كشريك موثوق، حيث ساهمت في إعادة بناء 12 ألف وحدة سكنية في جنوب لبنان دمرتها إسرائيل خلال حرب يوليو 2006. وتعبّر السلطات اللبنانية دائما عن رغبتها في تعزيز التعاون الثنائي عبر مشاريع مشتركة في المرافئ، والمطارات، وقطاع النقل، لدعم التنمية الاقتصادية وتحسين البنية التحتية، مع التركيز حالياً على إعادة تأهيل الطرق، والمعابر الحدودية، والمرافق الحيوية المتضررة من العدوان الإسرائيلي الأخير. وتحرص قطر على بناء شراكات استراتيجية مستدامة، لا تقتصر على المساعدات الطارئة، بل تشمل مشاريع تنموية طويلة الأمد، مؤكدة أهمية استقرار لبنان وسيادته عبر الحوار والتوافق الوطني. أن زيارة سمو الأمير إلى بيروت عام 2019 للمشاركة في القمة العربية الاقتصادية، وزيارات المسؤولين القطريين، تؤكد سياسة الانفتاح على جميع مكونات الشعب اللبناني. كما أن الدبلوماسية القطرية أثبتت نجاحها عبر اتفاق الدوحة 2008، الذي أنهى أزمة سياسية ومهد لانتخاب رئيس وتشكيل حكومة وحدة وطنية. وتواصل قطر دعم الحوار بين الفرقاء اللبنانيين، مؤكدة على الإصلاحات الهيكلية والشفافية لاستعادة الثقة. وفي يونيو الماضي، قدمت قطر 60 مليون دولار لدعم الجيش اللبناني، بتوجيهات من حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى، وفي يوليو 2023، قدمت 70 طناً من المواد الغذائية شهرياً لمدة عام، كما أعلن صندوق قطر للتنمية في سبتمبر 2023 عن إعادة بناء مستشفى الكرنتينا في بيروت، بالتعاون مع وزارة الصحة اللبنانية، ضمن جهود الإعمار بعد انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس 2020، تماشياً مع تعهدات سمو الأمير في مؤتمر المانحين بباريس. ومنذ انفجار المرفأ، لعبت قطر دوراً محورياً في تقديم المساعدات الإنسانية، شملت الدعم الطبي والغذائي وإنشاء مستشفيات ميدانية. ومؤخرا وفي 8 أكتوبر الماضي، أطلقت قطر جسرًا جويًا لإغاثة المتضررين من أزمة النزوح، تضمن حمولات طبية ولوجستية، وشاركت الدوحة في المؤتمر الدولي لدعم لبنان بباريس، مؤكدة التزامها بدعم الشعب اللبناني مع الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي. وكان قطاع التعليم من القطاعات الحاضرة بقوة في الدعم القطري للبنان، فالدوحة تدعم استمرارية التعليم في الأزمات عبر «مؤسسة التعليم فوق الجميع»، مقدمة برامج للتعليم والصحة النفسية للأطفال المتضررين، ومع مساهمات من إرث كأس العالم 2022. هذا بالإضافة إلى دعم الجيش اللبناني بعمليات التزود بالوقود، بالشراكة مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. وخلال جائحة كورونا، قدمت قطر مساعدات غذائية ووقوداً للقطاع الصحي، بالتعاون مع منظمات دولية ومحلية. وتندرج المساعدات القطرية ضمن سياسة إنسانية شاملة، تساهم في استقرار لبنان كركيزة للأمن الإقليمي. تتطلع الدوحة إلى أن تكون جهودها نموذجاً للتضامن العربي، لإعادة بناء دولة تلبي تطلعات شعبها وتحقق الإصلاح والتنمية. كلنا ثقة على عودة لبنان كما كان.. مزدهرا.. متألقا.. محبا للخير وعاشقا للحياة. @FalehalhajeriQa
افتتح حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، صباح يوم أمس الثلاثاء 21 أكتوبر 2025، دور الانعقاد العادي الرابع والخمسين لمجلس الشورى، في لحظة سياسية تؤكد استمرار الدولة على نهجها...
حين تشتعل الحروب وتنتكس معاني الإنسانية، لا يُقاس القادة بما يقولون، بل بما يفعلون. وفي زمن كثرت فيه الخطابات وقلت فيه المبادرات الإقليمية والدولية لإحلال السلام، برزت دولة قطر كوسيط نزيه لها دورها الفاعل، يقودها...
في مشهد وطني يعكس نضج التجربة القطرية ووضوح رؤيتها، دشنت دولة قطر، تحت رعاية معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، الإستراتيجية الوطنية لتعزيز النزاهة والشفافية والوقاية من...
في صباح السابع من أكتوبر، تتجدّد الذكرى الثانية لــ «طوفان الأقصى»، يوم تقف فيه غزة على فوهة بركان على نحو استثنائي، وتقف الأجساد بين أنقاض المنازل وتجمعات بمئات الآلاف الذين تلاحقهم آلات الموت للاحتلال الإسرائيلي....
حدثان مهمان يحملان الكثير من الدلالات وسيكون لهما العديد من الانعكاسات على أمن المنطقة، الأول توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الأربعاء، أمرا تنفيذيا تعهد فيه بضمان أمن دولة قطر، بما في ذلك استخدام القوة...
في لحظة تاريخية تتجه فيها أنظار العالم نحو نيويورك، ألقى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى (حفظه الله)، خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثمانين. ولم يكن...
انعقدت في الدوحة، يوم أمس الاثنين 15 سبتمبر 2025، القمة العربية الإسلامية في ظروف غير مسبوقة، حيث جاء القادة إلى عاصمتنا «دوحة السلام» التي تعرضت لاعتداء إسرائيلي غادر، استهدف بيتا آمنا تقيم فيه عائلات فلسطينية...
لم يكن مساء التاسع من سبتمبر 2025 يوما عاديا في تاريخ قطر والمنطقة. فالعاصمة الدوحة، التي اعتادت أن تكون جسرا للحوار وميدانا للوساطة، فوجئت بضربة إسرائيلية غادرة استهدفت أرضها في سابقة خطيرة هي الأولى من...
في مشهد ينذر بتحول نوعي في مسار العدوان الإسرائيلي الوحشي بالمنطقة، استهدفت صواريخ إسرائيلية مساء أمس الثلاثاء، «دوحة السلام»، لتُصيب مقرات سكنية يُقيم فيها عدد من أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس، ممن كانوا منخرطين في...
في زمن بات تناول الألم والعذاب الذي يعيشه إخواننا في غزّة بشكل اعتيادي، كان صوت الصحفي الميداني أنس الشريف من قلب المأساة الفلسطينية، بمثابة صرخة ضمير: «لم أتمالك نفسي من هول المجازر، لكنني وجدت صوت...
لم تعد الوساطة في النزاعات الدولية حكرا على القوى الكبرى أو المنظمات الأممية، بل برزت دولة قطر في العقدين الأخيرين كلاعب محوري في هذا المضمار، تجمع بين الحياد السياسي، والقدرة الاقتصادية، وشبكة علاقات إقليمية ودولية...
بين اتساع رقعة الحرائق في الإقليم، واستمرار الاشتباك المباشر بين إيران وإسرائيل، وجدت دولة قطر نفسها – دون رغبة أو انخراط – أمام لحظة فارقة. ولم تكن الدوحة طرفا في المواجهة، لكنها استُهدفت. ولم تكن...